سالكة إلى جهنم! أدهم جابر منذ عام «2006» يصر الدنماركيون وتحت شعار ديمقراطيتهم وحريتهم الزائفة على إهانة المسلمين بنشر الرسوم المسيئة للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم. الدنماركيون الذين تمادوا في إهانة المسلمين ونبيهم حولوا أنفسهم الى «ضحايا» لقمع حرية الرأي والتعبير وقد حصلوا بذلك على دعم وتعاطف أوروبيين آخرين وصحف أوروبية أخرى لجأت بدورها الى نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسول المسلمين، غير أن الاصرار الدنماركي والأوروبي، الذي يتحرك بدافع من الصهيونية العالمية على اهانة المسلمين ليس مستغربا بالقدر الذي يمكن فيه استهجان موقف الدول الإسلامية والعربية من القضية والتي لم تقدم على اي خطوة فاعلة من شأنها أن تدفع الدنمارك وبعض شركائها الأوروبيين في جريمة الرسوم المسيئة إلى إعادة النظر في الحسابات والامتثال قسرا لاحترام الاسلام والمسلمين ونبيهم الأكرم. لقد تعمد الدنماركيون والأوروبيون اظهار القضية على أنها شأن متعلق بحرية الرأي والتعبير لكن هذا فقط للتغطية على الهدف الحقيقي لممارستهم الحقيرة حيث يبدو أن الأوروبيين مصرون على إغضاب المسلمين واستفزازهم واحتقارهم من خلال الاساءة الى دينهم ونبيهم وهنا لا بد من سؤال جوهري حول الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير اللتين تتسلح بهما الدول الأوروبية والدنمارك على وجه الخصوص في هذه القضية: ماذا لو قام المسلمون بالتشكيك بالادعاءات التي يسوقها اليهود حول المحارق النازية وماذا لو سخر المسلمون من تلك المحارق برسوم مسيئة بطراز أقل بكثير من الرسوم المسيئة لنبي الإسلام؟ هل كانت الدنمارك لتسكت على تلك الأفعال تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير؟ .. طبعا لن يحدث ذلك لأن من يقدم على ذلك من المسلمين يتهم بمعاداة السامية وبالإرهاب وحينها قد يزج في السجن أو يوضع في غوانتانامو وعندها لن تنفع شفاعة الديمقراطية الأوروبية ولا حرية الرأي والتعبير اللتان تتبجح بهما أوروبا كلها. على الدول الإسلامية والعربية ان تتخذ إجراءات عقابية رادعة بحق الدنمارك لأنها كانت المنتج والمصدر للرسوم المسيئة لنبي الإسلام وإذا كانت هذه الدول تؤمن حقا بنبيها فعليها أن تؤمن بأن لديها الكثير من الإمكانات وتملك العديد من الوسائل لاتخاذ مثل تلك الإجراءات فهناك سلاح المقاطعة الذي يتمثل بأشكال عدة أبرزها مقاطعة البضائع التجارية والمقاطعة الدبلوماسية التي تعتبر السلاح الأمضى بوجه الإساءات الدنماركية ضد رسول الله محمد صلى الله وعليه وسلم. إذا كان البعض يشكك في نجاح سلاح المقاطعة فعليه أن يدرك أن العلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري مع الدنمارك لن يدخلا الجنة في حين ان الساكتين على إهانة الرسول الأكرم ستكون طرقهم سالكة مباشرة إلى جهنم. عن صحيفة الوطن القطرية 4/3/2008