أحيت وزارة الثقافة التونسية أمسية ثقافية تونسية بقصر الأونيسكو بالعاصمة اللبنانية بيروت وذلك ضمن احتفالات بيروت "عاصمة عالمية للكتاب"، وحملت الأمسية عنوان "إضاءات من المشهد الأدبي التونسي"، وذلك في محورين جاء الأول بعنوان "الشاعر أبوالقاسم الشابي والحداثة في تونس"، أما المحور الثاني فكان "صورة المرأة في الأدب التونسي"، هذا بالإضافة لمحور اخر تضمن قراءات شعرية شاركت فيها عدد من الشعراء مثل التونسية آمال موسى، وخالد الوغلاني، والشاذلي ومحمد الغزي. وقد افتتح الأمسية وزير الثقافة اللبناني تمام سلام الذي نوه بالدور التوأمي بين لبنان وتونس في نشر ثقافة الإبداع التفاعلي والتجديد الواعي في العالم العربي. كما قال السفير التونسي في لبنان محمد سعيد عبدالله وفقاً لصحيفة "الوطن" القطرية: نريدها أمسية عائلية، حميمة بجنون لأن تونس تدعو إلى إعادة بناء الجسور الثقافية بين المغرب العربي والمشرق العربي، مؤكدا أن الثقافة التونسية ترفض التقوقع والانغلاق والعصبيات، كما ترفض التسول الثقافي الأعمى الذي يؤدي إلى التشرذم الثقافي الذي غرب الإنسان العربي ولا يبنيه، بل يساهم في فقدانه لتوازنه القومي والاجتماعي والسياسي. وقدم الشاعر الغزي مداخلة تقييمية للشاعر أبو القاسم الشابي بمناسبة اليوبيل المئوي لولادته، فاعتبر أن شعر الشابي يروض العالم بمطرقة الروح، ضمن معادلتين هما: عالم النص ونص العالم، وان الشابي لجم الماضي العربي وحد من اندفاعه، وهيأ للحاضر أن يكون، وانه في جميع أنواع الشعر العربي الحديث شيء من شعر الشابي، وان الشعر الاحيائي الكلاسيكي العربي لا يكشف إلا عن زبد النفس العربية ولا يغور في أعماقها، وان ذلك الشعر الكلاسيكي لم يتحرر في ذاكرة القصيدة القديمة، صورا وتراكيب قديمة، لأن أغلبه ينحدر من إمارة قديمة كانت عاصمتها القيروانالتونسية. كما تحدث عن سيرة الشابي مشيرا إلى فتنته بأدب المهجر اللبناني وبأدب جبران خليل جبران، مؤكدا على دور الشعر في ابتكار أشكال تعبيرية جديدة قادرة على الإفصاح عن جوهر الحياة بأساليب كتابية جديدة. كما تحدث الشاعر اللبناني شوقي بزيع فرأى أن بين لبنان وتونس تناظرا في الجغرافيا كما في التاريخ، وليس فقط لأن اليسار ملكة صور الفينيقية غمرت قرطاجة في تونس، بل لأية تاريخ لبنان وتونس تتوارى فيهما الأحداث الثقافية الكبرى وتتشابه، وطالب بزيع ببناء بيت للشعر العربي في لبنان، تواكبا مع بيوت الشعر الموجودة في تونس والجزائر وعمان والشارقة، وقال: لو كانت البحار تطوى كالثياب لوقع فم تونس على خد بيروت. وألقت الباحثة نجوى الرياض مداخلة نقدية عن شعر آمال موسى فاعتبرت أن هذه الشاعرة كتبت تلوينا للشعر الحديث التونسي بلون خاص هو الأنوثة، فرموزها وإشاراتها موصولة بخلفية إنسانية ووراثية، لم تكشف علنا عن فتنة الإيقاع ولا علنا عن فتنة بلاغة المجاز والصور والتراكيب الشعرية بل تجسدت الأشكال التعبيرية في شعرها على مستوى فلسفي واجتماعي، وفي شعرها عموما تلتقي أنثى الكتابة "تقرأ مع كتابة الانثى" كما أن علاقتها بالذات الإلهية العلوية تكشف عن فروقات شعرية مميزة ولافتة.