تحت عنوان "2*2" استضافت قاعة "خان المغربي" معرضا لأربع فنانات قدمن فيه تجاربهن التشكيلية المتنوعة بين التصوير والنحت وهن: رانيا الحلو وسها حسن في مجال التصوير، وفيفيان البتانوني وياسمين حيدر في مجال النحت. يضم المعرض نحو 25 عملا، قدمت الفنانة رانيا الحلو منها حوالي عشر لوحات، استلهمت فيها واحة سيوة والأقصر، مستخدمة ألوانا تشبه قوس قزح، حيث اهتمت بإظهار الملمس، الذي نتج من استخدامها للألوان الإكريليك المختلطة بوسائط الإكريليك المختلفة من رمل وجيل شفاف، وبعض الأحبار الإيكولين، في حين استخدمت الفنانة سها حسن ألوان الباستيل الزيتي في جميع أعمالها بالمعرض التي تصل عشر لوحات، عدا واحدة كانت بالأبيض والأسود "فحم علي ورق"، مستلهمة الأسماك التي رسمتها بأسلوب مبسط تسبح داخل اللوحات في حركة مستمرة. أما أعمال النحت فقدمت الفنانة فيفيان البتانوني نحو ستة أعمال من البازلت الرمادي اللون، مستلهمة أشكالا تشبه الحروف، التي تصيغها بأسلوب تجريدي، لتعطي أشكالا متنوعة ذات أسطح ملساء في أغلب الأعمال المعروضة، عدا عمل اهتمت فيه بإظهار الملمس الخشن لتؤكد رؤيتها عن انشقاق العمل، وامتداده لجسد العمل نفسه، بينما عرضت الفنانة ياسمين حيدر نحو خمسة أعمال نحتية، مستخدمة خامة الزجاج في التعبير عن الطبيعة برؤية تكاد تكون تجريدية، ذات أبعاد مختلفة، حيث نري العمل من الداخل. وعن أعمالها النحتية قالت فيفيان البتانوني: أعمالي لا تعد تجريدا مباشرا للواقع، فالاختزال أعظم الأشياء التي قام بها الإنسان في حياته، فأنا أختزل الواقع إلي رموز، وأبدأ صياغته من جديد، واعتبره "أ ب"، فالأحرف وعددها 28 كلما توضع في أماكن متنوعة تعطي معاني جديدة، فأنا أعتبر أن الله خلق الدنيا كلها من المفردات التشكيلية كالخط، المساحة، الضوء، الظل، الناعم، الخشن، الكتل، الفراغ، وهذه هي نفس المفردات التي خلقت منها الإنسان، الشجرة وغيرها. يوجد أيضا رموز اتفق عليها بعض الأشخاص ليس لها علاقة باللغة، فالرموز لغة عالمية، حينما تمتزج بمفردات العمل التشكيلي تعطي في كل مرة معني جديدًا، ليعبر عن مشاعر الإنسانية، كالقلق، الحب، الاتزان، الخير والشر...... الذي يمكن أن يتلقاها المشاهد بصورة بسيطة دون أي شروط أو امتلاكه خلفية ثقافية معينة، وبهذا اعتبر أنني قمت برسالتي ومنحته الشعور الذي أردت أن يصل إليه عند رؤيته التمثال، فكل هذه المشاعر أنا أناقشها من خلال أعمالي. وأوضحت رانيا الحلو: أعددت للمعرض بعد عودتي من ورشة عمل في "سيوة"؛ ولذلك أعرض أربعة أعمال عبارة عن سلسلة واحدة قمت بتكبيرها للعرض، مستلهمة من تجربتي في "سيوة"، ثم حصلت بعد ذلك علي منحة في الأقصر في شهر يونيو الماضي؛ فقدمت باقي أعمالي في المعرض عن الأقصر، ولوحاتي بشكل عام عبارة عن مناظر ومداخل استخدمت فيها منظور العين الواحدة، سميت أغلبها "سلسلة باب النور"، وذلك في سلسلة أعمال سيوة، ومعبد هابو المكونة أيضا من أربع لوحات، كما يوجد أعمال قطع صغيرة عن القرنة. وأكملت: بدأت اكتشاف الملمس الرملي للوحاتي في ورشة سيوة، ولعبت عليها بشكل ومساحات أكبر، لكن الجديد أنني أعمل حاليا باستخدام أكثر من ملمسين في اللوحة، كالملامس المصمتة بلون مصمت، وأجزاء أخري تحمل ملامس خشنة، بالإضافة إلي أجزاء تحمل نوعا من الملامس ممتزجة مع درجات الألوان، فأنا أحاول تبسيط الخطوط حتي تظهر بشكل غير مزدحم، كما أهتم بالتركيز علي تأثير التضاد والتباين بين الضوء والظل العالي. أما الفنانة سها حسن فأشارت إلي أنها تبحث في أعمالها عن حركة الأسماك حينما نشهدها من أعلي، فحركتها وتكويناتها غير منتهية، فاستلهمت تلك الحركة في تكويناتي بشكل تجريدي مبسط، حيث أنني لا أريد رسم الأسماك كدراسة، بل أقوم بالتعبير عن الحركة من خلال اللون، واندماجه وانتقاله إلي لون آخر، أما عن عملي الأبيض والأسود فقد نزعت فيه السمك من المياه كي أؤكد مفهوم الحركة. بينما تقول النحاتة ياسمين حيدر: بعض الأعمال التي عرضتها خاصة برسالة الدكتوراه الخاصة بي، والتي ناقشتها في شهر يوليو الماضي، نفذت هذه الأعمال الزجاجية علي مراحل مختلفة في مصر وألمانيا وإيطاليا، وقد اخترت خامة الزجاج لأنها خامة رقيقة وقوية في نفس الوقت، تتميز بالشفافية والعتمة معا، كما تتميز بأن ألوانها ليست في سطحها فقط كباقي خامات النحت، بل في جسد الزجاج نفسه. واعتمدت في الأعمال علي تداخل الشفافية مع إضاءة الجسم، بشكل يعطي انعكاسات وخيالات بداخل العمل الفني، ولا أري المنحوتات من الأسطح الخارجية فقط وعلاقتها بالفراغ، بل أراها أيضا من أسطح الجسد الداخلية، لأنها تعرض ميتافيزيقا النحت بمعني ما وراء الطبيعة، فيوجد بها أشكال مرئية غير ملموسة، وهذا أمر مخالف لمضمون النحت الذي يعد مرئيا وملموسًا. وأكدت أنها تستوحي موضوعاتها من الطبيعة، وتدخل عليها عنصر الخيال قائلة: من الممكن أن استلهم نقطة مياه، أو موجة، أو سطح جبلي، أحيانا أحاكي به الطبيعة وأحيانا أخري يضم أشكالا خيالية.