شهدت ندوة ملتقى الشباب أمس الإثنين بمعرض الكتاب، حديثًا ثريًا حول حماية وتطوير التراث الحضارى ورفع الوعى بأهميته ، وأدارها إسلام عز العرب. وقال عصمت يحيى الرئيس السابق لأكاديمية الفنون، إن الاهتمام بكيفية الحفاظ على التراث، يحضر مع تنشئة الطفل، ومجالات الحفاظ على التراث كثيرة وعلينا وضع مناهج فنية موحدة لكل أنواع التعليم فى مصر فى محاولة للحفاظ عليه. وقالت الدكتورة تغريد عرفة، إن البرامج التى تروج للسياحة الأثرية فى مصر غير كافية تماماً، وآثارنا تعاني أزمة التعريف بها،وفى تونس استطاعوا جعل العاصمة سياحية، وهو ما نطمح إليه فى مدينة الأقصر فى عام 2017. أما منظمة اليونسكو، فالأماكن المسجلة على لائحتها قليلة للغاية، مثل مدينة ميت رهينة ومنطقة سانت كاترين، فعلينا محاولة تسجيل العديد من الأماكن الأثرية فى مصر وربطها بالعالم، فالعراقيل تواجه أى فريق عمل للدعاية للأثار المصرية، فالطرق غير ممهدة تماماً. وقال المهندس طارق المورى إنه يتعامل مع فكرة الحفاظ على التراث من خلال محاولة معرفة الأسباب التى أدت إلى هذا الإهمال، والآثار الإسلامية بنيت كأوقاف من أجل الفقراء، ولكن عندما تضع الدولة فى مخططها الاهتمام بها، فهى تستطيع فعل ذلك، فمثلاً منطقة الباطنية والتى بها بيت الهراوى وبيت زينب خاتون وهما أثران معروفان، هذا المكان تحول من بؤرة إجرامية نعرفها جميعاً لمنبر ثقافى لتعليم العود، ومن هنا بدأ الناس يحاولون الحفاظ عليه. وتابع المورى، أثناء حكم الخديوى إسماعيل أراد عمل نهضة تواكب نهضة أوروبا، فاتجه إلى الغرب فأخذ عن باريس، وبالتالى اتجه غالبية الأعيان إلى منطقة وسط البلد، تاركين القاهرة الفاطمية لخدامهم، هذه القاهرة الأولى التى عرفها العالم من خلال نجيب محفوظ، القاهرة التاريخية، هذه القاهرة ليس بها فندق واحد خمس نجوم، على الرغم من أن هذه المنطقة ما زالت أثرية، بل أكبر منطقة أثرية فى مصر، كل هذه الآثار لو تم الاهتمام بها، تستطيع مصر أن تصبح أهم من فينسيا، فينسيا التى ليس بها سوى أربعة آثار فقط. وأضاف الدكتور عصمت يحيى: لا يمكننا الحفاظ على كل الآثار لدينا إلا من خلال وضع قواعد تهدف للحفاظ على الطفل، وسنظل نقول الأطفال إلى النهاية، عندما أحاول أن أجعل الطفل يهتم بشارع مثل شارع المعز، عندما أجعله يحب هذا المكان ويشعر بالانتماء تجاهه، هذا لن يتم إلا من خلال تضافر الجهود بين جميع الوزارات المتمثلة فى الثقافة والتعليم والسياحة والشباب والآثار أيضاً.