اشتد الصراع الدائر بين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي على إثر إقالة مستشار الرئيس لشئون البيئة الدكتور" خالد علم الدين " مما فجر خلافات واسعة بين الحزبين إلى أن وصل لحد كشف قيادات حزب النور النقاب عن مطالبتهم أكثر من مرة للرئيس مرسى بأن يكون رئيس لكل المصريين وألا يسمح لفصيل واحد؛ في إشارة منهم لجماعة الإخوان المسلمين للاستئثار بمقاليد الحكم . وأثار هذا الخلاف جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية, والتي أرجعت ذلك إلى المبادرة التي أطلقها النور وتجاوبت معها جبهة الإنقاذ الوطني الصوت المعارض على الساحة السياسية للنظام الحالي وممارساته حتى الآن وهذا ما اعتبرته الحرية والعدالة مهادنة واتجاه قوى للتحالف بين الطرفين .
أكد سياسيون أن ذلك الخلاف يؤكد أن النور يسير في المسار الصحيح ويستجيب للمطالب الشعبية , ويؤكد أيضاً ان جبهة الإنقاذ على صواب تجاه معارضتها للنظام الحالي.
وقال الدكتور " أسامة الغزالي حرب " رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني لشبكة الإعلام العربية "محيط"، إن الخلاف الدائر الآن بين الحرية والعدالة والنور له مغزاه ودلالته الواضحة في أن «النور» علم تمام العلم أن الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين كادت تسقط إلى الهاوية بعد أن سلكت مسار الاستحواذ والسيطرة، مؤكدا على أن ذلك يصب في صالح قوى المعارضة التي أصبحت أكثر توحد.
فيما أكد "أبو العز الحريري" المرشح الرئاسي السابق, أن الحرب الدائرة الآن بين الحزبين تشبه إلى حد كبير المعارضة الوهمية التي كانت تصطنعها جماعة المسلمين مع نظام مبارك.
وأشار في تصريحات خاصة ل"محيط"إلى أن الإخوة الأعداء في إشارة منه للحرية والعدالة والنور هدفهما واحد وهو تقييد الحريات والحقوق العامة لدى عموم الشعب المصري, مضيفاً هم شاركوا سوياً في اغتيال ثورة 25 يناير المجيدة عندما أصدر السلفيون بياناً يكفر الخروج عن الحاكم .
وقال إن السلفيين هم من ساندوا الحرية والعدالة لإصدار الدستور الوهمي وأعاقوا أيضاً عمل المحكمة الدستورية العليا, لافتاً إلى أنهم أرادوا تقاسم السلطة وبما أن الأمر لا يحتمل أن تتقاسم سوياً فكان لابد أن يسعى احدهم لإقصاء الآخر ومنذ تلك اللحظة بدأت عملية الأخونة وبعدها السلفة.
ولفت إلى أن الصراع بين الاثنين كشف الكثير من الحقائق والتي تمثل في أن السلفيين يعتبرون أنفسهم الأحق بالسلطة وكذلك الإخوان المسلمين , مشدداً على الصراع بينهما سيستمر لحين انتصار القوى المدنية .