التقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بمقر وزارة الخارجية بسفراء مصر المنقولين للخارج المقرر توليهم مناصبهم خلال هذا العام بحضور السفيرة د. هبة المراسى مساعد وزير الخارجية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية. وخلال اللقاء أكد وزير البترول أن سفراء مصر بالخارج لهم دور مهم في شرح صورة مصر الحقيقية وفرص الاستثمار الجاذبة خاصة في صناعة البترول والغاز والبتروكيماويات والثروة المعدنية، والعمل على جذب الاستثمارات وتوضيح التحديات التي تواجهها مصر حاليًا والإجراءات التي بدأت الحكومة في اتخاذها لمواجهة هذه التحديات مشيرًا إلى أن أولويات العمل المصري ترتكز حاليًا على التعاون العربي والأفريقي باعتبارهما يمثلا العمق المصري بالإضافة إلى تشجيع التعاون مع مختلف دول العالم وعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية. واستعرض الوزير خلال اللقاء استراتيجية الوزارة التي يتم تنفيذها على المديين القصير والمتوسط في إطار رؤية متكاملة للطاقة حتى عام 2035 ، مشيرًا إلى منظومة صناعة البترول والغاز بدءًا من طرح المزايدات وعقد الاتفاقيات انتهاء بعمليات التسويق والتوزيع ، موضحًا أن أهم محاور هذه الاستراتيجية هو العمل على زيادة احتياطي وانتاج الزيت الخام والغاز الطبيعي من خلال تكثيف أعمال البحث والاستكشاف لتأمين احتياجات البلاد، مشيرًا إلى نجاح قطاع البترول في إبرام 67 اتفاقية بترولية خلال العامين الماضيين باستثمارات حدها الأدنى 3ر14 مليار دولار بعد توقف أكثر من 3 سنوات ، وكان لهذه الاتفاقيات مردود إيجابي من خلال زيادة ثقة الشركات العالمية في مناخ الاستثمار في مصر و تحقيق أكبر مشروعين للغاز الطبيعي في البحر المتوسط (ظهر وشمال الإسكندرية ) وتكثيف أنشطة البحث والاستكشاف وسرعة وضع اكتشافات الغاز على الإنتاج ، مشيرًا إلى أن عدد الشركات العالمية العاملة في مصر يبلغ 44 شركة . وأوضح أنه خلال العامين الماضيين تم تنفيذ 18 مشروعًا لتنمية حقول الغاز باستثمارات 5ر4 مليار دولار بمعدل إنتاج حوالي 7ر1 مليار قدم مكعب غاز يومياُ ساهمت في تعويض جزء من التناقص الطبيعي للحقول بالإضافة إلى 17 ألف برميل يوميًا من المتكثفات، وأضاف أنه جار تنفيذ 13 مشروعا لتنمية حقول الغاز باستثمارات حوالي 33 مليار دولار وبمعدل إنتاج يتزايد تدريجيًا ليصل بنهاية عام 2019 إلى ما يتراوح بين 5ر5 – 6 مليار قدم مكعب يوميًا و5ر28 ألف برميل من المتكثفات يوميًا. وأضاف أن سياسة وزارة البترول تعمل على تنويع مصادر توفير احتياجات البلاد من الزيت الخام والغاز الطبيعي مشيرًا إلى اتفاقية التحالف الاستراتيجي بين هيئة البترول وشركة كويت إنرجى الكويتية للعمل خارج مصر في العراق. واستعرض الوزير برنامج قطاع البترول لتطوير وتوسعة معامل التكرير وزيادة طاقاتها وتعظيم العائد الاقتصادي لتلبية احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية بالإضافة إلى برنامج تطوير خطوط شبكات نقل الزيت الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي وزيادة سعات التخزين وتطوير الموانئ لمواكبة النمو في الطلب المحلى. كما استعرض الوزير التوسع في استخدامات الغاز الطبيعي ومشروعات توصيل الغاز للمنازل باعتبارها أحد المشروعات القومية التي يتم تنفيذها، كما تناول التطور الذي شهدته صناعة البتروكيماويات في مصر باعتبارها صناعة القيمة المضافة والفرص الاستثمارية المتاحة. وأشار الوزير إلى أهمية محور تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة في ضوء كافة المقومات التي تمتلكها مصر للقيام بهذا الدور. وفى نهاية اللقاء أشار الوزير إلى البرنامج الطموح لتطوير وتحديث قطاع البترول ورفع كفاءته وتنمية كوادره البشرية وهيكلة كيانات القطاع وإعادة رسم دورها ومسئولياتها وتطوير الشركات القابضة.
