اتهم الجيش الشعبي التابع للمعارضة في جنوب السودان، اليوم الجمعة، القوات الحكومية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال مهاجمة قوات المعارضة في عدد من المناطق شمالي وشرق البلاد. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده لول رواي الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي في أديس أبابا اليوم الجمعة، واستبق به اللقاء المرتقب بين رئيس جنوب السودان سلفاكير مارديت ونائبه السابق وزعيم المتمردين ريك مشار، والمقرر عقده في وقت لاحق اليوم في أحد فنادق العاصمة الأثيوبية. وقال الناطق باسم الجيش الشعبي إن قوات سلفاكير قامت، أمس الخميس، وصباح اليوم، بمهاجمة قوات المعارضة في مناطق روبكوني بولاية الوحدة "شمال"، ومتيانغ ودوليب في أعالي النيل "شمال شرق"، بالإضافة إلى باي في ولاية جونقلي شرق. واتهم رواي الرئيس سلفاكير بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الأخير دأب على إيمانه بمنطق القوة، ما يدفعه إلى مواصلة الهجمات على قوات المعارضة، حسب قوله. وأعرب الناطق عن أسفه لتعرض قوات المعارضة لهجمات في الوقت الذي يصل فيه مشار إلى أديس أبابا للقاء سلفاكير، وقال "كان يجب على سلفاكير تهيئة الأجواء الملائمة لعقد اللقاء بدلاً من تصعيد الأزمة"، حسب تعبيره. وأضاف أن هذه الهجمات سيكون لها تأثيرات على اللقاء المرتقب بين الطرفين، إلا أنه أكد على أن اللقاء سيعقد في موعده اليوم الجمعة. ولفت رواي إلى أن الغاية من مؤتمره الصحفي هو "توضيح الصورة الحقيقية التي تجري على الأرض للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن أي رد فعل من المعارضة على هذه الهجمات سيكون في "إطار الدفاع عن النفس". ووصل مشار، إلى أديس أبابا، أمس الخميس، في أول مغادرة لبلاده منذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان. وقتل آلاف الأشخاص وشرد نحو مليون منذ اندلاع القتال في جنوب السودان بين الجيش والمتمردين في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي. ومنذ هذا التاريخ، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار. وفي 23 يناير/كانون الثاني الماضي، وقع طرفا الأزمة اتفاقًا خلال الجولة الأولى من مفاوضات للسلام بينهما بوساطة أفريقية، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين، إلا أنه ظل حبرا على ورق، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه