في معرضها المقام حاليا بقاعة عرض المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية، الذي افتتحه الناقد كمال الجويلي والفنان صلاح حماد، تعرض الفنانة رهام محمود مجموعة لوحات هي نتاج رحلتها الفنية إلي عمق صحرائنا الغربية "واحة سيوة". تتناول الفنانة بأسلوب تجريدي هو الأقرب للتجريدية التعبيرية طبيعة الحياة في تلك البقعة الخضراء المليئة بمظاهر الحياة وسط الكثير من الرمال الثابتة والمتحركة والمليئة بالموت. استطاعت رهام اختزال كل ما وقعت عينها عليه من القليل من زرقة المياه والكثير من زرقة السماء والمساحات اللامحدودة من درجات الأصفر الممتد ليعانق الأفق ليجعل من وجود الأخضر محدود، مساحات لونية استخدمتها بحرص وتناسق، محاولة وضعنا معها، فيما جاشت به روحها وما ثبت في ذاكرتها البصرية، ورغم غياب الشخوص فإن دلالاتهم كانت حاضرة في البيوت الموجودة علي استحياء أحيانا، ولتعطي فرصة لمتلقيها لإكمال الصورة كنوع من التفاعل مع لوحاتها تارة أخري، فكانت الشخوص بمثابة الحاضر الغائب في أعمالها، ولم تكتف برسم الرمال باعتبارها عنصرا أساسيا في البيئة الصحراوية، ولكنها استغلتها في بعض اللوحات لتضيف الملمس الذي يكسب العمل الفني قيمة فنية وجمالية علي قيمته، والمتابع لمراحل رهام الفنية سوف يدرك مدي أهمية هذا المعرض، لتخطيها لمراحلها الفنية السابقة في زمن قياسي، قد يستغرق سنوات عند فنانين آخرين.