تتميز القيم التشكيلية التي عالج بها المصور "إدوارد أنجيلو جودال" موضوعاته الشرقية بأنها، تقريباً على اختلاف مراحلها الزمنية، تبدو بصورة متقاربة، وباختياره مجموعة من الأعمال يختلف إنتاجها زمنياً، يمكن الإشارة لتلك القيم المتمثلة في الخط واللون، والظل والنور، والإيقاع من خلال التحليل الأتي: نلاحظ اهتمام المصور في لوحته الوحيدة المعروضة بالمعرض بعناصر التصميم من حيث التنوع في الوحدة، وكذلك ترابط أجزاء التصميم بما يشكل حركة في العمل الفني. وهو يعتمد في التصميم مجموعة من الشخوص الجالسة والواقفة والحيوانات، كما نلاحظ أن الفنان استعان بالجبل والأشجار والسماء والأرض باللونين الأزرق والأصفر، التي تستوجب وجودها طبيعة الموضوع، ويقوم بتوزيعها محققاً تنوعاً في ملامس السطح. والحركة في عناصر الشكل تحقق قيماً جمالية عالية، عبر عنها بقدرته على الرسم، ونجد تلك القيم في الخط والأجساد، وأضاف لتلك الخلفية ترديداً متنوع الإيقاع. ولقد حافظ على الاتزان في اللوحة. واللون يقترب من الواقع المحيط بالمكان، ويمتاز بدرجة تألق في طريقة التنفيذ التي تميزت بالتنغيم المستمر، كما أن التدرج الضوئي حافظ على الأبعاد. ويبين الفنان قدرته على دراسة التفاصيل وحين توزيعه المناطق الداكنة في العمل بما يحقق الاتزان. شارلز هيد كان فناناً مبدعاً رسم الشرق بإحساس وعمق كبيرين. تفنن في رسم الأقواس والقبب والمآذن العالية والقناطر والحارات الضيقة، كما تبدو البيوت مبنية من الخشب.. كما تفنن الفنان في إبراز الخطوط والأشكال الهندسية والنباتية التي تضفي غموضاً ساحراً على اللوحة. كما يبدو طراز القوارب مصرياً، وتبدو في الخلفية القباب والمآذن. يغلب اللون الأصفر على اللوحة، وهي مرسومة بدقة عالية، فالفنان أبدع في رسم اتجاهات أشرعة القوارب والمباني من خلفها، تناسق نسب التشكيل.. كل ذلك أبدع الفنان في إتقانه وكذلك في اختياره ألواناً فيها تناسق وانسجام، وكذلك كان من مواطن الإبداع فيها رسم الخلفية في صورة ضبابية لم تغفل انعكاسات الأشكال على صفحة الماء، وتعتبر نموذجاً لتجانس الألوان ورقتها. أوغسطس أزبورن لامبلوج ففي لوحتيه المعروضتان في المعرض نرى اهتمامه بتصوير الأهرامات في خلفية إحدى اللوحات والجمال والنيل والسماء. المباني لونها الفنان بألوان فاتحة، وكثرة أشكال الحركة التي يتخذها في اللوحة تعتبر من مواطن الجمال فيها، لم يخطئ في نسب أي مكون من مكونات اللوحة، مما يؤكد على عبقرية الفنان. تبدو خصائص أسلوبه واضحة التمييز، فدرجات الألوان متألقة في انسجام واضح واهتمامه بدراسة ملامس السطح واضحة في المآذن والقباب والأسطح المعمارية. مما يثير الدهشة، وبرغم ما تحتويه لوحاته من التفاصيل والدراسة، فإن هذه الدراسات الدقيقة وكثرة تفاصيلها لا تشعر المشاهد بالملل وقد تغلب على ذلك بتوزيع مساحات في العمل الفني تكاد تكون مبسطة اللون والضوء من خلال الأبعاد لتربط الشكل. فمساحة اللون الأصفر مع اللون الأزرق تحدث اتزاناً لونياً، وأن قوة الضوء صنعت تضاداً يشعرنا بالأبعاد في اللوحة، بتأكيد الفواصل والظلال وفي لمحة بصرية واحدة وإيقاع موسيقي، أضفت على اللوحة حيوية ما يتطلبه موضوعها. المئذنة رسمها الفنان بملامحها الدقيقة، وأبدع في تصميمها بواقعية، وأظهر العديد من المآذن الأخرى بأشكال متعددة عن بعد في الأفق، كما أظهر العديد من القباب أيضاً. هاري فين تميزت معالجته الفنية للأشكال بالاهتمام البالغ في تأثير الضوء وما يحدثه من ظلال يحسن استخدامها في اللوحة. وكان اهتمامه بالخط بالأسلوب الأكاديمي في دراسة الأشكال سبباً في تأكيد خطوطه التي اتصفت بالدقة نتيجة دراسة التفاصيل، وترجع القيمة الجمالية للخط في أعماله إلى كثرة ما أنتجه من التخطيطات الأولية للأشكال في واقعها المرئي، وتبدو قيم الخط الجمالية واضحة في أعماله المنفذة بالألوان المائية في مرحلته الاستشراقية الأولى. إن أهم ما يميز لمسات المصور "هاري فين" أنها تجعل المشاهد يرى اللوحة ذات نسيج واحد. نجد ذلك الإحساس واضحاً من حيث الوحدة العضوية التي يحدثها الضوء الغامر للأشكال، واندماج اللون بصورة كثيفة متقاربة النوعية اللونية في عناصر الشكل. ومن خلال أداء يتميز بالتسطيح وغزارة اللون يشعرنا بملامس السطوح المختلفة، فاللون عنده يتميز بسمك واضح ودرجة تألق عالية. وفي الختام أدعوكم وأدعو نفسي إلى التأمل في سحر وعبق التاريخ والذكريات... ذكريات سجلها فنانين غربيين انغمسوا بالشرق وأعطاهم من سحره فنقلوا لنا عالم من الخيال.. عالم وزمن جميل نراه من خلال ما سجلته فرشاتهم وكأنه تسجيل كاميرا فوتوغرافية...