* صالح سرية كان مرشح لخلافة الهضيبي * محمد إبراهيم سالم أول من أطلق الجماعة الإسلامية علي الإخوان * أول من أطلق علي مجموعات الجهاد"تنظيم الجهاد " كان حسن الهلاوي * طلال الأنصاري نجح في تأليف تمثيلية بأنه تعرف علي سرية في مؤتمر لدعم المقاومة الفلسطينية * الحاجة زينب الغزالي سبت طلال الأنصاري بعد الزج بالإخوان في القضية * علقت علي موقف الحاجة زينب لأمن الدولة بقولي طلال يستاهل * بعد ان قلنا إننا لسنا من الإخوان ، صدَّق الإخوان أنفسهم فتحت شهادة طلال الأنصاري التي نشرتها الشبكة العربية للإعلام "محيط" كثير من ردود الأفعال ،واليوم نستكمل فتح هذا الملف التاريخي ، بشهادة د/ هاني عبد المقصود الفرنواني أحد أهم قيادات الفنية العسكرية بالأسكندرية . الفرنواني كان المتهم رقم أربعة وعشرون في القضية، تلك القضية التي عرفت إعلاميا بقضية الفنية العسكرية ، وهي القضية التي تحمل رقم 2687 لسنة 74 الوايلي ورقم 169 لسنة 74 كلي. أصيب بجروح خطيرة أثناء عملية أقتحام الكلية الفنية العسكرية،
سجن في سجن المزرعة العمومي بمنطقة طرة ، ربما في نفس المكان الذي يسكن فيه الآن نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك حصل علي الماجستير والدكتوراه في تخصص النحو والصرف ، وعين في جامعة أسيوط . معروف عن الفرنواني الهدوء والوقار، والقدرة علي التحليل والتخيل وعمق النظر، تحدث كثيرا معنا عن ذكرياته ،التقيته في محافظة الإسكندرية وفي نادي المحامين في يوم كان أكثر من رائع.
وفتح الرجل قلبه وعقله لنا وتحدث عن ذكرياته ، وتاريخ القضية وذكر لنا أشياء لم يذكرها من قبل ، في شهادة عن عصر السادات و مبارك وعن علاقة الإخوان المسلمين بالقضية ، وعن دور الحاجة زينب الغزالي وعن مواقفه في داخل السحن والخارج ، حوار ذو شجون اقتربنا إلي عمق الرجل وكان هذا الحديث .
كيف تعرفتم علي د/ صالح سرية ؟ لقد تعرفنا علي د/ صالح سرية رحمه الله علي اعتبار أن بعض الإخوان المسلمين سبقنا إلي البيعة له ، وهو أ/ محمد إبرهيم سالم وهو أحد رؤوس الإخوان، وكان من المعروف أن الشيخ علي عبده إسماعيل يجمع له البيعة بعد الهضيبي ، لقد تعاملنا مع د/ سرية باعتباره ، مرشحًا لما بعد الهضيبي لقيادة الجماعة ، وكان الذي يجمع البيعة له علي عبده إسماعيل وسبق لهذه البيعة محمد إبراهيم سالم ، وأنا نفسي شاهد علي ذلك ، وأقول شيء للتأكيد أن محمد إبراهيم سالم جاء لي أثناء المحاكمة وطلب مني التحدث إلي سرية لكي يحله من البيعة التي أعطاها لسرية ، ووافقت علي أن أتحدث مع سرية علي ذلك وتكلمت مع صالح سرية علي أمر أن يفك سالم من هذه البيعة التي أعطاها له. وماذا كان رد فعل د/ صالح سرية من ذلك هل وافق ؟ نعم وافق وجمعت بينهما , وأحله من البيعة التي كان قد أعطاها له، ولا يحتمل هذا الكلام شيء من الشك لأنني لم أكن شاهدًا علي البيعة من الأول ولكنني كنت شاهدًا علي الحل من البيعة بعد ذلك. من هم أشهر الإخوان في ذلك الوقت ؟ كنت أعرف أنَّ من رؤوس الإخوان التي سبقتنا في ذلك الوقت محمد إبراهيم سالم وأعرف أن علي عبده إسماعيل كان يرشح صالح سرية لخلافة حسن الهضيبي (المرشد الثاني للإخوان المسلمين) ، وكنا نتعامل مع موضوعاتنا باعتبارنا فرعًا من الإخوان المسلمين . وماذا حدث بعد ذلك ؟ من الذي فصلكم عن الإخوان ؟!
بعد ما حدثت قضية الفنية العسكرية عام 1974، كنا ما بين خيارين ، أما ان نتحمل القضية منفردين بعيدًا عن الإخوان حتي لا يضاروا بسببنا ، أو نقول أننا فرع من الإخوان ويتحمل معنا الإخوان الأمر، واخترنا الخيار الأول وهو أن نتحمل القضية منفردين بعيدًا عن الأخوان تماماً . لماذا اخترتم هذا الخيار آلم يكن الإخوان راضين عن ما فعلتموه ؟ كنت أجلس بجانب طلال الأنصاري بعد القبض علينا ، وكنت مصاب إصابات شديدة ، ودخلت الحاجة زينب (رحمها الله) وكانت تسير مع فؤاد علام مقدم أمن الدولة آنذاك ، وقمنا إليها تقديراً واحتراماً ، وكأنها مثلاً السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وكنا نحترمها احتراماً شديدا ، فقمنا للسلام عليها، وبمجرد وصول طلال الأنصاري إليها فوجئنا بها تبصق علي وجهه ، وقالت له: يا كلب يا مجرم ، وكان ذلك في مقر مباحث امن الدولة بلاظوغلي . وكيف كان رد فعلكم علي ذلك الأمر؟ تقابلت مع ضابط أمن الدولة وكان اسمه حامد سيف النصر ، وقال لي رأيت ما حدث مع طلال الأنصاري وزينب الغزالي ، فقلت له: يستاهل لأن طلال الأنصاري غلطان ويستحق ذلك الأمر ، وكان في قرارة نفسي أننا يجب ان نتحمل القضية وتبعاتها منفردين ، وهذه القناعة يبدو أنها انتقلت إلي الإخوان ، وصدق الإخوان أنفسهم بعد ذلك . من الذي كان يدرك الحقيقة كاملة ؟ الذي كان يدرك الحقيقة الحاجة زينب ، وسارت القضية ، وبعد الإخوان عن القضية تماماً حتي بداية المحاكمة ، وعند بدء المحاكمة أرسلوا لنا شخص يدعي فايز عبد المعز محامي من قبل الجماعة ، وهذا المحامي جمعنا له من القضية 86 توكيل من المتهمين في القضية ، من إجمالي 92 شخص في قرار الاتهام ، وأرسلوا هذا الشخص لكي تدور المحاكمات في سياق لا يمس الإخوان المسلمون، ونحن تعاونا معه على هذا الأساس ، وكنت أنا أكثر المتحمسين لهذا الأمر، ومنذ ذلك الأمر انتهت علاقتنا بالإخوان تماماً. ومن هنا نشأت أجيال جديدة ، تعاملت مع القضية علي أنها ليست من صنيع الأخوان ؟ نعم ، طلال نجح بالفعل في تأليف تمثيلية إنَّه تعرف علي صالح سرية في مؤتمر لدعم المقاومة الفلسطينية ، سنة 1968، وليس عند الحاجة زينب ، علمًا بأنه في هذا الوقت كان سنه 16 سنة ، فهل هذا يعقل؟؟! ، والحقيقة أن الحاجة زينب هي التي أتت بطلال وصالح سرية وعرفتهم علي بعض لكي يستمر التعاون ، وكانت في السابق تخفي اسم طلال وتقول: عصام قريبي ، أو ابن أختي، وعند اللحظة الفارقة ، جمعتهم وقالت : هذا طلال الأنصاري وهذا صالح سرية ، ورفعت يدها إلي السماء ، وقالت: اللهم هذا غرسك وحرثك ، وعلي بركة الله ، وتم تسليم مجموعة طلال إلي سرية . قلت من سبقكم للتعرف علي سرية هو محمد إبراهيم سالم ؟ لماذا سبقكم ؟! لأنه نجم من نجوم الإخوان ويعتبرونه بطل من أبطل الصبر علي التعذيب ، وكنت شاهدًا كما ذكرت علي حل بيعة محمد إبراهيم سالم من سرية ، ومن المعروف أن محمد إبراهيم سالم هو صاحب فكرة تسمية المجموعات الإسلامية بالجماعة الإسلامية، لذلك كان شخصية هامة ومحورية واتهم في قضية سيد قطب أيضاً . ومن أين أطلق اسم جماعة الفنية العسكرية عليكم ؟ نحن لم نختر هذا الاسم ولكن أطلق علينا ، بسبب مسمي القضية والهروب من موضوع تعليق الإخوان بنا . ومن أطلق مسمي تنظيم الجهاد فيما بعد ؟ حسن الهلاوي (رحمه الله) هو من أطلق اسم تنظيم الجهاد، وكان في تنظيم 1977الذي كان علي رأسه ياسر سعد فيما بعد ، وحكم عليه ب 15 سنه وقضاهم بالكامل من 1977إلي 1992، رغم أنه كان معنا في قضية الفنية العسكرية . هذا يعد الرافد الثاني للتنظيم ؟! نعم ونشأ جهاد 1979، والذي ولد منه جهاد 1981من خلال محمد عبد السلام فرج، والذي كان في الأصل في تنظيم 1979 ولم يقبض عليه. وماذا حدث في قضية 79؟ هذه القضية فشل الأمن في حبكها ، لوجود شاهد زور ، وشعر القاضي بالأمر، وخرج الجميع براءة .