شهدت مدينة القدسالمحتلة عرض مسرحية "شارع فساد الدين" للمخرج الفلسطيني اسماعيل الدباغ، وتقدم ما يعرف بالكوميديا السوداء للمعاناة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها أبناء الوطن الأصلي في الأحياء العربية بالمدينة الحزينة. واستوحي مبدعو المسرحية أسم "شارع فساد الدين" والتي تكفل بإنتاجها مسرح الرواه بالتعاون مع منظمات فلسطينية غير حكومية، من اسم شارع صلاح الدين اشهر شارع في القدس. وألقي ابطال العرض الضوء على القضايا المستعصية التي تواجه الفلسطينيين في مدينة القدسالمحتلة، واثارة انتباه المجتمع الى المشكلات الخطيرة التي تواجه سكان الأحياء العربية بالقدس. وبصوت لا يخلو من الآسي، أكد مخرج المسرحية أن القدس مدينة مسلوبة الارادة وأهلها يعانون من الضياع حيث يعيشون على هامش الدنيا وضرب الفساد اواصل المدينة، وبالطبع يمثل الاحتلال الصهيوني المظلة الضخمة للفساد وهو ما حاولنا تجسيده عبر العمل المسرحي. وأوضح الدباغ - وفق صحيفة "العرب اللندنية" - أن أبناء القدس "المقدسيين" يشعرون أنهم يعيشون بلا سند أو دعم من أحد بعد ان تركهم الجميع يواجهون آلة الاحتلال البربري في المعركة التي فرضت عليهم في ظل الصمت العربي المطبق ولم يبقي لهم علي مر الأعوام الا الصمود، واليوم المدينة فقدت حتي مقومات صمود. وترصد المسرحية في رؤية هزلية تمتزج بلمسة حزن لا تخلو من الجدية استمرت قرابة ساعة العناء الذي يواجهه الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس ورد فعل السكان على الهوية والملامح المتغيرة للمدينة، حيث نقاط التفتيش الاسرائيلية حول القدسالمحتلة والمستوطنات اليهودية وهدم منازل الفلسطينيين في القدسالشرقية والحياة في البلدة القديمة. واعتبر الدباغ أن المسرح منبر للدعوة إلى التغيير، مشددا علي أن دور المسرح أن يضع يحط يده على الخلل، أن يفتح الجراحات بقصد علاجها، مضيفا "لم نقدم هذا العمل من أجل الإضحاك أو الحديث عن التاريخ الجميل للمدينة وإنما لكشف المظاهر السلبية التي تعاني منها". وتشهدت مدينة القدس التي احتلها الكيان العبري في نكسة عام 1967 وضمتها إليها عام 1980، صراع بين طرفي الصراع خاصة بعد أن أعلنتها اسرائيل عاصمة ابدية غير مقسمة فيما يطالب الفلسطينيون بالقدس عاصمة أصيلة لدولتهم في المستقبل. ويتزامن العرض المسرحي مع اختيار جامعة الدول العربية مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، وهو الاختيار الذي تصدت قوات الاحتلال بعنف للحيلولة دون الاحتفال .