استنكرت حكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة الليبية طرابلس وحزب العدالة والبناء (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا) التفجيرات التي هزت، الجمعة، مدينة القبة، شرقي البلاد، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وبينما اعتبرت الحكومة أنها هذه التفجيرات تأتي في سياق "مؤامرات لتقسيم الوطن" تحيكها "أنظمة عربية استبدادية"، لم تحددها، قال الحزب إن هدفها "إثارة الفتنة في البلاد"، و"عرقلة الحوار واستجلاب التدخل العسكري في ليبيا". وقالت الحكومة في بيان على موقعها على الإنترنت إن "حكومة الإنقاذ الوطني وهي تدين هذا الاعتداء تعرب عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي مدينة القبة خاصة وإلى عموم الشعب الليبي وتدعوهم جميعا للوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب والإجرام بكل أشكاله وأيا كانت مصادره". وأضافت أن "الحكومة تجدد تأكيدها على أن ما يجري في ليبيا، اليوم، ليس سوى سلسلة من المؤامرات التي تسعى لتقسيم الوطن تحيكها أنظمة عربية استبدادية وتنفذها أياد العملاء العابثين بأمن بلادنا"، دون أن توضح ماهي هذه الأنظمة أو المقصود بالعملاء. الحكومة، المدعومة من المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي عاود عقد جلساته)، دعت في بيانها عموم الليبيين، وفي شرق ليبيا خاصة، إلى أن "يدركوا اليوم أكثر من أي يوم مضى ما يدبر لبلادنا من مكائد". في السياق ذاته، اعتبر حزب العدالة والبناء هذه التفجيرات "أعمالاً إجرامية تستهدف أمن الوطن واستقراره وتهدد حياة المواطنين"، وأكد على أن موقفه ثابت وراسخ من أن "مثل هذه الأعمال لا يقرها شرع ولا دين ولا يقبلها عقل ولا منطق سليم". ودعا الحزب في بيان له على موقعه على الإنترنت من وصفهم ب"الشرفاء" إلى "الوقوف صفاً واحداً لتفويت الفرصة على المعتدين الذين يهدفون إلى إثارة الفتنة وإدخال البلاد في نفق مظلم". وقال إن "مثل هذه الأعمال لا تصب الا في مصلحة الاطراف الداخلية والخارجية الساعية إلى عرقلة الحوار واستجلاب التدخل العسكري في ليبيا؛ وهذا يوجب على جميع الأطراف التسامي على كافة الخلافات والوقوف صفاً واحداً لإنقاذ الوطن، والاتجاه إلى حوارٍ جاد يفضي إلى توافق ينهي الانقسام السياسي، ويوجد جسماً تشريعياً واحداً وحكومة واحدة تحظى باعتراف دولي، وتجمع شتات الوطن وتكون قادرة على بناء مؤسسات أمنية تحارب الإرهاب بشتى أشكاله، وتحقق الأمن والاستقرار لليبيا ولدول الجوار". وتظاهر مساء أمس مئات الليبيين بمدينة بنغازي (شرق)، وطرابلس (غرب) للتنديد بالتفجيرات التي استهدفت مواقع بمدينة القبة. وأمس، قالت مصادر أمنية وعسكرية وطبية محسوبة على حكومة عبد الله الثني، المنبثة عن البرلمان المنعقد في طبرق، شرق، إن 3 تفجيرات بسيارات مفخخة، استهدفت محطة وقود، ومقر مديرية أمن القبة المقابل لها، ومنزل رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، عقيلة صالح قويدر، بمدينة القبة، ما أسفر عن سقوط 47 قتيلا وعشرات الجرحى، وفق حصيلة غير نهائية. لكن المصادر لم تقل إن هذه التفجيرات استهدفت مقار أمنية تابعة لقوات اللواء خليفة حفتر، كما قال بيان منسوب ل"ولاية برقة"، التابع لتنظيم "داعش"، أمس، والذي تبنى تفجيرين في القبة. وتعاني ليبيا فوضى أمنية على خلفية اقتتال كتائب إسلامية وأخرى مناوئة لها في بنغازي (شرق)، وطرابلس (غرب)، في محاولة لحسم صراع على السلطة.