محبو صلاح طاهر يحتفون بعيد ميلاده بالقاهرة بمناسبه عيد ميلاده احتفت مكتبة القاهرة به ، كما أقامت ندوة أدارها محمد حمدي مدير المكتبة, هو الفنان الكبير صلاح طاهر, الذي تعودت القاهرة أن تشهد حفل ميلاده في كل عام طوال حياته قبل أن يرحل هذا العام. صلاح طاهر محيط رهام محمود br بدأت الندوة بكلمة مدير المكتبة عن الفنان الكبير صلاح طاهر, وبتقديم المحاضرين الذين تحدثوا عن تاريخ الفنان وكشفوا عن أسرار حياته وشخصيته, كما تحدث بالندوة ابنه أيمن طاهر الذي بهر بوالده وأراد أن يتحدث أبيه بنفسه في هذه الندوة فقدم شريطا مسجلا عن برنامج كان يتحدث به الفنان طاهر في آخر أيامه. الناقد مكرم حنين تحدث عن الاتجاهات الفنية التي تناولها صلاح طاهر طوال مشواره الفني, فهو كثيرا ما ينحاز للطبقات الشعبية من فلاحين وعمال والسيدات اللاتي تسرن في الشارع بملابسهن الشعبية البسيطة. وذكر حنين انه في عام 1966 كتب مقالا عن طاهر في مجلة الطليعة تحدث فيها عن خمس لوحات للفنان كانا يطرح بهم الفلاحة المصرية, بنيته للأرابيسك والمشربيات, وشموخ المآذن المزخرفة. كما حلل حنين المراحل السبع التي مر بها الفنان حيث قال: في العشرينات دخل طاهر المرحلة الأكاديمية عندما بدأ الدراسة, حيث اهتم بانضباط النسب, وبالتلوين في الصباح الظل والنور, المساحات كيف تتجاور ليبدع فيها الفنان فكانت موضوعاته تخضع للمناظر الطبيعية. أضاف: وفي الثلاثينات بدأ يدخل في المدرسة التأثيرية يرسم الفلاحات, ويتعرض للقرى لم يكن مستعينا بأي صور فوتوغرافية في حياته, بل كان يتجاوب مع الواقع ويرسمه, أما عن البورتريه فكان يضيف عليه سمات من الفرح والجمال والتألق, فكانت رؤيته بأن الأشخاص ترسم بشكل جذاب وممتع. يواصل حنين: في الأربعينات مر بالمرحلة الوحشية, وكان أستاذا مشرفا على الدراسات العليا بمرسم الأقصر, كما كان محكما في مشاريع التخرج في كلية الفنون الجميلة, وقال بعض الرواة انه عمل أستاذا في القسم الحر لفترة امتدت عشر سنوات. ويقول أيضا حنين: عرف صلاح طاهر بالألوان الصريحة, وقوة الأعمال البرتقالية, والحمراء اللون, وألوان نهر النيل الزرقاء القوية والممتعة, ألوان السماء والجبال, فكان في هذه المرحلة يطلق حرية اللون ووحشيته في اللوحات. في الخمسينات دخل في مرحلة التجريد, حيث بدأ بالتجريدية الوسطية, فكان يرسم "بالسكينة والمعجون" ويحاول إحباط الفيجر "الجسد البشري", ثم تداخلت في السبعينات مع هذه المرحلة التجريدية التعبيرية محاولا تأكيد إمكانياته الفنية وأن الفن لا يقف عند حدود. حين يكون في حالة إبداع كان ينتابه التوتر فلا يستطيع مثلا أن يتكلم مع أحد, أو يرد على الهاتف, انطلقت التجريدية التعبيرية في جدارياته حيث فرد الأوان بمساحات كبيرة بالسكينة الضخمة لا بالفرشاة, وأهتم في هذه الفترة بالتجريدات الهندسية, وتكسيرات متبعة للفورم. لوحة لصلاح طاهر يتابع حنين: في الثمانينات اتجه للألوان فأعماله تبدو تجريدية غنائية, حيث تعامل مع الألوان ودخل بها في عمق الموسيقى, ولكن الغنائية اقرب لأن الألوان تتغنى بتفاصيلها اللونية تتألق وتشتد داخل العمل الفني, وقد سمي طاهر هذه المرحلة بالتجريدية الموسيقية. في الألفية الثالثة حدث تغير ملحوظ في أعماله, حيث ظهر اللون الأسود بقوة شديدة في أعماله فقد استخدمه في مراحل مختلفة يكاد يكون محيط بالأشكال داخل العمل أو متدرج به ولكن ليست بهذه القوة, فطاهر كان يهتم بأن يضع مشاعره في كل هذه المراحل دون أن يتوانى لحظة, يعبر عن إقباله للحياة, وابتدأت مشاعره في هذه المرحلة تتجه نحو الموت والحياة, وأنا لا أقصد أنه كان متصوفا, لكنه كان يتناول الموضوع كنص وذلك في الحروف العربية التي كانت لا ترى بشكل واضح بل وجدت بهذه الأعمال حلولا بشكل تشكيلي لا لغوي. وفي نهاية حديثه قال أن صلاح طاهر في مراحله السبع كان فنانا مبدعا على أعلى المستويات, استخدم الألوان الزيتية, والأكليرك, والحبر الشيني, وكانت الخلفيات, خشب كرتون, أو توال, أو ورق. ذكر بالندوة أنه في 1999أقيمت جمعية محبي صلاح طاهر التي أسسها مجموعة من الأشخاص من بينه الفنان أيمن طاهر "ابنه" ومهندس وزوجته, وكان يرأسها صلاح طاهر, وقد كرم بهذه الجمعية الفنان طاهر, ونجيب محفوظ, وكانت السيدة سوزان مبارك على رأس المكرمين. يقول أيمن طاهر: "صلاح طاهر" كان بالنسبة لي أب. صديق ، ابن ، اخ ، كل شيء, عشت معه 62سنه, ومع كل هذه العشرة والحب فوجئت بعد وفاته أنني رأيته بنظرة جديدة, بدأت أشاهد أوراقه وكتاباته, وجد 4000كتاب عن صلاح طاهر, و1500صورة, ومآت المفكرات والمذكرات عنه, كان يحيط نفسه بهذه الكتابات التي تحوي الفن والحياة, وجدت أيضا نحو خمسين بورتريه حديث, وعشرات الآلاف من الاسكتشات في قوة وإتقان دافنشي ومايكل أنجلو كما قال النقاد, فهو مر بجميع المدارس الفنية, وبالصدفة وقعت بيدي بعض هذه الكتابات التي تسلط الضوء على شخصية صلاح طاهر, فوجدت كلمتين عن النقد وفكر الفن هما: "الفن هو الفرار من السجن المحدود إلى الفسحات الغير محدودة, الفن يشترك في منبعه مع الدين لا يخاطب العقل بل الوجدان. أحب وجود الناقد المتمكن الموصل إلى المتلقي, فالنقد الصحيح ليس هو الأخبار, بل هو الذي يتبع الطريق أمام الوعي الحضاري, يتطلب الصدق والجدية, مستشهدا بالمقولة -الناس أعداء ما جهلوا- " يواصل أيمن طاهر: فطاهر كان يحمل الناقد طرح الفن, وأنه هو الذي يعطي الفن حقه, وأنهى حديثه بكلمة والده "الفن ابتكار وخلق وإبداع وليس بتقليد لشيء فلا حضارة بلا تطور وابتكار. أما الناقد والفنان إبراهيم عبد الملاك قال: في ملمح نادر في شخصيات الفنانين المصريين لم يعيشوها, سمعوها, وكتموها, لكن لم يقدروها, أنا سعدت بمقابلة لوردات من القمة الإبداعية في القصر الملكي للمواهب, وأنا طالب, سعدت بأني أدخل جنة المشاعر في قلب أروع من قابلت في عمري أستاذي "صلاح عبد الكريم" من اعمال صلاح طاهر أخذني بيد الحنية ليدخلني محراب طاهر في قلب ماهر أسود "حسين بيكار", معه حسن فؤاد, والشقيق العفيف جمال كامل, فهم كانوا طيور الحق في القفص الصدري للعواطف هؤلاء الفنانون قربوا ألي حروف اسم اللون المتغرد الذي يسمى "صلاح طاهر" الذي قابلته عام 1967 إنه عنفواني, دواء لمرض الإنسحاب من الحياة, رجل يقوم من النوم في حب للحياة, شديد التأنق, بهرني هذا الطاووس, الذي يرتدي هدهد, وينقلب إلى يمامة, رجل يعصر المحبة ليضعها بكأس يسكر به فيفوق هذا هو صلاح طاهر. يضيف عبد الملاك: رأيت أستاذا في الكلية بقسم النحت كان يشعرني بأنني أستطيع أن أغير الجنسية, ليست الكلية, لكنني عندما شاهدت صلاح طاهر أحسست أنني أرى رجلا غاية في الأناقة كأنه يظهر في شاشة باريس, رجل يتمتع بالحنية والجدية, رجل يشعر بنفسه يجبرك على احترامه لأنه يحترمك بأدبه وشياكته. تابع: لعب رياضة, عزف موسيقى, جناحين نادرين, هذا الطائر صنع من الفنان نموذجا الإنسان النجم" سوبر ستار". بينما يقول شيخ النقاد كمال الجويلي: إنني أشعر أننا أسرة من بين الكلمات التي قيلت منها كلمة لا أنساها لأستاذي صلاح طاهر, أول من انتقد النقد وهي "الناقد والفنان وجهان لعملة واحدة", روى طاهر في إحدى ندواته الأسبوعية في جمعية محبي الفنون أحد تجاربه الحضارية والإنسانية فهو يقول أن في زيارته لفينسيا شاهد عامل مصعد يدندن سيمفونية لبيتهوفن فقص علينا أن هذه البلاد تتمتع بحضارة أهلها مهما كانوا بسطاء, كما أنه كان يحدث الشباب عن تكامل الفنون, وعلاقة الموسيقى بالفن بالشعر. وواصل الجويلي: تبنى عباس محمود العقاد صلاح طاهر عندما شاهدة يعزف في بدايته حينما كان عازفا, فالفنان يظل يبحث عن ذاته, وبداية طاهر كانت بالموسيقى, فهو كما كتب بمذكراته "أنا درست الموسيقى واستوعبت معنى السلم الموسيقي, لكن أكون موسيقي لا أستطيع لأن أصابعي أرهقت". أضاف: كان صلاح طاهر مؤهلا بأن يكون شاعرا كبيرا, فالشمولية حقيقة عند الفنان, لكن كل فنان يكتشف نفسه أكثر في اتجاه واحد. في عيد ميلاد صلاح طاهر العام الماضي شاهدت كنوزه, اسكتشات "توتيان" و"ليوناردو دافنشي" و"رافييل" دهشت وقلت ما هذا هل نحن في عصر النهضة؟! فهو كان يبدع لوحاته وهو في حالة سحر, والكلام في الهرم الأكبر لا ينتهي, فأنا أشعر أننا نتحدث عن هرم بين أجياله الثانوية ولن ينتهي البحث عنه. وبدأت المداخلات حيث تحدثت د. جيهان حمزة عن علاقتها بصلاح طاهر التي استمرت 35 عام, فقالت عنه أنه يرفض الإحساس بضغوط الحياة, كان يتقبل كل شيء بابتسامه, طول حياته لم يكره ولا يعاتب أحد, ولا يغضب, ولا ينتقض على أحد, لا أعلم من أين أتت هذه النظرة الكبيرة, كان يتسامح, يعمل في الفن رغم أي ظروف. كما قال صديقه المعماري الشهير عصام صفي الدين, قد يكون هناك تساؤل حول ما تكون العلاقة بين المعماري وهذا الفنان العظيم, كنت عندما أتطلع إلى لوحاته أرى آمالي في العمارة, أيضا الموسيقية في العمارة, والموسيقية في الفن. الريشة الذهبية للفنان صلاح طاهر وكانت مفاجأة الندوة بعد عرض شريط الفيديو الذي يحمل خطابا بين مزيع تلفزيوني وفنانا الكبير صلاح طاهر, أن د. غازي صرح بأن "صالون غازي الثقافي العربي" أصدر كتابا عن الفنان صلاح طاهر بقلم كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد, وأضاف بأن صلاح طاهر لم يكن مصريا بل عربيا وإعلاميا, وبدى استعداده عن طبع أي كتاب عن طاهر, وأشاد بكتاب الجويلي وقال أنه كان رائعا بدراسته النقدية عن صلاح طاهر فهو مدرسة يتعلم منها الكثير.