[email protected] " رب ضرة نافعة " هو لسان حال جميع المؤمنين بالله ورسله وملائكته . فرغم المحاولات اليائسة من جنب بعض الصحف الأوروبية للنيل من مكانة أنبياء الله والتطاول عليهم بلا استثناء " تحت راية حرية التعبير " فإننا نتصور أن أخطر ما في هذه المحاولات أنها تؤكد فقدان العالم الغربي لكل ما هو مقدس والمثل الشعبي لدينا يقول " إذا لم تستحي ففعل ما شئت " . وإذا كنا نشارك كافة شعوب الأرض في الرفض بشدة مثل هذه التصرفات التي لا تنم إلا عن مجرد كراهية وحقد لدي البعض من يدعوا حرية الرأي رغم أنهم يتطاولون علي حرية غيرهم " وهو قمة التناقض مع الذات " فأن هذه المحاولات تكشف بالفعل عن محدودية الثقافة الدينية بصورة عامة لدي الغالبية العظمي من الغربيين بما فيهم من يدعي الثقافة ويتشدق بألفاظها وهذا باعتراف من محرر القسم الثقافي فلامينج روزيه في الجريدة الدنماركية التي نشرت الصور المسيئة لأشرف الخلق سيدنا محمد " صلي الله عليه وسلم " في حواره مؤخرا مع إذاعة " BBC " حيث أكد أن معلوماته محدودة عن النبي محمد " صلي الله عليه وسلم " ولا تتجاوز أنه رجل عاش منذ 1400 عام وهو مؤسس الديانة الإسلامية وعن سماحه بنشر هذه الصور أوضح أن القصة بدأت في شهر سبتمبر الماضي حينما طلب من 40 رسام كاريكاتور رسم النبي محمد " صلي الله عليه وسلم " كما يرونه لعرض الصور في كتاب لأحد كتاب الأطفال عن النبي محمد ولكن لم أطلب من أحد أن يتهكم عن النبي محمد مشيرا إلي أنه نظرا إلا أننا في الدنمارك نميل إلي التهكم علي الرموز الدينية والسياسية والعائلة المالكة، قام الرسامون بذلك، ليس بغرض السخرية من المسلمين مؤكدا أنه شخصيا لا يعتقد أن هذه الرسومات تعبر عن حقيقة شخصية رسول الله محمد " صلي الله عليه وسلم ". وبعيدا عن الحديث الذي يتبناه البعض بان هناك حرب ثقافية منظمة ضد الإسلام فأننا نتصور أن نشر هذه الصور يثير لغطا كبيرا ويخلط الأوراق بين حرية التعبير واحترام الأديان والبحث عن كيفية تحقيق الموازنة بينهما إلا أن سياسة المقاطعة ليس هي الحل الجذري لضمان تكرار مثل هذه المواقف في المستقبل وإنما تطبيق مبدءا وجادلهم بالتي هي أحسن بمعني لابد من الاستفادة من هذا الوضع العام داخل بعض الدول الأوروبية لإلقاء المزيد من الضوء علي الدين الاسلامي وسماحته والمكانة الرفيعة لرسول كريم محمد " صلي الله علية وسلم ". نعتقد أنه حان الوقت لإيجاد مشروع " اسلامي - عربي " لإقامة بوابة الكترونية ضخمة تتولي ترجمة العديد من أمهات الكتب الإسلامية الشهرية والموثوق فيها والمتفق عليها إلي العديد من لغات العالم وسيكون هذا ابلغ رد عملي وايجابي لمن يريد ويبحث عن الحقيقة . نأمل أن يكون شرف إطلاق مثل هذا المشروع من نصيب الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعديد من المواقع الالكترونية العربية والإسلامية التي تسعي بصدق لتطبيق المبادئ المحبة والسماحة في الدين الاسلامي ورفع شعار التأخي في الله بين جميع البشر وذلك بدلا من أن نترك من يبحث عنا وعن إسلامنا ليعرف عنه المزيد ليقع صيدا سهلا لمقاله صهيونية أو مؤلف يهودي أو مستشرق متعصب . فمثلا لماذا لم نفكر في إرسال مجموعة من الكتب الإسلامية " باللغة الانجليزية أو الفرنسية" عن شخصية رسولنا الكريم لكافة الجرائد الأوروبية التي تورطت في هذه القضية لنري موقفها ونضعها علي المحك أمام حرية الرأي والتعبير ونري ماذا سكون رد فعلها بعد معرفة الحقيقة. في النهاية نؤكد أن فتح قنوات التحاور الانساني والعقلاني مع الغير ربما يكون في أحيان كثيرة أفضل من بناء الجدران الفاصلة التي لن نجني من وراءها إلا إشعال وتنامي حالة الكراهية المكتومة في القلوب والمعرضة في اي وقت للانفجار إلا أن هذا لا يعني إننا ضد استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنماركية فهذا تصرف يرجع لحرية اختيار المستهلكين علي غرار مفهوم حرية التعبير للدنماركيين !