الأزهر حكايات التشيع والتسنن .. وأسرار المقاومة محمد على تولى حكم مصر بترشيح شيوخ الأزهر وأهمله بمجرد وصوله الحكم زينب خاتون جارية أعتقها مولاها وأخفت المقاومين في بيتها اثناء الاحتلال .. خفايا سراديب وجثث قصر " خاتون " جامع الازهر هو اول جامع تم بناؤه بعد جامع عمرو بن العاص في العهد الفاطمي، حيث وضع جوهر الصقلي حجر الاساس بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 14 من رمضان سنة 359 ه (971م)، وافتتح للصلاة للمرة الأولى في 7 من رمضان سنة 361ه . وسمي بالجامع الازهر نسبة إلي فاطمة الزهراء رضي الله عنها والتي ينتسب اليها الفاطميون وكان الغرض من انشائه في بداية الأمر الدعوة الى المذهب الشيعي . كان الفاطميون عندما قدموا مصر وزعوا أعلاما ورايات سوداء تخص الدولة الفاطمية و عليها اسم المعز لدين الله الفاطمي الذي استبلقه المصريون بفرحة عارمة أملا بأن يفتح لهم المعز أبواب الخير بعد ماشهدت مصر فترة طويلة من الانحدار الاقتصادي . وبعد ذلك قام باحتلال مصر السلطان قلاوون ، كانت الدولة انذاك تحت الحصار الشيعي، ومركزا للمد الشيعي الذي طال المدن المجاورة ، لذلك أحاط المدينة بسور ضخم من الطوب اللبِن وبدأ بشارع المعز من الناحية الغربية والشرقية لحماية مصر من أي احتلال وحماية الجامع الأزهر من خطر المد الشيعي الذي بدأ في التمدد . وبني جامع الازهر في وسط المدينة حيث كان باب زويلة في الجهة الشاملية وباب النصر فى الجهة الجنوبية ولم يستطع أحد دخول المدينة على الاطلاق وكان بداخلها أمير وسلطان الدولة الفاطمية والحماة العسكريين . وكان مسموح لهم التسوق من خلال باب زويلة أو بوابة المتولي ، حيث كان يتجمع بهما تجار متخصصون في بيع كافة المنتجات للمصرين و كانوا يقفون في طوابير طويلة وفي جو شديد الحرارة أمام باب زويلة لحجز مكان لبيع الخضاروينتظرون فى طابور طويل، حتى يتم تحصيل الرسوم والسماح لهم بالدخول إلى السوق .ولا يتم أستثناء أحد من الطابور إلا تجار الكوسة لأنها تفسد سريعاً ولا تحتمل الحرارة . فعندما يترك أحد الصف ويدخل دون أنتظار وتبدأ الناس فى الأحتجاج يرفع يده التاجر ويقول كوسة ومن هنا ظهرت كلمة "كوسة" كدلالة للمحسوبية . عندما جاء الفاطميون إلي مصر سنة 358 هج – 969ه كان المصريون يتبعون المذهب السني ، أما الفاطميون فكانوا شيعة اسماعيلية، وهي الفرقة التي ينتمي إليها أغلب الفاطميين . واكثر كانوا على مذهب الشافعية والمالكية ولكنهم كانوا معروفين بحب ال البيت وربما ذلك يرجع إلى قدوم عدد من آل البيت الى مصر فرارا من الخلافة الأموية والعباسية التى بطشت بهم، ومن هؤلاء السيدة زينب، والسيدة سكينة ابنة الإمام الحسين. كما أن المصريين كانوا قد ضجوا من حكم الإخشيديين وحكم الولاة العباسيين من قبلهم وكانوا يتطلعون الى التغيير وهذ مايفسر رفض المصريين للفاطميين ، حيث لم يظهروا ادنى مقاومة عند دخول جوهر الصقلي بجيشه الى مصر . وقد عمل الفاطميون على نشر المذهب الشيعي في مصر بالطرق السلمية ودون اجبار لاحد ولكنهم استخدموا وسائل ذكية ومبتكرة لترغيب اهل مصر في المذهب الجديد فإلي جانب تعيين الشيعة في مناصب الدولة لجأ الفاطميون الى استحداث احتفالات دينية لم تكن موجود من قبل وربطها بمظاهر فرح وطقوس يغلب عليها البهجة والاستمتاع . ولكن المصريين رفضوا المذهب الشيعي وكان من يعتنق المذهب الشيعي هم أصحاب المصالح و من يرغب في الحصول على وظيفة مميزة داخل الدولة ، وبالفعل انتكست الدولة الفاطمية في آخر عهدها ، إلى أن جاء صلاح الدين وكان هدفه القضاء على المد الشيعي في مصر واسقط الخلافة الفاطمية عام 1171م ، وقام باستعادة الهوية المصرية وإعادة المصريين إلى المذهب السني مرة اخرى بعد قرنين من اعتناق المذهب الشيعي ، ورأى صلاح الدين أن الأزهر هو منارة للمسلمين في مصر، وأخذ صلاح الدين قرار بفتح مسجد جديد فى بداية عهد الدولة الأيوبية وذلك بهدف القضاء على المذهب الشيعي . دور الازهر السياسي تم افتتاح جامع الأزهر وتجهيزه و كان قبلة لكل من أراد الحصول على فتوى شرعية أوإجابة عن سؤال ديني يخص معتقده ، وقد أخذوا بالفعل فتوى من الأزهر لتولي حكم محمد علي باشا حكم مصر وكان جامع الأزهر مركزا مكان لخروج الثورات المصرية . وقد قام شيوخ الازهر" مجتمعين " بترشيح محمد علي لرئاسة مصر وكان للأزهر دور كبير في تولى محمد على الحكم ، واهتم محمد علي ببناء المدارس المدنية مما أثر على مدارس الازهر وظل دورها يقل تدريجيا إلى ان اختفى الان ولكن يحسب لمحمد علي قيامه بعدد كبير من التوسعات داخل حرم الجامع . وكان الأمير علاء الدين طيبرس أميرالجيوش قد أنشأ المدرسة الطيبرسية سنة (709ه - 1309م)، وألحقها بجامع الأزهر. وجاء بعده الأمير علاء الدين آقبغا من أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة (740ه/1340م) الذي أنشأ هو الآخر المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع )وبها محراب بديع، و منارة رشيقة. وأقام الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان المملوكي الأشرف برسباي المدرسة الجوهرية في الطرف الشرقي من الجامع. وتضم أربعة إيوانات. أكبرها الإيوان الشرقي وبه محراب دقيق الصنع، وتعلو المدرسة قبة منقوشة. و قام السلطان المملوكي قايتباي المحمودي في عهد المماليك بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع. المدرسة الأقبغاوية أنشأ الامير علاء الدين طيبرس من أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة (740ه/1340م ) المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع ) وبها محراب بديع، و منارة رشيقة وهذا الرجل كان محب وتقي اشترى بيتا أمام جامع الأزهر وأمر ببناء المدرسة وصرف أموالا طائلة لبنائها . مدرسة ادبخة أنشأ ادبخة ابن عبد الواحد من عصر محمد بن قلالاون ،حيث أصر على انشاء مدرسة مثل مدرسة طيبرس ولتكن احدث منها وكان له بيت هناك وكان لايملك المال لبناء المدرسة واضطر لبيع منزله من أجل بناء المدرسة في عصر المملوك . حوض السلطان قايتباي السلطان قايتباي المحمودي الأشرفي من أشهر السلاطين وكان محب للعمارة وكان يطلق عليه رمسيس الثاني في العمارة الإسلامية وكان يتبرع من نفسه ويقوم بترميم كل ماهو أثري من جيبه الخاص وحسابه الشخصي وكان يرمم المباني ويضع اسمه عليها فكان يصعب على الاشخاص والمؤرخين معرفة اذا كان قايتباي هو الذي بنى هذا المبانى أم قام بترميمه فقط وكانت تتمتع آثار قتباي بالجمال الفائق . وكالة قاتباي كانت مصر ملتقى التجارة فى العالم كله سواء من جنوب شرق اسيا الى اوربا والعكس كان لابد من مرورها على مصر وكانت احيانا الرحلة يمر عليها عاما كاملا والأمر الذي جعل التبادل التجاري يتم فى القاهرة وسهل من ذلك كانت الوكالات كثيرة جدا والوكالة تتكون من ثلاثة طوابق ، الأول: كان مخصصا للاستقبال التجار والدور الثاني كان مخصصا للبيع والخزين والدور الثالث يتكون من غرفين وكان مخصصا لسكن التاجر مع أهله وخدمه وكان كل ذلك يتم بالإيجار ولا يملّكون . بيت زينب خاتون كانت زينب خاتون حفيدة الناصر حسن بن قلاوون وقامت ببناء هذا البيت، والجدير بالذكر أن المشربيات عرفت في تلك الفترة نظرا لشدة الانغلاق وعدم انفتاح المجتمع على الثقافات الغربية فكانت تختفي المرأة وتحدث من وراء مشربية و كان لزينب خاتون دور سياسي كبير جدا على السلطان نفسه ومن يتولى الحكم من بعده فكان إذ طلب شخص أمرا من السلطان ورفضه، لجأ المواطن الى حريم السلطان لإقناع السلطان بطلبه وكانت زينب خاتون واحدة من جواري أكبر تجار القاهرة وهو محمد بك الألفي وقد أحبها التاجر بشدة وكان رجل من الاعيان و له تأثير في فترة محمد علي ثم اعتقها وتزوجت أحد الامراء ولقبت بلقب أميرة وأضيف لأسمها لقب "خاتون" أي المرأة الشريفة الجليلة وبذلك أصبح أسمها "زينب خاتون"، وكان لها فضل كبير في المقاومة المصرية أثناء الحملة الفرنسية فكانت المظاهرات الشعبية تخرج من الازهر وعندما يطلق الفرنسيوالنار على التظاهرين كانوا يلجئون الى منزل زينب خاتون كمكان للحماية ففتحت السيدة منزلها للجرحى ومن يموت كان يتم دفنهم تحت الارض وعند ترميم المنزل فى العصر الحديث تم العصور على سراديب تحت الارض وعثر أيضا على 70 جثة لمقاومين مصريين كانوا يحاربون ضد الحملة الفرنسية . ويتكون المنزل من الدور الارضي الذي كان مخصصا لاستقبال الرجال والدور الأعلى خصص للاستقبال الحرملك اي السيدات وهناك مكان مخصص لقاعدة العصاري باتجاه الشرق بسب هبوب الهواء من نحية الشرق لتلطيف الجو والدور الثاني كان سكن لأهل البيت والغرف الصغيرة مكان لخزن الغلال لمدة سنة كاملة . بيت الست وسيلة انشىء المنزل عام 1074 هجرية 1664 ميلادية، ونسب إلى الست وسيلة خاتون بنت عبد الله البيضا ولقبت بابنة عبد الله البيضا وكانت تطلق على المعتوقات من الجواري، وهي معتوقة عديلة هانم بنت ابراهيم بك الكبير. الست وسيلة كانت آخر من سكن المنزل الذي بناه عبد الحق لطفي الكناري فى آوائل العهد العثماني وكانت مربية السلطان محمد بن قلاوون والمربيات انذاك قد احتللن مكانة رفيعة بين العامة والخاصة، واشترت وسيلة هذا البيت من عبد الحق الكناري والذي لم يذكره التاريخ بشيء وهذا البيت يعتبر من روائع العمارة الإسلامية ويدل على حقبة تاريخية مهمة ما يعكس أهمية الملاك الذين توافدوا على المنزل وتركوا بصماتهم، فالبيت مصمم كمعظم البيوت الاسلامية القديمة التى تسعى إلى الحفاظ على الخصوصية، وكان به أول ابواب المجره أو الجرارة مثل "الالوميتال" الآن، وله قاعة كبيرة مزينة برسوم بالالوان الزيتية ويوجد عليها طبقة للحماية من عوامل التعرية ، كما يوجد مكان للجلوس ساعة العصاري والرسومات الموجودة على الجدران تعود إلى الفترة العثمانية وتتكون من صور للمسجد النبوي والكعبة الشريفة وأماكن كثيرة بالمدينةالمنورة وصور لبيوت اسطنبول والدور الارضي لصغر مساحته كان مكانا لتخزين الغلال واحتياجات المنزل ويوجد في الدور الارضي اسطبل للخيل . بيت الهراوي (بيت العود العربي) بنى هذا المنزل احمد بن يوسف الصرفي الذي عمل بصرافة النقود في العهد العثماني وكان اخر من سكن به الدكتور عبد الرحمن الهراوي وكان طبيب بالقصر العيني وكان من المغرمين بمعمار القاهرة في القرن 18، و البيت يتسم بمساحته الواسعة عن باقي بيوت المنطقة فكان الدور الارضي مخصص للاستقبال والقاعة الثانية للاستقبال ايضا والدور الثاني للحرملك ومكان للمبيت . وكالة الغوري وكالة الغوري تم بناؤها في العام 903 ه و قد قام بتصميمها وبنائها آخر سلاطين المماليك الذي حكم مصر وعمره 60 عاما وهو قنصال الغوري الذي خانه أعوانه من الأمراء الذين استغلوا كبر سنه للسيطرة على الحكم من خلاله فتولى حكم مصر واشترط عليهم ان لايقوموا بعزله، ثم طلبوا منه التنحي وكان رجل فطن فاستطاع ان يجمع قادة للجيش والسيطرة البلاد وقتلهم ودبح منهم الكثيرين لينفرد بحكم مصر وحده . وكانت مصر تعاني في تلك الفترة من قطاع الطرق فاتجه الى طريق راس الرجاء الصالح وبدأت من هنا عملية التبادل التجاري من خلاله وعندما دخل إحدى الحروب وانهزم الجيش المصري، وقتها طلب رشفة ماء ومات فى نفس اللحظة قنصال الغوري وقام قائد جيشة بقطع راسه لحمايته من التمثيل بجثته وأخفى الراس لعدم التعرف على جثة السلطان الغوري لعدم التمثيل بها في القاهرة واهانة الجثة وقام بعدها سليم الاول باحتلال مدينة القاهرة . ووكالة الغوري تعد منطقة تبادل تجاري وسوقا تجارية ضخمة وتتكون الوكالة من 5 اداوار، الاول والثاني مكان للبيع وتخزين البضاعة أما الثلاثة أداوار الباقية فكانت مكانا لسكني التاجر الذي يقيم بمصر أثناء رحلته للعالم أكثر من 5 أشهر هو وأسرته وخدمه وكان له مدخل خاص بعيدا عن عملية الشراء والبيع .