اثار الإعلان عن إنشاء جبهة الضمير الوطني, التي تضم عددا من الشخصيات العامة وبعض الشخصيات المنتمية إلي التيار الإسلامي, خلافا حادا بين أعضاء من جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة وبعض الحركات الثورية من جهة, وبين شخصيات وطنية وأخري تنتمي للتيار الإسلامي من جهة أخرى، فمن جهتها, أعلنت قوي ثورية وأحزاب سياسية معارضة, استياءها من إنشاء جبهة الضمير الوطني, متهمة جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف هذا الكيان. وقالت تلك القوي: إن مجرد الإعلان عن إنشاء هذه الجبهة نوعا من الاستخفاف بعقول الشعب, مؤكدة رفضها لوجود هذا الكيان بين الحركات السياسية المعارضة. وأوضحت تلك القوي أن جبهة الإنقاذ الوطني هي المعارض الحقيقي للسلطة في مصر. ومن جانبه, أكد الدكتور محمد محيي الدين, عضو مجلس الشوري وكيل حزب غد الثورة, اعتراضه علي مسمي جبهة الضمير, وقال إن كلمة جبهة تعطي انطباعا بالمواجهة والصراع, وأنه علي رغم نبل الأهداف التي تضمنها البيان التأسيسي لهذا التجمع, فإن وجود قيادات من الحرية والعدالة في هذا التجمع, مع العديد من الأسماء المحترمة التي تزاملت في الجمعية التأسيسية للدستور, والحوار الوطني يضعفه ويصوره لدي الآخرين علي أنه تجمع للموالاة ضد المعارضة, وعلي رأسها جبهة الإنقاذ. وقال أحمد فوزي, الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي عضو جبهة الإنقاذ, إن هدف جبهة الضمير من وجهة نظر جماعة الإخوان هو مواجهة المعارضة, خاصة أنها تهاجم جبهة الإنقاذ وتضم عناصر من حزب الحرية والعدالة, مثل الدكتور محمد البلتاجي والدكتور محمود غزلان. وقال إن المواطن هو الذي سيحدد مدي مصداقية جبهة الضمير, لكن من المؤكد أنها بلا تبعية. ومن جهته, انتقد ماجد سامي, الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية, ما اعتبره محاولات الالتفاف حول مطالب الشعب المصري الثابتة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية, بإنشاء جبهة الضمير الوطني, مطالبا بتحقيق النقاط الخمس التي وضعتها جبهة الإنقاذ للحوار الوطني, وتحقيق أهداف الثورة. واعتبر أن الرئاسة تقف خلف الستار لجبهة الضمير الوطني, وأنهم يمثلون الحزب الحاكم. وزعم محمد رمضان, الأمين العام لاتحاد حماة الثورة, أن النظام الحاكم يعمل لتضييق الخناق علي جبهة الإنقاذ الوطني صاحبة المعارضة الحقيقية, من أجل أن تصبح جماعة الإخوان المسلمين في مصر هي السلطة والمعارضة في الوقت نفسه, وقال إن هذا يؤكد أن جبهة الإنقاذ الوطني هي المعارضة الفعالة في الشارع. علي جانب آخر, نفي المستشار زكريا عبدالعزيز, رئيس نادي القضاة الأسبق, انتماءه لجبهة الضمير, وطالب جميع الفصائل السياسية بإعلاء قيمة الوطن وتغليب مصلحته علي المصالح الضيقة الأخري, مؤكدا أن المخرج من الأزمة الحالي هو تشكيل حكومة وطنية بهدف العمل لمصلحة مصر فقط. وأضاف, أن الصراع الآن بين السلطة والمعارضة صراع جامح تنكره الضمائر الحرة, مؤكدا وجوب إحسان الظن في كل التجمعات السياسية, سواء الموالية للسلطة أو المعارضة. واتفق معه في الرأي, الفقيه الدستوري المستشار ثروت بدوي, نافيا انتماءه لهذا الكيان. ومن جهته, نفي الدكتور محمود غزلان, المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان انتماءه لجبة الضمير, وقال إنه لم يكن يعلم عنها شيئا إلا من خلال وسائل الإعلام, مؤكدا أن الإخوان ليس لديهم ما يخفونه حتي يتستروا وراء كيانات سياسية أخري, وأن الشخصيات العامة المكونة لجبهة الضمير الوطني شخصيات مستقلة وذات ثقل سياسي في الشارع. واتهم غزلان القوي السياسية التي تدعي أن الإخوان وراء إنشاء هذا الكيان بالإفلاس السياسي والمصادرة علي آراء الشارع المصري. من جانبه, استنكر المهندس محمود عامر, القيادي بحزب الحرية والعدالة, الاتهامات الموجهة لجبهة الضمير الوطني التي يشارك فيها03 شخصية وطنية من مختلف الفصائل, موضحا أن التيار الشعبي وأحزاب: الدستور والوفد والتجمع, وغيرهما, أسسوا جبهة الإنقاذ الوطني ولم ينتقدهم أحد. وقال عامر ل الأهرام: إن جبهة الضمير ليست صناعة إخوانية, وإن الإخوان تركوا مواجهة جبهة الإنقاذ للشعب ا