* دع الشعوب تتنفس .. العربي لا يشعر بكرامته وعزته * الخليج بريء من فتنة السنة والشيعة .. وأمريكا لها دور * الحكم الإسلامي بعد الثورة يحتاج رؤية ومشروع * الإخوان يعانون الضغوط المشددة بالخليج * إسلاميو الخليج لا يتحدثون عن تداول السلطة والمشاركة بالقرار! * للأسف .. النشطاء يتحركون قبل المفكرين في عالمنا * مفكرو الخليج يدعمون التغيير .. وحكامهم لن يكبحوها * نعيش في الفوضى منذ مائة عام .. فهل نتهم الثورة الآن ! حوار – عمرو عبدالمنعم وشيماء عيسى على هامش ملتقى المفكرين الإسلاميين، التقت شبكة الإعلام العربي "محيط" بعبدالرحمن الجميعان، المفكر الكويتي، وأمين عام المنتدى الراعي للمؤتمر الذي ينعقد بمصر حاليا لبحث تحديات المشروع الإسلامي في المنطقة بعد الثورات.. تحدث الجميعان بصراحته المعهودة عن التيار السلفي والإخواني في العالم العربي، ورأى أن الحكم لا يزال مبكرا على تجربة الإسلاميين بحكم الدول العربية بعد الثورات .. وخاصة وقد كانوا جميعا معزولين عن السياسة ومضطهدين من الأنظمة السابقة. ورأى الجميعان أيضا أن التعايش مع الشيعة أفضل من اعتزالهم برغم المشروع الإيراني المكشوف للجميع .. إلى تفاصيل اللقاء - كيف تقارن بين عقلية التيارات السلفية والإخوانية بمصر والخليج عموما ؟ الجميعان : السلفية المصرية تطورت فعلا من حيث التنظيم والرؤية وإن كانوا غيبوا تغييبا كاملا عن القضايا السياسية وهو ما انعكس على أدائهم . بخصوص الكويت، فالسلفية ليست شطرا واحدا بل مشارب وتوجهات كثيرة، وفي اعتقادي أن التجربة السلفية الخليجية لم تنضج بعد ، فهؤلاء يحصرون السياسة في قدرة المواطن على الإدلاء بصوته في صندوق الانتخابات بشفافية ونزاهة، لكن الحقيقة أن السياسة مفهوم يشمل حركة الناس والنظام والدولة ككل ، ولابد أن نفكر في تداول السلطة مثلا والمشاركة بالقرار السياسي والأسس الديمقراطية الغائبة تماما . أيضا يعاني عالمنا العربي بوجه عام من تحرك الفاعلين أو النشطاء في الشوارع قبل المفكرين ، وبالتالي تأتي تحركاتهم غير محسوبة ولا تصب بصالح شعوبهم ، إذن نحن ليس لدينا أجهزة تخطيط استراتيجي تقوم بما يقوم به بريجينسكي مثلا حيث يرسم خطط يسير عليها حكام أمريكا لعقود . - بصراحة .. هل يؤيد مفكرو الخليج ثورات الربيع العربي ؟ الجميعان : نعم .. هناك غالبية تؤيد الثورات أو على الأقل الحراك الشعبي الدائر بالعالم العربي ، وقد قلت سابقا أن العالم الإسلامي قبل 11 سبتمبر يختلف عما بعدها ، والآن أؤكد أن منطقتنا بعد الثورات لن تكون مثل سابق عهدها .. أنتم تتحدثون عن شعوب أفاقت حتى أن سائق التاكسي عنده وعي سياسي كبير، وليس لدى الخليج حكاما أو نخب إلا أن تؤيد هذا الحراك ولا تنعزل لخمسينات القرن الماضي. - بعد وصول إسلاميين للحكم بعد الثورات في مصر وتونس وليبيا .. كيف تحكم على أدائهم ؟ الجميعان : لا يزال الحكم عليهم مبكر ، لكن يبدو من ملامح الحركة في قضية التطبيقات أن عندها نوع من التخبط والغبش في الرؤية، وأعتقد أنه ليس هناك رؤية ومشروع سياسي مصاغ برؤية عالمية إسلامية ، تستطيع الحركة الإسلامية أن تطبقه اليوم .. هناك فراغ كبير، و الآن هذا الفراغ يملأ بالمشكلات . - كيف تأثر الإخوان بهذا الحراك في الخليج ؟ الجميعان : لا شك أن الآن الضغط كبير بالخليج على الإخوان المسلمين ومحاولة إفشال تجربتهم بشتى الطرق، وأصبح الطعن والضرب والمقالات كلها ضد الإخوان المسلمين، حتى توجهات الحكومة، حتى بعض الإسلاميين هناك من يتجه بسهامه للإخوان المسلمين، والمشكلة هو الربط بين المغرب وتونس ومصر وبين الحركات الإخوانية الأخرى، وقد لا يكون هناك ربط ، لكن مجرد الاسم يصنع الارتباط بفكرة بافلوف التأثر والتأثير. - لكن البعض يستنكر الثورات بسبب الفوضى التي خلفتها وانتشار أعمال العنف ضد الأبرياء والمؤسسات ! الجميعان : لا توجد ثورة منظمة . هل نقول في الثورة الفرنسية أنتم ثوروا هنا وأنتم هنا مثلا ! بالطبع لا . الثورة فعل شعبي غير مخطط له ويكون بقدر الله والاضطراب والفوضى علامات طبيعية جدا ولابد أن تأتي ، ولنا مائة سنة نعاني الفوضى لماذا الآن نركز عليها هل لقتل الفعل الثوري . دع الشعوب تتنفس ، نحن لا نريد أن ننقلب على كل شيء نريد أن نرفع صوتنا ونتداول السلطة وأن يشعر العربي بحريته وكرامته وعزته وهي أمور كلها مغيبة - بعض التيارات الليبرالية والعلمانية تتهم سلفية الكويت والسعودية بإزكاء قضية الشيعة في مصر . ما رأيك ؟ . - أتحفظ على مصطلح الليبرالية والعلمانية العربية، فنحن ليس لدينا تيارات تؤمن بهذه الأفكار كما يفهمها الغرب، والحقيقة أنهم أحيانا يستعدون الجميع ضد كل ما هو إسلامي لأغراض سياسية . وبخصوص سؤالكم ، لابد نفرق بين الشيعة كتجمع ودين ومذهب وبين إيران فهي لديها مشروع ولا أعتقد أن أحدا يختلف على ذلك ، فإيران ذراع من أذرعتها المؤثرة هو التشيع ولكن هناك من الشيعة العرب والإيرانيين من هو ضد المشروع الإيراني. وخلاف السنة والشيعة ربما يصح أنه تؤججه سلطات عربية وأمريكان ، أما الإخوان والسلف أظن أنهم قد بدأوا باستيعاب المسألة للتعايش . - ما نصيحتك لكل إسلامي عامل بالسياسة في العالم العربي ؟ الجميعان : أنصحهم أن يؤجلوا الصراع ويبلوروا المشروع الإسلامي ، فلابد أن ننتقل من فكر الدعوة إلى الدولة وإلى الآن الأحزاب الإسلامية تمارس سلطات الدولة بفكر الدعوة بالمساجد وغيرها، رغم أن الدولة تحتاج استيعاب قضايا داخلية وإقليمية وعالمية لإدارتها . ولابد أن يكون للدعوة رجالها وللدولة رجالها كما كنا نشهد بعصر الدولة العباسية مثلا . اليوم الكل يتخيل نفسه عمر بن الخطاب الذي كان فقيها ورجل دولة ومفكر ، وهذا خطأ ، فاليوم التقدم يصنعه احترام التخصص، فليفكر المفكر ولينشط الناشط وليدير الأمر رجل السياسة في منظومة متكاملة . - ما هو جديد المنتدى ؟ الجميعان: سأترك مقعدي لغيري لأن لي فترتين أدير المنتدى، لكني أبشر بأننا نتوسع على تيارات ودول أخرى ونجهز لأنشطة توعية كبرى في عالمنا الإسلامي .