في ظل الصراعات السياسية الطاحنة في البلاد، والصراع الدامي بين الأحزاب والتيارات المدنية بقيادة "جبهة الإنقاذ الوطني" من جهة والأحزاب والتيارات الإسلامية السياسية بزعامة جماعة الإخوان المسلمين من جهة آخرى، ظهرت جبهة جديدة تسمى "جبهة الضمير"، فصارت حولها الكثير من الاتهامات والإدعاءات منها أنها جبهة موالية لجماعة الإخوان المسلمين، ومنها انه جبهة مستقلة تجمع بين التيارين المختلفين في الصراع السياسي. وفي هذا الصدد، أوضح "حاتم عزام" – نائب رئيس حزب الحضارة وعضو جبهة الضمير – أن سبب قيام جبهة الضمير وتشكيلها هو حالة الانزعاج التي تسود الكثير من فئات الشعب المصري بعد مرور عامين على الثورة المصرية، فالكثير ممن قاموا بالثورة يرون أن ما تم تحقيقه حتى الآن لا يمثل أي نسبة مما أرادوا تحقيقه.
وأضاف في لقاء تليفزيوني في برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" أن سبب تسميه الجبهة بهذا الاسم هو إرادة أعضائها في تمثيل ضمير الأمة المصرية من وجهة نظرهم، وذلك لتحقيق أهداف الثورة التي باتت في خطر بفعل الأحداث التي تمر بها البلاد منذ الثورة حتى الآن.
وأشار إلى أن جبهة الضمير تضم الكثير من الشخصيات العامة التي ترفض الظهور الإعلامي في الوقت الحالي، وأنه يتم الاجتماع بينهم وبين باقي أعضاء الجبهة بشكل سري، كما أنها تضم الكثير من الشخصيات السياسية والحزبية المعروفة، فالجبهة لا تمثل اتجاه سياسي بعينه أو حزب أو جماعة بعينها، فالجبهة تتكون من مزيج من التيارات السياسية والأحزاب المختلفة، بهدف أساسي وهو "أن تكون صوتاً للضمير لا المعارضة ولا الموالاة".
ومن جانبه، أكد معاذ عبد الكريم، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، أن يجب أن يكون هناك تنازل عن المصالح الشخصية والحزبية في سبيل إنقاذ الوطن، وهذا ما تسعى إليه جبهة الضمير، فالجبهة لا تعمل على الدخول في الصراعات السياسية أو الحزبية، فهذه الجبهة ليست سياسية على الإطلاق بل هي جبهة أخلاقية في المقام الأول.
وأضاف أن ما أشيع عن جبهة الضمير أنها ستكون الزراع الذي ستواجه به جماعة الإخوان المسلمين جبهة الإنقاذ الوطني غير صحيح مطلقاً، مؤكداً على أن جبهة الضمير ليست سياسية أو حزبية ولكنها أخلاقية في المقام الأول، وسيكون لها آراء فيما يحدث في الشارع المصري على المستوى السياسي ولكن هذه الآراء ستخاطب الرأي العام المصري عن طريق المخاطبة المباشرة.
وعلى الجانب الآخر، أكد حسام الخولي، سكرتير عام مساعد حزب الوفد والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، على أن الإنسان بطبيعته يمتلك الضمير، كما أن هناك مشاكل سياسية يجب أن يقدم لها الكثير من الحلول، فلا يوجد معنى محدد لإقامة جبهة للضمير التي هي بالأساس تنادي حتى الآن بالأمور الطبيعية التي تنادي بها الجميع بما فيهم المعارضون للنظام الحاكم.
وأشار إلى أن الأخطار التي تمر بها البلاد أدت إلى إيجاد حالة من التوافق بين كافة القوى السياسية في مصر عدى جماعة الإخوان المسلمين الذين لا يريدوا تنفيذ ما توافقت عليه كافة القوى المعارضة بل وأنضم إليهم الكثير من الأحزاب الإسلامية على رأسهم حزب النور السلفي.
وأعلن أن هذا التوافق بين القوى السياسية الفاعلة لا يحتاج إلى إيجاد الوساطة بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمون الرافضون لهذا التوافق وبنوده، كما أن أعضاء جبهة الضمير لا يتحدثون عن حلول فاعلة على الأرض، كما أن هناك تقارب واضح بين أعضاء جبهة الضمير وجماعة الإخوان المسلمين من حيث الأيديولوجية.
وفي السياق نفسه، أستنكر الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، قيام بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون جنباً إلى جنب مع جماعة الإخوان المسلمين لمد عامين في مناصب مختلفة ومنهم من كان وزيراً ثم ينصبون أنفسهم كضمير للأمة المصرية دون وجه حق أو دعم من الشارع المصري.
وأضاف أن من أعضاء جبهة الضمير الدكتور "محمد البلتاجي" القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، كما أن أعضاء جبهة الضمير يعلنون أنهم لا يتخصصون بالعمل السياسي وأنهم سيوجهون النقد لكلاً من النظام الحاكم والمعارضة، ومن ثم يتحدثون بلسان جماعة الإخوان المسلمون ويرددون تصريحات حزب الحرية والعدالة.
وأعلن أن جبهة الإنقاذ الوطني لا تريد شئ لنفسها، بل تحاول أن تحافظ على كرامة الإنسان المصري وحماية حقوقه والدفاع عنه في وجه نظام استبدادي، وتحاول صد الهجمات الشرسة الفرعونية على المواطنين من قبل جماعة الإخوان المسلمين.