شهد الصالون الثقافي للمركز الثقافي العربي بإتحاد الأطباء العرب مؤخرا مناقشة الباحث شريف أيمن لكتاب "التجدد الحضاري "دراسات في تداخل المفاهيم المعاصرة مع المرجعيات الموروثة"), للمستشار طارق البشري, والتي أدارها الدكتور هشام الحمامي, بحضور الكاتب والباحث الفلسطيني دكتور مازن النجار, والدكتور ماجد الجندي نائب رئيس حزب مصر القوية بالإضافة إلى عدد من المفكرين والمثقفين. وقد تحدث الدكتور هشام الحمامي عن المفهوم الأساسي الذي يعمل حوله المستشار طارق البشري وهو "الحضارة الإسلامية", واصفا موضوع الكتاب بالهام في ظل الأحداث الأخيرة التي حدثت في الخمس أعوام الماضية على المستوى السياسي والفكري. قدم الباحث شريف أيمن قراءة وافية للركائز والمفاهيم التي قام عليها الكتاب فيقول: "الكتاب عبارة عن دراسات تم عملها مابين عامي 1989 و 2012/2011 تقريبا, وهو يتعامل مع موضوع الأفكار الواردة علينا من الخارج", مضيفا "المستشار البشري ركز على ألفاظ مثل الموروث والوافد وكيفية التعامل معهم, وفضل الابتعاد عن الألفاظ الصدامية والتي تأخذ جانب حاد في الخصام بعض الشئ مثل القديم والحديث, المتقدم والمتاخر". وأشار أيمن إلى أن الفكرة التي يتحدث عنها الكتاب أنه كيف للأمة أن تجتمع على إختلاف ثقافاتها وتنوعاتها داخل المجتمع, وأن تجتمع وتنتهي إلى أهداف من شأنها جعل المجتمع ينهض, وذلك دون تصادم وعدم إقصاء فئة لأخرى. وأضاف الباحث أن الكتاب يأتي في 11 فصل, يتحدث البشري بهم عن عملية الحداثة والديمقراطية والموروث من الثقافة العربية الإسلامية والوافد من الثقافات الغربية منتقلا بكلامه إلى قضية تشكيل الجماعات السياسية والتجدد الحضاري واضعا قاعدة هامة وهى أنه من الهام إدراك أن الحاجة الحضارية لمجتمع ليس شرطا ان تكون مقبولة عند باقي المجتمعات الأخرى, كما يؤكد على ان الإنقسام الذي يحدث في المجتمع عن طريق الأفكار اخطر من الإنقسام السياسي والجغرافي. ويستطرد "موضوع التجدد الحضاري الذي يشير إليه البشري هو أن كلا من قضية التجدد والحفاظ على الثوابت مطلوبين, ولكن مانحتاج إليه هو معرفتنا لكيفية عمل التوازن بينهما. وهو يرى أن قضية العلمانية في النهاية لاتتوافق مع الإسلام بإعتبار أن دعوتها الأساسية تقوم على فصل الدين عن الدولة على عكس الإسلام". ومن جانبه وصف الدكتور والباحث الفلسطيني دكتور مازن النجار, الكتاب بأنه جيد يقدم لنا موضوعات هامة, معلقا انه قدم ورقة من قبل تدور في نفس سياق الكتاب عن موقف المسلمين والمفكرين العرب من الغربيين. وعن سياق التحديث الذي جاء به الكتاب يقول النجار "كان هناك تحديث جاد في مصر ومثالا على ذلك تجربة رفاعة الطهطاوي, وأيضا في دمشق كانت تجربة الشيخ الجسر في طرابلس بالشام فريدة". فيما تطرق الدكتور ماجد الجندي, نائب رئيس حزب مصر القوية, إلى المفاهيم الساسية التي دار حولها الكتاب وهى الموروث والوافد والتحديث والديمقراطية, فعن المفهوم الأول يقول "لم أرى أبدا أي خصومة في العقيدة والشريعة مع الحداثة", مضيفا " بالنسبة للتحديث فعلينا ان نغربل ونحلل المعتنقات السياسية ونردها إلى أحجامها الحقيقية". وفي ختام الندوة ألقى الدكتور أحمد ذكريا أبيات شعرية من قصيدة لعنترة متصلة بسياق موضوع المناقشة التي دارت. يذكر أن كتاب ( التجدد الحضاري " دراسات في تداخل المفاهيم المعاصرة مع المرجعيات الموروثة"), للمستشار طارق البشري هو محاولة لتبسيط بعض المفاهيم الإشكالية في الحياة السياسية المصرية خصوصا والعربية عموما, بالإضافة إلى رسم "خريطة مقارنات" بين الإسلاميين والعلمانيين، والإسلاميين والقوميين، والإسلام والعلمانية، والشورى والديمقراطية، كما يوضح الحدود الفاصلة بين بعض المفاهيم "المتشابهة" أو المستعملة أحياناً كمترادفات - بشكل خاطئ - في الحياة السياسية، مثل العلمانية والديمقراطية، بأسلوب علمي و