بصراحة شديدة حال الاعلام بعد ثورة يناير اختلف كثيرا ولكن الحال بعد ثورة يونيو اختلف اكثر اذا كان من الطبيعى وجود بعض الاعلاميين وبعض وسائل الاعلام التى لها توجه ما نحو ثورة يناير او يونيو ولكن الغير طبيعى ان نجد هذه الوسائل وإعلامييها يريدون فرض هذا التوجه لاسباب خاصة بهم من خلال قنواتهم الاعلامية اواستضافة كل من يعبر عن هذا التوجه وهنا اتحدث تحديدا عما يتردد فى بعض القنوات الفضائية التى كانت ضد ثورة يناير فى البداية لانها تهدد مصالحها ثم وجدت انها تسبح عكس التيار فتلونت ولكنها لم تؤمن حقا بالثورة والان تصفها بالمؤامرة وتحاول هذه الوسائل من خلال إعلامييها التاكيد على هذه النظرية وتلويث كل من شارك فيها ومحاربتهم من خلال منابرهم الاعلامية .الجميع يعلم ان هناك اخطاء صاحبت ثورة يناير وان هناك اطراف عدة كانت لها مطامع و اهداف لقيام الثورة والقضاء على النظام السابق ولكن هذا لا يعنى ان كل من شارك فيها كان خائن او عميل او طامع فى السلطة ولكن القاعدة العريضة من الشعب وخصوصا الشباب الذى خرج فى الثورة كانت اهدافه واضحة وهى العيش والحرية و الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية فاين نظرية المؤامرة من هؤلاء الذين ضاقوا من السلطة التى اغرقت البلاد واصبح معظم الشعب يعيش تحت خط الفقر وعانى من المرض و تدهور التعليم وتدهور الحالة السياسية و غيرها من المشاكل التى عانى منها الشعب المصرى قبل الثورة والتى ادت الى انتفاضتة الكبيرة يوم 25 يناير تحولت الى ثورة شارك فيها جموع الشعب لتحقيق مطالبهم وبالطبع كان هناك المتربصين واصحاب الاهداف الاخرى التى ايضا كان من مصلحتهم رحيل النظام وقد انكشفوا بعد ايام او شهور او سنوات ومن هنا اقول ان الحكم الان على هذا الحدث الجلل ليس فى مصلحة مصر فالحقائق ستظهر تباعا بمرور الايام والغريب ان نجد الخلاف الان بدأ يتجه نحو ثورة 30 يونيو وبدأت الخلافات بين بعض القوى الثورية و المناضلين و المشاركين فيها لمحاولة اثبات شيء واحد وهو انه السبب فى الثورة وليس احدا اخر وان دوره هو الممهد لها وليس اى دور اخر فيخرج علينا الفلول ويؤكدوا ان يونيو هى الثورة الحقيقية لانهم شاركوا فيها ضد الاخوان وان يناير كانت مؤامرة من وجهة نظرهم لانها هددت مصالحهم ويخرج علينا الاعلاميين الرافضين لثورة يناير ويؤكدوا انهم السبب الرئيسى لثورة يونيو والممهدين لها لحربهم ضد الاخوان وغيرهم الكثير وكل هذا تتلقفه جماعة الاخوان ومواليها ويسيروا مع هذا التشتيت ويدعموه بكل قوتهم لتستمر حالة الصراع والحالة الجدلية فى المجتمع نحو هذا الامر فالمشكلة ليست فى من قام بالثورة او من مهد لها فأذا امعن اى عاقل التفكير فى الحدث يرى ان الشعب المصرى وحده هو صاحب هذه الثورات وهو من خرج لحماية وطنه واولاده ووضع الوطن فى مساره الصحيح الذى يتمناه ولكن ان يعتبر اصحاب المصالح ان ثورة يونيو كعكة ويحاولوا تقسيمها بينهم واثبات ان كل منهم هو عامل مؤثر فى الثورة ويريد كتابة اسمه فى تاريخها فلابد ان يعى فى البداية ان اهداف الثورة لم تكتمل بعد وانه مازال امامنا اختبار قوى وحاسم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة وبعد انتهاء الانتخابات لازال امامنا مرحلة اعادة بناء الوطن ومؤسساته وهو مابدات فيه الحكومة ولن تحققه وحدها بل مع مجلس تشريعى قوى يعبر عن الشعب وطموحاته واماله وتحديدا لن يحدث هذا الا بعد انتهاء الحالة الجدلية الهزلية حيث تتضح الامور وهنا سيكتب التاريخ الذى لا يكتب بين ليلة وضحاها فهذا الوقت ليس وقت تقسيم الغنائم الذى يختلط فيه الحابل بالنابل وبالتالى سيكون الخاسر الوحيد هو الوطن فقد كانت عظمة ثورة يونيو انها جمعت كل اطياف الشعب المصرى نحو هدف واحد وهو استرداد هوية الدولة من الاخوان لاستكمال مطالب ثورة يناير والان للاسف نجد ان الفرقة تدب بين اوصال تحالف يونيو والسبب الرئيسى والمحفز لذلك هو بعض وسائل الاعلام المنفلتة التى تسعى لتحقيق اهدافها الدنيئة على حساب الوطن و تحاول تشتيت العقول والعبث بها وتوصيل رسائل متحيزة لافكارهم ورؤاهم للمواطن المصرى البسيط الذى غالبا ما يقع فريسة لهذا الاعلام الذى يضع السم فى العسل لتحقيق اهدافه وكل هذا بحجة الديمقراطية والراى والرأى الاخر . اليس من الافضل ان يتم استثمار حالة الشعب الرائعة والتى ابهرت العالم كله فى الخروج العظيم يوم 30 يونيو فى اعادة ترتيب وبناء الوطن وتحديد الاولويات والمهام التى يحتاجها منا الان ونسعى جميعا لتحقيقها . ولقد اصبح المواطن الان ضحية لوسائل الاعلام هذه التى لا تقدم الا نوعين من البرامج النوع الاول هو برامج التوك شو او الحوارات و التى تسير فى اتجاها او تحقق اغراضها اوتسعى لاثارة الفتنة من اجل زيادة اعداد المشاهدين لتحقيق نجاحات زائفة على حساب هذا الوطن من خلال اعطاء المساحة والوقت للمتلونين واصحاب المصالح الخاصة والذين يتحدثون دائما باسم الشعب وهم فى النهاية لا يهمهم الا مصالحهم الخاصة . والنوع الثانى هو برامج ترفيهية تافهة هدفها الهاء الشعب وتسطيحه وليس تقديم برامج للتوعيه او التعليم او التثقيف اوالنمو الفكرى والاخلاقى اوبث روح العمل والابتكار او تسليط الضوء على الشباب ورؤاهم نحو المستقبل وكيفية الاستفادة من القدرات الموجودة لدىهم او لدى المواطنين فى اعادة بناء الوطن فهذا الشعب كما يقول الجميع عنه القائد والمعلم ولكنه يحتاج الى عدم العبث بعقوله ليستمر فى دوره كقائد ومعلم واقول لكل من يتحدث باسم حرية الاعلام ان هذا ليس ابدا فى مصلحة الوطن فاما ان تقولوا خيرا او تصمتوا This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.