تعرف على عقوبة جريمة التسول طبقا للقانون    تراجع سعر الدولار منتصف تعاملات اليوم فى البنوك المصرية    سعر جرام الذهب صباح اليوم في مصر    وزير الصحة: انخفاض معدلات الزيادة السكانية من 5385 إلى 5165 مولودًا يوميًّا    رقم تاريخي جديد.. الزراعة تعلن تجاوز تمويل مشروع "البتلو" 10 مليارات جنيه    الوزير يتابع تنفيذ أعمال القطار الكهربائي السريع ويشهد الانتهاء من «كوبري الخور» العملاق    ارتفاع عدد ضحايا المجاعة في غزة إلى 258 شهيدا بينهم 110 أطفال    أمواج بارتفاع 15 وانزلاقات أرضية ضخمة تضرب ألاسكا (فيديو)    الدوري الفرنسي، مصطفى محمد يقود نانت أمام باريس سان جيرمان الليلة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 17-8-2025 والقنوات الناقلة لها    القبض على المتهمين بسرقة هاتف مسن أمام الصراف الآلي بالإسكندرية    شهيد لقمة العيش .. وفاة شاب أقصري إثر تعرضه لحادث خلال عمله بالقاهرة    إصابة 3 سيدات في حادث انقلاب سيارة بالإسماعيلية    انتظام لجان امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة بالدقهلية    أروى جودة تعلن عن وفاة ابن شقيقها    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    الصحة تقدم أكثر من 30 مليون خدمة طبية وعلاجية خلال النصف الأول من 2025    مجمع السويس الطبي ينجح في إجراء عملية دقيقة بالقلب    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    العذراء في عيون الفن.. من الأيقونة القبطية إلى الشاشة واللحن    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض الحرارة والعظمى تسجل 31 درجة    تحويلات مرورية بشارع 26 يوليو بالجيزة بسبب أعمال المونوريل    فحوصات طبية ل فيريرا بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة عقب مباراة المقاولون    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    تحرك شاحنات القافلة السادسة عشرة من المساعدات من مصر إلى غزة    الأحد 17 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    شرطة الاحتلال: إغلاق 4 طرق رئيسية بسبب إضراب واسع في إسرائيل    "بشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح".. حمزة نمرة يوجه رسالة لجمهوره    الأردن يدين تجميد إسرائيل حسابات بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    إصلاح الإعلام    فتنة إسرائيلية    جمعية الكاريكاتير تُكرّم الفنان سامى أمين    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    مصرع شخصين وإصابة 30 آخرين فى انقلاب أتوبيس نقل على الطريق الصحراوى بأسيوط    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    «مش عايز حب جمهور الزمالك».. تعليق مثير من مدرب الأهلي السابق بشأن سب الجماهير ل زيزو    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تعادل الزمالك والمقاولون العرب؟ (كوميك)    وزيرا خارجية روسيا وتركيا يبحثان هاتفيًا نتائج القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخر اخبار مصر النهاردة : قريباً.. التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين يعقد أول اجتماعاته بالقاهرة.. تونس والمغرب العربى ضمن الدول المرشحة لاحتضان الاجتماع.. ومطالب إخوانية بصدور عفو عن يوسف ندا ووجدى غنيم وقيادات التنظيم
نشر في أخبار النهاردة يوم 13 - 07 - 2012

أثار وصول الدكتور محمد مرسى إلى مقعد الرئاسة فى مصر كأول منتم لجماعة الإخوان المسلمين يصل إلى رئاسة الدولة سواء فى مصر أو فى أى من البلاد العربية توقعات بحدوث تغييرات وتطورات على الخريطة السياسية والحركية للجماعة، وفى المقدمة منها تحديد مصير التنظيم الدولى، خاصة أن سقف التوقعات بالنسبة للأخير وصلت إلى حد القول بأن تطورات الربيع العربى أعطت "قبلة الحياة" للتنظيم الدولى، وباتت الفرصة مهيأة لقياداته لعقد أول مؤتمر عالمى، يمكن للقاهرة أو أى من عواصم الربيع العربى أن تكون مقراً له.
والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين والذى يؤكد باحثون ومراقبون أنه يتواجد فيما يقترب من 80 دولة على مستوى العالم، وتنفى الجماعة وقياداتها وجوده من الأساس، أثار جدلاً واسعاً منذ الإعلان عن وجوده، وأرجع باحثون نشأته إلى مؤسس الجماعة الراحل حسن البنا، مؤكدين أنه ضم قيادات بارزة مثل رجل الأعمال الشهير يوسف ندا والداعية الشيخ وجدى غنيم والقيادى السابق كمال الهلباوى الذى شغل لسنوات موقع المتحدث باسم الجماعة فى أوروبا، مشيرين إلى أن الجماعة باتت قريبة الآن من استعادة طيورها المهاجرة بالخارج بفعل ملاحقة النظام السابق لهم وفى المقدمة غنيم وندا.
التوقعات بأن تستضيف القاهرة أول مؤتمر عالمى للتنظيم الدولى للإخوان يستبعدها القيادى الإخوانى محمد السروجى مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية، مبرراً ذلك بأن المزاج العام فى مصر حالياً يشهد ما وصفه بالتربص من جانب القوى الليبرالية بالإخوان وشن حملة تشويه متعمدة ضدهم، مشيراً إلى أن مثل هذا التجمع يمكن أن تستضيفه دولة مثل تونس أو المغرب، حيث الأوضاع مهيأة لذلك، معتبراً أن ثورات الربيع العربى سوف تتيح العلانية للقاءات التنظيم العالمى خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن أى اجتماعات للتنظيم الدولى سوف تحمل أجندتها غالباً محاور فكرية وسياسية وتربوية تدور حول تحسين الصورة الذهنية عن الإسلام فى الغرب، ومعالجة مظاهر الإسلاموفوبيا وكيفية التواصل الحضارى بين الإسلام والأديان الأخرى، وتبادل الأفكار والخبرات والإفادة من التقدم العلمى والتكنولوجى للوسائل الدعوية الحديثة.
ويعترض السروجى على مسمى "تنظيم دولى" مفضلاً استبدالها بمصطلح "تنسيق عالمى" موضحا أن جماعة الإخوان المسلمون منذ تأسيسها تحمل وسطية الإسلام وسماحته وهى مدرسة فكرية ولذلك تأتى اللقاءات للتنسيق فى القضايا المشتركة بالعالم العربى والإسلامى نافياً التطرق لمناقشة قضايا تخص دول الوفود المشاركة، مؤكداً أن الجماعة تؤمن بنظرية الدولة الوطنية والسيادة الداخلية وأن كل دولة لها استقلالها.
وحول تأثير مكتب الإرشاد بالقاهرة على التنظيم العالمى يوضح السروجى أن دور مكتب القاهرة استشارى وغير ملزم ولا يملك أى سلطات تنظيمية على ما عداه من الدول ضارباً المثل بما حدث بتوصية "الإرشاد" للقيادى الجزائرى محفوظ نحناح بالترشح للانتخابات الرئاسية بالجزائر ولكن نحناح رفض الفكرة والترشح.
ماذا عن علانية التنظيم الدولى للإخوان بعد رئاسة مرسى لمصر؟
البداية
والتنظيم العالمى للإخوان المسلمين أو كما يطلق عليه البعض التنظيم الدولى للإخوان المسلمين – كما رصد الباحث الراحل حسام تمام فى دراسة له - شهد البداية الحقيقية على يد الشيخ حسن البنا وهو يؤسس الجماعة فى مارس 1928، وكان ميلاد التنظيم غير رسمى أو موثق، "فقد رأى أن الجماعة نواة لإعادة الخلافة الإسلامية التى سقطت عام 1924"، وأسس البنا قسما خاصا أسماه (قسم الاتصال بالعالم الإسلامى)، فيما تسبب الصدام مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحل الجماعة فى 1954 وحملة الاعتقالات فى 1965 فى هروب عدد من قيادات الجماعة، حيث استقر بعضهم فى لبنان والكويت والسعودية وبقية دول الخليج، فضلاً عن عدد من الدول الأوروبية، وأسسوا عددا من الجمعيات الدعوية كانت هى القاعدة التى تأسس عليها التنظيم الدولى.
وقام الشيخ سعيد رمضان زوج ابنة البنا والذى كان من مؤسسى منظمة المؤتمر الإسلامى بدور كبير فى بناء شبكة علاقات ضخمة للإخوان بعد هجرته إلى أوروبا واستقراره فى سويسرا وإصداره مجلة "المسلمون" وتأسيسه المركز الإسلامى فى جنيف الذى كان أول وأهم قاعدة للإخوان فى أوروبا.
ويعد مرشد الجماعة الراحل مصطفى مشهور أبرز من تحملوا عبء تأسيس التنظيم الدولى وساهم فى تأسيس شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية بأوروبا وأهمها المركز الإعلامى فى لندن والمركز الإسلامى فى ميونيخ بألمانيا الذى شهد إعلان وثيقة التأسيس فى 29 مايو من عام 1982، فيما تعرض التنظيم الدولى للتهميش وتآكل دوره فى عهد المستشار مأمون الهضيبى بفعل المحاكمات العسكرية التى أحيل إليها قيادات الجماعة والمصادمات الداخلية فى التسعينيات مع نظام مبارك، أما حين تولى المرشد السابق محمد مهدى عاكف فى 14 يناير 2004 فقد عمل على إحياء رسالة التنظيم الدولى حيث كان شريكا مع مشهور فى التأسيس وتولى مهام إدارة المركز الإسلامى فى ميونيخ والذى تحول إلى مقر لاجتماعات التنظيم وشهد ميلاده الرسمى.البداية الحقيقية للتنظم الدولى بدأت على يد الشيخ حسن البنا وهو يؤسس الجماعة فى مارس 1928 ولكنه ميلاد غير رسمى أو موثق، فقد رأى أن الجماعة نواة لإعادة الخلافة الإسلامية التى سقطت عام "1924"، وأسس البنا قسما خاصا أسماه "قسم الاتصال بالعالم الإسلامى".
الشيخ سعيد رمضان زوج ابنة البنا كان من مؤسسى منظمة المؤتمر الإسلامى وقام بدور كبير فى بناء شبكة علاقات ضخمة للإخوان بعد هجرته إلى أوروبا واستقراره فى سويسرا وإصداره مجلة المسلمون وأسس المركز الإسلامى فى جنيف الذى كان أول وأهم قاعدة للإخوان فى أوروبا.
علاقة كونفيدرالية
الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب يرى بداية أن التنظيم الدولى للإخوان مجرد كلام إعلامى أكثر منه حقيقة على أرض الواقع، ويقول: "علاقة الإخوان ببعضهم البعض فى مختلف البلاد تشبه "كونفيدرالية" عامة وعلاقة روحية لكنها ليست رسمية ملزمة بتعليماتها وأوامرها"، مضيفاً أن أعضاء الإخوان متأكدون أن كل دولة لها ظروفها المختلفة والخاصة بها، ومعظم قيادات الإخوان فى الخارج تجاوزوا فكرة التنظيم مثل دولة تونس التى أصبح لقيادات الإخوان بها فكر مختلف وعلى رأسهم راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة بتونس - المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين - والذى لا يعتبر نفسه شخصا تنظيميا ويرى أنه تجاوز هذا الأمر، مؤكداً أن الجماعة تتعامل وفق قاعدة "أهل مكة أدرى بشعابها".
ويستطرد حبيب "أن ما يربط أعضاء جماعة الإخوان فى الدول هو المصالح الوطنية لبلادهم، وهو ما يحكم علاقاتهم"، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أنه من الممكن أن تكون هناك علاقات بين القيادات لكن معظمها يكون ذا طابع شخصى وإنسانى بحت وبعضها يكون نتاجا لعلاقة تاريخية وفكرية ومرجعية مؤسس الجماعة "حسن البنا"، لافتاً إلى أن فكرة الخلافة الإسلامية لم تعد موجودة الآن، ويعتبرونها حلما فات أوان تحقيقه، نظراً للظروف الحالية والتى تغيرت كثيراً عما كانت عليه منذ عشرات السنين، مؤكداً أن هناك إدراكا لدى الجميع أن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة أصبحت تفرض نفسها على الجميع.
ويؤكد حبيب أنه كانت هناك بالفعل محاولات لإيجاد تنظيم دولى ورابطة جامعة لكل الإخوان المسلمين ومن يقتربون من فكرهم فى جميع دول العالم خلال الثمانينيات، إلا أنه تم تجاوز هذا الأمر فيما بعد، "خاصة أنه لا يوجد مرشد عالمى أو مكاتب إرشاد دولية"، مشيراً إلى أن الجماعة ترى إمكانية أن يكون هناك وحدة للعالم العربى بما يشبه الاتحاد الأوروبى، وليس على أساس إحياء الخلافة الإسلامية.
ويفسر المفكر القبطى "رفيق حبيب" نائب رئيس حزب الحرية والعدالة تداعيات وأسباب استقلال الكثير من الحركات الإسلامية التى انفكّت تنظيميّاً عن الإخوان المسلمين، وعدم ارتباطها بالحبل السرى والتنظيم الدولى مثل التوحيد والإصلاح المغربية، والعدالة والتنمية التركية، وغيرها وعدم ولائها لجماعة الإخوان المركزية بأن مثل هذا التطور فى العلاقة كان مرتبطا أساسا بتوفر مناخ الحرية السياسية، لأن الحركة تطور مواقفها التطبيقية بناء على وجود مساحة لحرية العمل والتطبيق، وهذا ما يجعل مصر أقل الدول فى التطور الديمقراطى، قبل أن يكون الإخوان هم أقل الحركات تطوراً، مضيفاً أن البيئة السياسية المصرية تحكمها أعراف قديمة لا تزال تتناسل.
وللباحث الدكتور عمرو الشوبكى تفسير مشابه أيضاً، حيث يرى أن القوانين الصارمة فى تركيا أتاحت، رغم صرامتها، مجالاً ولو ضيقاً للمرونة والحركة بالنسبة للتيارات الإسلامية التركية، لأنها تميّزت – أى القوانين التركية - بوضوح صارم؛ بيد أن البيئة السياسية المصرية، بحسب الشوبكى، هى بيئة مرَضية لا توفر مثل هذا الوضوح، بما يعنى أن مدى المناورة والمرونة غير واضح، ويعتبر عرفيّاً إلى حد بعيد، كما أنه يمكن أن يختفى إلى درجة الصفر عند أى لحظة.
تسبب الصدام مع عبدالناصر وحل الجماعة فى 1954 وحملة الاعتقالات والإعدام فى 1965 لهروب عدد من قياداتها واستقر عدد منهم فى لبنان والكويت والسعودية وبقية دول الخليج وأوربا وأسسوا عددا من الجمعيات الدعوية كانت هى القاعدة التى تأسس عليها التنظيم الدولى.
المرشد الراحل مصطفى مشهور أبرز من تحملوا عبء تأسيس التنظيم الدولى وساهم فى تأسيس شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية بأوروبا.
قلق إسرائيلى
ويتطرق المحاسب إبراهيم حبيش القيادى الإخوانى ونائب رئيس الجالية المصرية بالسعودية إلى نقطة أخرى تتعلق بموقف قوى إقليمية ودولية من إمكانية إحياء التنظيم الدولى للجماعة، فيقول إن إسرائيل على سبيل المثال، تعيش حالة من القلق منذ وصول الدكتور محمد مرسى لرئاسة مصر، وهو ما ظهر فى حالة التعبئة التى أعلنتها تل أبيب على الحدود، فضلا عن التحليلات الإسرائيلية التى بدأت تضع تصوراتها للعلاقات المستقبلية بين البلدين، وما أعلن عن سعى جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" لتطوير آلياته لكى يستطيع متابعة ما يحدث فى مصر عن قرب، مشيراً إلى أن "الموساد" بدأ فى التواصل مع أجهزة مخابرات أجنبية لمحاولة فك طلاسم شخصية مرسى، كما نشرت العديد من الصحف ومن هذه الأجهزة جهاز المخابرات الألمانية الذى يمتلك تقارير وافية عن الحركات الإسلامية فى العالم العربى والشخصيات القيادية بهذه الجماعات، ويستغل الموساد علاقة رئيس جهاز المخابرات الألمانى "هاينز فروم" بحركة حماس "الجناح الفلسطينى لحركة الإخوان المسلمين" للكشف عن ملامح شخصية مرسى، حيث سبق ل"فروم" أن توسط بين حماس وتل أبيب لإتمام صفقة إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط.
ويؤكد حبيش أن "الموساد" وبحسب رصد الصحف الأجنبية، بدأ فى مضاعفة قدراته التجسسية لمراقبة أعضاء التنظيم الدولى للإخوان المسلمين فى عدة دول، خاصة الدول التى يرتبط معها بعلاقات قوية ومنها دولة قطر التى تستضيف قادة من التنظيم الدولى للجماعة، فضلاً عن التواصل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإمداده بالتقارير التى يمتلكها عن قيادات الإخوان المسلمين فى مصر وتوجهاتهم السياسية، خاصة التقارير التى تم رصدها عن الرئيس محمد مرسى، بالإضافة إلى أن قيادات الموساد طلبت من CIA إمدادهم بأحدث الأجهزة التى تمكنهم من التنصت على قصر الرئاسة فى مصر لرصد كل ما يحدث به.
وتذهب التوقعات بشأن الاجتماع المرتقب للتنظيم الدولى للإخوان إلى أن الشيخ إبراهيم منير المقيم فى بريطانيا والذى يشغل حالياً منصب مسؤول التنظيم العالمى للإخوان المسلمين فى الغرب والمتحدث الإعلامى الحالى سوف يرأس الاجتماع القادم.شهد التنظيم الدولى التهميش وتآكل دوره فى عهد المستشار مأمون الهضيبى بفعل المحاكمات العسكرية والمصادمات الداخلية فى التسعينيات مع نظام مبارك
المرشد السابق محمد مهدى عاكف "تولى فى 14 يناير 2004" عمل على إحياء رسالة التنظيم الدولى حيث كان شريكا مع مشهور فى التأسيس وتولى مهام إدارة المركز الإسلامى فى ميونيخ والذى تحول إلى مقر لاجتماعات التنظيم وشهد الميلاد الرسمى.
الطيور المهاجرة
وفى حال انعقاد أى اجتماع للتنظيم الدولى فإنه بالتأكيد سيغيب عنه عدد من رموزه، وبينهم الدكتور كمال توفيق الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية فى بريطانيا والذى تقدم باستقالته من الجماعة فى مارس الماضى اعتراضاً على ترشيح الجماعة المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، كما يغيب يوسف ندا والذى يحمل الجنسيتين الإيطالية والتونسية، وظل لفترة طويلة قائما بأعمال المسؤول بالخارج عن التنظيم العالمى للإخوان المسلمين كما ظل شخصية بعيدة عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى يوم 7 نوفمبر 2001، عندما تحدث عنه الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن، ووصفه ومؤسسته بأنه أحد داعمى الإرهاب فى العالم، وأنه قام بتمويل أحداث سبتمبر، لتبدأ بعدها أحداث ملاحقة "ندا" واهتمام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة فى مختلف أنحاء العالم به، فيما قامت السلطات السويسرية والإيطالية وال (سى آى إيه) والخزانة الأمريكية والمباحث الفيدرالية الأمريكية بالتحقيق معه واستعانوا باثنتى عشرة دولة أخرى، فلم يثبت عليه شىء وحصل على البراءة.
ووصفته وسائل الإعلام حينها ب(الرجل الغامض)، مؤكدة أنه ليس مجرد رجل أعمال مشهور أو رئيس لبنك التقوى الذى تتهمه الولايات المتحدة بدعم الإرهاب، ولكنه لعب طوال ال25 سنة الماضية دوراً مهماً فى جماعة الإخوان المسلمين.
وحكمت السلطات المصرية على ندا غيابياً فى أبريل 2008 بالسجن 10 سنوات بعدما أحاله الرئيس "حسنى مبارك" إلى المحاكمات العسكرية الاستثنائية مع 40 من قيادات الإخوان المسلمين فى مصر.
ومع غياب هؤلاء فإنه من المتوقع حضور ممثل للرابطة الإسلامية التى أسسها الهلباوى فى بريطانيا (MAB) وهى منظمة إسلامية أنشئت فى عام 1997، فيما تسعى جماعة الإخوان حالياً لاستعادة عدد من قيادات التنظيم الدولى والصادر ضدهم أحكام عسكرية ومن بينهم يوسف ندا والداعية الشيخ وجدى غنيم، وكشف خبراء ومستشارون قانونيون عن تحركات لإلغاء الأحكام الصادرة من القضاء العسكرى ضد ندا وغنيم والاستفادة من وجود الدكتور محمد مرسى على سدة الحكم لإغلاق ملف الأحكام العسكرية الصادرة ضد مدنيين، وذلك بعد تشكيل لجنة قانونية لإسقاط هذه الأحكام وإغلاق هذا الملف.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود محامى جماعة الإخوان المسلمين إنه تم فى السابق تقديم طعون على الأحكام الغيابية الصادرة ضد هؤلاء من المحكمة العسكرية، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد استئناف المساعى فى هذا السياق، وكشف عن أن القائمة لا تقتصر على ندا وغنيم، بل تتضمن عشرات من الشخصيات الإخوانية الصادرة ضدهم أحكام عسكرية غيابية سواء فيما يتعلق بقضية مليشيات الأزهر أو التنظيم الدولى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.