له رحلة طويلة في العمل السياسي والثقافي، فهو أحد الضباط الأحرار حيث كان في طليعة رجال ثورة الثالث والعشرين من يوليو و من الذين أطاحوا بحكم الملك فاروق عام 1952، وكان ضمن القليلين الذين أحدثوا تأثيراً في مجال السياسة والفكر والثقافة، رحل عنا أمس السياسي المعروف أحمد حمروش رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفرو آسيوية ورئيس اللجنة المصرية للتضامن وذلك عن عمر يناهز الثمانين، و كان الراحل ينتمي إلى اليسار المصري، وقد أثرت وفاته على من يعرفونه على المستوى القريب أو البعيد. مؤرخ الثورة وُلِدَ أحمد أبو خطوة عبد الحميد حمروش في مدينة بني سويف في الرابع من سبتمبر/ أيلول عام 1921 والتحق بالكلية الحربية ودرس فيها حتى تخرج في عام 1942 لينضم إلى تنظيم الضباط الأحرار في نهايات الأربعينات ويتولى مسؤولية التنظيم في مدينة الإسكندرية بعد حرب عام 1948. تولى حمروش في وقت لاحق رئاسة تحرير مجلة "التحرير" التي كانت صوتاً للضباط الأحرار بعد قيام الثورة وهى أولى مجلات ثورة 1953، قبل أن يتجه بعدها إلى العمل بالصحافة بدءً من جريدة "الجمهورية" في عام 1956 ومن بعدها مجلة "روز اليوسف" التي ظل واحداً من أبرز كتّابها حتى وافته المنية. وفي عام 1956 تولى حمروش مهمة إصدار مجلة أسبوعية جديدة باسم "الفجر" بتوجيه خاص من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وقد ضمت المجلة في هيئة تحريرها مجموعة من ألمع الكتّاب والمفكرين المصريين حينذاك من بينهم محمود أمين العالم، وسعد لبيب، وصالح مرسي، وراجي عنايت، غير أن المجلة لم تستمر في الصدور لأسباب غير معلومة. وقد شغل حمروش عدة مناصب قيادية بالمسرح القومي 1956 ومؤسسة المسرح والموسيقى 1964، وعيّن رئيساً للجنة المصرية للتضامن عام 1984 حتى وفاته، وله عدد من المؤلفات في القصة والمسرح و الرحلات. أطلق عليه البعض "مؤرخ الثورة" لأنه أصدر العديد من المؤلفات التي تعرضت لثورة يوليو على امتداد مشوار حياته، وقد صدر له ما يقرب من 30 مؤلفاً عن الثورة منها (ثورة يوليو في 8 أجزاء)، (حرب العصابات) و(الانقلابات العسكرية)، و(قصة الصحافة في مصر). توجهات و آراء تمتع حمروش بآراء وتوجهات سياسية فعالة ومؤثرة والتي أحدثت انقلاباً في الرأي العام، فقد أكد في أحد تصريحاته على أن نائب رئيس الجمهورية في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، المشير عبد الحكيم عامر انتحر بتناول سم "السيانيد"، ونفى ما يتردد عن تورط الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في قتله كما كذب كل ما تردد عن وجود شبهة جنائية في وفاة عبد الناصر وأشار إلى أن الرئيس الراحل كان متعدد الأمراض، كما أنه بذل جهداً مضاعفاً خلال القمة العربية التي استضافتها القاهرة قبيل رحيله بساعات. وكان قد اتهم حمروش جماعة الإخوان بالتسبب فيما لحق بالرئيس الأول لمصر محمد نجيب من عزله وتحديد إقامته، مشيراً إلى أن الجماعة حاولت استمالة نجيب لها خلال خلافه الشهير مع مجلس قيادة الثورة، وذلك بغرض التسلل إلى السلطة وإقصاء خصومها من الضباط. وكان ينادى دائماً بالوحدة الفلسطينية التي يَعتبرها الهدف الأول الذي يجب إنجازه ويستنكر ممن يتحدثون عن تحقيق انتصار على إسرائيل، رغم مقتل المئات من الأطفال والنساء. ** نشر بالتعاون مع مركز الدراسات