كوريا الجنوبية تتخذ تدابير لمواجهة حرب عملات عالمية محيط كريم فؤاد بدأت حكومة كوريا الجنوبية في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة صدمة محتملة يتوقع أن تؤثر على الصناعات المحلية جراء حرب اسعار صرف العملات الأجنبية. وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى في تصريح لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للانباء ان حكومته تخطط لتحويل سياساتها من التركيز على الشركات الكبرى الى تشجيع صادرات الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم في حال فشل تسوية سعر صرف العملات الأجنبية بين الدول. واضاف المسؤول الذي لم تكشف "يونهاب" عن اسمه ان كوريا الجنوبية بدأت عملية تحليل الوضع بصورة دقيقة واعداد التدابير اللازمة لمواجهة تأثيرها على الصناعات المحلية نتيجة لخلافات الدول حول سعر صرف العملات الأجنبية. وبدأت الوزارات الاقتصادية المعنية في دراسة مدى تأثير حرب سعر صرف العملات على الصناعات المحلية في المستقبل والظروف المتوقعة وسبل تشجيع صادرات الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم كبدائل لذلك. ويأتي هذا التحرك وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" انطلاقا من مفهوم أن الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم يجب أن تقود عملية تسريع وتيرة الانتعاش للاقتصاد المحلي في الوقت الذي يتوقع فيه انخفاض حجم الصادرات من الشركات الكبرى. وترى الحكومة أن استمرار قوة الوون الكوري الجنوبي سيشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد على التصدير حيث أثر معدل صرف العملة في حدود 1100 وون مقابل الدولار الأمريكي مؤخرا على القطاعات الرئيسة للتصدير مثل السيارات والالكترونيات. واضاف المسؤول الحكومي ان الجهات المختصة تبحث عن سبل لزيادة الصادرات المصنعة من الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم تحسبا لانخفاض حاد في الصادرات المحلية التي تعتبر محرك النمو الاقتصادي في البلاد في حال تأثير قضية حرب صرف العملات في العالم سلبا على الاقتصاد العالمي. وعبر عن قلقه ازاء امكانية التباطؤ في مسار الانتعاش الاقتصادي المحلي اذا استمرت حالة قوة الوون مع الركود الاقتصادي العالمي حتى العام القادم مشيرا الى صعوبة تحقيق النمو الاقتصادي المحلي في العام القادم بنسبة 5 بالمئة ما لم تتخذ الدولة اجراءات استباقية لمواجهة هذه الظروف. واضاف ان "أكبر ضحية من حرب صرف العملات بين الدول الكبرى هي الدول الناشئة التي تعتمد على التصدير مثل كوريا الجنوبية" مشيرا الى ان "الحل هو تعزيز التصدير والقوة التنافسية للشركات المتوسطة والصغيرة الحجم". وقد حذر حذرت منظمة التجارة والتنمية التابع للامم المتحدة فى جنيف من حرب العملات الدائرة حاليا فى اسواق المال العالمية، مشيرة إلى إلى الاخطار الكبيرة التى يمكن ان تنجم عنها وفي مقدمتها توجه الدول الى استخدام سياسات حمائية مجددا وبما يضر بالاقتصاد العالمى بقوة. وحذرت "الاونكتاد" فى تقريرها السنوى المعني بتوجهات الاستثمار الاجنبي المباشر ان توجه الحكومات نحو خفض الاستثمار العام بسبب التخوفات من تزايد العجز والمديونية سوف يؤدي الى عدم قدرة الاستثمار الاجنبي المباشر الى العودة بقوة الى الساحة في المرحلة الحالية. واضاف التقرير الذي أوردت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" ان تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر عالميا قد عادت الى الانخفاض من جديد خلال الربع الثاني من العام الجاري 2010 وذلك بعد اربعة ارباع من المستوى المنخفض لتدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر بسبب الازمة المالية العالمية. واضاف التقرير من خلال ارقامه ان تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر قد انخفضت في الربع الثاني من العام الجاري بحوالي 25 % مقارنة بمستواها في الربع السابق عليه من العام وبحوالي 17 % مقارنة بنفس الربع من العام الماضي 2009 . واشار الاونكتاد الى ان الانخفاض في تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر قد بلغت نسبته حوالي 40 % مقارنة بمستوى تلك التدفقات خلال فترة الارتفاع في العام 2007 .