عواصم: استدعت وزارتا الخارجية البريطانية والأيرلندية سفيري دولة الاحتلال الإسرائيلي في لندن ودبلن لاستيضاح مسألة استخدام إسرائيليين جوازات سفر بريطانية وأيرلندية مزورة في عملية اغتيال القائد العسكري بحركة حماس محمود المبحوح في دبي ، فيما قالت صحيفة بريطانية أن وحدة "كيدون" التابعة للموساد الإسرائيلي هي التي قامت بعملية الاغتيال. وذكرت إذاعة "صوت إسرائيل" أن السفير الإسرائيلي في لندن رون بروس أور سيلتقي اليوم مدير قسم الخدمات الدبلوماسية في الخارجية البريطانية بتريك ريكيتس كما سيلتقي السفير الإسرائيلي في دبلن تصيون عفروني بأحد المسئولين في الخارجية الايرلندية. وكانت شرطة دبي كشفت قبل أيام عن أسماء 11 متهما باغتيال المبحوح 6 منهم يحملون جوازات سفر بريطانية و 3 جوازات ايرلندية وواحد ألماني وآخر فرنسي، ولم تستبعد تورط الموساد في عملية الاغتيال. وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون بروان اصدر الأربعاء تعليماته إلى السلطات القضائية ببريطانيا للشروع في تحقيق شامل في قضية جوازات السفر المزورة . وقالت الحكومة البريطانية إن "تزوير جوازات سفر بريطانية أمر في غاية الخطورة وأنها ستواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المواطنين البريطانيين من سرقة هوياتهم". وأكد وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن أن بلاده "ستتعامل مع أي نشاط يعارض سلامة جواز سفر ايرلندا" واصفا هذا العمل "بالخطير". وأوضح مارتن أن الجوازات التي استخدمتها المجموعة التي اغتالت المبحوح كانت تحمل أرقاما لجوازات سفر ايرلندية أصيلة لكن الهويات الموجودة على الجوازات المزورة كما كشفتها السلطات الإماراتية لا تتطابق مع اسماء حملتها الأصليين. إلى ذلك ، نشرت صحيفة "ديلي تلجراف" اللندنية مقالا لجوردون توماس مؤلف كتاب عن عمليات الموساد الإسرائيلي، جاء فيه إن وحدة "كيدون" (حربة) التابعة للموساد هي التي قامت بعملية اغتيال محمود المبحوح في دبي. ونقلتت الإذاعة الإسرائيلية عن مقال توماس أن تفاصيل اغتيال المبحوح تحمل بصمات الموساد والميزات التي كانت اتسمت بها عمليات الاغتيال السابقة للموساد تتكرر أيضا في عملية اغتيال المبحوح. واضاف ان وحدة "كيدون" تضم 48 مقاتلا بينهم 6 نساء يتدربون على الاغتيالات في قاعدة سرية للموساد في النقب. ويتابع توماس قائلا: "لم يتضح بعد كيف تم اغتيال المبحوح، غير أن وحدة كيدون تقوم غالبا بقتل المطلوب بوسائل متعددة من بينها الخنق بواسطة كابل، أو بالتسميم بمواد كيماوية تم تركيبها في الموساد وهاتان الوسيلتان ذكرتا في عملية المبحوح". وبحسب توماس، فإن عناصر "كيدون" يتدربون في قاعدتهم السرية في النقب على أنواع مختلفة من المسدسات، ويتعلمون كيفية إخفاء عبوات ناسفة، والحقن بالسم القاتل، وجعل عملية القتل تبدو كأنها حادثة وفاة طبية. ويضيف أنه يتم تحميل أجهزة الحواسيب التي تستخدمها وحدة كيدون آلاف الخرائط للطرقات ذات العلاقة بالعملية المخططة وصور أقمار صناعية مأخوذة من برنامج "جوجل إرث"، ويتعلم أفرادها من عمليات اغتيال مشهورة وقعت في الماضي، كعملية اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي. ويقول توماس ان هناك اعتقادا بأن منفذي عملية الاغتيال كانوا 16 شخصا وليس 11 كما ذكرت شرطة دبي, وان الخمسة الذين لم يعلن عنهم غير معروفين حتى الآن ويجري البحث عنهم. ويضيف توماس انه تم وضع اللمسات الاخيرة على مخطط اغتيال المبحوح في غرفة مؤتمرات صغيرة بجوار مكتب رئيس الموساد مائير داجان الذي يترأس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي منذ 8 سنوات والذي ذاع صيته بأنه لا يتردد في المشي إلى داخل زقاق عربي أينما كان حاملا لا أكثر من مسدس في جيبه. وأوضح توماس أن ما يقوله يستند إلى معلومات يعرفها عن الموساد وتاريخه, حيث أنه كان قد التقى مع أحد رؤساء الموساد السابقين, مائير عميت, الذي أعطاه تفاصيل كثيرة عن الجهاز وأساليب عمله.