وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    السكة الحديد: أنباء تسيير قطار إلى سيناء اليوم غير صحيحة وتشغيل خط الفردان بئر العبد الفترة المقبلة    أسعار السمك في أسيوط اليوم الخميس    البنوك المصرية إجازة اليوم بمناسبة عيد تحرير سيناء 2024 وهذا موعد عودتها للعمل    رئيس هيئة قناة السويس يبحث سبل تعزيز التعاون العلمي مع جامعة كوريا البحرية    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    تقارير إسرائيلية: العملية العسكرية الوشيكة برفح ستبدأ بإجلاء المدنيين وقد تستمر ل5 أسابيع    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    تعديل موعد مواجهة سيدات يد الأهلي وبترو أتلتيكو    الإثارة تزداد في مجموعة النيل.. خسارة الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي    ضبط المتهم بقتل بائع خلال مشاجرة بسبب خلافات الجيزة في الإسكندرية    تأمين امتحانات الترم الثاني 2024.. تشديدات عاجلة من المديريات التعليمية    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يسدل الستار عن فعاليات دورته الثامنة بإعلان الجوائز    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    أسعار الذهب في مصر بمستهل تعاملات اليوم الخميس 25-4-2024    هيونداي تقرر استدعاء 31.44 ألف سيارة في أمريكا    موعد مباراة الزمالك ودريمز الغاني في نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بالمنيا    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    هل يوجد تغييرفي مواعيد امتحانات الترم الثاني بعد التوقيت الصيفي؟.. التعليم توضح    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 46 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات بميناء دمياط    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    فتح باب تلقي طلبات وحدات الطعام المتنقلة بمقابل الانتفاع بمدينة طيبة الجديدة    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مدحت العدل يكشف مفاجأة سارة لنادي الزمالك    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة حسن الهلاوي
نشر في المصريون يوم 20 - 12 - 2009

شهادة حسن الهلاوي المتهم رقم 4 في تنظيم الفنية العسكرية والذي تصدى لفكر شكري مصطفى والذي كان موضوعا وهدفا لمخطط التصفية الجديد الذي كانت تقوم به جماعة "التكفير والهجرة" حسب تعبير المحكمة
(كان من المفترض أن يكون الجزء الأكبر من شهادة حسن الهلاوي ضمن وثائق وشهادات الجزء الأول من الموسوعة، والخاص بقضية الفنية العسكرية باعتباره المتهم رقم 4 فى التنظيم ، ولكن لظروف الوقت التي أحاطت بإصدار الجزء الأول عام 2006حالت دون ضم هذه الشهادات إليه، وهو ما حرصنا على أن نتلافاه في هذا الجزء، خاصة وأن شهادة الهلاوي تجمع بين قضيتي الفنية العسكرية، والتكفير والهجرة ، باعتبار، شاهدا على أحداث تلك الفترة الزمنية ومشاركا فيها.
(وقد حرصت أن تكون شهادة حسن الهلاوي عبر محضر نقاش صحفي، نحاوره من خلاله في أهم النقاط التي يتناولها الجزء الثاني من هذه الموسوعة ولنبدأ بتعريف حسن الهلاوي.
(فهو حسن محمد أحمد الهلاوى من مواليد القاهرة في 24ديسمبر 1951 وله جذور صعيدية حيث ينتمي إلى مركز جرجا بمحافظة سوهاج ، وهو الآن متزوج ولديه خمسة أبناء (4بنات وولد)، وكانت نشأته دينية حيث تربى في مساجد الجمعية الشرعية وأنصار السنة ، وعندما التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة وتعرف على صديقين كارم الأناضولى وسعد دربالة، وكان ثلاثتهم على طريق التدين والطاعة والصلاة في المساجد وحضور دروس العلم ، وتتلمذوا على يد مشايخ الجمعية الشرعية وأنصار السنة في الوقت الذي كانت فيه قيادات الإخوان في سجون عبد الناصر أثناء محنة السنوات الأولى من الستينيات.
(وبعد المرحلة الثانوية التحق الهلاوى بكلية الزراعة جامعة الأزهر بينما التحق زميلاه بكلية الفنية العسكرية.. ولم يكمل الهلاوى دراسته بالزراعة، وانتقل إلى كلية الشريعة بالأزهر.. وظل على علاقته بالأناضولي ودربالة مع غيرهم من الشباب المتحمس للدين والالتزام بالقرآن والسنة ودعوة الناس ولإقامة شرع الله في حياتهم.. وذلك بدون توجيه من أحد على حد قول الهلاوى.
( سألت الهلاوى : هل حدث أن تربيتم على بعض كتب الإخوان باعتبارهم رموزا بجماعة كبرى ذات ملامح واضحة ولها مرشد وقيادات وأعضاء لاسيما ما ورد في شهادة طلال الأنصاري ومجموعة الإسكندرية من أنهم تربوا على علم الأخوان .
ج لم يحدث أن قرأت أنا ومجموعتي في القاهرة أية كتب عن فكر الإخوان، لأننا كنا من مؤسسي الفكر السلفي في مصر القائم على تأصيل العلم والاعتماد على كتب علماء السلف مثل الشيخ ناصر الدين الألباني والاهتمام بتخريج الأحاديث وعلوم التفسير.. وكنا بمثابة طلبة علم فقط ، ولم يكن في ذهننا في هذا التوقيت لا فكر الجهاد ولا التكفير والهجرة كما زعمت بعض المراجع والكتب التي تناولت هذه الفترة، وأحدثت اللبس في تأريخها لهذه الفترة.
س ومتى بدأتم التفكير في التحرك نحو تشكيل مجموعات لتنفيذ ما تربيتم عليه من علوم الشرع والدين؟
ج بعدما وصلنا لدرجة من تحصيل العلم وجدنا أنفسنا في حاجة إلى إطار تنظيمي نتحرك من خلاله لخدمة الإسلام ، وبحثنا عن مجموعات أخرى تهدف إلى نفس هدفنا فوجدنا مجموعة "إسماعيل طنطاوي" وهى مجموعة من الشباب المتحمس للدين كانوا يعملون في الخفاء وفى سرية تامة تحت قيادة إسماعيل طنطاوي، وهذه هي أول مرة أعلن عن هذا التنظيم، وحاولنا أن نلتقي معه ونوحد الصف بين مجموعته ومجموعتي إلا أنه كان يخشى من اكتشاف أمره إذا ما ارتبط بنا لأننا كنا نعمل بشكل علني.. ورفض طنطاوي أن ننضم إليه.
أيمن الظواهري... تلميذ لإسماعيل طنطاوي
س - ومن هو إسماعيل طنطاوي ومن تلامذته؟
ج هو شخص مثير وغريب جدا وكان يفضل العمل السري، وكان من أبرز تلاميذه أيمن الظواهرى المعروف الآن بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة والمساعد الأيمن لأسامة بن لادن.. وقد سافر طنطاوي إلى هولندا ولم يعد وانقطعت أخباره عنا.
س وماذا فعلتم للبحث عن بديل تنظيمي؟
حسن الهلاوي وقضية الفنية العسكرية:
ج كان معي في مجموعتي مصطفى يسرى وأحمد خليفة وغيرهما. وبالمناسبة هم الآن ليس لهم علاقة بأي نشاط ولا فكر وبحثنا وقتها عن بديل، فتعرفنا من خلال كارم الأناضولي على مجموعة الإسكندرية بقيادة طلال الأنصاري وكونا مجموعة كبيرة ضمت أعضاء من القاهرة والجيزة والإسكندرية.. وقد تقابلنا فيما بعد مع الدكتور صالح سرية الذي كان يبحث عن مجموعة شباب يحملون معنا فكر المواجهة والانقلاب لإقامة الدولة الإسلامية بعدما رفض الإخوان المسلمون التعاون معه.
مرة أخرى...علاقة الإخوان بالفنية العسكرية معدومة:
س لكن مجموعة الإسكندرية تؤكد أن سرية ومن معه كانوا من الإخوان وبايعوا المرشد حسن الهضيبى بمباركة من الحاجة زينب الغزالي.
ج هذا كلام مغلوط وليس له أي أساس من الصحة، فعندما ذهب صالح سرية للإخوان وعرض عليهم المذكرة التي أعدها وكانت تحوى نظريته في كيفية إقامة الدولة الإسلامية وضرورة استخدام العنف والانقلاب العسكري، رفضها الإخوان، وقد أخبرني سرية بنفسه القصة كاملة وقال لي: الإخوان قالوا لي: الساحة عندك مملوءة بالشباب فاذهب واختر منهم و"سيب" الإخوان في حالهم لأنهم "لسة" خارجين من السجن. ثم التقى سرية بالشيخ عبدالله السماوي وحاول إقناعه بفكر الانقلاب فرفض السماوي أيضا.. ثم التقى بطلال الأنصاري الذي يعرف بعض طلاب كلية الفنية العسكرية.. ومن خلال طلال تعرفت أنا وكارم الأناضولي وسعد دربالة بصالح سرية، واستطاع الرجل بما له من قدرات عقلية وقيادة أن يربط بين
مجموعات الإسكندرية والقاهرة والجيزة.. ولم يكن اسمنا في هذا التوقيت هو (جماعة المسلمين) كما ادعت بعض الكتب والمصادر، بل كنا مجموعة صالح سرية فقط أما جماعة المسلمين فكان من نصيب جماعة شكري مصطفى المعروفة فيما بعد باسم جماعة التكفير والهجرة.. وأقولها صراحة وللتاريخ : لم نكن من الإخوان.
دور الهلاوي بدأ من الفنية العسكرية:
س : وماذا عن دورك في قضية الفنية العسكرية؟
ج صالح سرية صنفنا إلى مجموعتين، الأولى مدنية ليس لها علاقة بأي تحرك عسكري انقلابي، وكنت على رأسها، والثانية مجموعة عسكرية تضم طلاب الكليتين الفنية العسكرية وكليات أخرى وكان على رأسها كارم الأناضولي وسعد دربالة ويساعدهما طلال الأنصاري من الإسكندرية.. وكان سرية دائم الالتقاء بنا من خلال جلسات ولقاءات تجهيزية وتربوية لإعدادنا لمرحلة قيام الدولة الإسلامية، وكان الاتفاق أن المجموعة المدنية ليس لها علاقة بحركة الانقلاب فعاهدته وبايعنا على السمع والطاعة لنصرة الإسلام والقيام بثورة إسلامية بيضاء لا تقوم على إراقة الدماء.
س لكن ألا تعتقد أن الخطة التي وضعها صالح سرية لإقامة دولة الإسلام وإسقاط حكم السادات لا تتناسب مع عقليته المنظمة؟
ج ما لا يعرفه أحد ولم ينشر من قبل أنه قبل حادثة الفنية العسكرية بأسبوعين تقريبا حدث انشقاق وانقلاب على صالح سرية من قبل طلال الأنصاري وكارم الأناضولي بعد أن مارسا عليه ضغوطا شديدة للتعجيل بقيام الثورة والانقلاب على حكم السادات، وبعدما اتفقا على تنفيذ الانقلاب باستخدام زملائهما بكلية الفنية العسكرية رغم اعتراض صالح سرية على ذلك ولم يكن موافقا على طريقتهم ولا على الخطة التي وضعوها وقد أخبرني صالح بنفسه تفاصيل هذه القصة وقال لي : إخوانك انقلبوا عليّ وقالوا لي : أنت مجرد لاجئ فلسطيني لا تعلم المناخ المصري "ولو خايف على
نفسك وعيالك" سافر.. وهنا تنازل صالح سرية عن قيادة التنظيم وأصبح مجرد شخص عادى، وانتقلت القيادة إلى كارم الأناضولي الذي وضع خطة اقتحام الكلية، هو ومساعدة طلال الأنصاري.. وكلاهما ساق التنظيم إلى هذه الكارثة الدموية التي أتبرأ منها أمام الله والتاريخ.
س وماذا كان دوركم كمجموعة مدنية ليلة الحادث؟
ج لقد أخبرونا قبل الحادث بيوم أننا مطالبون بالتواجد في مكان قريب من الكلية الفنية العسكرية على اعتبار أنها مرحلة خارج القاهرة، فذهبت بمجموعتي في المكان والزمان المحدد وكنا قريبين جدا من الكلية، وبمجرد سماع طلقات النار أصدرت أوامري لمن معي بالانصراف ، لأننا لم نتعاهد أصلا على إراقة الدماء وبايعنا على ثورة بيضاء لإقامة دولة الإسلام.
س وكيف تم القبض عليكم؟
ج عندما قبضوا على مجموعة الفنية العسكرية اعترفوا على مجموعة الإسكندرية... وعلى مجموعة القاهرة والجيزة.. فتم القبض علينا بطريقة تسلسلية، ولأنني كنت المتهم رقم 4 في القضية بعد صالح سرية وطلال الأنصاري وكارم عبد القادر فقد طلبت النيابة إعدامي ولكن قدر الله أنقذني من حبل المشنقة.
س ألا ترى أن توقيت تنفيذ العملية يثير الشكوك.. إذ أنها بعد انتصار أكتوبر بستة أشهر تقريبا، فما جعل مجموعة إسكندرية تشير إلى أنكم أي جماعة صالح سرية كانت لديكم معلومات بشأن حرب أكتوبر وأنها مجرد مسرحية بين السادات وأمريكا وإسرائيل؟
ج نحن كمجموعة القاهرة والجيزة المدنية لم نكن نعلم بطبيعة العملية، وكنا متعجبين بسبب اختيار هذا التوقيت، وكنا في سن صغيرة لا ندرك حجم مثل هذه الكارثة، وبالمناسبة فقد كنت على علم بأن مثل هذا الحدث لن يتم قبل إعدام ثلاثة حسبما أخبرني سرية بنفسه لأننا كنا في حاجة إلى إعداد وتأهيل طوال هذه الفترة، ولولا استعجال مجموعة الإسكندرية لما حدثت هذه الكارثة.. وأعتقد أن الشيطان قد استحوذ على هذه المجموعة وخاصة كارم الأناضولي الذي صور له شيطانه سهولة قيام دولة الخلافة بهذه الخطة الساذجة.
س لكن مجموعة الإسكندرية لازالوا مصرين على أن الإخوان هم الذين خططوا مع صالح سرية لهذا الانقلاب؟
ج هذا ادعاء باطل، وعندما ذكر طلال مثل هذا الكلام أمام النيابة وفى وجود الحاجة زينب الغزالي بصقت عليه، وقد التقيت الحاجة زينب بعد أحداث القضية بفترة في أحد المؤتمرات وأكدت لي براءة الإخوان من أحداث الفنية العسكرية واتهمت مجموعة الإسكندرية بالكذب والادعاء.
س ألم تحدث آية لقاءات بينكم وبين قيادات إخوانية قبل أو بعد الحادث؟
ج لا.. وحتى عندما تقابلنا مع بعضهم داخل السجن كانت لقاءات عابرة ولو كنا من الإخوان لطلبنا أن نسكن في عنابر الإخوان بالسجن.
س طوال فترة سجنك على ذمة القضية.. هل تمت مراجعات فكرية لمجموعات أو مجموعة إسكندرية؟
ج طوال سنتين تقريبا قضيتها في السجن قبل العفو عنا لم تحدث آية مراجعات لأن مجموعتي كانت رافضة لما جرى، وقد انقسمنا على مجموعة كارم الأناضولي الذين استمروا في تبنى العنف.
س وماذا بعد خروجك من السجن عام 1979؟
ج كنت قد أنهيت دراستي بكلية الشريعة ولم التحق بأي عمل لأن التقارير الأمنية كانت تستبقني، فجلست عامين بدون عمل، وكانت فرصة كبيرة لنعيد تنظيم أنفسنا من جديد، وننتشر في كل محافظات مصر، فبدأنا في تكوين مجموعات جهادية كانت هي الركيزة الأولى لفكر الجهاد في مصر.
س ومن أين تسرب إليكم فكر الجهاد.. هل من خلال قراءات ومراجع.. أم من خلال شخصيات بعينها؟
ج لم يتسرب هذا الفكر إلينا وإنما نحن الذين أصلناه.. وقد استخدمت وسائل الإعلام هذا المصطلح مع أحداث العنف التي وقعت في عام 1977 و1979.
س ومن كان على رأس التنظيم وقتها؟
ج اخترنا الأخ أحمد صالح عامر ليكون أميرنا.. ولم يكن على الساحة وقتها إلا تنظيم التكفير والهجرة بقيادة شكري مصطفى وكنت أجاهد فكرهم وأحاول إنقاذ الشباب من عقيدتهم المخالفة للشرع من وجهة نظرنا.
س لكن المعروف عنك أنك كنت عضوا في التكفير والهجرة؟
ج - لا.. لم أنتمي يوما إلى التكفير والهجرة بل كنت أحاربهم باعتبارهم أسوأ مجموعة ظهرت على وجه الأرض بتكفيرهم الناس بالمعصية .. وشكري هو الذي أسس لهذا الفكر، فقد كان شابا عنيدا وشاعرا بليغا سول له شيطانه أنه فقيه وعالم ، ونقل فكره إلى السعودية ثم إلى أفغانستان وباكستان والجزائر .. وأعتقد أن شكري يبوء بوزر كل من حمل هذا الفكر ليوم الدين.
س وما هي قصة المناظرة بينك وبينه والتي وصلت مدتها ل 12 ساعة مسجلة على شرائط كاسيت؟
ج عندما استفحل أمر جماعة التكفير والهجرة وكفر أفرادها أفراد المجتمع بمجرد المعصية كان لابد من وقفة لهم، فعرضت على شكري مصطفى عقد مناظرة فكرية أرد بها على مزاعمه الفقهية الخبيثة.. وبالفعل تحدث هو طوال 8 ساعات كاملة عن فقه التكفير والهجرة الذي يتبناه وأدلته في ذلك ، ثم عقدنا جلسة للرد عليه وسجلت 4 ساعات كاملة فندت فيها كل هذه المزاعم، بل وأقنعت العديد من أعضاء تنظيمه بالعدول عن هذا الفكر السقيم، وعلى رأسهم قائد الجناح العسكري عند شكري وانتشرت هذه الشرائط في الأسواق وكانت حديث الجميع، وللأسف لا أمتلك منها نسخة واحدة الآن بعدما تم القبض على وأخذ الأمن كل ما لدى من كتب وشرائط.
س- وهل كانت هذه المناظرة سببا في قيام شكري مصطفى بمحاولة اغتيالك؟
ج بالطبع .. وقد كنت في البداية أظن أن أمن الدولة وراء هذه المحاولة، ثم علمت بحقيقة الأمر بعد ذلك.. والتفاصيل تتلخص في أن بعض الأفراد المنتمين لتنظيم شكري مصطفى هجموا على منزل أسرتي وزعموا أنهم أمن الدولة واقتحموا الباب ودخلوا عليّ بعدما أصابوا شقيقي بعدة طعنات، ولم يتركوا جزء من جسدي إلا وطعنوه بشدة ولم يتركوني إلا جثة هامدة فظنوا أنني فارقت الحياة فتركوني وانصرفوا، ثم شاء الله أن أستفيق وناديت على أهلي وحملوني إلى المستشفى وتم إنقاذي.. وبعدها فرض أمن الدولة الحراسة علي لمدة عام.
س وماذا عن قصة هروبك من السجن وسفرك إلى الأردن ثم السعودية؟
ج في أواخر عام 1977 كان بعض أفراد مجموعة الإسكندرية متمسكين بالعنف وقام أحدهم بمحاولة خطف سلاح عسكري حراسة على إحدى السفارات الأجنبية بالإسكندرية، واستمات العسكري على سلاحه وكان يمسك به من ناحية "السمكي" بشدة وتركه الشاب فجأة فطعن العسكري نفسه وهرب الشاب.. ولما قبضوا عليه اعترف على أفراد مجموعته بالإسكندرية ثم على مجموعة القاهرة وأنا منهم فقبضوا على وأخذنا جميعا أحكاما عسكرية مشددة وحكم علي ب 7 سنوات .. وأثناء قضائي للسنوات الأولى التحقت بكلية أصول الدين وكنت أخطط للهروب.. وفى أثناء أحد أيام الامتحانات بجامعة الأزهر خرجت من اللجنة ولم أجد الحارس المرافق لي فانصرفت.. وذهبت إلى الحوامدية واختبأت هناك لمدة ثلاثة أشهر، وحلقت لحيتي وربيت شاربي وغيرت أسمي إلى الشيخ إبراهيم.. بل وخطبت فتاة من هناك وكنا على وشك إتمام الزواج لولا سفري إلى الأردن بمساعدة أخ لنا يعمل ضابطا في مطار القاهرة..
وخرجت من مصر يوم 9/9/1979 وبقيت في الأردن طوال 4 سنوات وهى الفترة التي كانت العلاقات فيها مقطوعة بين مصر والأردن بسبب معاهدة كامب ديفيد وكانوا يرحبون هناك بأي معارض لمصر وكنت محسوبا على المعارضة ، واشتغلت هناك إمام مسجد ومدرس بإحدى الكليات المتوسطة ، واستطعت أن أحصل على أوراقي الرسمية من مصر وأصبحت أتعامل باسمي الحقيقي إلى أن انتقلت إلى السعودية ، ومكثت هناك أكثر من 10 سنوات عملت فيها في مجال الدعوة والخطابة.
س وكيف استقبلت خبر اغتيال السادات، خاصة وأن البعض حكوا أنك كنت على علم بتفاصيل الاغتيال رغم وجودك في الأردن؟ باعتبارك وقتها لم تزل محسوبا على فكر الجهاد؟
ج أولا لم تكن لي أي علاقة أو حتى اتصال بمجموعات الجهاد في مصر، ولم أكن متابعا لهذه الأحداث ، وكل ما في الأمر أن بعض المصريين الذين كانوا يأتون إلى الأردن كانوا ينزلون على ضيوفا، ومن المحتمل أنه لما قبض على بعضهم قالوا إنهم كانوا يعرفونني فظن أمن الدولة أنني أمول عمليات الجهاد في مصر، وهذا غير صحيح بالمرة. وبالمناسبة فقد التقيت في الأردن بمحمد سالم الرحال وهو قيادي كبير وهام جدا في تنظيم الجهاد في مصر، وأثناء وجوده في الأردن انضم لحزب التحرير وانقطعت صلته بالجهاد في مصر، ثم علمت بعد ذلك ، أنه أصيب بحالة نفسية دخل على أثرها مستشفى الأمراض العقلية والعصبية ثم انقطعت أخباره بعد ذلك.
س وماذا عن نشاطك في السعودية؟
ج كنت أعمل في مجال الدعوة والخطابة.. وحدث ذات مرة أن تعرضت لبعض الأمور السياسية في إحدى خطبي، فاستدعوني في وزارة الأوقاف ومنعوني من الخطابة لمدة ستة أشهر ثم عدت للخطابة بعدما اشترطوا عليّ عدم التعرض للأمور السياسية.. كما أذكر أنني شاركت مع الدكتور عبد الله عزام رحمه الله كعضو في لجنة من العلماء سافرت إلى باكستان وأفغانستان للصلح بين قيادات وزعماء الجهاد الأفغاني مثل حكمتيار وبرهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود.. وكان ذلك تقريبا في الفترة من 1984 1988 ثم عدت إلى السعودية بعدما علمت أن الدكتور أيمن الظواهري وسيد إمام (وكان من قيادات الجهاد هناك) تحولا إلى فكر التكفير لدرجة أنهم قتلا العديد ممن خالفوهم الرأي من المصريين وغيرهم وكانوا يخططون لاغتيالي لأنني تصديت لهم، وأنا أظن أنهما كانا وراء اغتيال عبد الله عزام وولديه!!
وقد علمت بمخطط اغتياله من بعض الإخوة والأخوات من داخل مجموعات الجهاد الأفغاني.. وعندما عدت إلى السعودية جلست إلى العلماء الكبار أمثال "ابن عثيميين" و"ابن باز" وكان كلاهما محارب لفكر التكفير والهجرة.
س وما هي قصة ترحيلك من السعودية إلى مصر ولماذا تأخر طوال هذه السنوات؟
ج أولا كانت السلطات المصرية تعرف بمكاني سواء في الأردن أو السعودية من خلال الذين كانوا يزوروني هناك ، ولكن يبدو أن السادات عندما أعلن في خطابه الشهير قبل اغتياله بفترة أنه قد تخلص من حسن الهلاوي، تعاملت أجهزة الأمن معي وكأنني غير موجود فلم يهتموا بإحضاري من الخارج وقد استفدت من ذلك وأصبحت أعيش في أمان وبدون مطاردة .. وحتى بعد اغتيال السادات إلى أن نشطت أجهزة الأمن من جديد وطلب أمن الدولة من السعودية تسليمي لأنني مطلوب على ذمة قضية عسكرية وهارب من تنفيذ حكم ب 7 سنوات ، وقد استدعتني المخابرات السعودية وأخبروني بهذا الأمر، ثم تركوني لمدة عشرة أيام لعلى أتصرف أو أسافر ولم أفهم أن ذلك يعنى الإفراج عنى، ثم كان الاستدعاء الثاني في ظل تعاطف مدير المخابرات السعودية والذي أعطى أولادي مبلغا كبيرا من المال كمساعدة في ظل هذه الظروف القاسية، وأرسلوني إلى أحد كبار الدولة في مصر في طائرة خاصة ونزلت أرض المطار في 20/7/1993 ومنه إلى أمن الدولة في لاظوغلي حيث عانيت من أشد أنواع التعذيب من صعق بالكهرباء والتعليق والضرب.. وكان أول سؤال عن اسم الأمير العربي الذي كان يتوسط لدى المخابرات السعودية لمنع ترحيلي، وأنا شخصيا لم أكن أعلم أن هناك أمراء سعوديين تدخلوا لمنع ترحيلي إلا فيما بعد.. ومن شدة التعذيب اضطررت إلى الاعتراف أنني من الإخوان مرة على اعتبار أنني كنت أدرس في مدارسهم بالسعودية "المنارات".. واعترفت أيضا أنني من قيادات الجهاد ومرة من قيادات الجماعة الإسلامية وفى كل اعتراف أذكر مجموعة من الأسماء حتى يصدقوني وحتى أتخلص من التعذيب والقهر النفسي .. خاصة بعدما هددوني بالرمي في بير الأسانسير والادعاء بأنني انتحرت.
س وهل حاولوا اتهامك باتهامات أخرى؟
ج حاولوا أن يربطوا بيني وبين بعض الأحداث الإرهابية التي وقعت في مصر باعتباري الممول لها.. وكل ذلك غير صحيح.. وأحب أن أذكر هنا أنني تقابلت مع الدكتور أيمن الظواهري في السعودية أثناء عمله بعيادته النفسية في جدة.. وعرض على أن يبايعني على أن أكون أميره.. فرفضت الفكرة تماما وقلت له إن هذا الفكر مضى زمنه.
س وماذا عن أول بيان أصدرته من داخل سجنك وبدون علم الأمن؟
ج كان ذلك في بداية 1994 بعدما شاهدت مآسي الفكر التكفيري وسمعت بأحداث العنف الدموي الذي مارسته الجماعات في مصر فأصدرت بيانا تبرأت فيه من كل هذه الأفعال وأظهرت فيه أن الإسلام برئ من هذا الإرهاب وأن هناك انحرافا في الفكر لدى هؤلاء الشباب.. ووقعت البيان باسمي باعتباري كنت أحد قيادات الجماعات الإسلامية.. وسربته مع أحد الأصدقاء أثناء زيارته لي وتم نشره في الصحف وتلقفته وسائل الإعلام باعتباره أول بادرة في نبذ العنف والإرهاب ، ولذلك فإني أول من بدأ فكر المراجعات داخل سجون مصر بهذا البيان ، وأعقبته بإصدار كتاب تحت مسمى "براءة الإسلام من العنف والإرهاب" كشفت فيه عن الوصف الحقيقي لديننا وفندت فيه مزاعم التكفير والعنف والقتل بزعم إقامة الدين وأصدرت الكتاب من داخل سجن طرة عام 1996 وقد ترتب على ذلك أن رحب الأمن بهذه المبادرة وجاء التليفزيون المصري وأجرى معي حوارات مطولة وكان المذيع الراحل حلمي البلك من أوائل الذين حاوروني في السجن ثم كانت المذيعة فاطمة فؤاد، وذلك بعدما تأكد الأمن أنني صادق النية في حين أصدرت الجماعة الإسلامية توجيهاتها إلى أفرادها باعتزالي وعدم التحدث معي لاعتراضهم على ما طرحته من فكر المراجعات ثم بعدها بعامين تبنوا ما طرحته وقدموه في مراجعاتهم الفكرية بعدما تأكدوا أن ذلك هو المخرج الوحيد.
س ولماذا تأخرت قيادات الجماعة الإسلامية في تبنى فكر المراجعات عندما طرحته أنت؟
ج لأنهم شعروا إن فعلوا ذلك فسأسحب البساط من تحت أرجلهم وينكشفون أمام أعضاء جماعتهم .. منهم القيادات الذين يمثلون مجلس شورى الجماعة الإسلامية.. فكيف ينزلون على رأى غيرهم.
س وهل قرأت ما طرحوه في مراجعاتهم التي قدموها ... وما رأيك فيها؟
ج طبعا قرأتها .. وهى ليست بالمراجعات بقدر ما هي مراوغات، وهى نوع من الجدل واللف والدوران، وأنا لا أقصد هنا التشكيك في نواياهم فقد تابوا بالفعل عن العنف، ولكن مراجعاتهم لم تأت على المستوى المطلوب من المباشرة "الوضوح والاعتراف بالخطأ الذي كانوا عليه".
س وماذا عن موقف عبود الزمر.. ومجموعات الجهاد والسلفيين؟
ج عبود كان آخر من تبنى فكر المراجعة.. أما عن مجموعات الجهاد والسلفيين فلم يكن قد وصلهم كتابي ولا فكرى ولا زال أكثرهم على الفكر القديم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.