«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير أمريكي:الولايات المتحدة ستتعرض إلي هجوم إليكتروني يدمرها في 15 دقيقة
نشر في القاهرة يوم 28 - 08 - 2012

فيما يعد تطورا له أهميته في مجال العلاقات الدولية، أعلنت دوائر متخصصة في"الأمن الإليكتروني"مؤخرا اكتشاف فيروس جديد يستخدم في التجسس والمراقبة الإليكترونية بين الدول ،وأكدت هذه المصادر أنه تم بالفعل استخدام هذا الفيروس في التجسس علي عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، فيما يخص المعاملات المالية، والبريد الإليكتروني ، وأنشطة التواصل الاجتماعي في هذه الدول . وتتمثل الخطورة في فاعلية الفيروس الجديد الذي أطلق عليه اسم"جاوس"في أنه يستطيع مهاجمة البني التحتية الحيوية في الدول التي تم توظيفه لمراقبتها، وأنه أصاب بالفعل عدد من الكمبيوترات الشخصية في عدة دول منها لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، كما استهدف عدد من البنوك إضافة إلي نظام"باي بال"للدفع الإلكتروني . يأتي هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الدوائر المتخصصة نقلا عن مسئولين يرفضون الإعلان عن شخصياتهم أنه يجري في المعامل الأمريكية والإسرائيلية العمل علي إنتاج أجيال من الفيروسات الجديدة متعددة الأنشطة، فيما يعد توسيعا لمجال"الحرب الإليكترونية"التي يتردد أنها تجري حاليا بين الدول الكبري وغيرها من الدول ، علي مدار الساعة . ومن المعروف أنه منذ عامين تعرض البرنامج النووي الإيراني لهجوم فيروسي تسبب في تعطيل البرنامج، وقيل حينذاك إن الهجوم تم باستخدام الفيروس المعروف باسم"ستوكسنيت"والذي تم تصنيعه بمعرفة الولايات المتحدة وإسرائيل عبر برنامج مشترك بينهما، وقد أصبح من المعلومات المتواترة بصفة عامة، تبادل عمليات التجسس الإليكتروني بين الولايات المتحدة والصين ودول أخري، حيث يتم إنتاج فيروسات هجومية وأخري دفاعية، في إطار ما يطلق عليه"الحرب الإليكترونية". ويقول الخبراء إن مبعث الخطورة في الحروب الإليكترونية إنه بينما يقتضي شن الحروب التقليدية الحصول علي موافقة الأجهزة التنفيذية والتشريعية في الدول التي تقرر شنها، فإن شن "الحروب الإليكترونية"لا يحتاج أي موافقات من هذا النوع، حيث يسهل مباشرة القيام باختراق شبكات وأجهزة الدول المستهدفة . مفهوم الحرب الإليكترونية هناك من يتحدث عن"الحرب الإليكترونية"باعتبارها البديل المستقبلي للحروب التقليدية التي تستخدم فيها الأسلحة والصواريخ والطائرات وغير ذلك من أسلحة الفتك وأسلحة التدمير، ومئات الآلاف من الجنود، مما أثار التكهنات عن مدي الاستغناء عن أسلوب المواجهات العسكرية المعروفة والتي تؤدي إلي سقوط الضحايا، وبالتالي، فإن"الحرب الالكترونية"ستعني الالتجاء لأسلوب لا ينطوي علي سفك الدماء . وحتي يمكن استجلاء حقيقة مفهوم"الحرب الإليكترونية"فإنه يتعين أولا فهمها من خلال المستويات التي تتم بها هذه المواجهة : فهناك عمليات تجري في الفضاءات الإليكترونية للدول والمنظمات وذلك بهدف الحصول علي معلومات سرية، وهناك عمليات أخري للحرب الإليكترونية تجري لمؤازرة العمليات الخاصة مثل محاولة تشويش رادارات كشف الطيران الحربي واختراقها قبل القيام بعملية عسكرية أمنية محدودة، وهناك"الحرب الإليكترونية"التي تتم بالتنسيق والارتباط مع الحرب العسكرية حيث يجري التجسس علي الإشارات والاتصالات الصادرة من أجهزة العدو مثل الهواتف النقالة وكاميرات الإرسال المباشر واللاسلكي ومحاولة اختراق منظومة التحكم والسيطرة التابعة للعدو . ويبدو أنه علي المستوي العملي، فإنه لا توجد حاليا حدود علي عمليات تجري سرا، وبلا توقف، وتدخل في عداد استخدام الفضاء الإلكتروني بمختلف الصور، فمن غرفة ضيقة من أحد المنازل في مكان ما، يمكن أن تجري حروب أو مواجهات أشد فتكا مما تفعله الجيوش الجرارة وجحافل الجنود، ومن هنا تشي تطبيقات ( الحروب الإليكترونية ) علي أرض الواقع حاليا بأنه يمكن أن يترتب عليها تغييرات دراماتيكية في خريطة توزيع القوي علي المستوي الدولي، خاصة أن تقنيات البرامج الكمبيوترية والفيروسية تشهد تطورا يوميا، ما يجعلها تنطوي علي احتمالات خارج نطاق التصور . وحتي يمكن جمع شتات الصورة بدرجة أكثر عمقا، فإننا نري الكثيرين يعترفون بأنه لا يوجد التعريف المحدد للحرب الإليكترونية، ولكن ما يقول به الخبراء هي مجرد اجتهادات وفقا لتخصصاتهم، فهناك تعريف ريتشارد كلارك الذي يري أن الحرب الإليكترونية هي (أعمال تقوم بها دولة تسعي لاختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لدولة أخري بهدف تحقيق أضرار بالغة أو تعطيلها )، بينما يشير آخرون إلي ممارسات أخري تجري فعلا في الفضاء الإلكتروني، علي هامش المواجهات الإليكترونية الدولية ومنها : التخريب الإلكتروني، وما يطلق عليه"قرصنة المواقع الإليكترونية"بما يتضمن تعديل أو تغيير أو تخريب محتوي الأجهزة والحواسيب . كما أن هناك"الجريمة الإليكترونية"و"التجسس الإلكتروني"وقد تستهدف هذه العمليات الشركات والمؤسسات وقد تصل إلي استهداف الحكومات، حتي تصل هذه العمليات العدائية إلي مستوي"الإرهاب الإلكتروني"وهو ما يتضمن عمليات تخريبية وتجسسية يمكن أن يترتب عليها ضحايا وإراقة دماء . ويمكن القول بوجه عام إن الحرب الإليكترونية لا تخرج في عمومها عن عمليات إلكترونية تتم باستخدام بعض النظم والوسائل الإليكترونية في استطلاع الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من نظم العدو ووسائله ومعداته الإليكترونية مع الاستخدام المتعمد للطاقة الكهرومغناطيسية في التأثير علي هذه النظم والوسائل لمنع الخصم أو حرمانه أو تقليل قدرته علي استخدام المجال الكهرومغناطيسي، فضلا عن حماية الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من النظم والوسائل الإليكترونية الصديقة من استطلاع العدو لها أو التأثير عليها . وما يهمنا الإشارة إليه هنا، أنه منذ ظهور ثورة تكنولوجيا الإلكترونيات وبداية استخدامها في الأغراض العسكرية، والاعتماد علي نظم السيطرة والتوجيه الإلكتروني، فقد ساعد ذلك علي تطوير عمليات إدارة الصراعات المسلحة واستخدام الأسلحة الحديثة، وأصبحت هناك قدرة علي إصابة الأهداف بدقة مضاعفة، كما ساعد التطور الإليكتروني في عمليات التوجيه والتحكم وقيادة النيران وتوجيه الرادار والرؤية التليفزيونية بكفاءة مضاعفة . وقد ظهرت هذه التطورات الفارقة في إدارة الصراع بأجهزة حديثة منذ حرب فيتنام، وحرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل في 1973، وفي حرب فوكلاند، وأيضا في حرب الخليج الثانية المسماة"حرب تحرير الكويت"وحرب البلقان . وتؤكد الأبحاث المتخصصة أن تطبيقات الحرب الإليكترونية ليست جديدة، ولكنها تعود إلي ما قبل الحرب العالمية الأولي، حيث بدأت الاتصالات بين أرجاء العالم باستخدام الموصلات السلكية من طريق المورس"جهاز البرق الصوتي"عام 1837، ولم يتحقق أي اتصال آخر في ذلك الوقت إلا من طريق تبادل المراسلات باستخدام السفن في نقل الرسائل بين الموانئ البحرية . وفي الحرب العالمية الثانية تمكنت الدول الأوروبية من انتاج رادارات ذات مدي كشف راداري حتي 100 ميل عن الطائرات المعادية، وتوالت الاكتشافات والاختراعات والإنجازات الكبيرة، بما في ذلك المنافسات بين الدول الكبري عبر المحيطات، ما ساعد علي تحقيق قفزات نوعية في مجالات تكنولوجيا الاتصالات وأحدث النظم الإليكترونية التي تستهدف بني وأجهزة وجيوش الخصوم . والحقيقة أن عالم"المواجهات الإليكترونية"قد بلغ حدا من الاتساع يستعصي علي أي محاولات لاحتوائه، ويكتنفه نطاق كبير من السرية، وقد تنشب حروب إلكترونية غير معلنة ولم يسمع بها أحد، وهناك منتصرون ومنهزمون لم نسمع بهم ، حيث لم تتم المواجهة عبر استخدام أسلحة، ولم تطلق طلقة رصاص واحدة، وهناك مكاسب وخسائر غير محددة الأسباب بدقة، وفي حالات كثيرة لاتكون الدولة قادرة علي تحديد حجم الهجمات التي تعرضت لها، أو المخاطر والتهديدات المحتملة التي قد تواجهها، وقد لا تكون هناك أي وسيلة ممكنة لتحديد" من المسئول" عن حجم التدمير الذي تعرضت له . وفي عام 2010، نشرت نيويورك تايمز الأمريكية أن فيروس"ستوكسنيت"وهو أول الاكتشافات في مجال الحروب الإليكترونية، قد تغلغل بالفعل في مصانع عسكرية، وأخري غير عسكرية، وقالت الصحيفة بلغة محددة"إن هذا الفيروس هو أول هجوم إليكتروني، علي بنية تحتية صناعية"في العصر الحديث". ويقول ( إن تيغو ) خبير تكنولوجيا المعلومات في مركز الدفاع المعلوماتي التابع لحلف الأطلنطي إن التطور السريع في تكنولوجيا المعلوماتية قد يفضي إلي ( أسلحة معلوماتية ذكية ) قد تخرج عن نطاق السيطرة، وقد يكون من شبه المستحيل التأكد من سلامة الأسلحة المعلوماتية الذكية قبل استخدامها . ومن الحقائق الجديدة والمخيفة أن القرصنة الإليكترونية لم تعد مجرد عمليات عشوائية، بل أصبحت جريمة منظمة ومتخصصة تعتمد علي أحدث الوسائل والطرق للدخول للأنظمة الإليكترونية . التطبيقات العملية في التطبيقات الحديثة للحرب الإليكترونية هناك ما يعرف بحروب الإنترنت، وقد يؤدي ذلك إلي توقف تام للإنترنت في بلد معين مثلما حدث في لبنان، وبالتالي توقف عمل البنوك والمعاملات الإليكترونية ومعاملات الحكومة الإليكترونية، أو سرقة أرقام وتفاصيل وبطاقات الاعتماد التي يتم بها التسوق عبر الإنترنت، أو تغيير النصوص الموجودة في بعض المواقع الحكومية في حالة اختراقها، وفي هذه الحالة قد تتلاعب دولة ما باستقرار دولة أخري إذا ما أقدمت علي إعلان (حالة طوارئ كاذبة ) ما يثير الفوضي والارتباك والهلع بما يترتب عليه من اضطرابات غير محسوبة . ويبدو أن أهم الإنجازات في مجال الحرب الإليكترونية هو ما يتم"تصنيعه"في المعامل الكبري بالدول المتقدمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وبعد ما تردد عن فيروس"ستوكسنيت"والذي تعاونت في تصنيعه الولايات المتحدة واسرائيل، واستخدم في تعطيل أجهزة الطرد المركزي في إيران، فقد كشف مسئولون استخباراتيون أمريكيون أنه تم انتاج فيروس آخر عملاق تحت اسم"فليم"أي"اللهب" وأنه تم استخدام هذا الفيروس بالفعل في تعطيل أو إثارة المشاكل للبرنامج النووي الإيراني، خاصة أن فيروس"فليم"قادر علي الدخول إلي الكمبيوترات، والقيام بالتجسس عليها، والتقاط الصور والرسائل وحتي الأصوات، ويقوم بإرسالها فورا إلي مراكز المراقبة . وقال المسئولون الذين يخفون بشدة حقيقة شخصياتهم إن هذا الفيروس الجديد العملاق والمتطور أكثر قدرة 20 مرة من فيروس"ستوكسنيت"وهو أكثر تعقيدا وعمقا واتساعا ودقة في نشاطه، وأن من يقف وراء انتاجه هي الاستخبارات المركزية الأمريكية ( سي اي ايه ) ووكالة الأمن الوطني الأمريكية، والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية . وعلي الرغم من أنه علي المستوي الرسمي فإن الولايات المتحدة تنفي ما يتردد عن انتاجها للفيروس"فليم"فإن المصادر التي تؤكد المعلومات حوله تشير إلي أن الفيروس منتج من نحو ثمان سنوات، وأنه تم استخدامه في الكثير من المهمات السياسية والعسكرية الحكومية وغير الحكومية، علما بأن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد وجه انتقادات علنية للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما لدور واشنطن في انتاج الفيروس واستخداماته، مشيرا إلي أن ذلك يتعارض كليا مع الالتزامات الأخلاقية للولايات المتحدة ودورها في حماية حقوق الإنسان والوقوف في وجه الحروب وحماية المدنيين، ومن الملاحظ عموما أن النشاط الأمريكي في مجال الحرب الإليكترونية وانتاج فيروساتها قد تضاعف في عهد الرئيس باراك أوباما . وفي إطار ذلك لا يجري الواقع العملي بمقتضي"القيم"التي لايزال كارتر يتحدث عنها، حيث إنه وفقا للتقرير الاستراتيجي السنوي الذي تصدره وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) فقد تم دمج التقنيات الكمبيوترية في الهيكل الرسمي للقدرات العسكرية الأمريكية، واعتبر ذلك أهم تطور في العمليات العسكرية الإليكترونية علي مدي سنوات . وفي عام 2011، حذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا من خطر عمليات القرصنة الإليكترونية التي تستهدف الولايات المتحدة، ولم يستبعد تعرضها لهجوم إليكتروني يعادل في خطره الهجوم الياباني علي ميناء"بيرل هاربور"، وفي الاستراتيجيات الأمريكية الدفاعية الجديدة يتم إضافة خطر"القراصنة في المجال الإليكتروني"إلي أعداء أمريكا التقليديين : كوريا، الصين، ايران، ويعلق باحث أمريكي أن خطر القراصنة الصينيين علي أمريكا حاليا أكبر من الخطر الإسلامي، وتشير المؤشرات إلي بدايات دخول الولايات المتحدة والصين في سباق حربي
إليكتروني، حيث قامت الصين بإنشاء وزارة الدفاع الصينية للجيش الأزرق، وهي إدارة متخصصة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني من أجل حماية الفضاء الإليكتروني الخاص بالجيش علي شبكة الإنترنت . وربما أخطر ما يتعلق بهذه القضية، ما تؤكده المصادر الأمريكية من أن تعرض الولايات المتحدة لهجوم إليكتروني، سيتم اعتباره بمثابة إعلان حرب، ما يستوجب الرد عليه عسكريا . وفي سياق تصاعد المواجهات الإليكترونية، فإن دولا أخري تضطر إلي إعداد نفسها لاتخاذ مواقف دفاعية في مواجهة الهجمات الإليكترونية، ومن ذلك ما أعلنته إيران من أنها بعد ما تعرضت له من هجمات الفيروسات العدائية، فقد قامت بتطوير ما أطلق عليه البعض "ثاني أكبر جيش إلكتروني في العالم". وتحذر مجلة"إيكونومست"البريطانية من أن الصين تعد دولة رئيسية في مجال شن الهجمات الإليكترونية، والتوصل إلي أساليب الحماية من الهجمات المضادة، وتحذر المجلة من أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الصين بامتياز، وأنها ستنتصر علي الولايات المتحدة، ما سيغير جذريا من موازين القوة في العالم، هذا طبعا بالإضافة إلي المخاوف والتهديدات التي تتعلق بخطط روسيا والرئيس بوتين في هذا الصدد، الأمر الذي يقف وراء مشروعات التعاون الأمريكية الأوروبية في محاولة للتصدي للحروب الإليكترونية التي تعيد للعالم بامتياز عصر الحرب الباردة بين الشرق والغرب، وإن في صورة حروب إليكترونية سرية . مخاطر محققة في ظل سهولة ويسر شن"الهجمات الإليكترونية"وحقيقة أنها لا تزيد من النفقات العسكرية علي غرار ما يتطلبه إعداد وتحضير الجيوش التقليدية وما تحتاجه من أسلحة وصواريخ وطائرات وذخيرة ومعدات للقتال وجنود بمئات الآلاف (فيما عدا ما تتطلبه عملية انتاج الفيروس الهجومي من نفقات) فإن هناك من يعتقدون بأنه لا توجد دولة في العالم تعيش بمنأي عن التدخل والتجسس الإلكتروني في أجهزتها وشبكاتها الإليكترونية، ما يعني أن جميع الدول معرضة للمخاطر التي تنتج عن الحروب الإليكترونية . ويقول مسؤلو شركة "كاسبر سكي"الروسية والمتخصصة في مجال الأمن الإلكتروني إن فيروس"جوس"يستطيع سرقة كلمات السر في الكمبيوترات، وسرقة بيانات أخري من متصفحات الإنترنت وإرسال معلومات بشأن إعداد نظام التشغيل وسرقة البيانات المستخدمة للدخول إلي الأنظمة المصرفية في دول الشرق الأوسط، وسرقة بيانات الدخول إلي مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وحسابات المراسلة الفورية . ويشتبه خبراء أمن الإنترنت في وجود صلات بين الفيروس فليم وفيروس ستوكسنيت وفيروس دوكو، وهو برنامج آخر تم اكتشافه في العام الماضي . وفي إطار المخاطر التي تنطوي عليها الحرب الإليكترونية الدائرة بالفعل، يؤكد تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية أن الخطة الاستراتيجية الأمريكية في مجال الحرب الإليكترونية (دفاعا وهجوما) لا تزال في طور الإعداد، وأن ما يتعلق بخطط "التجسس الاقتصادي" يعد بمثابة الخطر الأعظم علي مصالح الولايات المتحدة علي المدي الطويل، فيما تضمن التقرير تفصيلات مهمة في هذا الصدد، وركز علي مخاطر سرقة الأسرار الصناعية والدفاعية والتي يمكن أن تتم بالتجسس عبر الإنترنت . ويقول مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية إن الولايات المتحدة لم تستعد بعد لمواجهة خطط الحروب الإليكترونية مستقبلا، وتحتاج جهودًا كبيرة في هذا الصدد، حيث يتوفر لها حاليا ألف متخصص فقط في هذا المجال، بينما هي تحتاج إلي 30 ألف تكنولوجي مستعدين لمواصلة الاستعداد لملاقاة هذا الخطر القادم . وفي أغسطس 2009، نشرت مجلة"فورن افيرز"الأمريكية موضوعا مهما تحت عنوان"أسلحة البنتاجون التالفة"سلط الضوء علي الصراع المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في مجال تكنولوجيا الاتصالات والسيبرنتيك، وقالت الدراسة إن تفوق الصين في هذين المجالين يمكنها حاليا من التسلل إلي المواقع الإليكترونية في القواعد العسكرية الأمريكية الممتدة من كوريا الجنوبية إلي اليابان ثم إلي جزيرة"غوام"في المحيط الهادي وصولا إلي قواعدها في الخليج، أي ما يشكل خط الدفاع الأول عن أمنها القومي، ومصالحها الاقتصادية في الشرقين الأقصي والأوسط، وبالتالي تدمير أو تعطيل تلك المواقع الإليكترونية وما تحتويه من معطيات استراتيجية وخطط عسكرية، أي (كسب الحرب قبل أن تبدأ) . ويقول ريتشارد كلارك الخبير في الحروب الإليكترونية إنه يمكن أن تتعرض الولايات المتحدة إلي هجوم إليكتروني يدمرها في 15 دقيقة، وهناك اتهامات موجهة للصين بأنها تمكنت من اختراق وسرقة معلومات من وزارة الدفاع، وصندوق النقد الدولي، ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والحكومة الفرنسية، وشركة بوينج الأمريكية لصناعة الأسلحة، وشركة ميتسوبيشي اليابانية . وهناك مؤشرات علي أن الولايات المتحدة تتحضر للهيمنة علي المجال الإليكتروني العالمي، وقد جهز البنتاجون حوالي 15 ألف شبكة حاسوب يعمل بها مايفوق ال 90 ألف خبير في الكمبيوتر، إضافة إلي نحو ألف خبير عسكري في القرصنة والجاسوسية الإليكترونية، وبين وزارة الدفاع والأمن الداخلي، ستنفق الولايات المتحدة أكثر من 10.5 مليار دولار علي الأمن الإليكتروني بحلول عام 2015 . ويتمثل الخطر الذي لا توجد دولة بمنأي عنه في احتمالات تشغيل فيروسات التدمير، جنبا إلي جنب فيروسات التجسس، ذلك أن فيروس التدمير قد يستهدف الكمبيوترات، والأقمار الفضائية، وقد يتم إصدارأوامر معينة لتعطيل معدات تشغيل الاتصالات، وصولا إلي شبكات الوقود والكهرباء والماء والقطارات والطائرات وشبكات البنوك والمؤسسات الصناعية والاستثمارية والبطاقات والحسابات المالية . وفي ظل هذا الواقع الجديد، فإن عمليات التجسس وزرع العملاء التقليدية قد عفا عليها الزمن، لأنه يكفي اختراق البريد الإليكتروني لأحد كبار السياسيين والعسكريين في بلد ما للحصول علي بيانات ومعلومات في غاية الأهمية والخطورة، وفي زمن قياسي، ويحذر الخبراء من أنه يمكن أن تؤدي هذه العمليات من التجسس إلي"كارثة عالمية"أو تدمير منجزات الحضارة الإنسانية في حالة الوصول إلي شل عمل شبكات الخدمة المدنية أو الشبكات العسكرية . ويستطرد خبير كمبيوتري عالمي بأنه لم يتم بعد انتاج الفيروس الذي يشل عمل حكومة بالكامل، لأن الفيروسات معظمها يستخدم في التجسس، ولكن هناك إجماعاً علي إمكانية شن هجمات إليكترونية قليلة التكاليف بشريا وعسكريا، لكن تؤدي إلي تدمير شبكات الاتصال والبنية التحتية دون استخدام الصواريخ . مساع حثيثة تحاول بعض الأطراف العالمية بذل مساع حثيثة من أجل"تجريم ممارسات القرصنة الإليكترونية"ووضع هذه الممارسات قيد المحاسبة القانونية، وهناك اقتراحات لتوقيع معاهدة دولية لتحريم استخدام السلاح السيبيري، غير أن هذه الجهود لم تثمر حتي الآن، ولا يحتمل أن تؤدي إلي إيقاف أنشطة التجسس الإليكترونية التي يكتنفها نطاق كبير من السرية وعدم إمكانية كشفها وتحديد نطاق المسئولية عنها . ومن الثابت أنه لم تتبلور بعد أية قواعد عالمية لما يطلق عليه"الاشتباك الإليكتروني"، وليس ثمة وسيلة حتي لتحديد حدود السيادة الوطنية في الحروب الإليكترونية، أو تحديد مدي الأضرار التي تترتب علي الحرب الإليكترونية في حالة تخريب شبكات المياه والكهرباء وإشارات المرور بصورة مفاجئة، أو تحديد كيفية الرد علي هجمات من هذا النوع . ويقول خبير متخصص إنه يمكن علي سبيل المثال أن يتم ضرب المصالح الأمريكية، من داخل الأراضي الأمريكية، عبر حرب إليكترونية، تقودها مراكز في أراض صينية أو روسية، فالهجوم الإليكتروني لا يحتاج إلي جغرافيا معينة، ولا يوجد نظام للرادار الإنترنتي، أو الإنذار المبكر، وهنا يجب ملاحظة أن بعض الدول التي توغلت كثيرا في أنشطة التجسس الإليكتروني بدأت في الاستعانة بجيوش من القراصنة، لتنفيذ عمليات تحددها الدولة رسميا . هناك أيضا مساع يبذلها متخصصون لوضع مسألة الحرب الإليكترونية في حيز مقبول، وبدون تهويل . وفي مقالة للصحفي الشهير سيمور هيرش في نيويوركر يقول إن سيناريوهات الفوضي الإليكترونية في المستقبل مبالغ فيها، موضحا أن وزارة الدفاع الأمريكية وشركات الأمن الإليكتروني"أضاعت"الحد الفاصل بين"التجسس الإليكتروني"و"الحرب الإليكترونية"، فالأول يحصل بين الحكومات والمصانع يوما بعد آخر، باستثناء أنه سيتم بواسطة الإنترنت، أما الثاني فيكون بمثابة اعتداء إليكتروني علي دولة يمنعها من شن حرب أو الدفاع عن نفسها أو تشغيل بنيتها التحتية الأساسية . دوائر عربية منذ عدة أشهر، دارت رحي"مواجهة إليكترونية" بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، علي صعيد جهد فردي متبادل، وليس علي صعيد رسمي، حيث قام مواطن سعودي باختراق مواقع إليكترونية تخص أفرادا ومصارف في إسرائيل وحصل علي معلومات تتعلق بعشرات الآلاف من بطاقات الائتمان العائدة لإسرائيليين، وقام بنشرها علي الملأ، ما يمكن أي شخص من شراء مايريد علي الإنترنت باستخدام هذه البطاقات . وعندما أثارت إسرائيل الشكوك بأن هذا المواطن ليس سعوديا ولكنه عنوان لمؤامرة تقوم بها إيران ردا علي تهديدات إسرائيل بشن ضربة عسكرية علي منشآتها النووية، فقد أكد" الهاكر"أنه مواطن سعودي، ويعيش في مدينة الرياض، وأطلق علي نفسه اسم OXOMAR اوكس عمر . وفي إطار هذه المواجهة فقد ثارت تساؤلات جديدة منها : هل تستطيع إسرائيل توجيه اتهام رسمي كدولة، إلي السعودية كدولة، بناء علي تصرف فردي قام به أحد المواطنين ؟ ولأن هذه القضية تحتاج إلي بحث ونقاش دولي في مجال جديد، فقد اتخذت إسرائيل قرارها بالرد حيث قام قراصنة إسرائيليون ( في إطار يشتبه بأنه رسمي ) باختراق الموقع الإليكتروني للبورصة السعودية ، ويسمي الفريق الإسرائيلي I D F Team أي ( طاقم جيش الدفاع الإسرائيلي )، ومن المعروف أن إسرائيل قامت مؤخرا رسميا بإنشاء هيئة متخصصة في مجال المواجهات الإليكترونية تحت اسم"هيئة الحرب السيبرنتيكية". وتركز إسرائيل علي مجال الحرب الإليكترونية وجعلها هدفا رئيسيا لحماية الأمن القومي الإسرائيلي، ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن قدرات السيبر التي تطورها إسرائيل ستزيد من قدراتها الدفاعية في مواجهة الدول العربية، وأنه سيتم استثمار رأسمال هائل لتنمية هذه القدرات بشريا وماليا، وسوف يزداد هذا الاستثمار مستقبلا، وتضع الهيئة القومية للسيبر في إسرائيل لنفسها هدفا رئيسيا هو جعل إسرائيل واحدة من القوي العظمي عالميا في مجال استخدام الفضاء الإليكتروني لخدمة مصالح إسرائيل العليا . وما يهمنا في هذا الصدد أن هذه المواجهة في الفضاء الإليكتروني العربي أثارت تكهنات لدي البعض بأن مجال المقاومة ضد إسرائيل يمكن أن يتحول بسهولة إلي مجال"الحرب الإليكترونية"، وهو ما يذكرنا بما يثيره المتخصصون من وجود"غزو فردي إليكتروني"إلي جانب"الغزو بين الدول"، ومن المعروف أنه وقعت مواجهات إليكترونية بين إسرائيل وحزب الله، فضلا عن أن رجال دين في المنطقة قد دخلوا علي الخط، ودعا أحد كبار الشيوخ إلي ضرورة تجميع"القراصنة"المتخصصين في الحرب الإليكترونية تحت مشروع أطلق عليه اسم"الجهاد الإليكتروني ضد إسرائيل"، ما يفتح الباب لتكهنات واحتمالات جديدة لنوعية ومصير المواجهات التي يحتمل أن تجري في الفضاء العربي الإليكتروني . ومن المعروف أن ثورات"الربيع العربي"اعتمدت بصورة رئيسية في عمليات الحشد والتعبئة والتنظيم وتجميع المحتجين علي وسائل الاتصالات الإليكترونية الحديثة، وقنوات الاتصال الاجتماعي، وقد ثبت أن هذه الوسائل تمثل أحد عناصر النجاح في مرحلة اندلاع الثورات التي تطالب بالحرية والديمقراطية، وقد حدث ذلك في تونس ومصر واليمن وليبيا، أما في سوريا، فإن نظام بشار الأسد القمعي ظل يحرم المواطنين من هذه الوسائل الاتصالية الحديثة فترة طويلة ، ولكن بعد نشوب الثورة السورية التي اعتمدت علي الحشد الشعبي الجزئي المحدود الذي ينتقل رويدا من مكان إلي آخر، عمد النظام السوري إلي فتح قنوات الاتصالات الاجتماعية، واتصالات الإنترنت علي نطاق واسع، ولم يكن ذلك بهدف تمتع المواطنين السوريين بحقهم في هذا المجال، لكن لأن النظام السوري أراد التلصص علي اتصالات المواطنين ومعرفة النشطاء ومعارضي النظام، حيث تم اعتقال الآلاف منهم نتيجة متابعة
أزلام النظام لاتصالات وتعليقات المواطنين والنشطاء في الثورة السورية . وفي المقابل، يبدو أن النظام سيكون هو نفسه ضحية"حرب إليكترونية"تشنها الولايات المتحدة عليه، حيث أكدت صحيفة"كريستيان ساينس مونيتور"الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لعمليات لشن هجوم إليكتروني علي أنظمة الدفاع الهجومية الجوية في سوريا، بدلا من أو بما يسبق الهجوم العسكري المباشر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.