يبدو ان الولاياتالمتحدة وبعد انتهت الي حد كبير من حربها شبه العالمية علي منظمة القاعدة وارهاب الكهوف تتجه عمليا الان الي مواجهة نوع اخر من الارهاب لايقل خطورة بل يزيد تعقيدا وقدرة علي المناورة والتحايل علي الخصوم وذلك في فضاء المعلوماتية وشبكة الانترنت الدولية وفي تطور جديد استخدمت فيه لغة غير مسبوقة قالت وزارة العدل الامريكية في تصريحات نشرت علي نطاق واسع في اجهزة الاعلام العالمية انها اعدت خطة لملاحقة جواسيس الشبكة الدولية ومن وصفتهم بانهم ادوات تستخدمها بعض الحكومات لتنفيذ انتهاكات متعددة لم تشير الي تفاصيلها او نوعها .
وجددت السلطات الامريكية الاتهام الي المتهم الثابت في هذا المضمار ممثلا في الصين الي جانب روسيا وهو اتهام تكرر كثيرا خلال العشرة سنين الاخيرة في حرب تكنولوجية باردة بين البلدين ولكن الجديد في الامر هو ان الولاياتالمتحدةالامريكية اقرت ضمنيا ولاول مرة بوجود انشطة خارجية غير قانونية علي اراضيها تتمثل في شبكات وخلايا نائمة من الهاكرز والجواسيس الاليكترونيين الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات متعددة عبر شبكة الانترنت ونسب الخبر الي جون كارلين في مكتب النائب العام ووزارة العدل الامريكية ان هناك من يطالبون بتحقيق العدالة وجلب الجناة من جواسيس الانترنت الي المحاكمة وتوجيه اتهامات رسمية لهم .
كما كشفت وزارة العدل الامريكية عن قيامها في الفترة الاخيرة بتدريب 100 شخص من المدعين القانونين علي التعامل مع جرائم المعلوماتية ضمن برنامج اطلق عليه اسم اخصائي الامن المعلوماتي الوطني وذلك للتعامل مع الافراد المتورطين في جرائم القرصنة والتخريب والتجسس الاليكتروني .
وقالت وزارة العدل الامريكية ايضا ان قائمة الاتهام في هذه القضايا قد تطال حكومات متهمة برعاية جواسيس الانترنت دون ذكر المزيد من التفاصيل في هذا الصدد وبلغ الحماس قمته في دوائر وزارة العدل الامريكية التي تعيش حالة من الاستنفار بعد ان قالت انها اتخذت هذه الخطوات واقامت شعبه مخصصة لمواجهة تعدي المرتزقة من الهاكرز والجواسيس الاجانب الذين يستهدفون السطو علي اسرار صناعية امريكية ويستهدفون مرافق ووكالات امريكية معينة .
وقالت ان الامر وصل مرحلة التهديد المباشر للامن القومي الامريكي كما كشفت وزارة العدل الامريكية ايضا عن قيام وزارة الامن الداخلي بتحقيقات دولية مشتركة مع وزارة الدفاع في الفترة الاخيرة حول التجسس الاليكتروني عبر شبكة الانترنت الذي ترعاه دول خارجية لم ياتي ذكر اسمها في سياق الخبر الذي اكتفي بالتلميح لها دون الخوض في التفاصيل مما يعني ان الامر يتجاوز في هذه المرة الاتهام التقليدي المتكرر لدولة الصين وروسيا بتبني انشطة الجاسوسية المعلوماتية .
ويبدو ان هناك لاعبين جدد في قائمة الاتهام الامريكية بطريقة خلقت حالة من الترقب وفتحت الباب للتهكن عن تلك الدول التي اشار خبر وزارة العدل الامريكية اليها في هذا الصدد والتي قالت ايضا انها تواصل التنسيق مع وكالة التحقيقات الفيدرالية "الاف بي اي" لتوجيه اتهامات رسمية الي افراد ومسؤولين في بعض الحكومات الاجنبية بارتكاب انتهاكات ومخالفات للقوانين الدولية وممارسة التجسس الغير قانوني علي نطاق واسع علي شبكة المعلوماتية .
ويتضح من خلال قراءة مابين السطور في التقارير التي تم نشرها في هذا الصدد ان السلطات الامريكية تظهر حماسا كبيرا وتصميما علي مداهمة اوكار جواسيس الانترنت وانتزاعهم من مخابئهم وتقديمهم للمحاكمة حسب ما جاء في حديث, دين بويد الناطق الرسمي باسم وزارة العدل الامريكية الذي قال انهم قد يجدون صعوبة في اعتقال بعض الجناة المتورطين في مثل هذه الانتهاكات في بعض البلدان بسبب عدم وجود اتفاقيات لتبادل المجرمين .
وعلي الرغم من ان الاخبار والتقارير الواردة في هذه الصدد ركزت علي جرائم القرصنة والتجسس الاقتصادي واستهداف سرقة تكنولوجيا المعلومات ولم تشير من بعيد او قريب الي وجود شبهة نشاط تجسس سياسي يستهدف ناشطين او معارضين لحكومات معينة من الذين يعيشون في الولاياتالمتحدةالامريكية .
ولكن الاحتمال يظل قائما وربما يكون الغرض من التكتم هو ان هذا النوع من الانتهاكات يختلف جذريا عن جرائم التكنولوجيا الاقتصادية خاصة في ظل الاشارة الي انتزاعهم من مخابئهم وتقديمهم للمحاكمة والي جانب كونه تعبير قوي ومباشر فهو يقطع بوجود جهة مشبوهة داخل الولاياتالمتحدة وليس خارجها حيث من غير المتوقع ان تهاجم الولاياتالمتحدة بلدا اخر او تجيش الجيوش وتعبر الاجواء الدولية بحثا عن هاكر او قرصان متلصص وسننتظر مع المنتظرين حتي تتضح حقيقية الموقف والامور والتفاصيل لندلي بدلونا في ذلك الحين.