مستشار من أصل سوري وقَسَم على القرآن… عمدة نيويورك المنتخب يفتتح عهده بقرارات مثيرة للجدل    ترامب يمنح نتنياهو دفعة سياسية قوية ويعيده إلى إسرائيل بصفة "رئيس وزراء زمن الحرب"    البنوك إجازة في أول أيام 2026 ولمدة 3 أيام بهذه المناسبة    ننشر آخر تطورات سعر الذهب اليوم الأربعاء 31 ديسمبر .. عيار 24 ب6668 جنيها    التضامن: برنامج «تكافل وكرامة» الأكبر في المنطقة العربية للدعم النقدي المشروط    مجلس الوزراء: تراجع ديون شركات النفط الدولية تدريجيا 2025 بفضل الخطة المالية    وكيل التعليم بالدقهلية يتفقد انتظام امتحان مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي    وزير البترول: القطاع يشهد إعادة ضبط هيكلي مدفوع بتدخلات إصلاحية غير مسبوقة    محمود عباس: الدولة الفلسطينية المستقلة حقيقة حتمية وغزة ستعود إلى حضن الشرعية الوطنية    الدفاع الروسية تكشف تفاصيل محاولة شن هجوم باستخدام طائرات مسيرة أوكرانية على مقر بوتين    حصاد 2025| منتخب مصر يتأهل للمونديال ويتألق في أمم أفريقيا.. ووداع كأس العرب النقطة السلبية    بيراميدز بطل إفريقي فوق العادة في 2025    تأجيل محاكمة 4 عاملين بمؤسسة إيوائية بكفر الشيخ بتهمة الاتجار بالبشر وهتك عرض الأطفال    القبض على شبكة تروج للفجوروالأعمال المنافية للآداب    أبرز إيرادات دور العرض السينمائية أمس الثلاثاء    المجمع الطبي للقوات المسلحة بكوبري القبة يستضيف خبيرًا عالميًّا    الأهلي يدخل بقوة في الميركاتو الشتوي ويقترب من ضم مهاجم برازيلي    منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان: الأوضاع الإنسانية الراهنة في البلاد صادمة للغاية    البدوى وسرى يقدمان أوراق ترشحهما على رئاسة الوفد السبت    وزارة «الداخلية» ترفع درجة الإستعداد لتأمين إحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد    طالبات "تمريض الأزهر" يصممن نموذج "طمأنينة" للكشف المبكر عن سرطان الثدي    إيمري يوضح سبب عدم مصافحته أرتيتا بعد رباعية أرسنال    وزارة الصحة: صرف الألبان العلاجية للمصابين بأمراض التمثيل الغذائى بالمجان    هل يوم الخميس عطلة رسمية بمناسبة السنة الميلادية؟    الري: متابعة معدلات العمل في كل مشروعات الحماية من أخطار السيول    عضو اتحاد الكرة: هاني أبوريدة أخرج أفضل نسخة من حسام حسن في أمم إفريقيا بالمغرب    «عزومة» صلاح تبهج بعثة منتخب مصر في المغرب    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بحلول العام الميلادي الجديد    أسعار اللحوم بداية اليوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025    إسرائيل تصطاد في "الماء العكر".. هجوم رقمي يستهدف السعودية بعد أزمة الإمارات بين لجان "الانتقالي" و"تل أبيب"    البترول توافق على تنفيذ مشروع تعديل مسار خط غاز طلخا    الأرصاد: طقس شديد البرودة صباحًا ومائل للدفء نهارًا    رابط التقديم للطلاب في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2026/2027.. يبدأ غدا    ضبط 150 كيلو لحوم وأحشاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي ببنها    إصابة 8 عاملات في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية بالبحيرة    الاحتلال يقتحم قرية المغير وبلدة الرام ويطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطى    نور النبوى ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى على Watch it اليوم    برلمانى: قرار المتحدة للإعلام خطوة شجاعة تضع حدا لفوضى التريند    الإثنين.. مؤتمر صحفي للكشف عن تفاصيل مهرجان المسرح العربي    المركز القومي للمسرح يطلق مبادرة.. 2026 عام الاحتفال بالفنانين المعاصرين    إوعى تقول: مابصدقش الأبراج؟!    كريم محمود عبد العزيز يبدأ تصوير مسلسل «المتر سمير» | رمضان 2026    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 31ديسمبر 2025 فى المنيا    تنمية زراعية متكاملة    «حافظ على نفسك»    محافظ أسيوط: عام 2025 شهد تقديم أكثر من 14 مليون خدمة طبية للمواطنين بالمحافظة    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان المسلمون والسهام السوداء
نشر في المصريون يوم 24 - 01 - 2010

من ثمانين عاما أنشأ الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله جمعية الإخوان المسلمين ، من ستة أشخاص في مدينة الإسماعلية ( سنة 1928 م ) . وانتشرت الدعوة على المستوي المصري ، ثم العربي ، ثم العالمي . وفي كلمات قلائل :
تحولت دعوة الإخوان من جمعية ، إلى جماعة ، إلى تيار له وجوده الحي في كل دول العالم
وهذه الحقيقة تعتبر نقضا ميدانيا لما قاله " الرئيس مبارك " الذي سئل عن الإخوان فأجاب "مفيش حاجة عندنا اسمها إخوان ... مفيش شئ اسمه إخوان " . وهو أسلوب تحقيري في التعبير عن عباد الله ، إذ يصفهم بكلمتي " شئ ... وحاجة " .
**********
وباستقراء التاريخ الحديث نري جماعة الإخوان ذات ملمحين واضحين فارقين :
الملمح الأول : البقاء و الاستمرارية . حتي إن أحد المفكرين المحايدين كتب مقالا جاء فيه " إنها جماعة غير قابلة للموت " .
والملمح الثاني : الثبات و الصمود أمام المحن المسعورة التي واجهتها الجماعة : من قتل ، وشنق ، وتعذيب ، ومطاردة .
أقول إنهما ملمحان فارقان ، لا يستطيع أحد أن ينكرهما ، ولا يوجد واحد منهما في أي حزب من الأحزاب الأخري . ومن حقنا أن نسأل أين حزب الوفد صاحب الأغلبية التاريخية في عهدي سعد زغلول ، ومصطفي النحاس ؟ . وأين الحزب الوطني : حزب مصطفي كامل و محمد فريد ؟ . وأين حزب الأحرار الدستوريين ؟. وأين الحزب السعدي ؟ وأين حزب إسماعيل صدقي باشا الذي سماه حزب الشعب؟
كلها أحزاب لم تتعرض لأية محنة أو اضطهاد ، وكلها أحزاب لم يعدْ لها وجود ماعدا بقية قليلة من أعضاء حزب الوفد ، تتطاحن علي الزعامة .
أما ما يسمى حاليا "الحزب الوطني الديمقراطي" فيذكرني بحزب الشعب ( حزب صدقي باشا ) الذي نشأ بقرار حكومي . ولا تصدق من يزعم أن الحزب الوطني هذا نبع من أعماق الشعب .
كان «حزب مصر» آخر مواليد «الميمونة»:فجده الأول هو " هيئة التحرير " . وجده الثاني كان اسمه «الاتحاد القومي» .وآخر الجدود هو «الاتحاد الاشتراكي», الذي أنجب المحروس «حزب مصر». وفي أغسطس سنة 1978 أعلن السادات «بقرار منه» إنشاء «الحزب الوطني» . ولم يصدر قرار بحل «حزب مصر» . وهذا يعني أن من تمسك بعضويته في حزب مصر لا يعد خارجًا علي القانون ، ولكن القلة القليلة جدًا التي أعلنت تمسكها بهذه العضوية ألقي بها في غيابة الاعتقال. أما الغالبية الغالبة من النواب فهرولوا إلي الالتحاق «بالحزب الوطتي » الذي أعلن السادات مولده، دون أن يعلن عن برنامج له.
وبعد الذي ذكرته آنفًا أذكّر القارئ بما يأتي:
1- أعلن السادات ميلاد الحزب الوطني بلا داعية ظاهرة فقد سبق للسادات ورجاله إظهار الاعتزاز الفائق بحزب مصر ومبادئه كتنظيم حزبي غير مسبوق.
2 - بعدها بشهر (في 18/9/1978) أعلن رسميًا عن اتفاقية كامب ديفيد، وذلك في مؤتمر صحفي حضره موقعو الاتفاق الثلاثة وهم : «السادات، وبيجن، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر».
3- وتوالي هذه الوقائع بهذه السرعة اللاهثة يؤكد صحة ما قيل من إصرار بيجن وكارتر علي «إنشاء» حزب جديد يمثل قوة شعبية يستند إليها السادات في تأييد هذه الاتفاقية .
**********
وأضحك طويلا حينما أرى أحد مسئوليهم يصرح أن عدد الأعضاء الذين يحملون بطاقة العضوية تعدى المليونين، بالإضافة الي المحبين .
وأنا أسميها " بطاقات الاستنفاع " ، أو جواز المرور لتحقيق المصالح الخاصة .
**********
وطبيعة الدعوات في وجودها الداخلي ليست صفوا خالصا . فلابد من الخارجين علي الجماعة والمنشقين عليها ، حدث ذلك في الصف الإخواني من شخصيات لها ثقلها :
فالجماعة – من أول نشأتها سنة 1928حتى الآن – تعرضت وتتعرض لمحن عاتية قاسية , ومن أشهرها ابتعاد أو إبعاد أحمد السكري وفصله , وارتماؤه بعد ذلك في أحضان الوفديين , فكان يكتب كل يوم مقالا في صحيفتهم " صوت الأمة" يحمل فيه على الإخوان ومرشدهم .وكانت الصحيفة تنشر كل يوم عنوانا ثابتا نصه " هذه الجماعة تهوي " . وتحت العنوان عشرات من الأسماء المخترعة لأشخاص يعلنون استقالتهم من الجماعة .
**********
أما الفتن التي أشعلها عبد الناصر ورجاله أيام المرشد الثاني حسن الهضيبي – رحمه الله – فمعروفة مشهورة . وقد أطفأها الله . ونكتفي بعرض واحدة منها تتلخص فيما يأتي : استطاع عبد الناصر أن يستقطب بعض أعضاء الهيئة التأسيسية الذين استجابوا له , وانطلقوا إلي المدن المصرية ليجمعوا توقيعات بإقالة المرشد حسن الهضيبي . وقد شهدت بنفسي – وأنا طالب في المرحلة الثانوية , وأحد مسئولي قسم الطلبة بالإخوان في المنزلة - واقعة أرويها للتاريخ وخلاصتها : أن الدكتور طلبة زايد رئيس شعبة الإخوان بميت عاصم دقهلية ، وعضو الهيئة التأسيسية جاء للأستاذ عبد الرحمن جبر رئيس الإخوان بمنطقة المنزلة وعضو الهيئة التأسيسية , وطلب منه التوقيع علي " عريضة " تقيل حسن الهضيبي ، فرفض الأستاذ عبد الرحمن وقال له بالحرف الواحد :
ولكن هذه خيانة ... وغدر .
فقال له الدكتور طلبة زايد :
هذا تصرف شكلي ، فنحن مع الأستاذ الهضيبي إلي الأبد ، ولكننا سنطلع عبد الناصر علي هذه العريضة ، لنهدئ من غضبه علي الإخوان ، وتعود الجماعة تزاول نشاطها ، بصورة طبيعية ، تحت قيادة مرشدنا حسن الهضيبي ، وكل تصرفاتنا وكلامنا الآن سر بيننا
ولكن الدكتور طلبة غدر وخان ، فقد فوجئنا في اليوم التالي بجريدة الجمهورية تنشر عريضة وعليها توقيعات عشرات من الهيئة التأسيسية ، يطالبون فيها بإقالة المرشد حسن الهضيبي . وطبعا كان غالبية هؤلاء مخدوعين في عملاء من أمثال طلبة زايد . وقد رأيت بعدها الأستاذ عبد الرحمن جبر وهو يبكي ، ويردد بينه و بين نفسه : لقد خدعني طلبة ، وحسابي وحسابه علي الله .
***********
وتمكن عبد الناصر من اصطناع مجموعة معروفة من الشباب الذين طوعهم بالترهيب أو الترغيب حتى تمكنت من احتلال المركز العام للإخوان في غفلة من الإخوان ، الذين انطلقوا إلى المركز العام لتحريره من هؤلاء الصنائع ، فلما شعروا بذلك ولوا هاربين ،
**********
ولم يخل تاريخ الجماعة في فترة من الفترات التالية من متاعب وصعوبات ، وحملات دعائية تشوه تاريخها ، ويجند لها وسائل الإعلام المختلفة وأذناب الحاكم وحواريوه . ولعل أشد هذه الحملات كانت هي الأخيرة بمناسبة انتخاب مجلس الإرشاد والمرشد الجديد للجماعة ، ولكن الإخوان بحمد الله خرجوا من هذه الحملات أكثر تماسكا وتعاونا ، وإصرارا على وحدة الصف في سبيل دعوتهم . ولا يسمح المقام باستعراض ألوان أو لون من هذه الحملات الساقطة . وصدق الله سبحانه وتعالى إذ قال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " محمد (7) .
وقال تعالى " ... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " الروم (47) .
**********
وعودا علي بدء أقول : لم يتعرض حزب أو جماعة في العصر الحديث لما تعرضت له جماعة الإخوان من محن واضطهاد ، ولا لجزء يسير من ذلك : فهناك "حرب شاملة " معلنة رسميا علي الجماعة , من قياديين كبار جدا , إلى أذناب يرددون أصوات الأسياد. ونرى الهاجمين يستحلون أخس آليات الهجوم من تزوير ، وكذب ، ومغالطات ، وتهويل في التصوير والتجسيم . ووراءهم إمكانات مادية ضخمة ، ومساندات سلطوية هائلة :
- فالإخوان جماعة محظورة قانونا ، أي ليس لها وجود قانوني .
- وهي جماعة إرهابية لها جهازها السري الجديد .
- وهي جماعة خائنة لها اتصالات سرية بالأمريكان .
- وهي جماعة تساند " حماس " في إرهابها .
- وهي جماعة تعد أخطر علي مصر والعرب من إسرائيل .
ومن قيبل التضخيم والتهويل ما كتبه أحدهم في صحيقة قومية عن العرض الرياضي الذي قدمه طلاب الإخوان بالأزهر ، وارتدى بعضهم زي الفدائيين من حماس . فكتب أحدهم في صحيفة قومية إنه يعد انذارا وتهديدا للوجود الوطني ، وللسلام الاجتماعي ، وإرهابا للمواطنين في حياتهم و... و ... الخ .
وقريب من ذلك أن الأستاذ عاكف صرح أكثر من مرة بإن " بابه مفتوح للصحفيين و الباحثين و الدارسين الأمريكان بشرط أن يكون ذلك عن طريق الخارجية المصرية " .
ووجدها " الهمام " حمدي رزق فرصة لاتهام الإخوان ومرشدهم بالخيانة الوطنية ، زاعما أن لهم اتصالات سرية مع أمريكا .... (المصري اليوم 29 / 5 / 2007م).
**********
و الهمام الثاني اسمه أحمد موسي نائب رئيس تحرير الأهرام الذي خصص صفحة كل يوم سبت للهجوم علي الإخوان ومرشدهم . ومن أغرب ما قرأت له ما كتبه في السطور الآتية :
المرشد يأكل جمبري وقواعده تبحث عن الدواء‏!‏
" في الوقت الذي تبحث فيه قواعد جماعة الإخوان المحظورة عن ثمن الدواء‏,‏ نجد أن المرشد مهدي عاكف يتجول في المدن والمحافظات الساحلية للبحث عن مطاعم الأسماك الشهيرة من العين السخنة للإسكندرية ليتناول وجباته الغذائية المفضلة ويدفع قيمة الفواتير بمبالغ كبيرة لاتتناسب مع حالة الزهد التي يحاول المرشد ورفاقه الظهور بها لكسب تعاطف الغلابة‏,‏ فالرجل لايعنيه من هم داخل السجون فهو ينام مرتاح البال دون مبالاة ويبدو أنه ذهب هذه المرة لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية لتناول الغذاء المفضل للهروب من تساؤلات قواعده عن الذمة المالية والأموال التي تدخل للجماعة دون حسيب أو رقيب‏.‏
وحتي تكون قواعد المرشد شاهدة علي تصرفاته فأقدم إليهم قائمة بفاتورة الغداء الذي تناوله عصر يوم الجمعة‏6‏ أبريل الحالي بمطعم شهير بالإسكندرية وشملت أنواعا مختلفة وهي‏:6‏ كيلو بوري بمبلغ‏224‏ جنيها‏,‏ و‏2‏ كيلو سمك موسي بمبلغ‏136‏ جنيها‏,2.5‏ كيلو جمبري جامبو بمبلغ‏484‏ جنيها‏,‏ وكيلو سبيط بمبلغ‏60‏ جنيها‏2.0‏ كيلو بربون بمبلغ‏172‏ جنيها‏,‏ و‏3‏ شوربة سيفود بمبلغ‏60‏ جنيها‏,‏ وبلغت فاتورة غداء المرشد وصديقيه‏1136‏ جنيها‏(‏ ألف ومائة وستة وثلاثون جنيها‏)..‏ بالهنا والشفا‏!!‏"
أحمد موسى – الأهرام 14-4-7..2
ويظهر أن أحمد موسي يكتب لقراء " بريالة " لأننا إذا صدقناه فمعني هذا أن المرشد وضيفيه أكل كل منهم قرابة 4.5 كيلو من السمك الخالص ، وهذا غير الشوربة والخبز و الأرز والمخللات ، والحلو .
وهكذا قدم السيد احمد موسي بقلمه دليلا قاطعا علي أنه لم يسمع بشيء اسمه الصدق ، وأمانة الكلمة .
**********
وفي الشهر الأخير من عام 2009 تكثفت الحملة بل الحملات على الجماعة ومرشدها ، وتضافرت كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على الكذب والافتراء والتهويل . وسايرت صحف المعارضة الإعلام الحكومي في كثير من هذه الحملات . مرتكزة على انتخابات مكتب الإرشاد ، وظهور بعض الاختلافات في الرأي بين بعض الأعضاء . ومما قيل وكتب في هذه الحملات :
نتائج تؤكد أن خيرت الشاطر المحبوس حاليا على ذمة المحكمة العسكرية لمدة سبع سنوات هو الذى "طبخ الطبخة"، وأنه صاحب التوجيه للنتائج النهائية،
شبه أبو العلا ماضى وكيل مؤسسي حزب الوسط وقيادى سابق فى جماعة الإخوان ما حدث بأنه مذبحة، وقد تكون مثل مذبحة القلعة فى نظره، حيث تخلص محمود عزت من فلول وبقايا من كانت لهم وجهة نظر مختلفة، فكان التخلص من حبيب ؛ لأنه فكر وأعد نفسه لمنصب المرشد وبحكم منصبه السابق كنائب أول، وكذلك تم التخلص من أبو الفتوح ؛ لأنه كان أكثر المقاومين لقرارات عدة وبشكل جاد، أما دخول عصام فأكد أنه نال العضوية لأنه لم يختلف كثيرا عن الاتجاه الغالب وإن كان يشبه بأنه صاحب اتجاه جديد فى الجماعة وهو "المصلحي".
وأكد ماضى أن ما حدث خسر فيه الإخوان خسارة كثيرة لن يستطيعوا على مدى عقود تعويضها وهى خسارة وسقوط أمام الرأى العام، فظهر أنهم غير ديمقراطيين ولا يقبلون التعددية فيما بينهم،
سرت تسريبات في أعقاب الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" عن اعتزام الدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح اللذين خرجا من تشكيلة المكتب الجديدة تشكيل مكتب إرشاد مواز، احتجاجا على الانتخابات التي يرى الإصلاحيون أنها جاءت مخالفة للوائح الجماعة.
وكان أكثر من كتبوا كذبا وحقدا الصحفي الأمني أحمد موسى . ومما جاء في مقاله :
‏ الجماعة كان أمامها فضح المختلفين مهما كان وضعهم ودون النظر لتاريخهم أو ما قدموه لتنظيمهم‏,‏ وسربت أسرارهم في ليلة ظلماء وهي رسالة لكل الإخوان بأن من يريد اللعب وعدم السمع والطاعة والانصياع ستتم شرشحته علي الملأ‏.‏
قبلت قيادات وكوادر الجماعة بهذا الأسلوب الفاضح والدنيء والذي استهدف رموزها فكل واحد منهم يمتلك مستندات علي الآخرين‏,‏ ومن يفتح فمه سيكون مصيره نشر فضائحه المالية والشخصية‏,‏ وهذا واحد من أساليب السيطرة التي تتبعها الجماعة‏,‏ وبالتالي الذين فكروا بالتشكيك في الانتخابات لن يواصلوا الطريق .
لم يعد الناس يثقون في أي كلام يخرج من أفواه الإخوان عن الديمقراطية أونقدالآخرين‏,‏ لأنهم ارتكبوا فضيحة ستظل في تاريخهم ولن يمحوها سوي التراجع عن الانتخابات وإعادتها من جديد‏,‏ وغير ذلك فتكون قد سقطت وتستمر في التساقط يوما بعد آخر‏,‏ وفشلت في تقديم مبررات مقنعة للرأي العام الذي اكتشف أن الإخوان بعيدون عن الشوري والديمقراطية ، وحتي تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في التعامل مع المخالفين في الرأي‏ .
الصقر الأكبر محمود عزت ضرب عرض الحائط بكل اللوائح وانفرد بالقرارات في غيبة من النائب الأول محمد حبيب الذي صدم نتيجة لابعاده عن كل شيء وترتيب بيت الجماعة بعيدا عنه . ( الأهرام . السبت 26122009 )
ولأمر ما يكتب إعلامي شهير " إن هذه الفتنة في الصف الإخواني دليل قاطع على أن الجماعة في طريقها إلى الانتهاء والموت الأبدي ... "
ويتطوع السيد أبو العلا ماضي ليزعم في إحدى القنوات الفضائية أن الدكتورمحمد بديع يدعي أن الإخوان المسلمين هم " جماعة المسلمين ، ويكفر من لا يؤمن بفكرهم ، أويحكم عليهم بالنفاق .
وجاء الواقع ينسف ما ادعاه السيد ماضي ؛ ففي ظهر السبت 16 1 2010 وقف الدكتورمحمد بديع ليقول في خطاب مبايعته : " ..إن الإخوان المسلمين لا يعتبرون أنفسهم جماعة المسلمين ، ولكن جماعة من المسلمين .... " . وهذا ما أكده كل المرشدين السابقين ابتداء من الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله .
وأبو العلا في منطقه الهش هذا يذكرني بأحد المحامين الذي استضافته إحدى القنوات التلفازية من ثلاثة أشهر تقريبا ليتحدث عن الحركة الإسلامية الحديثة ، فقال ضمن ما قال لقد خطط محمد عاكف أن يُظهر إصراره على ترك منصبه ، وعندها يقوم أنصاره وحواريوه يهتفون : بالروح.. بالدم نفديك ياعاكف .. " . وجاء الواقع أيضا ليقول : جانبك الصواب يا محامينا الكبير ، فقد رفض الأستاذ عاكف أن يمد مدته يوما واحدا ، وكان نعم المرشد القائد إيمانا وعزما وحزما وحرصا على نصرة الحق ، والتصدي للباطل .
وعلى أساس متين من الشورى بويع الدكتور محمد بديع ليكون المرشد الثامن للإخوان المسلمين . أما ما ذكره بعضهم من تقسيم الإخوان إلى : قطبيين ، وإصلاحيين ، ومحافظين ، وصقور ، وحمائم ....فأنا أعتبره من قبيل " العبث اللغوي " الذي لا يستحق أن نناقشه .
**********
لقد أثبت الواقع أن الإخوان هم أكثر الناس ديمقراطية ، وإن كنت أميل إلى توظيف مصطلح بديل هو " الشورية الإسلامية " .
هذا وقدأكد ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب(الأهرام) أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت درسًا بليغًا في تداول السلطة للنظام الحاكم في مصر، وكذلك لجميع الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية.
وأخيرا أقول لأصحاب السهام السوداء : لا قيمة ولا تأثير لسهامكم في المسيرة الإخوانية . ورحم الله المتنبي إذ قال :
رماني الدهر بالأنصال حتى = فؤادي في غشاء من نبال
فكنت إذا أصابتني سهام = تكسرت النصال على النصال
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.