الهيئة الوطنية للانتخابات: 4 ممارسات تبطل صوتك في انتخابات مجلس الشيوخ (صور)    البورصة تربح 22 مليار جنيه بختام تعاملات الأسبوع    الحكومة: إجراءات جديدة قبل سبتمبر لتيسير الإفراج الجمركي وزيادة الاستثمارات الأجنبية    مصر ترحب بإعلان رئيسي وزراء كندا ومالطا اعتزام بلديهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية    جماهير النصر السعودي بالنمسا تتسلل للفندق لرؤية كريستيانو رونالدو    حماية المستهلك: ضبط 45 طن زيوت ومواد غذائية معاد تدويرها من خامات مجهولة المصدر    خروج عجلات جرار قطار عن القضبان في المنيا دون إصابات    للعام الثاني، الجونة السينمائي وبرنامج الغذاء العالمي يطلقان مسابقة "عيش" للأفلام القصيرة    أسعار الأسماك بأسواق مطروح اليوم الخميس 31-7- 2025.. البورى ب 150 جنيه    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين    سوريا.. 47 شاحنة مساعدات تتجه من دمشق إلى السويداء    جهود أمنية مكثفة لكشف غموض وفاة سيدة بطلقات نارية داخل منزلها بقنا    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه غرقا بقرية الجبيرات فى سوهاج    "إعادة تدوير" لحملات المزايدة!    إذاعة الجيش الإسرائيلى: انتحار جندى بعد خدمته فى صفوف قوات الاحتياط    أشرف زكي من جنازة لطفي لبيب: فقدنا نجم كان مدرسة في الصبر    رئيس هيئة الأوقاف يوجّه مديري المناطق بالحفاظ على ممتلكات الهيئة وتعظيم الاستفادة منها    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    ئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يعلن اكتمال الاستعدادات لانطلاق انتخابات مجلس الشيوخ    تقارير تكشف موقف ريال مدريد من تجديد عقد فينيسيوس جونيور    حبس بائع خردة تعدى على ابنته بالضرب حتى الموت في الشرقية    صفقة تبادلية محتملة بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل    أساطير ألعاب الماء يحتفلون بدخول حسين المسلم قائمة العظماء    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    عروض فنية متنوعة الليلة على المسرح الروماني بمهرجان ليالينا في العلمين    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    انتخابات الشيوخ.. 100 ألف جنيه غرامة للمخالفين للصمت الانتخابي    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    مسلسل «220 يوم» يتصدر التريند بعد عرض أولى حلقاته    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    خروج عربات قطار في محطة السنطة بالغربية    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    رئيس قطاع المبيعات ب SN Automotive: نخطط لإنشاء 25 نقطة بيع ومراكز خدمة ما بعد البيع    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات البنية الأساسية والتطوير بمدن بالصعيد    نجم الزمالك السابق: إسماعيل إضافة للدفاع.. والفريق يحتاج إلى الهدوء    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    وزير الخارجية يلتقي السيناتور "تيد كروز" عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي    انخفاض حاد في أرباح بي إم دبليو خلال النصف الأول من 2025    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    روسيا تعلن السيطرة على بلدة شازوف يار شرقي أوكرانيا    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    نساء مصر ورجالها!    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو:شهادات تعذيب المعتقلين السياسيين في‮ عهد مبارك
نشر في الوفد يوم 30 - 03 - 2011

أعد الملف‮: عمرو عبدالمنعم،‮ سمر فواز،‮ آيات عزت،‮ محمد معوض
شهادات شهود التعذيب في‮ عصر مبارك شهادات حية من واقع الآلام والمعاناة المريرة التي‮ عاشوها ومرو بها،‮
‬بعض هذه التجارب مازالت تعاني‮ حتي‮ هذه اللحظة‮ يعيش أصحابها المعاناة حتي‮ بعد نجاح الثورة المباركة،‮ البعض أطلق سراحه أمس والبعض‮ ينتظر اليوم والبعض‮ يحلم بالحرية والكرمة علي‮ أرض مصرنا العزيزة الكريمة،‮ شهادات الشهود مكون نفسي‮ كبير ومدخل جواني‮ معبر في‮ الغالب عن الحالة النفسية والشعورية للإنسان السجين،‮ قديما قالوا‮ (‬لا تاريخ بدون وثيقة‮)‬،‮ هكذا‮ ينظر المتخصصون لعلم التاريخ،‮ وهكذا أيضاً‮ تتأثر الناس بشهادات الشهود الحية علي‮ الأحداث‮.
نصطحب قراءنا إلي‮ هذه الشهادات الحية من واقع السجون والمعتقلات،‮ ونقدم التجارب المريرة من واقع التجارب التي‮ عاشها أصحابها‮.‬
نبيل المغربي‮.. أقدم معتقل سياسي
‮* اعتقلوني‮ قبل حادث المنصة ثم حاكموني‮ بتهمة اغتيال السادات
‮* سجون مبارك أشد قسوة من جوانتاناموا‮
‮* أطلب لجنة من الصليب الأحمر لمساواتي‮ مع الجاسوس عزام عزام
حالة نبيل محمد عبد المجيد المغربي،‮ فريدة من نوعها في‮ السجون المصرية‮. إنه أقدم سجين وصاحب أكبر جملة أحكام في‮ تاريخ‮ السجون المصرية،‮ فقد قبض علي‮ نبيل المغربي‮ قبل عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات،‮ حيث تم اعتقاله بتاريخ‮ 25‮ سبتمبر‮ 1981،‮ في‮ قرارات التحفظ الشهيرة،‮ مثل كثير من المعتقلين في‮ ذلك الوقت وتم وضعه في‮ سجن استقبال طرة‮. كان المغربي‮ ضابطا احتياطياًِ‮ سابقاً‮ بالمخابرات الحربية المصرية،‮ شارك في‮ حرب أكتوبر‮ 1973،‮ واعتقل سنة‮ 1979،‮ بسبب نشاطه الإسلامي‮ وصعوده المنبر للخطابة ضد الرئيس السادات،‮ وكان متزوجاً‮ من السيدة عزيزة عباس،‮ شقيقة حسين عباس الذي‮ نفذ عملية اغتيال الرئيس الرحل أنور السادات في‮ 6‮ أكتوبر عام‮ 1981،‮ ولان سلطات الامن لم تقتنع بأنه من‮ غير الطبيعي‮ أنه لا‮ يعرف من شقيق زوجته أنهم سوف‮ ينفذون عملية الإغتيال،‮ ولأنه كان تحت أيديهم في‮ هذه الفترة مما أوقعهم في‮ حرج شديد مع قياداتهم،لانهم لم‮ يستطيعوا استجوابه ومعرفة عملية الاغتيال منه،‮ بدأت عملية التنكيل التاريخية المنظمة علي‮ نبيل المغربي‮ وتوارث السادة الضباط ملفه،‮ لينالوا منه ومن اسرته عبر واحد وثلاثين عاما،‮ ليعتقل فيما بعد أبناء الرجل‮ (‬محمد المغربي‮ وعمار المغربي‮)‬،‮ ثم والدتهما عزيزة عباس،‮ وأدرج اسم المغربي‮ في‮ قائمة المتهمين باغتيال الرئيس أنور السادات سنة‮ 1981‮ رقم‮ 11،‮ وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة‮.
لم‮ يطق الرجل السجن بسبب التعذيب وسرعان ما خطط للهروب منه بعد صدور الأحكام في‮ القضية الشهيرة التي‮ عرفت بقضية تنظيم الجهاد،‮ حاول الهروب هو وزميل له‮ يدعي‮ محمود إسماعيل‮ ،‮ لكن المحاولة فشلت،‮ وعاد إلي‮ السجن مرة أخري،‮ لينقل إلي‮ سجن ليمان طرة عنبر الموت‮ (‬العنبر الذي‮ يطلق عليه اسم كوكو واوه‮ )‬،‮ وحكمت المحكمة علية بالسجن ثلاثة سنوات تضاف إلي‮ حكمه عقاباً‮ علي‮ هروبه‮ : ولم‮ يمر عليه وقت كبير إلا وحاول الاشتراك في‮ محاولة أخري‮ باءت أيضاً‮ بالفشل،‮ عندما فر إخوانه خميس مسلم وعصام القمري‮ ومحمد الأسواني‮ من سجن الليمان عام‮ 1988،‮ فيما عرفت‮ (‬بقضية الهروب الكبير‮)‬،‮ والتي‮ انتهت بمقتل عصام القمري‮ وخميس مسلم،‮ والقبض علي‮ محمد الأسواني‮ ورجوعه إلي‮ السجن،‮ وتم التحفظ عليه داخل عنبر التأديب في‮ ليمان وادي‮ النطرون داخل زنزنة مغلقة تماما عجز الرجل فيها عن مجرد التنفس الطبيعي‮ فأصيب بأمراض مضاعفه وعديدة‮.‬
ولكن سرعان ما تم اكتشاف مجموعات طلائع الفتح‮ ،‮ ولأن أسرة الرجل من قاطني‮ منطقة عين شمس،‮ والمعروف بانتشار الجماعات الإسلامية بها،‮ وخصوصاً‮ أن مجموعة عين شمس من تنظيم‮ »‬طلائع الفتح‮« كان دورها رعاية وكفالة أسر المعتقلين السياسيين ومنهم بالضرورة أسرة نبيل المغربي،‮ تم الحاق الرجل بقرارالاتهام بالقضية كقيادي‮ محرك،‮ مكلف من قيادات الخارج باصطياد عناصر جديدة لتنظيم الجهاد‮.‬
تم عقد محكمة عسكرية لنبيل المغربي‮ ورفاقه من شباب منطقة عين شمس حكم عليه فيها بالأشغال الشاقة المؤبدة خمسة وعشرين عاماًً‮ تضاف إلي‮ جملة الأحكام التي‮ حصل عليها من داخل السجن لتصل إلي‮ ثلاثة وخمسين عاما،‮ في‮ سابقة هي‮ الأولي‮ من نوعها في‮ التاريخ السياسي‮ المصري‮ أن‮ يحكم علي‮ سياسي‮ مصري‮ من داخل السجن بهذه الأحكام الطويلة المتفاوتة،‮ وياليت التجاوزت استمرت إلي‮ هذا الحد بل دفع الانتقام بأمن الدولة إلي‮ الزج بزوجة الرجل وابنيه محمد المغربي‮ وعمار المغربي‮ إلي‮ غياهب السجون والمعتقلات ولاول مرة في‮ التاريخ السياسي‮ المصري،‮ اعتقال أسرة بأكملها،‮ حيث تم سجن محمد المغربي‮ عام‮ 2002‮ وشقيقه عمار المغربي‮ والسيدة عزيزة عباس والدتهما‮.‬
نبيل المغربي‮ مازال في‮ المعتقل إلي‮ الآن‮. وقد التقينا الرجل في‮ محبسه بسجن ليمان طرة العنبر السياسي‮ مساء أمس الأربعاء وجري‮ معه حوار مقتضب نظرا لسوء حالته الصحية ويعد هذا الحوار الأول من نوعه مع المغربي‮ داخل معتقله‮.‬
كان المغربي‮ منذ بداية حوارنا معه‮ يردد كلمات‮ يريد توصيلها الي‮ المسئولين مفاداها‮ »‬إني مريض جداً‮ وقد بلغت من العمر حاليا‮ 70‮ سنة،‮ وقضيت أكثر من ثلاثين سنة خلف القضبان،‮ وأعاني‮ من عدة أمراض بالإضافة إلي‮ أمراض الشيخوخة المرتبطة بالظروف الصعبة وسوء التغذية والافتقار إلي العناية الطبية‮.‬
وبسؤاله حول ملابسات قضية اغتيال السادات رفض المغربي‮ الحديث مبررا بأنه كان موجوداً‮ في‮ المعتقل اثناء‮ تنفيذ عملية الاغتيال‮ ،‮ قائلا‮ : كيف أشارك في تلك العملية ولو بمجرد العلم بساعة الاغتيال في المنصة كما اتهمت وأنا معتقل بتاريخ‮ 25‮ سبتمبر‮ 1981‮.
ورفض الإجابة عندما سألناه عما اذا كان التعنت في عدم الإفراج عنه كباقي‮ المعتقلين وراءه الدافع الرئيسي‮ لاشتراك شقيق زوجته حسين عباس في‮ عملية اغتيال السادات خاصة انه تربطه علاقة صداقة قوية وتحت لواء تنظيم واحد‮.‬
وتوقف المغربي‮ مبديا استهجانه الشديد عقب سؤالنا عن عبود الزمر وأشار لعدم رضائه عن التناول الإعلامي‮ والاحتفاء بخروج الزمر قائلا باقتضاب‮ :»‬إن هناك حقائق لم تعرف بعد‮....« دون الاشارة الي‮ معلومات‮.‬
ووصف سجون مبارك بأنها أشد قسوة ومرارة من جوانتاناموا‮.‬
وسرد لنا مشهدا مازال محفورا في ذاكرته‮ يلخص مأساته في‮ السجون وقال‮: مشهد عشته في‮ سجن ليمان وادي‮ النطرون،‮ ففي مطلع عام‮ 1994‮ تم نقلي‮ هناك،‮ وحبست في دورة مياه‮ غير مستخدمة لمدة‮ 4‮ أشهر،‮ أقسم بالله أن الحشرات نفسها كانت تموت عند الباب،‮ وكان‮ يُلقَي لي‮ الطعام كما‮ يلقي للدواب،‮ وعندما أضربت عن الطعام لعرضي‮ علي‮ طبيب السجن،‮ والذي‮ أوصي إدارة السجن بنقلي‮ لمكان جيد التهوية،‮ انتقم مني‮ المأمور وقام بكسر‮ 4‮ خرزانات علي‮ قدمي‮ ليجعل مني‮ عبرة لمن‮ يعتبر من السجناء‮.
وعن ثورة الشباب في‮ الخامس والعشرين فاجأنا المغربي‮ بإجابته بالاشادة بمواقع التواصل الاجتماعي‮ وخصوصاً‮ الفيس بوك الذي‮ جمع الشباب وراء هدفا واحدون واكسبهم تأييدا شعبيا ولكنه لم‮ يشعر حتي‮ الآن بالتغيير الحقيقي‮ مستشهدا بتصريحات منسوبة لوزير الداخلية اللواء العيسوي‮ بأنه لا‮ يوجد معتقلون سياسيون في السجون رغم وجود قرابة‮ 30‮ معتقلا في سجن ليمان طرة فقط حتي‮ الآن بخلاف السجون الأخري‮.‬
وفي‮ نهاية حواره معنا جدد المغربي‮ دعوته للدكتور عصام شرف مطالباً‮ إياه بسرعة الافراج عنه لظروفه الصحية السيئة وطالب بالمساواة مع المعارض السياسي‮ أيمن نور والجاسوس عزام عزام،‮ كما طالب بعرضه علي‮ لجنة طبية محايدة مثل الصليب الأحمر للبت في وضعه متخوفا من بقايا جهاز أمن الدولة التي‮ تطول التقارير الطبية وتتحكم بها حتي الآن علاوة علي‮ انه مريض ويحتاج الي‮ الحرية والعدل وقال‮: وأريد أن أعيش مع زوجتي‮ وأحفادي‮. ولخص لنا في‮ ختام الحوار عصر مبارك بجملة‮ »‬عصر حالك السواد،‮ وأن ربك لبالمرصاد‮«.‬
ورفض أن‮ يستكمل معنا معللاً‮ ذلك بأنه مريض جدا واقتراب موعد الحقنة التي‮ يعطيها له زميله المعتقل السياسي‮ أكرم فوزي‮ وجمال شهري‮ ،‮ واللذان‮ يباشرون حالته الصحية‮.
شاهد فيديو المغربى يروى مآساته
محمد الأسواني‮.. الناجي‮ الوحيد من عملية الهروب الكبير
‮* عذبوه بالصعق الكهربائي‮ والجلد والجلوس في‮ مياه قذرة
‮* قبضوا علي‮ والديه الكفيفين وشقيقه طارق لإجباره علي‮ الاعتراف‮
‮* ضباط أمن الدولة عرضوا علي‮ شقيقته بالابتدائية صورة‮ »‬هاني‮ شاكر‮« فقالت لهم‮: ماكانش‮ ييجي‮ عندنا البيت
أما النموذج الثاني‮ الذي‮ يعتبر من أقدم المسجونين السياسيين فهو محمد محمود صالح الأسواني،‮ وهو حالة مختلفة عن معظم نماذج الاعتقال داخل السجون والمعتقلات،‮ فقد دخل السجن وهوشاب لم‮ يتجاوز خمسة وعشرين عاما،‮ كان‮ يحمل في‮ جوانبه طموح الشباب وتطلعاته وأفكاره‮ ،‮ كان وأصدقاء طفولته‮ ،‮ محمد صلاح عبد القادر(قتل في‮ أفغانستان‮)‬،‮ وصلاح السيد بيومي‮(‬حكم عليه بالمؤبد وأفرج عنه بعد قضائه خمسة وعشرين عاماً‮)‬،‮ محمد سعد عثمان‮ (‬قتل في‮ سجن العقرب نتيجة للتعذيب الوحشي‮ الذي‮ مورس ضده‮) من قاطني‮ منطقة شبرا،‮ وكانوا‮ يترددون علي‮ مساجد دعاة السبعينيات،‮ الشيخ عبد الحميد كشك،‮ والشيخ أحمد المحلاوي،‮ والشيخ عبد اللطيف المشتهري،‮ والشيخ عبد الله السماوي،‮ والشيخ حافظ سلامة،‮ وكان التزامهم الديني‮ عاملاً‮ من عوامل رصد أمن الدولة لهم‮.‬

تم إلقاء القبض علي‮ محمد الأسواني‮ في‮ عام‮ 1981بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات،‮ في‮ 16‮ أكتوبر،‮ واقتيد إلي‮ سجن القلعة الشهير،‮ والذي‮ كان به مقر مباحث أمن الدولة آنذاك،‮ وتم استجوابه بالطريقة المعروفة حيث الصعق بالكهرباء،‮ والجلد والضرب المنظم المبرح علي‮ الرأس،‮ والجلوس في‮ مياه قذرة فترات كبيرة حتي‮ يدلي‮ باعترافات تفصيلية علي‮ علاقاته بآخرين ودوره في‮ تنظيم الجهاد،‮ ولم‮ يكتف جهاز مباحث أمن الدولة بذلك بل تعدي‮ الأمر لإلقاء القبض علي‮ والديه الكفيفين،‮ وشقيقه طارق وشقيقته الصغيرة آنذاك عبير،‮ وتم اقتيادهم إلي‮ مقر مباحث أمن الدولة في‮ لاظوغلي،‮ وتعرضهم للضرب والتعذيب دفعه للتخطيط للهروب من السجن وتم إلحاق الرجل بقرار الاتهام في‮ قضية تنظيم الجهاد الشهيرة عام‮ 1981‮ ليحكم عليه بالسجن المؤبد خمسة وعشرين عاماً،‮ وينتقل التعذيب من مقرات مباحث أمن الدولة إلي‮ السجون والمعتقلات‮ ،‮ حيث لم‮ يطق الأسواني‮ مثل هذا التعامل الشرس وعلي‮ طريقة الفيلم الأمريكي‮ »‬الهروب الكبير‮«.‬
(‬سيسرده بنفسه في حوار مستقل‮) تنجح المحاولة في‮ سابقة هي‮ الأولي‮ من نوعها في‮ تاريخ السجون المصرية‮ ويخرج محمد الأسواني‮ وخميس مسلم وعصام القمري‮ من السجن ليعيشوا في‮ الحرية‮ 21‮ يوماً‮ ويتم تصفية عصام القمري‮ وخميس مسلم ويلقي‮ القبض علي‮ الأسواني‮ ويتم القبض علي‮ أسرة الأسواني‮ بأكملها،‮ فيتم التحفظ علي‮ عبير الأسواني‮ ووالدتها في‮ المنزل بشبرا،‮ ويقيم قيادات أمن الدولة معهم في‮ المنزل لعدة أشهر متتالية،‮ ويلقي‮ القبض علي‮ طارق الأسواني،‮ ويوضع في‮ قرار الاتهام هو مع عشرة آخرين في‮ القضية التي‮ عرفت إعلاميا ب الهروب الكبير،‮ ومن‮ »‬مفارقات القدر أن‮ يتولي‮ الدفاع عن محمد الأسواني‮ وطارق الأسواني‮ المستشار عبد الغفار محمد القاضي‮ الذي‮ حكم في‮ قضية تنظيم الجهادعام‮ 81، لقناعته بالتعذيب الذي‮ مورس ضد المتهمين فهو الذي‮ حول ما‮ يقرب من‮ 60‮ ضابطا إلي‮ محكمة الجنايات،‮ بسب اتهام المتهمين لهم بالتعذيب،‮ ليأخذوا جميعا براءة في‮ القضية،‮ أما بخصوص قضية الهروب فقد برأت المحكمة ساحة جميع المتهمين فيما عدا محمد الأسواني‮ الذي‮ حكم عليه بالسجن أاني‮ عشرة سنة إضافية موزعة علي‮ سبع سنوات هروب،‮ وخمس سنوات مقاومة سلطات،‮ ويتم إعادة اعتقال شقيقه لمدة سبعة عشر عاما متتالية،‮ ليفرج عنه مع جموع الذين أيدوا مبادرات وقف العنف ويترك البلاد باحثا عن مصدر رزق ومكان أرحب وأوسع،‮ ولم تكتف سلطات الأمن بذلك وكما حدث مع المغربي‮ فقد تم فتح سجون جديدة بمواصفات مختلفة،‮ وبمناطق نائية ليتم السيطرة علي‮ المعتقلين فيها وإجهادهم نفسيا ومعنويا،‮ وإجهاد ذويهم ماديا،‮ ولانه من معتادي‮ الهروب تم ترحيله إلي‮ سجن العقرب‮ (‬سجن فتح خصيصاً‮ لمواجهة محاولات الهروب وهو سجن شديد الحراسة‮) وتم إيداع محمد الأسواني‮ به،‮ ليتم إلقاء القبض فيما بعد علي‮ مجموعات طلائع الفتح،‮ وخاصة الجزء الخامس،‮ مجموعة عين شمس والتي‮ كانت مسئولة عن كفالة المعتقلين السياسيين وذويهم‮ ،‮ ليتم الزج بهم في‮ القضية بحجة إمداد معلومات عسكرية لهم بخطابات من داخل السجن للخارج ليحكم عليه مرة ثالثة بالسجن عشر سنوات‮ ،‮ لتصل جملة أحكام الرجل إلي‮ 47‮ عاما كلها من داخل السجن،‮ ورغم توقيع مصر علي‮ الإعلان العالمي‮ لحقوق الإنسان عام‮ 1972والذي‮ يقر ألا‮ يجلس السجين في‮ السجن مهما كانت أحكامه أكثر من‮ 20‮ عاما متصلة،‮ جلس الرجل حتي‮ تاريخه ما‮ يقرب من‮ 31‮ عاما متصلة،‮ أصيب خلالها بأمراض مضاعفة فضلاً‮ عن أنه مصاب بشلل نصفي‮ كامل نتيجة لوجود جلطة دماغية أصيب بها بعد الاعتداء الوحشي‮ الذي‮ شهده سجن العقرب بعد محاولة اغتيال الرئيس محمد حسني‮ مبارك عام‮ 1995،‮ حيث جاملت أجهزة الأمن الرئيس مبارك وقامت بتصوير المعتقلين السياسيين أثناء ضربهم في‮ جميع السجون ليراها الرئيس مبارك،‮ لتأكيد سيطرتهم علي‮ مجمل الأوضاع في‮ الداخل والخارج‮.‬
والآن بلغ‮ محمد محمود صالح الأسواني‮ من العمر55‮ سنة،‮ المسجون منذ‮ 1981م ومصاب بشلل نصفي‮ نتيجة جلطة دماغية وحالته الصحية سيئة جداً،‮ وكما هو واضح من الصور التي‮ التقطت له والحديث المسجل معه داخل المعتقل والذي‮ يظهر حالته الصحية،‮ وما تقدمت به أسرته للنائب العام من طلبات بشأن الإفراج عنه وحتي‮ تاريخه لم‮ يتم البت في‮ أمره رغم إعلان رئيس الوزراء عصام شرف انه سوف‮ يتم الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والعفو عن جميع الأحكام السياسية التي‮ صدرت في‮ عصر الرئيس مبارك‮.‬
لقد انفردنا بإجراء حوار داخل المعتقل مع السجين محمد الأسواني‮ ليروي‮ لنا قصته حيث قال انه القي‮ القبض عليه‮ يوم‮ 1981/‬11/‬16‮ عقب اغتيال الرئيس السادات مباشرة مؤكدا انه لم‮ يشارك في عملية الاغتيال ولكنه كان ضمن المجموعة التي‮ مارست عملها عقب عملية الاغتيال وكانت مهمتنا الأساسية المشاركة في عملية التأمين لبعض الأماكن العامة منها مبني‮ الإذاعة والتلفزيون في حالة نجاح الثورة‮ .‬
ويكمل عقب القاء القبض علي‮ تم اصطحابي‮ الي‮ سجن القلعة وقدمت للمحاكمة وشهدت أشكالا وتصنيفات مختلفة للتعذيب أتذكر منها تعليقي‮ بالساعات اثناء فترات الليل في‮ سقف الزنزانة لمنعي‮ من النوم وقذفي‮ بصفائح المياه الباردة ووضع الكهرباء علي‮ أجزاء حساسة من جسدي‮ بقوة تصل ل22‮ فولت لاجباري‮ علي‮ الإدلاء باعترفات قاموا بإملائها علي،‮ ويكمل‮: كان المستشار ماهر الجندي‮ هو من‮ يتولي‮ التحقيق معي‮ وكان عاطف عبد الحميد وكيل نيابة آنذاك ويتذكر ان المستشار ماهر الجندي‮ تمت مكافأته نظير تحقيقاته مع الاسلاميين واستخدام أبشع أنواع التعذيب ضدنا وتولي‮ علي‮ اثرها عدة مناصب قيادية في الدولة منها محافظا للجيزة ونائب عام وغيرها ولكن عندما أتي‮ إلينا في السجن منذ سنوات اثإ اتهامه في‮ قضية اختلاس كانت نظرات عيني‮ اليه ابشع في‮ التأثير من قوة الأدوات التي‮ استخدمها ضدي‮.‬
ويعود الأسواني‮ لقصته الرئيسية حيث‮ يتذكر ان التعذيب لم‮ يكن بدنيا وجسديا فقط ولكنه مر بعدة مراحل،‮ حيث كان منهج التعذيب خاصة في فترة تولي‮ النبوي‮ إسماعيل كانوا‮ يقتادون والدتي‮ واخوتي‮ وامي‮ من لاظوغلي‮ وكانوا‮ يعذبونهم دون ان تنسب اليهم تهم،‮ تهمتهم الوحيدة انهم ذوو علاقة بي‮ وتذكر الأسواني‮ واقعة حيث قام الضباط بإحضار اختي‮ وهي‮ في‮ الصف الرابع الابتدائي‮ وقاموا بسؤالها حول معرفتها بأصدقاء لي‮ ولم تجب الصغيرة فعرضوا عليها صورا لأفراد معينين منهم صورة للفنان هاني‮ شاكر ومن سذاجتها قالت لهم إنها تعرفه ولكنه لايأتي‮ الينا في المنزل‮.‬
ويكمل قام الضباط بمنع الزيارات عني‮ لسنوات عديدة ومنع الاتصال بين المعتقلين وذويهم،‮ مما جعل حلم الهروب‮ يراودني‮ خاصة ان محاكمتنا قضائيا جاءت بناء علي‮ املاءات عسكرية دون النظر لتورطنا الحقيقي‮ في التهم من عدمه،‮ وكان أغلب الإسلاميين قد اصيبوا بأمراض كسرطان الرئة وسرطان الأمعاء والدم وشعرنا بمهانة شديدة داخل المعتقل لذلك اتخذت قراراً‮ بالهروب مع مجموعة من الزملاء من الإسلاميين عام‮ 1988.‬
وكان النظام آنذاك‮ يتباهي‮ بانه قضي‮ علي‮ الاسلاميين وكسر شوكتهم وكنا نريد ان نثبت لهم ان الاسلاميين مازالوا اقوياء وان المعارضة الحقيقية تكمن في الاسلاميين وليس في احزاب الديكور التي‮ شكلها النظام ويطلق عليها معارضة‮.‬
وبالفعل نجحت عملية الهروب وكنا ثلاثة أفراد واستطعنا الخروج من السجن‮ "‬شاهد مقطع فيديد لكيفية هروب الاسلاميين من ليمان طره في‮ البوابة الالكترونية للوفد‮" ولكن عقب العملية بقينا فترة‮ 21‮ يوماً‮ خارج السجن والقي‮ القبض علينا في‮ عملية قتل فيها اثنان واصبت في قدمي‮ وعاودنا المعتقل مرة اخري،‮ ولكنه‮ يتوقف عند الأحداث متذكرا ان أفراد الداخلية لم تترك عائلتي‮ عقب هروبي‮ وقاموا بالقبض علي‮ والدتي‮ وكانت كفيفة واختي‮ ووالدي‮ لم‮ يتحمل الأحداث فتوفي‮ علي‮ الحال‮.‬
ويكمل‮: عقب عملية الهروب ونجاتي‮ من الموت المحقق وكنت الناجي‮ الوحيد واطلقت علي‮ وسائل الاعلام مانشتات رئيسية تصفني‮ بانني‮ »‬أخطر سجين سياسي‮ في مصر‮« . وعوملت معاملة سيئة للغاية فيما بعد وتحفظوا علي‮ في عنبر شديد الحراسة وكان بصحبتي‮ اخي‮ طارق،‮ وحكم علي‮ بأحكام وصلت الي‮ 12‮ عاما‮ يتم تجديدها تلقائيا وظل اخي‮ في المعتقل أيضا لمدة‮ 21عاما وأثناء فترة تواجدنا سويا تعرض أخي‮ طارق للجلد في مصلحة السجون عقب مشادة بينه وبين مدير المصلحة،‮ وقصة المشادة بدأت من توزيع أخي‮ لعدد من المأكولات والأطعمة علي‮ زملائنا في‮ المعتقل أثناء مرور مدير المصلحة،‮ وقام المدير بسب أخي‮ بوالدته فرد أخي‮ له السباب فقاموا بتنفيذ قرار الجلد مع عدد من الإخوة المعتقلين الذين اعترضوا علي‮ القرار ومنهم كمال السعيد عبد المنعم ومحمود فرغلي‮.‬
وعن حياته الشخصية أكد الأسواني‮ انه لم‮ يتزوج وحصل أثناء بقائه في المعتقل علي‮ ليسانس حقوق وبكالوريوس تجارة وواصلت دراسات عليا ودبلومة في القانون،‮ ويشيد بثورة الشباب التي‮ فجروها في الخامس والعشرين من‮ يناير الماضي‮ مؤكدا انهم استطاعوا تحقيق ماعجزنا عن تحقيقه في الثمانينات‮. واختتم الأسواني‮ حديثه بأن عصر الملك فاروق كان أفضل من حكم العسكر وأشاد بقرار وزارة الثورة برئاسة عصام شرف في‮ حل جهاز أمن الدولة وطالب وزير الداخلية بقرار الإعفاء عنه بعد قضائه عمراً‮ طويلاً‮ في السجون‮.‬
شاهد الاسوانى يروى مآساته
‮ أحمد سليم كحك‮.. أمير الانتقام
أمن الدولة أحرقت منازل قرية كحك وأجبرت النساء علي‮ السير عرايا عقابا لمقتل أحد ضباطها
أفرج المجلس العسكري‮ مؤخرا علي‮ عدد كبير من المعتقلين السياسيين منهم أحمد سليم كحك‮ ،‮ وهو من أعيان قرية كحك بحري‮ والتي‮ شهدت في‮ مطلع التسعينيات مواجهات شرسة مع جماعة التكفير‮ (‬رافد الشوقيين‮)‬،‮ والتي‮ نتج عنها مقتل المقدم أحمد علاء ضابط أمن الدولة،‮ كان اغتيالهم للمقدم أحمد علاء رئيس قسم مكافحة النشاط الديني‮ بمباحث أمن الدولة فرع الفيوم‮ (‬1991م‮) حيث نصبوا له كمينا أمام مكتبه بالفيوم و أطلق عليه اثنان النار من سلاح آلي‮ فأردوه مدرجا في‮ دمائه داخل سيارته ولاذ المسلحان بالفرار علي دراجة نارية،‮ وكان المقدم احمد علاء قد اتهمه عديدون بأنه جرد زوجة أحد قادة الشوقيين من ملابسها وأجبرها علي السير شبه عارية عبر شوارع قريتها لأكثر من ساعة بسبب رفضها الإدلاء بمعلومات عن مكان هروب زوجها الهارب‮.
تم اعتقال أحمد سليم كحك من القرية نتيجة لهذه المصادمات رغم أنه لم‮ يكن من جماعة التكفير‮ (‬رافد الشوقيين‮) إلا انه عرف عنه شقيقيه محمد وعلي‮ ألتزامهم الديني،‮ حيث إنه‮ يكبرهم،‮ هذا فضلا علي‮ تفوق علي‮ سليم في‮ مجال الخطابة في‮ مسجد القرية واعتياده معارضة الحكومة علانية علي‮ المنبر،‮ فتم أعتقال الثلاثة من منزلهم في‮ القرية ولكن سرعان ما اعترض أهالي‮ القرية علي‮ اعتقال أقاربهم حيث تم اعتقال زوجات الأشقاء الثلاثة وأبنائهم وأقاربهم علي‮ اختلاف درجاتهم،‮ فما كان من أجهزة الأمن إلا أن عاقبت جميع أهالي‮ القرية وقامت بوضع جميع أقارب أحمد سليم وأبنائه في‮ منزل العائلة واحراق المنزل المكون من ثلاث طوابق،‮ لتلتهم النار البيت بالكامل ويصاب أولاد أحمد سليم بحروق متعددة فضلاً‮ عن إصابة أحد أبنائه بحالة من الصرع الدائم‮ يعالج من آثارها حتي‮ الآن عند طبيب نفسي‮ شهير،‮ ولم‮ ينته الأمر عند هذا الحد ففي‮ عام‮ 1995توفي‮ محمد سليم كحك في‮ سجن شديد الحراسة‮ (‬العقرب‮) علي‮ يد جنرالات التعذيب،‮ والتي‮ كان‮ يشرف عليها الطبيب مصطفي‮ الشهاوي‮ طبيب السجن أنذاك،‮ وفي‮ نفس التوقيت توفي‮ ابن عمه سيد سليم في‮ سجن أبو زعبل شديد الحراسة،‮ لقد عانت قرية كحك بحري‮ الأمرين من ممارسات مماحث أمن الدولة،‮ والمعروف أن هذه القرية‮ يبلغ‮ عدد سكانها‮ 50‮ ألف نسمة وتتبعها‮ 10‮ عزب صغيرة وقري‮. وقد التقينا مع المفرج عنه أحمد سليم كحك،‮ وشقيقه علي‮ سليم كحك ليروياما حدث‮.‬
أنتمي لجماعة الجهاد السلفي وكنت أمير جماعة كحك قبلي والتي تنتهج منهجا سلفيا وسطيا وعمري‮ 49‮ عاما من قرية كحك التابعة لمركز إبشواي بالفيوم اعتقلت في‮ 4‮ مارس‮ 1992‮ علي ضوء مقتل المقدم احمد علاء الدين مفتش مباحث أمن الدولة بالفيوم‮ .‬
‮ وكان المقدم أحمد علاء مشهورا عنه أخذ النساء والشباب وتعذيبهم،‮ وعذب زوجتي وزوجة اخي علي وزوجة أخي محمد الذي توفي في سجن ليمان طرة في مايو‮ 1996.‬
وحكم علي أهل قرية كحك بالتعذيب لقتلهم المقدم أحمد علاء الذي‮ كان‮ يقوم بتعذيب النساء وبعضهم عولجوا بمستشفي الخانكة لحدوث فقدان الوعي وتهديدهن بالاغتصاب بالإضافة لتجريدهن من ملابسهن‮.‬
‮ وأضاف احمد كحك انني كنت رافضا لقتل المقدم علاء حتي لا تثور علينا الداخلية وتم حرق المنزل الخاص بنا المكون من ثلاثة أدوار وكان والدي وزوجتي واخواتي محتجزين بحجرة واحدة في الدور الأرضي‮ وأصيب والدي بجلطة من جراء ما حدث‮.‬
وكان نتيجة مقتل المقدم أحمد علاء أن هدموا منازل كحك بحري وحرقوا منازل كحك قبلي‮.
وكان هناك قرار اتهام ل‮ 9‮ أفراد وهم مرسي محمد رمضان‮ - محمد محمود عبد المنعم‮ - خليفة محمود رمضان منفذو القتل‮. نور محمود رمضان‮- أحمد سليم علي كحك‮ "‬قائد وامير ومفتي التنظيم‮" - محمد سليم علي كحك‮ - رجب محمد إبراهيم عبد الرزاق‮ - خالد محمود السيد خالد‮- إبراهيم عبد التواب مرسي‮. احتجزت في السجن قرابة‮ 20‮ عاما واعتقل اخي‮ 4سنوات وأخي الأصغر25‮ عاما ولكن قتل في السجن‮. ورفض المستشار أحمد العشماوي دفاع المحامين عنا وكان من ضمن هؤلاء المحامين منتصر الزيات‮.‬
وتم احتجازي بعنبر الموت بسجن ليمان طرة وهذا العنبر لايوجد به اي متنفس للهواء ولا إنارة ولا مياه وتم تجريدنا من ملابسنا داخل السجون وكانوا‮ يفعلون بنا ماطاب لهم ومنعنا من الزيارة من شهر سبتمبر‮ 1993‮ حتي‮ 1996‮ نهائيا وذلك حتي مقتل شقيقي محمد وأضاف أحمد كحك انه حتي الحوالات المالية التي كانت ترسل لنا منعنا منها وحتي الفسحة لم تمنح لنا‮.‬
جلست في سجن ليمان طرة عاما واحدا وبعدها تم ترحيلي لسجن المزرعة وطلب مني‮ رشوة للانتقال لهذا السجن‮.‬
شاهد الكحك يروى مآساته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.