تظاهر مساء اليوم الجمعة مئات الليبيين بمدينة بنغازي، للتنديد بالتفجيرات التي استهدفت مواقع بمدينة القبة، وأسفرت عن سقوط 47 قتيلا وعشرات الجرحى، فيما شهدت عدة مدن غربي البلاد مظاهرات للتنديد بالغارات التي شنتها طائرات مصرية قبل أيام على مدينة درنة. ففي بنغازي تظاهر المئات تنديدا بالتفجيرات الثلاثة التي استهدفت مبان ومقار تضاربت التصريحات حول طبيعتها وأعلن بيان منسوب ل"ولاية برقة"، التابع لتنظيم "داعش" تبنيها، وطالب المتظاهرون بضرورة تسليح الجيش الليبي "لمكافحة الإرهاب"، في إشارة إلى الجيش التابع لحكومة طبرق. وأفاد مراسل وكالة "الاناضول" أن متظاهرين غاضبين أقدموا علي حرق أعلام دول غربية من بينها أمريكا، متهمين تلك الدول ب "عرقلة مشروع قرار رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي (المدعوم من حكومة وبرلمان طبرق) الذي تقدمت به مصر لمجلس الأمن الأربعاء الماضي. وخلال المظاهرة التي شارك فيها منظمات مجتمع مدني ونشطاء ردد المتظاهرون هتافات تطالب مجلس النواب (البرلمان المنعقد في طبرق) بتسريع اتخاذ إجراء تعيين اللواء خليفة حفتر في منصب قائد عام للجيش الليبي، رافعين صورا للأخير مكتوب عليها "حفتر قاهر الإرهاب". وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر أمنية وعسكرية وطبية محسوبة على حكومة طبرق (شرق) إن ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة، استهدفت محطة وقود، ومقر مديرية أمن القبة المقابل لها، ومنزل رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، عقيلة صالح قويدر، بمدينة القبة، ما أسفر عن سقوط 47 قتيلا وعشرات الجرحى. لكن المصادر لم تقل إن هذه التفجيرات استهدفت مقار أمنية تابعة لقوات حفتر حسبما ذكر بيان "ولاية برقة" الموالية ل"داعش". وحسب مراسل الاناضول، كان أول إعلان لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لوجوده داخل الأراضي الليبية كان قبل اشهر خلال ندوة أقامها موالون للتنظيم بمدينة درنة سميت "مدوا الأيادي لبيعة البغدادي"، في إشارة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. لكن عمر الحاسي، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، المدعومة من المؤتمر الوطني العام، قال في خطاب تلفزيوني أمس، إن ما يطلق عليه "داعش" في ليبيا هي مجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي مدعومة من أجهزة أمنية ومخابراتية في دول مجاورة، وهي مسؤولة عن عدة مجازر داخل الاراضي الليبية. على جانب آخر، شهدت عدة مدن غربي ليبيا، منها طرابلس والزاوية ومصراته، مظاهرات حملت شعار "الاعتداء لن يوقف تعديل المسار"، وذلك لدعم حكومة الإنقاذ الوطني التي تعتبرها صاحبة الشرعية في الحكم، وللتنديد بالغارات التي شنتها طائرات مصرية على مدينة درنة فجر الاثنين الماضي، بعد ساعات من بث تسجيل مصور منسوب ل "داعش" يظهر ذبح 21 قبطيا مصريا على يد مسلحي التنظيم. ورفعت المتظاهرون في طرابلس لافتات حملت شعارات منددة بما وصفوه ب"ضد الاعتداء المصري" الذي استهدف مدينة درنة الليبية و الذي أدى، حسب المتظاهرين إلى مقتل 8 اشخاص منهم 4 أطفال و امرأتين، في حين ينفي الجانب المصريين استهداف مدنيين خلال غاراته على درنة. وردد متظاهرون عبارات مناهضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما أدان عدد من الخطباء والمتكلمون في المظاهرة قتل الأقباط المصريين، نافين أن تكون هذه الممارسات من شيم الليبيين، كما طالبوا بالتحقيق في الشريط الذي تم بثه ويظهر عملية الذبح.