قال الدكتور محمد حبيب مؤسس حزب النهضة إن الحزب نشأ على كوادر فاعلة، ، مضيفا أن النتائج التي حققها حزب الحرية والعدالة راجعة إلى جماعة الإخوان المسلمين بتاريخها ونضالها وليس للحزب. وأشار القيادي الإخواني السابق ، في لقاء تلفزيوني مع الاعلامية جيهان منصور عبر برنامج "صباحك يا مصر" على قناة "دريم " ، إلى أن أي حزب يجب أن يتمتع بتكتل قوى حتى يظهر على الساحة قويا، مشبها الثورة ببقعة الزيت التي تتحرك في قطعة من القماش، لأنها تنتشر وتحدث تفاعلات مستمرة، مضيفا أن الأمل معقود على الشباب الذي قام بثورة من أعظم ثورات التاريخ.
وأوضح أن هناك قلق داخل الصف الإخواني خاصة في مستويات الشباب، محذرا من إنه إن لم تتقبل قيادة الجماعة آراء هؤلاء الشباب فإنهم سيتجاوزونها، وستتجاوز الجماعة هذه القيادات.
وأكد أن ثقافة السمع والطاعة داخل الجماعة كانت مهمة فيما يتعلق بمعيشة الجماعة عقود في ظل دولة بوليسية وقبضة أمنية حديدية وبالتالي كان هناك انكفاء على التنظيم في محاولة منها للملمة الصفوف، والانضباط، وفي ظل السجون والاعتقالات والمحاكم العسكرية والتعذيب الوحشي حتى الموت لأعضاء الجماعة، وحتى لا تنفرط حبات عقد التنظيم.
وأشار إلى إنه في ظل أجواء الحرية التي تعيشها مصر الآن لابد من إعادة النظر في ثقافة السمع والطاعة، وأن يكون في مقابلها إقرار بمبدأ الشورى، وتقبل حرية النقد والطرح وتداول المعلومات ونصح القيادة.
وعلق على سير العمل داخل مجلس الشعب بالقول، بأنه لا بد من إعطاء الفرصة له حتى يقوم بمهامه، مؤكداً أن قيادة جماعة الإخوان ارتكبت خطئا استراتيجيا كبيرا بدخولها في كل الدوائر في الانتخابات البرلمانية، وبالتالي لم تتح فرصة لبقية القوى السياسية والوطنية لتكون معها جنبا إلى جنب، مما كان سيعزز من جسور الثقة بين الإخوان من ناحية وبين القوى السياسية والوطنية من ناحية أخرى.
وأشار إلى أن هذا الأمر سوف يجعل الإخوان أمام تحديات ضخمة جدا لن يقدروا عليها، وبالتالي سوف يقدمون تنازلات كثيرة تخل بالقيم والمبادئ التي نشأ عليها وأعلنها الإخوان في عقود سابقة، مثل القضية الفلسطينية والقروض والمنح، موضحا أن الجماعة لم تتعلم من تجربة حماس والتجربة الجزائرية.
وحول تصريح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والذي قال فيه "أننا أمام الخلافة الإسلامية"، قال حبيب أن فضيلة المرشد يقصد أن التيار الإسلامي بدأ يأخذ فرصته للدخول في السلطة في عدة دول عربية وآن الأوان للإخوان أن يقوموا بدورهم، موضحا أن الخلافة لن تكون خلافة على النمط القديم ولكن على طريقة الفيدرالية الأمريكية، وقيام اتحاد فيدرالي للدول العربية بحيث تكون هناك مركزية ولا مركزية في الدول العربية، خاصة وان العالم اليوم أصبح عالم كيانات كبيرة، وان مصر لو نهضت سوف ينهض العالم العربي والإسلامي.
وحول إمكانية تشكيل الإخوان لحكومة جديدة، قال حبيب "لا بأس من حكومة وحدة وطنية بشرط ألا يقودها الإخوان المسلمين"، لأن التحديات كبيرة جدا، كما أن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ليسوا جمعية خيرية أو إصلاحية، لكن لهم مشروعهم الخاص ومصالحهم الخاصة فإذا أتت الديمقراطية بمن يريدون فسيرحبون بها وان جاءت بما لا يريدون فسيمارسون عليها عمليات ضغط وابتزاز، مثلما يحدث الآن بالنسبة للإخوان والسلفيين وحتى بالنسبة للمجلس العسكري، مشيرا إلى أن ازدواجية المعايير التي يمارسونها هي خير شاهد على تصرفاتهم.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تكذب كما تتنفس، ولذلك تتناقض تصريحاتها بين لحظة وأخرى.
وقال حبيب إننا دخلنا السجون من اجل معارضتنا لاتفاقية السلام، وبالتالي دخول الإخوان إلى السلطة سيؤدي إلى تنازل الجماعة عن قيمها، مشيرا إلى أن الجماعة مرغمة الآن على قبول اتفاقية السلام في الفترة الانتقالية العصيبة التي تمر بها مصر، لكنه أكد على أهمية عدم احترام المعاهدة وعدم إعطاء شرعية للكيان الصهيوني الغاصب لأرض العروبة والإسلام.