ياسر سعد هو أحد قيادات الفنية العسكرية ، شارك في أول انقلاب فعلي علي نظام السادات بل إن عملية الفنية العسكرية تعد أول انقلاب بعد الثورة علي نظام العسكر من داخل الجيش. ورغم فشل العملية ، إلا أنها ألقت بظلالها علي قدرة التيارات الإسلامية علي المواجهة وعلي بداية محاولة الحسم مع النظم الحاكمة. ياسر سعد أحد المشاركين في العملية ، اخذ براءة في القضية ، ليتهم بعد ذلك في عملية الإعتداء علي السفارة القبرصية بالإسكندرية ، ويدخل المعتقل مرة أخري ليمكث قرابة خمسة عشر عاماً . تأتي شهادة القيادي الأسلامي السكندري " ياسر سعد مصطفي " لتمدنا بكثير من الحقائق والمعلومات ، بدأ الرجل إخوانيا ، ثم جهاديا لينتقل بعد ذلك إلي الإخوان مرة أخري ، ثم مستقلا في نهاية الأمر. وبعد ثورة 25 يناير المباركة أعلن الرجل هو ومجموعة الفنية العسكرية (إحدي أقدم مجموعات الجهاد الإسلامي المصري ) ا نضمامه إلي حزب السلامة والتنمية . التقيناه أثناء مداولات مجموعة الفنية العسكرية مع رئيس حزب السلامة والتنمية (تحت التأسيس) د/ كمال حبيب وكان هذا اللقاء : محيط : مرحبا ً بك في القاهرة ؟ مرحباً بكم وسعدنا حقيقة بلقائكم الكريم . محيط : متي بدأت مع الحركة الإسلامية ؟ ,,أحزاب الإسلاميين المستقلين في ظرف خمس سنوات سوف تغطي علي نشاط الإخوان,, كانت بدايتي عام 1970م في محافظة الإسكندرية ، وكنت أعمل مع مجموعة الشيخ / محمود عيد ، خطيب مسجد السلام بحي استانلي ، وأحد الذين تولوا تربية الشباب في المحافظة ، وكذلك الشيخ أحمد المهدي "رحمه الله " . محيط : ومتي بدأت نشاطك داخل حركة الجهاد ؟ في نفس الفترة تقريباً ، وكانت مع طلال الأنصاري . محيط : وماذا عن ملابسات حركة الفنية العسكرية ؟ عندما قابلت طلال الأنصاري دعاني للاشتراك في عملية اقتحام الفنية العسكرية ، وعندما وافقت أخذا مني البيعة علي السمع الطاعة ، وقدمني للمرحوم د/ صالح سرية . محيط : هل كنت طالبا ً في كلية الفنية العسكرية؟ لا ، كنت طالباً في كلية الزراعة . محيط: وماذا حدث في هذا اللقاء ؟ حقيقة لم اقتنع بهذه العملية ، وانسحبت منها ، ولكن قبل فوات الأوان ، ولم أكمل المشوار ، لأسباب عديدة ، منها أنني كنت أميل لدعوة الإخوان المسلمين ، وفي نفس الوقت كنت مقتنعاً بفكرة الانقلاب العسكري . محيط : وماذا عن موقف الإخوان في السبعينيات بشأن الصدام مع نظام السادات ؟ الإخوان كان توجههم أنهم سوف يصطدمون لا محالة بنظام السادات ولكن ليس هذا وقته ، واكتملت هذه الرؤية لدي بالكامل بعد دخولي المعتقل . محيط : وماذا حدث بعد ذلك ؟ بعد دخولي المعتقل وخروجي منه ، شاركت في قضية السفارة القبرصية عام 1977م ، وكنت في ذلك الوقت مع تيار الجهاد . محيط : قضية 1977؟ ماهي ظروفها وملابساتها ؟ كان لنا توجه في ذلك الوقت للعمل العسكري ، وكنا نريد سلاحاً ، وكان هذا امتداداً لتنظيم الفنية العسكرية وكان يطلق علينا الفنية العسكرية رقم 2 حيث شارك فيها بشكل رئيسي الذين أفرج عنهم في قضية الفنية الأولي ،أو مايطلق عليهم مجموعة (البراءات ) محيط : كيف كان التنفيذ ؟ ,,ننسق مع حزب السلامة والتنمية في هذه المرحلة ,, سعينا للحصول علي السلاح ، وهذا ما أدي إلي قتل الجندي ، ولم يكن هذا في المخطط علي الإطلاق ، وقام علي التنفيذ أربعة من الأشخاص حوكموا بعد ذلك . محيط : ما هي الأحكام التي صدرت ضدهم ؟ الأحكام أقلها سبع سنوات "لحسن الهلاوي" ، وأكثرها خمسة عشر عاماً للباقيين . محيط : هل كانت هذه العملية بأوامر من د/ صالح سرية ؟ نعم كانت بأوامر منه حيث شكل أربعة مجموعات للعمل ، في رسالة لنا أثناء قضية الفنية العسكرية عام 1974 ، المجموعة الأولي ، اغتيالات ، والثانية تنظيم عسكري ، والثالثة عسكرية مدنية ، والربعة دعوية . محيط : ماهو الفرق بين العسكري والاغتيالات ؟ العسكري من داخل القوات المسلحة ، والاغتيالات لحماية الدعوي ، والعسكري المدني يكون من المدنيين . محيط : وهل استطعتم تنفيذ ذلك المخطط ؟ لا ، لم نستطع تنفيذ هذا الأمر ، ولكن تغلبت فكرة الإغيالات علي كل الأفكارفيما بعد . محيط : كم مجموعة جهادية كانت تعمل علي الساحة في ذلك الوقت ؟ كانت هناك ثلاثة مجموعات 1) مجموعة حسن الهلاوي في (الجيزة ) . 2) مجموعة عبد الرؤوف أمير الجيش (شبرا). 3) ومجموعة الإسكندرية (طلال الأنصاري ). محيط : هل كان معكم مجموعات سلفية ؟ نعم أستطيع أن أقول أننا مجموعة سلفية ومجموعة قطبية ، هذا هو أساس توجهاتنا في هذا المرحلة . محيط : وماذا عن مرحلة السجن ؟ دخلنا السجن وعشنا أيامه ولياليه . محيط : هل تأثرتم بفكر مجموعة شكري مصطفي مثل"طلال الأنصاري" ؟ لا "طلال الأنصاري" أمر مختلف ، طلال راجع جميع أفكاره الجهادية لصالح مجموعة شكري مصطفي (مجموعة التكفير والهجرة ) ،وبقي فترة طويلة جدا علي فكر شكري مصطفي في السجن . ثم راجع مرة أخري أفكاره التكفيرية لصالح أهل السنة والجماعة في مرحلة متأخرة ، أما نحن فكنا علي فكر الجهاد ، أما أنا فخرجت علي فكر الجهاد ، وطلال كان علي فكر شكري . محيط : مجموعة شكري قامت بعمل مراجعات هي أيضا أعلنت في حينها عام 1982؟ نعم ، مجموعة شكري راجعت أفكارها التكفيرية ، أما نحن فقد ناقشنا بعضنا البعض بشان موضوع حادث السفارة القبرصية وقرر بعضنا الصيام واعتبروا الموضوع كان خطأً في الأساس . لأن الأساس أن من قتل وكان يشهد "أن لا إله إلا الله" فلا يجوز قتله ، أما مسألة الخروج علي الحاكم وتكفير من لا يحكم بما انزال الله كانت خارج المراجعة عندنا جميعاً محيط : كم قضيت في السجن ؟ بقيت من عام 1977إلي عام 1992. ,,الإخوان معارضة متفق عليها مع النظم السياسية ,, محيط : ما هو التطور الذي مررتم به ؟ أصبحنا نري ان الاخوان هم أفضل من في الساحة وذلك قبل خروجي من السجن . محيط : ماهو الذي خرجت به من السجن ؟ أستطيع أن اقول أن لدي حصيلة من التجارب والأفكار تكفل لي القدرة علي الاختيار السليم ، وأستطيع تقييم الأمور بشكل صحيح . محيط : كيف كنت تقيم حكم مبارك ؟ كنت أري أنه في حكم المتغلب ، ومن الحكمة عدم الصدام به . محيط : كيف كنت تري الإخوان المسلمين بعد السجن؟ أدركت أن الإخوان ليسوا أصحاب فكر بل هم أصحاب حركة ، لديهم تصورات حركية وتنظيمية ، يؤمنون بفقه المرحلة ، بمعني ما يصلح الآن نقوم به وما لا يصلح نبتعد عنه وهكذا . محيط : ألا تري ان لهم موقف من الحاكم ؟ نعم هم يقولون الحاكم ليس بكافر ويتعاملون معه علي أنه كافر ويقومون بفعل الخروج ، واستحلال غيبته والصدام معه وما إلي ذلك . محيط : اختلاف موقفك من قبل السجن وإثناء السجن وما بعد السجن ؟ كنت اعتبر كلنا من طلائع الإخوان ، حتي اكتشفت ان الإخوان ليس لديهم فكر واضح هناك أكثر من إخوان في الحقيقة ، علي سبيل المثال هناك إخوان سيد قطب ، وهناك إخوان الهضيبي ، وهناك إخوان 65،وإخوان كل مرشد ، وغير ذلك . محيط : من الإخوان إذا ؟ الإخوان هم الواقع والمرشد ، المرشد له تقدير والواقع يفرض نفسه . محيط : هل الإخوان يعتبرون معارضة ؟ نعم معارضة ولكن معارضة متفق عليها مع النظم السياسية . محيط : كيف تري المعارضة الآن ؟ أنا ومجموعة الفنية معارضة ولكننا لسنا من الإخوان . محيط : هل حدث صدام بينكم وبين الإخوان ؟ نعم بعد مذكرات "طلال الإنصاري" عام 2007 والتي كانت بعنوان " صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة من النكسة إلى المشنقة "وقد نشرت علي حلقات في مجلة روزاليوسف آنذالك . ،،أقول للجهاديين: نحن سبقناهم ولسنا بأفضل منهم ،، والتي اتهم فيها الإخوان بتدبير حادث الفنية ووقوفهم وراءه والإنقلاب علي نظام السادات رغم وجود معاهدة ضمنية معه . محيط : هل عوقب طلال علي هذه المذكرات؟ نعم، بل كل أصدقاء طلا ل الأنصاري أيضا نالهم العقاب . محيط : كبف تري العمل الآن بعد الثورة ؟ يجب العمل الأن والاندماج في المجتمع وانتهاز الفرصة السياسية المتاحة ،لذلك نعمل علي التواصل مع التيار الجهادي الذي يريد ان يندمج مع المجتمع ، لاننا نحن أقرب لهم وهم أقرب لنا ، ولأنهم لم يتبرأوا منا ولم نتبرأ نحن منهم ، نحن سبقناهم ولسنا بأفضلهم . محيط : في أي الأحزاب سوف تعمل ؟ سوف نعمل كمجموعة مع حزب السلامة والتنمية لأنهم أصحاب تجربة وخبرة ، والفرق بيننا وبينهم أننا سبقناهم ولسنا بأفضلهم ، نحن قريبين منهم وهم قريبون منا . محيط : ما هو رأيك في هجوم الإعلام علي التيار السلفي ؟ هم خائفون ، ويجب علينا كتيار إسلامي ألا نخيفهم ، ولا نستعلي عليهم ، وإن كانوا لا يفهمون شيئاً منا نتواصل معهم لنزيل هذا اللبس . محيط : هل تري التعدديه في العمل الإسلامي ؟ نعم لان التعدد تنوع مطلوب في الصف الإسلامي ، وأتصور أن أحزاب الجهاديين والإسلاميين الآخرين ، في ظرف خمس سنوات سوف تغطي علي نشاط الإخوان المنفرد علي الساحة السياسية في عالم ما قبل الثورة . محيط : كبف تري المستقبل ؟ مستقبل مصر رائع باذن الله ، وقد استفادت التيارات السياسية جميعا من هذه الثورة ، ونتمني لها التقدم والإزدهار دوماً .