شهدت السنوات الثلاث الماضية الكثير من مشاهد البلطجة في الشارع، وتصدروا المشهد السياسي أيام الثورة، وترددت كلمة "بلطجي"، بين الحين والآخر، وأطلق عليهم الأعلام في وقت من الأوقات المواطنين الشرفاء الذين يدافعون عن أنفسهم. أصل "البلطجية" تعود تسمية كلمة "البلطجة" كما تقول منال محفوظ مدير عام الدراسات الأثرية والنشر العلمي بالمجلس الأعلى للآثار، إلى عصر محمد على وعرف "البلطجي"، بأنه أحد الفرق في الجيش المصري. وأضافت أن كلمة البلطجي تتكون من مقطعين هما "بلطه" و"جي"، والبلطة هي أداه يقطع بها الخشب وغيره، أما "جي" فهي أداة نسب تركية، وكانت مهمة "البلطجي" في ذلك العصر 16 مهما أهمها حصار الأعداء وحفر الخنادق. وأوضحت كتب التاريخ أنه في القرن الأخير كانت فرق الصعاليك والفتوة والعربجية والبلطجية، تشارك بصورة ايجابية في الثورات والتمردات الشعبية، وتقطع الطرق على قوافل الأغنياء وتساهم في الانتفاضات الوطنية ضد المحتلين. أما في الوقت الحالي فكان للبلطجة الجانب الأكبر في المعارضة السياسية، أيام نظام مبارك وكان استخدامهم يزداد لمواجهة المعارضة التي كانت تخرج ضد نظام الحكم، كما استخدموا أيضا في 25 يناير، وموقعة الجمل بالتحرير. المندس يكشف بعض الحقائق وفي الفترة الأخيرة حاول فيلم "المندس" توضيح من هم البلطجية وأي فريق يتبعون، ويصف الفيلم حال "البلطجية" بعدما اندس بينهم وصورهم بالفيديو وعرف جهات تمويلهم وكشف علاقتهم الوثيقة بأجهزة الشرطة والجيش خلال ال3 سنوات الماضية، والتقط صورًا لشخصيات عسكرية اتهمهم بأنهم كانوا على علاقة بأنصار الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ونشطاء صفحة أسفين يا ريس، وممن افتعلوا أحداث عنف عقب ثورة يناير. بدأ بطل الفيلم مهند جلال تصوير فيلمه وعرضه من خلال ستة مقاطع، وتطرق بعدها لتفسير وتحليل الفيلم، الذي بدأ بمشهد الاتحادية وتسجيل صوتي من مهند وهو يتحدث أحد المسئولين بديوان الرئاسة.. يسأله المسئول عن الصور وماهيتها وما علاقة الفرق بعضها بالبعض ما علاقتها بمجموعة "أحنا أسفين يا ريس" وما علاقتهم بالعسكريين. يقول أحمد عامر مدون انه "ليست من المروءة أن يترك الناس الفيلم وأفكاره ويتبادلوا الخناق"، مشيرا إلى أن هناك من يقول لحركة 6 أبريل أنه ليس من حقها أن تتكلم وأن تنطق وكذلك كل الليبراليين ليس من حقهم التعالي بنعرتهم وبسبابهم القبيح ليس من حقهم كل هذا بعد كل الدماء وكل القتل. وأوضح إن الليبراليين وغيرهم كانوا يعرفون ب "الانقلاب" وشاركوا فيه فليس من حق من صار "دابة" للشرطة أن ينعق في وجوهنا نحن الإخوان المسلمين، وليس من حق من كان جسر للعسكر وخان الثورة ليس من حقه أن يتكلم عن الإخوان، ويتهمهم حتى بالخيانة للثورة ليس من حقه ففي رقبته آلاف القتلى فالإخوان إن اخطأوا فهم يعرفون خطأهم ويدفعون ثمنه. وأستنكر من دخول "المندس" داخل القصر الاتحادية وتصويره بالكاميرا الخاصة به دون أن يتعرض له أحد، لافتا إلى أن الفيلم إذا كان يوضح فهو يوضح أن الثوار سذج فلا ثورة قامت ولا نظام سقط، وأنه لا شرعية ثبتت ولا مرسي حكم وأن الجهات السيادية في البلد أسوأ حالا وهذه هي الحقيقة المرة. أوضح أن مشكلة الدولة لم تكن مبارك، بل هو النظام الكبير التي يمتد جذوره التاريخية من نظام المماليك والزيني بركات ونظام البصاصين والبلطجية، و"الحرس الحديدي" ايام الملك، والمخابرات أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وعلق "عامر" على مقولة المندس في أخر الفيلم وهي انه "عري الجميع وكلنا أغبياء !!" ، قائلا "أن الحل الوحيد في أيدي المصريين كلهم ألا يفقدوا الأمل فالهزيمة الحقيقة هي اليأس والنصر الحقيقي هو الأمل.. فليكن الواقع هو الأرضية الحقيقية لأي أمال"، وليس مطلوبا أن تجتمع كل القوي يدا واحدة وما ينبغي لها، فهي لم تكن يدا واحدة حتى تعود، وهذه حقيقة ولكن يتم مبادئ عامة يتفق عليها الجميع، وهذا ما فعله "بيان القاهرة " ثم يتم وضع قواعد اللعبة السياسة بينهم بعد الإيمان بكل المبادئ المعلنة المتفق عليها. اقرأ فى هذا الملف " من هم المواطنون الشرفاء؟" * مهند ل «لمحيط»: أقول للموطنين الشرفاء لو رفعت عنكم الحماية سيسحقكم المواطنون * «البلطجي والشريف».. مواطنون والحق ضائع * «الشرفاء».. بلطجية وباعة جائلون أم ذراع للسلطة * «المندس» يدين الإخوان.. ويكشف هوسهم للسلطة * «المندس» يكشف حقيقة لغز حمادة المسحول والبلطجية بعد 30يونيو * سياسيون يكشفون حقيقة" المواطنين الشرفاء" ** بداية الملف