نجح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تحقيق اختراق في الأزمة في جنوب السودان، إذ أعلن من العاصمة جوبا التي وصل إليها الثلاثاء، أن زعيم المتمردين رياك مشار وافق على لقاء الرئيس سلفاكير ميارديت، واصفاً الأوضاع في الدولة الوليدة بأنها "خطرة للغاية". وقالت مصادر أفريقية في جوبا لصحيفة "الحياة" اللندنية :"إن كي مون أبلغ سلفاكير بأن المجتمع الدولي لن يسمح بتكرار المذابح التي وقعت في رواندا في جنوب السودان، وطلب من القيادة الجنوبية التحلي بالمسئولية لتجنيب شعبها ويلات الحرب وأهوالها، بلهجة حملت تهديداً مبطناً بأن مجلس الأمن سيراقب الأوضاع في جنوب السودان عن كثب". وكشفت المصادر أن سلفاكير اشتكى من سلوك البعثة الدولية في جنوب السودان، واتهمها بعدم الحياد ودعم المتمردين والتدخل في شؤون بلاده، متعهداً في الوقت ذاته بالمضي في عملية السلام وتقديم كل تنازلات ممكنة في سبيل ذلك. وقال كي مون للصحفيين :"إن مشار المختبئ في منطقة نائية، وعد خلال اتصال هاتفي بينهما، بحضور المحادثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا"، مشدّداً على موافقة زعيم التمرد على لقاء مباشر مع سلفاكير لطيّ صفحة اقتتال مستمر منذ أشهر. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن تصاعد العنف في جنوب السودان أمر غير مقبول، داعياً سلفاكير والمتمردين إلى الالتزام باتفاق وقف النار الذي رعاه الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيجاد). وأضاف: "الوضع في جنوب السودان خطر للغاية، رأينا تصاعداً غير مقبول في العنف والقتل، رأينا اتفاقاً بين الأطراف المتصارعة ولا بد من وقف القتال والالتزام به"، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة تؤوي اليوم أكثر من 800 ألف لاجئ. في غضون ذلك، تواصل القتال بين الجانبين في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير: "نحن نقاتل في بانتيو وحولها لاستعادة السيطرة عليها". وأردف: "المتمردون يقاومون لكن الغلبة لمصلحتنا". واستعاد جيش جنوب السودان الأحد الماضي، بلدة الناصر، إحدى أهم قواعد المتمردين، القريبة من الحدود الإثيوبية. إلا أن الناطق باسم المتمردين لوال رواي قال إن المعارك لا تزال دائرة في بانتيو، وأن المتمردين استعادوا مدينة الناصر الإستراتيجية ومنطقة أبينم من قوات سلفاكير وحلفائها "المرتزقة الأجانب" ليل الاثنين الماضي، بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وأعلنت الأممالمتحدة في جنيف أمس، أن أكثر من 11 ألف مواطن من جنوب السودان فروا في الساعات ال72 الماضية إلى إثيوبيا المجاورة، هرباً من الحرب الدائرة في بلدهم. وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين أدريان إدواردز إن النزوح بدأ بعد إعلان سيطرة القوات الحكومية على مدينة الناصر حيث تقطن قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.