احتفل اللبنانيون الجمعة، بالذكرى السابعة والثلاثين للحرب الأهلية التي شهدها لبنان اعتبارا من الثالث عشر من ابريل/نيسان. ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان اللبنانيين بهذه المناسبة، إلى التوقف مليا عند هذه الذكرى والتبصر بمضامينها ومعانيها، وأن يكون استذكارها لاستخلاص العبر مما تؤدي إليه الصراعات والخلافات عندما تتجاوز سقف المصلحة الوطنية إلى لعبة المحاور والمصالح السياسية والآنية والمكاسب الخاصة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. ولفت الرئيس سليمان إلى أهمية الاستقرار الذي ينعم به لبنان في خضم التوتر والغليان الذي تشهده المنطقة أمنيا وسياسيا، فانه أمل في أن يعي اللبنانيون أهمية التفاهم الداخلي على الثوابت الوطنية الأساسية وأن يبقى الاختلاف حيال أي موضوع ضمن الأطر الديمقراطية والدستورية لأن لا قيامة حقيقية للدولة التي يصبو إليها اللبنانيون إلا بالتزام الدستور الضامن الوحيد للوطن وأبنائه. كما أشار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى أن الذكرى السابعة والثلاثين لاندلاع الحرب اللبنانية الأليمة تحمل في ذاكرتنا جروحا تدفعنا إلى دعوة جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى التلاقي على كلمة سواء تحفظ وطننا وتبعد عنه الحروب والويلات. وأضاف ميقاتي: "إن الاتعاظ من عِبر ودروس هذه الذكرى، يكون بالحوار الجدي والتلاقي بين بعضنا البعض للبحث في أفضل السبل لدرء الأخطار عن لبنان، لا سيما في ظل الأحداث الأليمة التي تشهدها المنطقة، وحمايته من التجاذبات الإقليمية والدولية التي حذرنا دائماً من انعكاساتها السلبية على الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الدخول في أي رهانات خاطئة دفعنا جميعا أثمانا غالية بسببها في السابق، ولا نزال نجهد للتخلص من تداعياتها على واقعنا ومستقبلنا". وأكد ميقاتي أنه التعاون الصادق وحده والمنفتح بين كل مكونات المجتمع اللبناني يؤمن الشراكة الوطنية الكاملة والحقيقية ويقوي دعائم الدولة اللبنانية، ويحصّن وطننا في وجه الأخطار. وتابع ميقاتي: "إن اللبنانيين الذين يعيشون القلق الكبير على الحاضر والمستقبل يتطلعون إلى المؤسسات الدستورية بعين الأمل لحل مشكلاتهم وبناء الأمل في نفوسهم، فلنثبت جميعا أننا أهل لتحمل المسئولية، ولا نغرق مجددا في دوامة التساجل والتناحر التي أثبتت الأحداث المتتالية التي مرت على وطننا، أنها من دون طائل".