أعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد، إنه يشعر بمهانة كبيرة كمواطن مصري وابن من أبناء حزب الوفد الذي نشأ علي الاستقلال، عندما يزور مسئولين أجانب مصر واصفا هذه الزيارات بحملات تفتيش، مؤكدا أنه ألتقي بمعظمهم، رافضا أي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية، مشيرا إلي إنهم يريدون آن تتحول مصر إلي دوله عاجزة لا تستقل بإرادتها. وأضاف البدوي: "أن ما حدث في 30 يونيو هي ثورة شعبية بكافة المقاييس وان القوات المسلحة لم تكن تتوقع سقوط النظام ولم تشارك فيه بل أننا عندما اتخذنا قرارا بمقاطعة الانتخابات النيابية قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليثنيا عن هذا القرار واخبرونا أن مرسي ليس مبارك ومرسي له ظهير إسلامي وان قادة المجلس حاولوا الدفع إلي حوار وطني وتبنوا التأثير علي الرئيس السابق لقبول مطالب جبهة الإنقاذ وقاموا بوساطة بدأت في فبراير وانتهت يوم 7 ابريل وقبلت الرئاسة تشكيل وزارة محايدة برئاسة الدكتور كمال الجنزورى وتوجهت إليه وأخبرته بتكليف برئاسة الحكومة وكان له مطلب وحيد أن يختار الوزراء دون وصاية من احد وعندما علم الإخوان بمطلبه رفضوا وقال أيضا: " في يوم 22 يونيه عقد اجتماع لجبهة الإنقاذ في منزلي وابلغني اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، برسالة من الفريق السيسي طالبا إيجاد حل للازمة، وأكد أن القوات المسلحة حرصت ألا يدخل الشعب في صدام مع جماعة الأخوان ولم يكن احد يتوقع أن تخرج الملايين يوم 30 يونيو". و أشار إلي أنه عندما خرج الشعب مصدر السلطات ومانح الشرعية فانحازت له القوات المسلحة وان ما حدث في ثورة 25 يناير هو طبق الأصل من ثورة 30 يونيه، ففي ثورة يناير خرجت الملايين وانحاز إليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي عقد اجتماعا يوم 29 يناير، واتخذ قرارا بالانقلاب علي حسني مبارك والمشير طنطاوي هو الوحيد الذي رفض وفي يوم 2 فبراير اصدر بيانه الأول تخلي فيه عن الرئيس السابق. أكد البدوي أن مصر تعيش ظروف صعبة هذه الأيام لان جزء من ارض الوطن وهو سيناء معرض للعدوان، و إن هناك من يعتدي علي شعب مصر وجيش مصر، وقال: "للآسف سمعت احد خطباء رابعة العدوية يعلن قيام مجلس حرب في سيناء ضد الجيش المصري بما يعنى أنهم دعاة إرهاب وهم واهمون". وأشار إلى أن دعوة مجلس الوزراء لفض اعتصام رابعة والنهضة لا تعنى فضهما بالعنف بالرغم من أنهم يروجون إلى أن ذلك سيعنى موت الكثيرين وهو ما يصدرونه للعالم الخارجي بأنهم ضحايا، مضيفا: "أن القرار في هذا هو قرار مصر وليس الاتحاد الأوربي أو أمريكا ولن يؤثر في قرارنا إي ضغط خارجي أو التهديد بتقليل أو منع المعونة لان مصر قادرة بمواردها على أن تتخطى الصعاب الاقتصادية". و أشار البدوى إلى أنه مع حرية الاعتصام السلمي والتظاهر بما يحافظ علي حقوق الإنسان و مراعاة حقوق سكان المنطقة والمتظاهرين أيضا. وحول الحوار الوطني، أعلن البدوي أن ما جاء في الإعلان الدستوري يؤيد أن يتم هذا الحوار في إطار عدالة انتقاليه، وليس هناك مصالحة سياسية قبل العدالة الانتقالية والتي تعني مصارحة الشعب بكافة الحقائق والقصاص في الجرائم الجنائية التي فيها عدوان علي النفس والبلد لأنه لا يملك أي شخص أن يتهاون فيها والدم المصري لا دين له فكله حرام ومن أهدر دم مصري سيحاسب جنائيا أما الجرائم السياسية فهي مجال الحوار ويكون لها حساب أيضا، مؤكدا أن العدالة الانتقالية هي عدالة عمياء ويجب أن تعود للوراء لرد الاعتبار لمن تعرض لظلم حتى لو كان رحل عن الدنيا بتكريمه وإطلاق اسمه علي مدرسة أو شارع . ودعا بدوي جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها أن يحقنوا الدماء فهم جماعة عمرها 85 عاما ناضلت خلال هذه الأعوام الطويلة حتى وصلت إلي الحكم ولكنهم في عام واحد أهدروا ما فعلوه طوال هذه السنين الطويلة، مطالبا منهم عدم تكرار أخطاء عام 1954، و قال: "لن تستطيعوا أن تقاوموا دوله بقواتها المسلحة وقضائها وإعلامها بل وأراده شعبها". و طالب من جماعة الإخوان أن يحكموا العقل ويستجيبوا لإرادة الجماهير، ويكون من لم يرتكب جرما منهم طرفا في تعديلات دستورية قادمة تحقق المواطنة الكاملة وتقيم دولة مدنية حديثة وعادلة. و رفض البدوي المساس بالمادة الثانية بالدستور الخاصة بالشريعة الإسلامية والمادة الخاصة بالمواطنة الكاملة و المادة الخاصة بحقوق أصحاب الديانات السماوية في الاحتكام إلي شرائعهم بالرغم من آن الشريعة الإسلامية تكفل لهم هذا الحق، مؤكدا إنها مبادئ فوق الدستورية. وأعلن أن حزب الوفد كان ترتيبه الثاني بعد التيار الإسلامي في مجلسي الشعب والشورى وكان لنا وكيل في المجلسين ونأمل آن نحصل علي الأكثرية في الحكومة القادمة وهي حكومة ائتلافية. وفي السياق نفسه، أعلن فؤاد بدراوي سكرتير عام الوفد إن شعب مصر يوم 30 يونيو، اثبت انه يرفض حكم الاستبداد والبطش والتنكيل، و صاحب أرادة حرة، واثبت أيضا انه لا يقبل أي أنواع من الحكم الاستبدادي، مضيفا : "نحن ماضون في تنفيذ الخطوات نحو تحقيق حكم مدني سليم الشعب فيه هو مصدر السلطات، وهذا هو نهج الوفد فقضيته الأولي هي الاستقلال وتحقيق الإرادة الوطنية الديمقراطية والحكم المدني وأننا قريبا سنحتفل بانتصارات ما قامت من اجله ثورتي 25 يناير و30 يونيو". وطالب بدراوي قيادات الوفد بالفيوم ورموز العائلات بإعادة الحزب لمكانته التاريخية بالمحافظة، موضحا إن حزب الوفد ليس غريبا عن الفيوم واحد القيادات الوفدية كان من الفيوم وهو حمد باشا الباسل، وعندما عاد الوفد عام 1978 كان هناك أعضاء في مجلس الشعب من الفيوم ساهموا في عودة الحزب. وقال محمود الهواري رئيس لجنه الوفد بالفيوم أن ثورة 30 يونيو أزاحت كابوس كان يجثم علي صدور المصريين وان وجود هذه الكوكبة من رموز الفيوم إنما جاءوا ليقولوا لا للدولة الدينية الفاشية ولإسقاط المشروع بأكمله وليس الإخوان وإننا مع الدولة المدنية التي يحكمها الدستور والقانون وليس هناك مجالا إلا لدولة مدنية يمثل فيها الجميع بعدل وليس بظلم وأننا مصرون في الجولة المقبلة للانتخابات النيابية علي أن يحصل الوفد علي الأغلبية الكاسحة بعد أن انزاح الكابوس ليتقدم الوفد المشهد ويشكل الوزارة . جاء ذلك خلال المؤتمر الذي أقامه حزب الوفد وحفل الإفطار بنادي محافظة الفيوم، لرموز وقيادات محافظة الفيوم مساء الخميس والذي حضره فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب و اللجنة العامة للحزب بالفيوم وعددا من عائلات الفيوم من أعضاء في المجالس النيابية والمحلية و أعضاء الحزب الوطني "المنحل" وكان من بينهم المهندس محمد عبد اللطيف أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي "المنحل" ورئيس المجلس المحلي للمحافظة، حيث علق احد الحاضرين في هذا المؤتمر بأن الثورة قد عادت من جديد بالحزب الوطني وقياداته، والذي يشاهدهم أمامه في المؤتمر.