سكرتير الجمعية الشرعية: الشنط الرمضانية أصبحت بديلاً عن موائد الرحمن مركز الحياة لحقوق الإنسان: موائد الرحمن قديماً كان يقيمها الحزب الوطني لكسب التأييد. المتحدث باسم الجماعة الإسلامية: الموائد انتقلت من القرى والساحات إلى ميدان رابعة إمام مسجد: حملة إفطار صائم قائمة على التبرعات وتوزع في شكل وجبات حزب حراس الثورة: الموائد تقام في السر لكسب الثواب موائد الرحمن أحد أشهر مظاهر شهر رمضان الكريم, وعلى الرغم من بساطتها في كثير من محافظات الجمهورية إلا أنها تحوي الكثير من العبر والحكايات عن الفقراء واحتياجاتهم, اللذين يجدوا فيها قوت يومهم.في ساحات المساجد، أو زوايا الشوارع، كانت تنصب خيام موائد الرحمن, وهناك تري أناساً عيونهم شاخصة إلي موعد الإفطار, لتعكس معاناة الحياة اليومية عندهم, وواقع الاقتصاد الأليم بالنسبة لهم, ومن كان يتابع عن قرب موائد الرحمن كان يجزم أن الفقر استقر بها . فقراء المنيا كغيرهم كانوا ينتظرون فرج الإفطار من خلال موائد الرحمن التي كانت منتشرة بجميع مراكز وقري ونجوع المحافظة, فلم يكن يخلو مكان من مائدة رحمن, يقيمها أثرياء المحافظة, أو الجمعيات الأهلية والشرعية, أو المساجد الكبرى, في شهر رمضان من كل عام، إلا أن هذا العام كان له طابع مختلف، فالأحداث السياسية وحالة الاحتقان في الشارع المنياوي ،بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي, ساهمت بشكل كبير في اختفاء موائد الرحمن، ففي هذه الفترة من كل عام كانت الجماعات والأحزاب الدينية تتصارع لإقامة الأسواق الخيرية والموائد الرمضانية، إلا أن هذا العام اختفت بشكل ملحوظ . من جهتها حاولت شبكة الإعلام العربية "محيط" التعرف على وجهات النظر حول الأحداث السياسية وعلاقاتها بالمظاهر الاجتماعية التي تحدث في رمضان وأثرها على إقامة الموائد الجماعية في هذا التحقيق التالي: يقول جمعة حافظ - سكرتير الجمعية الشرعية بقرية زهرة التابعة لمركز المنيا- أن موائد الرحمن قتلتها الأحداث السياسية, وحالة الاحتقان الموجودة في الشارع, وبسبب ذلك اختفت الكثير من مظاهر البهجة، التي كنا نعيشها في رمضان، لذلك يقومون هذا العام بتوزيع الشنط للأيتام وللفقراء بديلا عن موائد الرحمن التي اختفت . الحزب الوطني أما ياسر محمد عبد الوهاب -رئيس مجلس إدارة مركز الحياة لحقوق الإنسان- فيقول رمضان هذا العام بطعم السياسة، فكل الطقوس الرمضانية متعلقة بالسياسة، أصحاب السوبر ماركت والبقالون بالشوارع الرئيسية في المحافظة، يخشون المسيرات المتكررة لأنصار الرئيس المعزول, حتى إن الكافيتريات تعاني من الركود بسبب عزوف المواطنين عن النزول إلي الشارع بسبب حالة الإحباط التي انتابتهم نتيجة الصراع السياسي . وشن عبد الوهاب هجوماً شرساً علي فلول الوطني المنحل، قائلا "أغلب موائد الرحمن التي كانت منتشرة خلال السنوات السابقة كان يقيمها رجال أعمال ينتمون للحزب الوطني, لكسب تأييد الشارع, وكانت بمثابة دعاية انتخابية, ومنهم من كان يستخدمها كوسيلة للتكفير عن ذنوب اقترفها أو لحصد الحسنات . رابعة والميادين العامة فيما أكد عصام خيري -المتحدث باسم الجماعة الإسلامية بالمنيا- أن موائد الرحمن انتقلت من الشوارع وساحات المساجد، إلي الميادين العامة مثل ميدان رابعة العدوية، الذي يقدم 10 آلاف وجبة إفطار يوميا , بالإضافة إلي ميدان بلاس بالمنيا الذي يقدم عشرات الوجبات, مضيفا أن حالة الاكتئاب تسيطر علي اغلب المصريين، بسبب الصراع السياسي الذي طغي علي وجوه المصريين . حملة إفطار فيما نظم عدد من مساجد المنيا حملة إفطار صائم, ومنها مسجد علي نصري الكائن بشارع محمد بدوي بمدينة المنيا, وعلى ذلك يعلق الشيخ محمد عبد الكريم -إمام المسجد- أن الحملة غرضها جمع تبرعات, وإعادة توزيعها في هيئة شنط تحتوي علي وجبة إفطار, موضحاً أن هناك إقبالاً كبيراً علي التبرع من قبل أصحاب الشركات والمحالات التجارية, والمطاعم . وطالب المواطنين الابتعاد عن جو السياسية والتمتع بالروحانيات الموجودة بهذا الشهر الكريم . تراجع دور القوات المسلحة فيما تراجع دور القوات المسلحة في موائد الرحمن -بسبب انشغالها بالسياسية- فلم تظهر أية موائد خاصة بالجيش, علي عكس العام الماضي, الذي أقامت فيه القوات المسلحة العديد من موائد الرحمن, حيث أقامت في المنطقة المركزية مائدتين، ومائدتين في مركزي أبو قرقاص وسمالوط، وتولت فنادق وأندية ودور القوات المسلحة إعداد وجبات الإفطار لرواد الموائد الرمضانية بمعدل 200 وجبة لكل مائدة . فيما أفاد محمد الحمبولي -أمين حزب حراس الثورة بالمنيا- أن هناك العديد من موائد الرحمن منتشرة بشوارع المحافظة, ولكن غير معلن عنها, بسبب رغبة القائمين عليها كسب الثواب وليس كسب ناخبين, كما كان يفعل أعضاء الوطني المنحل وجماعة الإخوان المسلمين, مؤكداً أن أعمال الخير لن تتوقف أبداً, بسبب وجود داعم لها وهو رب العباد, ومصر دائما معروفة بالكرم , والتدين , وشعبها خلوق , ولا تحتاج لشعارات رنانة . وطالب بفصل الحياة السياسية عن أعمال الخير حتى يعود رمضان شهرا للخير والبركة ,وليكون شهرا للفضيلة والخير، وعون الفقراء والمحتاجين، شهرا للعدل الاجتماعي والإنساني القويم، شهراً لإحياء روح وقيم الإسلامي الخيرة.