إسرائيل تعلن اغتيال رئيس الأركان الإيراني الجديد    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 في كأس العالم للأندية    إصابة 8 مراقبين إثر تصادم سيارتين أثناء ذهابهم للجان امتحانات الثانوية العامة بقنا    بدء توافد طلاب الثانوية العامة لآداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم 16 يونيو 2025    تشكيل الهلال المتوقع أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال رئيس هيئة أركان الحرب في إيران    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس على القاهرة وجنوب الصعيد اليوم    الجد بدأ.. توافد طلاب الثانوية العامة بكفر الشيخ على اللجان لأداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    18 ألف طالب يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الثانية للثانوية العامة بقنا    طلاب الأدبى بالثانوية الأزهرية فى الأقصر يؤدون امتحان الفقه اليوم.. فيديو    رغم حرارة الطقس.. أولياء الأمور يرافقون أبناءهم في ثاني أيام الثانوية العامة    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لمنزل الزعيم عادل إمام    ابن النصابة، تعرف على تفاصيل شخصية كندة علوش في أحدث أعمالها    وزير دفاع أمريكا: نتبنى موقفا دفاعيا في المنطقة.. ونحافظ على يقظتنا واستعدادنا    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهات نارية في كأس العالم للأندية 2025    "فقرات استشفائية".. الأهلي يواصل تدريباته استعداداته لمواجهة بالميراس    انقطاع واسع في خدمة الإنترنت في طهران    «سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    بعد أزمة الاستبعاد.. جلسة صلح بين ريبيرو ونجم الأهلي في أمريكا (تفاصيل)    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 17-6-2025 مع بداية التعاملات    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    8 أطعمة تصبح أكثر صحة عند تبريدها، والسر في النشا المقاوم    5 تعليمات من وزارة الصحة للوقاية من الجلطات    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    سلوفاكيا تجلي مواطنيها ومواطنين أوروبيين من إسرائيل عبر الأردن وقبرص    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    موعد مباراة الأهلي القادمة أمام بالميراس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    أشرف صبحي يكشف كواليس تدخلاته في أزمة زيزو.. ويؤكد دعمه الكامل للأهلي    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان المسلمون والسهام السوداء
نشر في المصريون يوم 24 - 01 - 2010

من ثمانين عاما أنشأ الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله جمعية الإخوان المسلمين ، من ستة أشخاص في مدينة الإسماعلية ( سنة 1928 م ) . وانتشرت الدعوة على المستوي المصري ، ثم العربي ، ثم العالمي . وفي كلمات قلائل :
تحولت دعوة الإخوان من جمعية ، إلى جماعة ، إلى تيار له وجوده الحي في كل دول العالم
وهذه الحقيقة تعتبر نقضا ميدانيا لما قاله " الرئيس مبارك " الذي سئل عن الإخوان فأجاب "مفيش حاجة عندنا اسمها إخوان ... مفيش شئ اسمه إخوان " . وهو أسلوب تحقيري في التعبير عن عباد الله ، إذ يصفهم بكلمتي " شئ ... وحاجة " .
**********
وباستقراء التاريخ الحديث نري جماعة الإخوان ذات ملمحين واضحين فارقين :
الملمح الأول : البقاء و الاستمرارية . حتي إن أحد المفكرين المحايدين كتب مقالا جاء فيه " إنها جماعة غير قابلة للموت " .
والملمح الثاني : الثبات و الصمود أمام المحن المسعورة التي واجهتها الجماعة : من قتل ، وشنق ، وتعذيب ، ومطاردة .
أقول إنهما ملمحان فارقان ، لا يستطيع أحد أن ينكرهما ، ولا يوجد واحد منهما في أي حزب من الأحزاب الأخري . ومن حقنا أن نسأل أين حزب الوفد صاحب الأغلبية التاريخية في عهدي سعد زغلول ، ومصطفي النحاس ؟ . وأين الحزب الوطني : حزب مصطفي كامل و محمد فريد ؟ . وأين حزب الأحرار الدستوريين ؟. وأين الحزب السعدي ؟ وأين حزب إسماعيل صدقي باشا الذي سماه حزب الشعب؟
كلها أحزاب لم تتعرض لأية محنة أو اضطهاد ، وكلها أحزاب لم يعدْ لها وجود ماعدا بقية قليلة من أعضاء حزب الوفد ، تتطاحن علي الزعامة .
أما ما يسمى حاليا "الحزب الوطني الديمقراطي" فيذكرني بحزب الشعب ( حزب صدقي باشا ) الذي نشأ بقرار حكومي . ولا تصدق من يزعم أن الحزب الوطني هذا نبع من أعماق الشعب .
كان «حزب مصر» آخر مواليد «الميمونة»:فجده الأول هو " هيئة التحرير " . وجده الثاني كان اسمه «الاتحاد القومي» .وآخر الجدود هو «الاتحاد الاشتراكي», الذي أنجب المحروس «حزب مصر». وفي أغسطس سنة 1978 أعلن السادات «بقرار منه» إنشاء «الحزب الوطني» . ولم يصدر قرار بحل «حزب مصر» . وهذا يعني أن من تمسك بعضويته في حزب مصر لا يعد خارجًا علي القانون ، ولكن القلة القليلة جدًا التي أعلنت تمسكها بهذه العضوية ألقي بها في غيابة الاعتقال. أما الغالبية الغالبة من النواب فهرولوا إلي الالتحاق «بالحزب الوطتي » الذي أعلن السادات مولده، دون أن يعلن عن برنامج له.
وبعد الذي ذكرته آنفًا أذكّر القارئ بما يأتي:
1- أعلن السادات ميلاد الحزب الوطني بلا داعية ظاهرة فقد سبق للسادات ورجاله إظهار الاعتزاز الفائق بحزب مصر ومبادئه كتنظيم حزبي غير مسبوق.
2 - بعدها بشهر (في 18/9/1978) أعلن رسميًا عن اتفاقية كامب ديفيد، وذلك في مؤتمر صحفي حضره موقعو الاتفاق الثلاثة وهم : «السادات، وبيجن، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر».
3- وتوالي هذه الوقائع بهذه السرعة اللاهثة يؤكد صحة ما قيل من إصرار بيجن وكارتر علي «إنشاء» حزب جديد يمثل قوة شعبية يستند إليها السادات في تأييد هذه الاتفاقية .
**********
وأضحك طويلا حينما أرى أحد مسئوليهم يصرح أن عدد الأعضاء الذين يحملون بطاقة العضوية تعدى المليونين، بالإضافة الي المحبين .
وأنا أسميها " بطاقات الاستنفاع " ، أو جواز المرور لتحقيق المصالح الخاصة .
**********
وطبيعة الدعوات في وجودها الداخلي ليست صفوا خالصا . فلابد من الخارجين علي الجماعة والمنشقين عليها ، حدث ذلك في الصف الإخواني من شخصيات لها ثقلها :
فالجماعة – من أول نشأتها سنة 1928حتى الآن – تعرضت وتتعرض لمحن عاتية قاسية , ومن أشهرها ابتعاد أو إبعاد أحمد السكري وفصله , وارتماؤه بعد ذلك في أحضان الوفديين , فكان يكتب كل يوم مقالا في صحيفتهم " صوت الأمة" يحمل فيه على الإخوان ومرشدهم .وكانت الصحيفة تنشر كل يوم عنوانا ثابتا نصه " هذه الجماعة تهوي " . وتحت العنوان عشرات من الأسماء المخترعة لأشخاص يعلنون استقالتهم من الجماعة .
**********
أما الفتن التي أشعلها عبد الناصر ورجاله أيام المرشد الثاني حسن الهضيبي – رحمه الله – فمعروفة مشهورة . وقد أطفأها الله . ونكتفي بعرض واحدة منها تتلخص فيما يأتي : استطاع عبد الناصر أن يستقطب بعض أعضاء الهيئة التأسيسية الذين استجابوا له , وانطلقوا إلي المدن المصرية ليجمعوا توقيعات بإقالة المرشد حسن الهضيبي . وقد شهدت بنفسي – وأنا طالب في المرحلة الثانوية , وأحد مسئولي قسم الطلبة بالإخوان في المنزلة - واقعة أرويها للتاريخ وخلاصتها : أن الدكتور طلبة زايد رئيس شعبة الإخوان بميت عاصم دقهلية ، وعضو الهيئة التأسيسية جاء للأستاذ عبد الرحمن جبر رئيس الإخوان بمنطقة المنزلة وعضو الهيئة التأسيسية , وطلب منه التوقيع علي " عريضة " تقيل حسن الهضيبي ، فرفض الأستاذ عبد الرحمن وقال له بالحرف الواحد :
ولكن هذه خيانة ... وغدر .
فقال له الدكتور طلبة زايد :
هذا تصرف شكلي ، فنحن مع الأستاذ الهضيبي إلي الأبد ، ولكننا سنطلع عبد الناصر علي هذه العريضة ، لنهدئ من غضبه علي الإخوان ، وتعود الجماعة تزاول نشاطها ، بصورة طبيعية ، تحت قيادة مرشدنا حسن الهضيبي ، وكل تصرفاتنا وكلامنا الآن سر بيننا
ولكن الدكتور طلبة غدر وخان ، فقد فوجئنا في اليوم التالي بجريدة الجمهورية تنشر عريضة وعليها توقيعات عشرات من الهيئة التأسيسية ، يطالبون فيها بإقالة المرشد حسن الهضيبي . وطبعا كان غالبية هؤلاء مخدوعين في عملاء من أمثال طلبة زايد . وقد رأيت بعدها الأستاذ عبد الرحمن جبر وهو يبكي ، ويردد بينه و بين نفسه : لقد خدعني طلبة ، وحسابي وحسابه علي الله .
***********
وتمكن عبد الناصر من اصطناع مجموعة معروفة من الشباب الذين طوعهم بالترهيب أو الترغيب حتى تمكنت من احتلال المركز العام للإخوان في غفلة من الإخوان ، الذين انطلقوا إلى المركز العام لتحريره من هؤلاء الصنائع ، فلما شعروا بذلك ولوا هاربين ،
**********
ولم يخل تاريخ الجماعة في فترة من الفترات التالية من متاعب وصعوبات ، وحملات دعائية تشوه تاريخها ، ويجند لها وسائل الإعلام المختلفة وأذناب الحاكم وحواريوه . ولعل أشد هذه الحملات كانت هي الأخيرة بمناسبة انتخاب مجلس الإرشاد والمرشد الجديد للجماعة ، ولكن الإخوان بحمد الله خرجوا من هذه الحملات أكثر تماسكا وتعاونا ، وإصرارا على وحدة الصف في سبيل دعوتهم . ولا يسمح المقام باستعراض ألوان أو لون من هذه الحملات الساقطة . وصدق الله سبحانه وتعالى إذ قال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " محمد (7) .
وقال تعالى " ... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " الروم (47) .
**********
وعودا علي بدء أقول : لم يتعرض حزب أو جماعة في العصر الحديث لما تعرضت له جماعة الإخوان من محن واضطهاد ، ولا لجزء يسير من ذلك : فهناك "حرب شاملة " معلنة رسميا علي الجماعة , من قياديين كبار جدا , إلى أذناب يرددون أصوات الأسياد. ونرى الهاجمين يستحلون أخس آليات الهجوم من تزوير ، وكذب ، ومغالطات ، وتهويل في التصوير والتجسيم . ووراءهم إمكانات مادية ضخمة ، ومساندات سلطوية هائلة :
- فالإخوان جماعة محظورة قانونا ، أي ليس لها وجود قانوني .
- وهي جماعة إرهابية لها جهازها السري الجديد .
- وهي جماعة خائنة لها اتصالات سرية بالأمريكان .
- وهي جماعة تساند " حماس " في إرهابها .
- وهي جماعة تعد أخطر علي مصر والعرب من إسرائيل .
ومن قيبل التضخيم والتهويل ما كتبه أحدهم في صحيقة قومية عن العرض الرياضي الذي قدمه طلاب الإخوان بالأزهر ، وارتدى بعضهم زي الفدائيين من حماس . فكتب أحدهم في صحيفة قومية إنه يعد انذارا وتهديدا للوجود الوطني ، وللسلام الاجتماعي ، وإرهابا للمواطنين في حياتهم و... و ... الخ .
وقريب من ذلك أن الأستاذ عاكف صرح أكثر من مرة بإن " بابه مفتوح للصحفيين و الباحثين و الدارسين الأمريكان بشرط أن يكون ذلك عن طريق الخارجية المصرية " .
ووجدها " الهمام " حمدي رزق فرصة لاتهام الإخوان ومرشدهم بالخيانة الوطنية ، زاعما أن لهم اتصالات سرية مع أمريكا .... (المصري اليوم 29 / 5 / 2007م).
**********
و الهمام الثاني اسمه أحمد موسي نائب رئيس تحرير الأهرام الذي خصص صفحة كل يوم سبت للهجوم علي الإخوان ومرشدهم . ومن أغرب ما قرأت له ما كتبه في السطور الآتية :
المرشد يأكل جمبري وقواعده تبحث عن الدواء‏!‏
" في الوقت الذي تبحث فيه قواعد جماعة الإخوان المحظورة عن ثمن الدواء‏,‏ نجد أن المرشد مهدي عاكف يتجول في المدن والمحافظات الساحلية للبحث عن مطاعم الأسماك الشهيرة من العين السخنة للإسكندرية ليتناول وجباته الغذائية المفضلة ويدفع قيمة الفواتير بمبالغ كبيرة لاتتناسب مع حالة الزهد التي يحاول المرشد ورفاقه الظهور بها لكسب تعاطف الغلابة‏,‏ فالرجل لايعنيه من هم داخل السجون فهو ينام مرتاح البال دون مبالاة ويبدو أنه ذهب هذه المرة لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية لتناول الغذاء المفضل للهروب من تساؤلات قواعده عن الذمة المالية والأموال التي تدخل للجماعة دون حسيب أو رقيب‏.‏
وحتي تكون قواعد المرشد شاهدة علي تصرفاته فأقدم إليهم قائمة بفاتورة الغداء الذي تناوله عصر يوم الجمعة‏6‏ أبريل الحالي بمطعم شهير بالإسكندرية وشملت أنواعا مختلفة وهي‏:6‏ كيلو بوري بمبلغ‏224‏ جنيها‏,‏ و‏2‏ كيلو سمك موسي بمبلغ‏136‏ جنيها‏,2.5‏ كيلو جمبري جامبو بمبلغ‏484‏ جنيها‏,‏ وكيلو سبيط بمبلغ‏60‏ جنيها‏2.0‏ كيلو بربون بمبلغ‏172‏ جنيها‏,‏ و‏3‏ شوربة سيفود بمبلغ‏60‏ جنيها‏,‏ وبلغت فاتورة غداء المرشد وصديقيه‏1136‏ جنيها‏(‏ ألف ومائة وستة وثلاثون جنيها‏)..‏ بالهنا والشفا‏!!‏"
أحمد موسى – الأهرام 14-4-7..2
ويظهر أن أحمد موسي يكتب لقراء " بريالة " لأننا إذا صدقناه فمعني هذا أن المرشد وضيفيه أكل كل منهم قرابة 4.5 كيلو من السمك الخالص ، وهذا غير الشوربة والخبز و الأرز والمخللات ، والحلو .
وهكذا قدم السيد احمد موسي بقلمه دليلا قاطعا علي أنه لم يسمع بشيء اسمه الصدق ، وأمانة الكلمة .
**********
وفي الشهر الأخير من عام 2009 تكثفت الحملة بل الحملات على الجماعة ومرشدها ، وتضافرت كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على الكذب والافتراء والتهويل . وسايرت صحف المعارضة الإعلام الحكومي في كثير من هذه الحملات . مرتكزة على انتخابات مكتب الإرشاد ، وظهور بعض الاختلافات في الرأي بين بعض الأعضاء . ومما قيل وكتب في هذه الحملات :
نتائج تؤكد أن خيرت الشاطر المحبوس حاليا على ذمة المحكمة العسكرية لمدة سبع سنوات هو الذى "طبخ الطبخة"، وأنه صاحب التوجيه للنتائج النهائية،
شبه أبو العلا ماضى وكيل مؤسسي حزب الوسط وقيادى سابق فى جماعة الإخوان ما حدث بأنه مذبحة، وقد تكون مثل مذبحة القلعة فى نظره، حيث تخلص محمود عزت من فلول وبقايا من كانت لهم وجهة نظر مختلفة، فكان التخلص من حبيب ؛ لأنه فكر وأعد نفسه لمنصب المرشد وبحكم منصبه السابق كنائب أول، وكذلك تم التخلص من أبو الفتوح ؛ لأنه كان أكثر المقاومين لقرارات عدة وبشكل جاد، أما دخول عصام فأكد أنه نال العضوية لأنه لم يختلف كثيرا عن الاتجاه الغالب وإن كان يشبه بأنه صاحب اتجاه جديد فى الجماعة وهو "المصلحي".
وأكد ماضى أن ما حدث خسر فيه الإخوان خسارة كثيرة لن يستطيعوا على مدى عقود تعويضها وهى خسارة وسقوط أمام الرأى العام، فظهر أنهم غير ديمقراطيين ولا يقبلون التعددية فيما بينهم،
سرت تسريبات في أعقاب الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" عن اعتزام الدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح اللذين خرجا من تشكيلة المكتب الجديدة تشكيل مكتب إرشاد مواز، احتجاجا على الانتخابات التي يرى الإصلاحيون أنها جاءت مخالفة للوائح الجماعة.
وكان أكثر من كتبوا كذبا وحقدا الصحفي الأمني أحمد موسى . ومما جاء في مقاله :
‏ الجماعة كان أمامها فضح المختلفين مهما كان وضعهم ودون النظر لتاريخهم أو ما قدموه لتنظيمهم‏,‏ وسربت أسرارهم في ليلة ظلماء وهي رسالة لكل الإخوان بأن من يريد اللعب وعدم السمع والطاعة والانصياع ستتم شرشحته علي الملأ‏.‏
قبلت قيادات وكوادر الجماعة بهذا الأسلوب الفاضح والدنيء والذي استهدف رموزها فكل واحد منهم يمتلك مستندات علي الآخرين‏,‏ ومن يفتح فمه سيكون مصيره نشر فضائحه المالية والشخصية‏,‏ وهذا واحد من أساليب السيطرة التي تتبعها الجماعة‏,‏ وبالتالي الذين فكروا بالتشكيك في الانتخابات لن يواصلوا الطريق .
لم يعد الناس يثقون في أي كلام يخرج من أفواه الإخوان عن الديمقراطية أونقدالآخرين‏,‏ لأنهم ارتكبوا فضيحة ستظل في تاريخهم ولن يمحوها سوي التراجع عن الانتخابات وإعادتها من جديد‏,‏ وغير ذلك فتكون قد سقطت وتستمر في التساقط يوما بعد آخر‏,‏ وفشلت في تقديم مبررات مقنعة للرأي العام الذي اكتشف أن الإخوان بعيدون عن الشوري والديمقراطية ، وحتي تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في التعامل مع المخالفين في الرأي‏ .
الصقر الأكبر محمود عزت ضرب عرض الحائط بكل اللوائح وانفرد بالقرارات في غيبة من النائب الأول محمد حبيب الذي صدم نتيجة لابعاده عن كل شيء وترتيب بيت الجماعة بعيدا عنه . ( الأهرام . السبت 26122009 )
ولأمر ما يكتب إعلامي شهير " إن هذه الفتنة في الصف الإخواني دليل قاطع على أن الجماعة في طريقها إلى الانتهاء والموت الأبدي ... "
ويتطوع السيد أبو العلا ماضي ليزعم في إحدى القنوات الفضائية أن الدكتورمحمد بديع يدعي أن الإخوان المسلمين هم " جماعة المسلمين ، ويكفر من لا يؤمن بفكرهم ، أويحكم عليهم بالنفاق .
وجاء الواقع ينسف ما ادعاه السيد ماضي ؛ ففي ظهر السبت 16 1 2010 وقف الدكتورمحمد بديع ليقول في خطاب مبايعته : " ..إن الإخوان المسلمين لا يعتبرون أنفسهم جماعة المسلمين ، ولكن جماعة من المسلمين .... " . وهذا ما أكده كل المرشدين السابقين ابتداء من الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله .
وأبو العلا في منطقه الهش هذا يذكرني بأحد المحامين الذي استضافته إحدى القنوات التلفازية من ثلاثة أشهر تقريبا ليتحدث عن الحركة الإسلامية الحديثة ، فقال ضمن ما قال لقد خطط محمد عاكف أن يُظهر إصراره على ترك منصبه ، وعندها يقوم أنصاره وحواريوه يهتفون : بالروح.. بالدم نفديك ياعاكف .. " . وجاء الواقع أيضا ليقول : جانبك الصواب يا محامينا الكبير ، فقد رفض الأستاذ عاكف أن يمد مدته يوما واحدا ، وكان نعم المرشد القائد إيمانا وعزما وحزما وحرصا على نصرة الحق ، والتصدي للباطل .
وعلى أساس متين من الشورى بويع الدكتور محمد بديع ليكون المرشد الثامن للإخوان المسلمين . أما ما ذكره بعضهم من تقسيم الإخوان إلى : قطبيين ، وإصلاحيين ، ومحافظين ، وصقور ، وحمائم ....فأنا أعتبره من قبيل " العبث اللغوي " الذي لا يستحق أن نناقشه .
**********
لقد أثبت الواقع أن الإخوان هم أكثر الناس ديمقراطية ، وإن كنت أميل إلى توظيف مصطلح بديل هو " الشورية الإسلامية " .
هذا وقدأكد ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب(الأهرام) أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت درسًا بليغًا في تداول السلطة للنظام الحاكم في مصر، وكذلك لجميع الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية.
وأخيرا أقول لأصحاب السهام السوداء : لا قيمة ولا تأثير لسهامكم في المسيرة الإخوانية . ورحم الله المتنبي إذ قال :
رماني الدهر بالأنصال حتى = فؤادي في غشاء من نبال
فكنت إذا أصابتني سهام = تكسرت النصال على النصال
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.