كشف الدكتور عبد السلام جمعة الخبير الزراعى والملقب بأبو القمح المصرى وهو فى نفس الوقت النقيب العام للزراعيين فى مص عن حقائق خطيرة بالنسبة لأزمة الغذاء فى مصر وأرجع سبب ذلك الى غياب الرؤية الحقيقية لدور القرية فى الأنتاج والهجرة المستمرة للقوة المنتجة من الريف الى المدن وضعف الكفاية الأنتاجية للعامل الزراعى بالأضافة لعدم التوسع فى الرقعة الزراعية بل أن ما يحدث هو العكس هناك تآكل فى البقعة الزراعية وكلام كثير خطير ذكره فى الحوار نترك فيه الحكم للقارئ والمسئول ليعرف حجم الخطورة التى يمر بها الوضع الغذائى فى مصر محيط : كيف ترون الوضع الغذائى فى مصر الآن؟ دعنى أحدثك عن القمح فى مصر وهو حجر الزاوية بالنسبة للأمن الغذائى فى مصر فالوضع غير آمن وهناك فجوة غذائية كبيرة تحتاج لخطط أستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى يكفى بالحسابات والأرقام يمكن القول أن مصر لن تحقق الأكتفاء الذاتى من القمح الا فى عام 2030 فى حالة أن تسير الأمور بشكل بعلمى ومخطط محيط : ماذا تقصد بذلك ؟ أقصد ان نعمل بكل قوة من أجل زيادة المساحة المنزرعة من القمح وهى فى الوقت الحالى مليون فدان بأن تصل الى أربعة مليون فدانحتى عام 2017 على أن تزيد الى خمسة مليون فدان عام 2030 لكى نصل الى حد مناسب من الكتفاء الذاتىلرغيف الخبز ليرتفع الى 75% وهو حد مناسب وآمن لطعام التاس وأيضا العنل على زيادة المساحة المنزرعه بحيث تتناسب مع الزيادة السكانية السنوية والتى تبلغ 2.5 مليون نسمة وهى زيادة تحتاج منا زيادة المساحة القمحية سنويا بحوالى 125ألف فدان سنوي محيط: لكن كيف يتم الأستصلاح فى الوقت الحالى من وجهة نظركم؟ الدولة المفترض أنها لديها خطة لأستصلاح أراضى مساحتها 3.4 مليون فدان حتى عام 2017 وهذا الأمر يتطلب مليارات الجنيهات هذه واحدة الأمر الثانى مسألة الرى وتطويره ونحن نعلم جميعا أزمة المياه التى ربما تحدث فى المستقبل القريب ومن تطوير طرق الرى أصبح ضرورة ملحة والرى السطحى سوف يوفر كميات كبيرة من مياه الرى تصل الى حوالى 10 ملياراتمتر مكعب يمكن أستغلال جزء منها فى أستصلاح 3مليون فدان من الأراضى الصحراوية التى تعتمد فى أستغلالها على الرى بالرش والتنقيط والرى المحورى
محيط: لكن كيف ترون الضع الراهن من الحبوب المصرية وليس القمح فقط فى مصر الآن ؟ الحبوب الرئيسية فى مصر وهى المكون الغذائى المحورى تتمثل فى القمح والذرة البيضاء والأرز والذرة الصفراء والذرة الرفيعة والشعير وهى مجموعة مكملة لبعضها البعض فى الأمن الغذائى وتضييق الفجوة الغذائية وعند النظر الى الناتج المحلى من هذه الحبوب فى عام 1981 كان ثمانية ملايين طن فى حين كان أستهلاكنا يصل الى 14.5 مليون طن أى بعجز وصل الى 6.5 مليون طن وفى عام 1995 تحققت زيادة واضحة فى الأنتاج وصلت الى16 مليون طن وأرتفع أستهلاكنا الى 24 مليون طن أى أن الفجوة الغذائية أصبحت 8 مليون طن وفى عام 2003 أرتفع الأنتاج ليصل الى18 مليون طن ولكن الأستهلاك وصل الى 28 مليون طن أى أن الفجوة الغذائية أصبحت 10 مليون طن وكان من أسباب ذلك هو التوسع فى أستيراد الذرة الصفراء لتأمين صناعة الدواجن حيث قدرت الذرة الصفراء بحوالى خمسة ملايين طن سنويا على الأقل والكميات المستوردة من القمح كانت ستة ملايين طن سنويا وكان هناك فائضا من الأرز يقدر بحوالى طن سنويا وفى عام 2008 أرتفع الناتج القومى من الحبوب الى الى 20 طن سنويا فى حين أرتفع الأستهلاك الى 32 مليون طن سنويا ووصل العجز الى 12 مليونطن وهو مايتطلب معه وضع خطة أسترايجية تهدف الى تحقيق قدر أمن من الغذاء فى مصر بنسبة 75% وهى نسبة معقولة نظرا لما يجتاح العلم من تغيرات مناخية وخلافه ستؤثر بطبيعة الحال على الوضع الغذائى فى مصر
محيط : لكن منظومة القمح ربما تكون غير واضحة المعالم فى الوقت الحالى لدى صاحب القرار كيف ترى ذلك؟ المنظومة لاتخفى على أحد فالمساحة التى كانت منزرعة بالقمح خلال عام 80\1981 كانت حوالى 1.4 مليون فدان كلها كانت فى الأراضى القديمة فقط بلغت 2.6 مليون فدان فى 2003\2004 منها270 ألف فدان خارج الوادى بالنوبارية والنوبه وأنتاجنا من القمح يصل الى 7.3 مليون طن فى حين أن أستهلاكنا يصل الى 12 مليون طن أى أننا نستورد نصف مايكفى من أستهلاكنا سنويا.