توفى صباح اليوم الكاتب الكبير أحمد حمروش –مؤرخ ثورة يوليو- عن عمر يناهز 80 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وتشيع الجنازة غداً السبت من مستشفى القبة العسكرى، حيث يتم دفنه بقرية الخوالد بمحافظة البحيرة. يعد حمروش من القلائل الذين جمعوا بين الخلفية العسكرية والفكر والسياسة والثقافة والفن فبجانب كونه ضابط جيش سابق، فقد شغل منصب رئيس تحرير مجلة "التحرير" - أول مجلة للجيش المصري – ومجلات "الهدف" و"الكاتب" بالإضافة إلى وضعه عشرات الكتب في السياسة والقصة والمسرح. وعمل مديرًا للمسرح، ورئيساً لمنظمة الشعوب الأفروأسيوية، ولكن اللقب الأهم الذي أطلق عليه كان "مؤرخ ثورة 23 يوليو" حيث كان أحد أهم رجالها وشغل بعدها رئيس اللجنة المصرية للتضامن. وقد كان أحمد أبو خطوة عبد الحميد حمروش الذي ولد في مدنية بني سويف عام 4 سبتمبر 1921 مسؤولاً عن حركة الضباط بمدينة الإسكندرية، حيث كان عضواً في التيار اليساري بعد تخرجه فى الكلية الحربية زميلاً لخالد محي الدين الذي أخبرهم بأن هناك تنظيمًا آخرًا للضباط الأحرار، وقال إنه أحد أعضاءالجمعية التأسيسية له، فبدأ بالتنسيق بين التيار والضباط الأحرار. وبعد قيام الثورة وانتقاله للعمل بإدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة فكر – حمروش – في إصدار جريدة أو مجلة وتقدم إلى عبد الناصر بهذا الطلب فوافق له عليه وتم إصدار مجلة "التحرير" لتعبر عن حركة الجيش المصري ولكن بعد شهرين من صدور المجلة اضطر حمروش للالتحاق بكلية أركان الحرب، وأثناء دراسته فوجىء بخبر منشور بجريدة المصرى بتعيين الرائد ثروت عكاشة رئيسًا لتحرير المجلة بدلا منه فى نوفمبر عام 1952. ولما علم عبد الناصر بذلك اتصل هاتفيا بحمروش وطلب منه الاستمرار فى الكتابة بالمجلة، لكن حمروش رفض – كما ذكر هو -. فى عام 1956 طلب عبد الناصر من حمروش إصدار مجلة أسبوعية جديدة تحت اسم الفجر وشكلت للمجلة مجموعة تحرير ضمت محمود أمين العالم، سعد لبيب، منير حافظ، صالح مرس، راجى عنايت، ورسام الكاريكاتير جورج البهجور. إلا أن المجلة لم تصدر لأسباب غير معلومة رغم صدور ثلاثة أعداد منها بصفة تجريبية.
وبعد صدور قانون عدم جواز الجمع بين وظيفتين في وقت واحد عام 1964 كان حمروش يعمل صحفياً بجريدة الجمهورية وفي نفس الوقت مديرًا لمؤسسة المسرح، وإعمالا للقانون قرر حمروش العمل بالصحافة، بناء على طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فتوجه إلى مؤسسة روزاليوسف وقابل إحسان عبد القدوس الذي رحب به واتفق معه على أن يكتب بضعة مقالات في مجال الثقافة. وبدأ حمروش في الكتابة، وحدث في تلك الأيام أن قامت ثورة أكتوبر 1964 في السودان، وأرسلت مجلة روزاليوسف حمروش لتغطية أحداث الثورة هناك (فى الحقيقة ذهب بأمر من عبد الناصر)، بالإضافة إلى ذلك نجح في إتمام لقاءات سرية مع عدد من قيادات الثورة السوادنية وعلى رأسهم الرئيس السوداني "جعفر النميري". ومن ضمن أدواره بعد الثورة طلب عبد الناصر منه العمل على بناء علاقة شخصية مع رئيس المجلس اليهودى العالمى -ناحوم جولدمان - كما كان له العديد من اللقاءات مع الشخصيات الإسرائيلية غير الحكومية بهدف ترتيب لقاءات للبعض مع عبد الناصر أو الضغط على الحكومة الإسرائيلية من خلال كتابات من كان يلتقى بهم أثناء حرب الاستنزاف. ولحمروش العديد من المؤلفات منها: قصة ثورة 23 يوليو، ومصر تضامن وسلام، والصمت(مسرحية) والأزمة (مسرحية)، و ثورة يوليو، وعقل مصر، وغيرها الكثير.