عواصم: أدى قرار كبرى الصحف الدانماركية إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى إشعال الغضب في نفوس المسلمين في جميع أنحاء العالم وخروج بعضهم للتظاهر تنديدا بموقف الدانمارك. ففي عمان اعتصم طلبة الاتجاه إلاسلامي في الجامعة الأردنية أمس الخميس أمام مبنى السفارة الدنماركية في عمان للتنديد والاحتجاج على إعادة نشر الرسوم. وذكرت صحيفة "الرأي" الأردنية أن الطلبة رفعوا خلال الاعتصام الصامت، لافتات كتبوا عليها " كلنا فداك يا رسول الله" و "بأبي وأمي يا رسول الله". وأعتبر الطلبة أن قيام الصحف بإعادة نشر رسومات تسيء للرسول لا تندرج ضمن حريات التعبير، وإنما هي اعتداء على حرمة المقدسات والإساءة للأديان. وفي مصر سادت مختلف القرى والمدن مشاعر غضب عارم وطالب جهور غفير بطرد سفراء الدنمارك من مختلف بلدان العالمين العربي والإسلامي وسحب السفراء العرب والمسلمين وسائر أعضاء البعثات الدبلوماسية من هناك ردا على هذه الإهانة. ونقلت صحيفة "الدستور" الأردنية عن أبو إسحق الحويني أحد كبار العلماء المسلمين قوله إن الدفاع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم واجب على كل مسلم لا ينبغي عليه التفريط فيه أو تجاهله. ودعا الحكومات العربية والإسلامية لأن تهب للدفاع عن الإسلام ورسوله الكريم . وندد الداعية يوسف البدري بالحملة التي يتعرض لها النبي صلي الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية وهاجم موقف الحكومات الإسلامية التي لا تعبأ بالرد علي التشويه الذي يتعرض له نبي الإسلام .وطالب البدري بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية علي الفور مع تلك الدولة الأوربية. واهاب الداعية جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشريف بجماهير العالم العربي والإسلامي لقطع العلاقات مع الدنمارك وعدم السفر إلي هناك كما دعا الى مقاطعة جميع السلع الدنماركية . وانتقدالشيخ حمدي الحلواني من علماء الأزهر الشريف ضعف الرد الرسمي للدول العربية . وقد دانت باكستان بشدة اليوم اعادة نشر رسوم مسيئة للنبي الكريم في عدد من صحف الدنمارك وبلدانا اوروبية اخرى. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق قوله:" نحن على اتصال بالسلطات الدانماركية حول هذه القضية لان اعادة نشر الرسوم فيه اساءة لمشاعر اكثر من مليار مسلم حول العالم". واكد ان المسلمين "ليسوا ضد حرية التعبير لكن تلك الحرية ليست رخصة لاهانة الشعوب الاخرى". وطالب المتحدث الاتحاد الاوروبي بسن تشريعات لضمان عدم تكرار مثل هذه الاحداث وعدم استخدام وسائل الاعلام الغربية لحرية التعبير لايذاء مشاعر الاخرين. وقد اعادت 17 صحيفة دنماركية على الاقل نشر رسوم كرتونية مسيئة للنبي الكريم الاربعاء على الرغم من موجة الاحتجاجات الكبرى التي عمت العالم الاسلامي عند نشر تلك الرسوم للمرة الاولى. وزعمت الصحف إن إعادة نشر الرسوم يأتي تضامنا مع رسام الكاريكاتور في صحيفة "يلاندز بوستن" كورت فيسترجارد بعد اعتقال ثلاثة اشخاص يشتبه في تخطيطهم لاغتياله في منطقة آرهوس (وسط الدنمارك) . وفيسترجارد هو رسام الكاريكاتير في صحيفة "يولاندس بوسطن" التي كانت أول من نشر الرسوم في سبتمبر/ أيلول 2005 ، ثم أعيد لاحقًا نشرها في نحو 60 مطبوعة ، مما أثار موجة من الاحتجاجات حول العالم. وتعرضت ثلاث سفارات دنماركية لهجمات وسقط نحو 50 قتيلا فى أعمال شغب فى الشرق الأوسط وآسيا. ومنذ ذلك الوقت أدين العديد من الشبان المسلمين فى الدنمرك بالتآمر لشن تفجيرات احتجاجا على الرسوم. ومن جانبها ، قالت إليزابيث كنودسن، رئيسة تحرير "برلنسجكي" ثالث أكبر الصحف الدانماركية: "من الواجب علينا أن نرسل رسالة واضحة لكل من يحمل أفكارًا مثل هؤلاء الذين فكروا في استهداف الرسام فيسترجارد". كما أعلن تيور سايدنفان رئيس تحرير صحيفة "بوليتكين" إن الصحيفة نشرت الرسوم اليوم كجزء من تغطيتها للاعتقالات التي تمت في مدينة آرهوس.