شهدت حلقة الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، ببرنامج «قابل للجدل»، المذاع عبر فضائية «العربية»، مشادات كلامية أكثر من مرة خلال اللقاء مع مقدم البرنامج الإعلامي نايف الأحمري، إذ هدد الفقي بالانسحاب من الحلقة التي وصفها بأنها بمثابة عملية استدراج لتأكيد صورة مشوهة عنه. حلقة مصطفى الفقي في قناة العربية في بداية الحلقة، سأل المذيع، الفقي عن رأيه في مقطع الفيديو المسرب للرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي؛ ليرد الفقي بأن انتزاع أي مقطع لحديث سياسي لمسئول من سياقه العام وإبرازه وحده بمثابة جناية وغياب للعدالة فالأمور تؤخذ بسياقها. وقال الفقي: «عبدالناصر كان في مرحلة مراجعة لبعض أخطاء ثورة يوليو 1952، والحديث عن أنه كان انهزاميًا هو أمر مضحك، فعبدالناصر كان محافظًا على قوميته حتى مماته». وكان تسجيل صوتي نادر للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر مع القذافي أثار جدلًا واسعًا، حيث أعاد فتح النقاش بشأن طبيعة سياسات عبدالناصر في سنواته الأخيرة، خصوصًا إزاء الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف المصري من قضايا الحشد العسكري والحلول السلمية. ماذا قال مصطفى الفقي عن أم كلثوم؟ علق الدكتور مصطفى الفقي على الجدل المثار مؤخرًا بسبب تصريح نسب إليه وصف فيه كوكب الشرق أم كلثوم بأنها «لطيفة»، إذ انفعل قائلًا: «حديثي عن أم كلثوم بأنها لطيفة المقصود منه الإشادة وما تم ترويجه حول تصريحاتي حملة على مصر ورموزها». وقال المذيع إنه يسأل فقط عن «الأمور المثيرة للجدل» ولا يتحدث عن رأيه، ليرد الفقي: «لا بالعكس أنت تختار الموضوعات الرفيعة، سفاسف الأمور، كلمني في القضايا السياسية، علاقات عبدالناصر بالقوى الغربية، أنا رجل بتاع علوم سياسية، جايبني تعمل برنامج تريند؟!». ورد المذيع بالقول إن الجمهور هو من أطلق وصف «التريند» على تصريحات الفقي، لينفعل المفكر السياسي: «أنا أبحث عن تريند؟! أنت الآن تغالط، أنا مسجل الحديث بالكامل وهطلعه كله ومينفعش كده أبدًا، أنت بتستدرجني لإدانتي وتؤكد لنفسك أني مخطئ؟! جايب فكر مسبق معلب.. هل أنت قاضٍ عليّ؟؟». وأضاف الفقي: «أشعر أن ما جرى اليوم عملية استدراج لتأكيد صورة مشوهة عني، أنا ناصع البياض، تاريخي ناصع البياض، أعرف من أنا والكل يعرف من أنا وأنا رجل قومي عروبي حتى النخاع». وحاول المذيع امتصاص غضب الفقي، قائلًا: «دكتور مصطفى أعيد لك مرة آخرى أنا صحفي واسأل فقط في الأمور التي أثير الجدل حولها وليس رأيي». واستطرد الفقي: «أنا جت لك بنِية طيبة ولو أعرف من معد البرنامج أنه يتطرق إلى هذا المستوى من الحديث ما جئت، ليس لي مصلحة آجي وأطلع الدور ال18 وأنا مرهق، أنا أخطأت إني جيت»، بحسب تعبيره. مصطفى الفقي ينفعل على مذيع العربية تصاعدت وتيرة التوتر خلال اللقاء، عندما واجه نايف الأحمري، مصطفى الفقي بتصريحات سابقة له: «قلت إن دولًا أعطت أموالًا لدول أخرى حتى لا تنتخبك أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية». وشكّل هذا السؤال بداية لتوتر واضح خلال الحوار، إذ اعتبره مصطفى الفقي سؤلا استفزازيًا وغير مهني، ورد عليه بنبرة حادة قائلًا: «قل ما تشاء، وكمل المعزوفة اللي أنت جاي بيها، ولما تخلص قولي عشان امشي، هذا ليس حوارًا بل برنامج من برامج التوك شو». وأبدى الفقي استياءه الشديد من طريقة الحوار، قائًلا: «لو كنت أعلم أن الحوار سيكون بهذه الطريقة، ما كنت حضرت، أنا لا أقبل بهذا إطلاقًا». وأكد الفقي أنه كان أحق بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أنه يفضل عدم الخوض مجددًا في تفاصيل هذه المرحلة، بقوله: «كفى حديثًا عن هذا الأمر، ولا أريد استكمال هذا اللقاء». وانتقد الحوار قائلًا: «ده برنامج توك شو مش برنامج سياسي ولو أعلم ما كنت لأتي للتسجيل، كفى حديثًا، أنت رجل غير مهني ومنحاز تمامًا». وطلب الفقي ببث الحلقة كاملة كما هي، قائلًأ: «قالولي برنامج مسجل ولو أذيع بغير ذلك سأقاضيكم»، معربًا عن أمله في أن يتم التعامل بمهنية وموضوعية، ليعقب المذيع: «يا دكتور لا تفرض علينا شيء». وتابع المفكر السياسي: «أنا مبفرضش عليك ولا حاجة، أنتم تفرضون علينا كل شيء، أنتم السادة أنتم الذين تملكون، نحن الفقراء إلى الله، يا سيدي خلاص مش عاوزين حاجة من حد»، ليرد المذيع في النهاية: «كلنا فقراء إلى الله يا دكتور».