أعلنت الحكومتان الأمريكية والكوبية اليوم الأربعاء إعادة فتح سفارتي البلدين في هافانا وواشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة عقود. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديقة الورود بالبيت الأبيض "هذه خطوة تاريخية إلى الأمام في جهودنا الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة والشعب الكوبيين، ونبدأ فصلا جديدا مع جيراننا في الأمريكتين". وقال أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو في تبادل للرسائل اليوم الأربعاء إنه ستتم إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع إعادة فتح السفارتين في 20 تموز/يوليو الجاري. وقالت الحكومة الكوبية إن السفارة الكوبية في واشنطن ستستضيف حفل إعادة افتتاح رسمي في ذلك اليوم. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إنه لم يتم بعد تحديد موعد لحفل رسمي في هافانا، إلا أن أوباما فال إن وزير الخارجية جون كيري سيزور العاصمة الكوبية لرفع العلم الأمريكي على السفارة هناك "في وقت لاحق هذا الصيف." وتمثل هذه الخطوة المرحلة النهائية في تحرك الرئيس باراك أوباما لإعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعدما قطعت الولاياتالمتحدة العلاقات الرسمية مع الجزيرة الشيوعية في عام 1961 . وفي الشهر الماضي، أزالت الولاياتالمتحدةكوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد 33 عاما، وكان هذا مطلبا رئيسيا من كوبا في المفاوضات لاستعادة العلاقات الدبلوماسية. وفتح أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو، شقيق الزعيم الثوري فيدل كاسترو، الباب أمام استعادة العلاقات في كانون أول/ديسمبر بتبادل للأسرى، بعد 18 شهرا من المحادثات السرية التي تمت بوساطة من الفاتيكان. وقال اوباما ان هذا التحول (فى السياسة) طال انتظاره، بعدما فشلت عقود من العزلة في تحقيق تغيير في الحكومة في هافانا. وقال إن التعامل مع كوبا سيكون استراتيجية أكثر فعالية، وتعهد بأن تواصل الولاياتالمتحدة إثارة مخاوفها بشأن قضية حقوق الإنسان وغيرها من القضايا مع نظام كاسترو. ودعا الرئيس الأمريكي الكونجرس في بلاده إلى رفع الحظر التجاري المفروض على كوبا، والذي تسبب في عزلها اقتصاديا، والذي لا يمكن رفعه إلا عن طريق العمل التشريعي. وقال أوباما "إنه نوع من الاختيار بين المستقبل والماضي"، مشيرا إلى أن إعادة فتح سفارتي البلدين تمثل "صفحة جديدة في العلاقات مع جيراننا". وفى نغمة اتسمت بالتحدي ، أصرت كوبا على أنها ستتمسك بنظامها الشيوعي. وقالت كوبا إن النظام يتمسك ب "التزامه الثابت بمثله العليا المتمثلة في الاستقلال والعدالة الاجتماعية والتضامن مع القضايا العادلة في العالم، مع التأكيد مجددا على كل مبدأ من مبادئ شعبنا التي سالت دماؤه من أجلها وتحمل كل المخاطر تحت قيادة الزعيم التاريخي للثورة، فيدل كاسترو روز ". وفي فيينا قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الولاياتالمتحدةوكوبا، ولكن الفتح المقرر لسفارتي البلدين يمكن أن يساعد في الحد منها. وعلى هامش المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، قال كيري إن "الولاياتالمتحدةوكوبا لديهما خلافات حادة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والقضايا ذات الصلة". وتابع "استئناف الأنشطة الكاملة للسفارة سيساعدنا في التعامل مع الحكومة الكوبية بشكل أكبر وعلى مستوى أعلى"، مضيفا أن هذا من شأنه أن يسمح للدبلوماسيين الأمريكيين بالتواصل بشكل أفضل مع الشعب الكوبي. وأضاف كيري أن هذا يؤكد أن هذا التطور له أهمية أيضا للمحادثات النووية الجارية مع إيران، قائلا "من المهم أن يفهم الناس أن الأمور يمكن أن تتغير وأن القيادة يمكن أن تكون فعالة."