في إطار تكاملية خبرة حق العلم النافع سياسيا... رتلنا سابقا حقائق يشهد عليها الواقع ومحدثاته... وتكامليا بالحق مع ذاك نود التكميل بالإضافة... عسى أن تزداد الصورة ومشهدها السياسي جلاء... ووضوحا... أمام إعقالات القاصدين وجه الله سبحانه وتعالى وصيانة نعمته... وإنماء فضله على قدر مصر الذي خصها... وميزها بالكثير عن باقي الأقطار وخلفتها الآدمية... ومن تلك الإضافة وذاك التكميل ما هو آت...!!! أولا... نكرر مؤكدين... أنه ما من دولة كاملة الأركان بالعالم السابق والحالي واللاحق... إلا وتساس بمؤسستها العسكرية... ولكن... لأسباب كثيرة سياسية منها ما هو خداعي... أو استخفافي... أو إخضاع للغير والهيمنة على مقدراته... أو استخباراتي معلوماتي... الخ... فإنها تتستر خلف ستائر مؤسسية منها وفي الواجهة من يجيدون حرفية الكلم وثرثرته استخفافا بالشعوب للإستقرار داخلها بإمتصاص آماله وطموحاته وأطماعه... ولإثارة فوضى تلك المشاعر في الشعوب خارجها... وذلك ما لا تؤمن به المؤسسات العسكرية التي تعودت إتقان الأعمال بتقنية علمية معلوماتية في صمت وبعزم حاسم...!! ثانيا... الدول ذات السيادة القوية دوليا... والطامعة دائما في توسيع رقعة سيادتها على حساب الآخرين... تعمل استراتيجيا على أمرين... أولهما هو دعم ستائر مؤسساتها الإستخفافية... والأمر الثاني... هو كشف ستائر مؤسسات الدول الأخرى وتعريتها... بهدف إصطدام حب الشعوب لمناخ الثرثرة الكلامية بكل محتملاتها وأحمالها الفردية والطائفية والحزبية والفئوية... مع... طبيعة التقنية السياسية للمؤسسات العسكرية... وهو الإصطدام المنتج بالضرورة لمناخ مؤهل لإحتمالات الفوضى... خاصة في وجود من يدعمه من الداخل سواء على أرض الواقع حركيا أو من خلال الإعلام... أو بالإثنين معا... ونعلم... أن مناخ الفوضى هو أيسر الطرق لبسط سيطرة الدول الفئوية وتوسعة هيمنتها السياسية...!!! ثالثا... نكرر مؤكدين... أن الفوضى النسبية... وكشف ستائر المؤسسات... هما رفيق تابع وحتمي للحروب والثورات... وهما بما أوضحناه بالبندين السابقين... من أثقل الأعباء على حكمة التقنية السياسية للمؤسسات العسكرية التي لا تقبل الجهالة وعمالة نزعات أهوائها...!!! رابعا... برحابة وفاعلية معاني ما سبق كله وجله... أعتقد يقينا بإذن وفضل الله عز وجل... أن التاريخ بحق وعدل تأريخه سيقف طويلا بالتقدير والإحترام والثناء... أمام مؤسسة مصر العسكرية... مكملا قدر شرفها الحضاري السياسي التاريخي به... وذلك لقسوة وعسر تفرد ما واجهته وتواجهه الآن من جبال عقبات سياسية... تتخطى الواحدة تلو الأخرى باستمساك وعزم صبر خير أجناد الأرض... نعم... تتخطى باحتسابها في الله سبحانه وتعالى خير وكيل ونعم المولى... ثم... باحتسابها للثقة التامة في الغالبية العظمى من شعب مصر الذي هو منها وبها... وهي منه وبه... ذاك كله بحسبان علمي سياقي مؤهل بخبرة مدادها علم الحق وحضارة الآف السنين... فما الذي واجهته وتواجهه مؤسسة مصر العسكرية...؟ منه كأمثلة فقط ما هو آت...!! 1.مصر... بتميزها المتفرد قرءانيا... تاريخيا حضاريا... جغرافيا مناخيا حاكم دوليا... ثرواتيا... ثم كطاقة بشرية فريدة النوع والكم والكيفية... ذاك ما جعلها ويجعلها وسوف يجعلها دائما إلى يوم الدين... مطمع ومستهدف بل ومخوف دولي استراتيجي...!!! ويا ليت أهلها يدركون حق معنى ذلك... كما تدركه مؤسستهم العسكرية...!!؟ 2.بحق تدافعها المستميت في أوجه فساد ثلاثة عقود بدأت منذ 9 اكتوبر 1981 وبداخلها تراكمات فساد متراكب سالفة... تحملت المؤسسة بحكم الموازنات السياسية والأمنية منها خاصة... حملا ثقيلا... حملا لا يعلم ثقله سوى الله المعين... حملا ما كان أحد منها يعلم يقينا... وتحديدا... متى وكيف عمليا سيتوقف تثاقله المستمر يوما بعد يوم بذات تحصنه القوي داخليا وخارجيا... ذلك رغم عمل المؤسسة وفرسانها الدقيق والحسيس في مواجهة ذك التحصين منذ 1992... ورغم توقع القضاء عليه في شهر فبراير 2011...!!! 3.فجأة... وبروح طاهر من الله... دبت الثورية في روح شعب كان يبدو أنه ميت... وجاء الفرج والفرصة للمؤسسة العسكرية لتطهر مصر وشعبها وهكذا فعلت في السر (الذي سيكشف عنه التاريخ يوما ما) وفي العلن منذ بداية عصر 28 يناير 2011... ولكن... وقع المحظور سياسيا... فقد صارت المؤسسة العسكرية هي الحاكم المباشر سياسيا... أي الحاكم بدقة التقنية السياسية في مواجهة نزعات السياسة الشعبية... دون أي من ستائر مؤسسية سياسية أخرى قط...!!! 4.لم يكن الأمر كالبند السابق فقط... بل كان مواجهة مباشرة مع ميراث ثلاثة عقود من فساد مكتسبات طائفية وحزبية وفئوية... ونزع تلك المكتسبات وردها لشعب مصر هو بمثابة نزع روح أصحابها من أجسادهم... أضف إلى ذلك الآف المؤسسات والهيئات والمنظمات غير الحكومية التابعة تبعية مباشرة لفساد عدائية الإستراتيجيات الأجنبية... والتطهر من دنسها هو بمثابة قطع أيدي... وفقأ أعين..وهدم مأوى ومساكن وجحور تلك الاستراتيجيات الدولية... أضف الى ذلك ما يتبع الثورات بالضرورة من إحساس شعبي جارف بحتمية استرداد الحقوق المسلوبة ورد المظالم وفورا دون أي من صبر ولا حسابات واقعية... فماذا لو تجمعت كل تلك الطاقات وفاعلياتها الفوضوية... والمخربة... وذات الصوت الإعلامي الموحد... وفي آن واحد في وجه المؤسسة العسكرية المعلق برقبتها الأمانة الوطنية وأمنها القومي...؟! وماذا لو كان الواقع يقول بصوت عالي وواثق والموثق بصدق الحق... أن مؤسسة مصر العسكرية... تتخطى بمصر وشعبها كل تلك الجبال المعوقة العدائية... وتحقق بفضل الله التطهير... واستعادة الحقوق... وبناء مؤسسات الدولة على أصول ثابتة... وتتقدم اقترابا من الإتزان السياسي المؤدي بإذن الله إلى القوة النمائية الشاملة الوازنة بثقل في ميزان القوى الدولي...؟ وماذا بعد ذاك الواقع المشرف... يمكننا أن نقول ونرد على السفهاء الذين ينكرون فضل مؤسسة مصر العسكرية... بل ويتعاظم سفه جهالتهم وأهواء ذواتهم بأن يوجهون الإتهامات الباطلة لها... ويطالبون ببجاحة لا تستطيعها الشياطين بمحاسبة المؤسسة العسكرية المصرية...؟! وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة • من أولويات باراك أوباما السياسية في مصر... حماية المنظمات الدولية وغير الحكومية في مصر... هكذا ذكر أهرام السبت 21/1/2012... عن مهاتفة من أوباما للمشير طنطاوي... وما من عجب تلك البجاحة السياسية...!!! • أتمنى من أجل الحق ومصر ودرأ الخسران... أن يراجع من أحسبهم إخواني المسلمين مواقفهم السياسية غير المقبولة والتي تستهدف مؤسسة مصر العسكرية... التي دونها ما خرجوا من الحظر إلى البرلمان...!!! ** مفكر اسلامي... خبير سياسي استراتيجي رئيس حزب الوفاق القومي