[email protected] مع تكرار المحاولات اليائسة للنيل من مكانة أنبياء الله والتطاول عليهم بلا استثناء "تحت راية حرية التعبير" فإننا نتصور أن أخطر ما في هذه المحاولات أنها تؤكد فقدان العالم الغربي لكل ما هو مقدس ناهيك عن غياب مفهوم التعرف علي ثقافة الآخر وإقامة حوار بناء. وتصادف وجودي في العاصمة البريطانية لندن مع تصريحات قداسة بابا روما بند يكت السادس عشر واستشهاده بحوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي وفارسي مثقف لإصدار أحكام غير صحيحة علي دين سماوي ورسول من عند الله حيث يتبين لك محدودية الثقافة الدينية بصورة عامة لدي الغالبية العظمي من الغربيين بما فيهم من يدعي الثقافة ويتشدق بألفاظها حيث إن معلومات غالبية الغربيين محدودة عن النبي محمد -صلي الله عليه وسلم- ولا تتجاوز أنه رجل عاش منذ 1400عام وهو مؤسس الديانة الإسلامية. وبعيدا عن الحديث الذي يتبناه البعض بان هناك حربا ثقافية منظمة ضد الإسلام فإننا نتصور أن نشر مثل هذه الأقوال بجانب الصور المسيئة للرسول لا تنم إلا عن مجرد كراهية وحقد لدي البعض ممن يدعون حرية الرأي رغم أنهم يتطاولون علي حرية غيرهم "وهو قمة التناقض مع الذات" كم أن هذه المحاولات تثير لغطا كبيرا وتخلط الأوراق بين حرية التعبير واحترام الأديان والبحث عن كيفية تحقيق الموازنة بينهما. وإذا كان البعض قد رفع شعار المقاطعة في حالة الرسوم الدانماركية والتي آتت بثمارها بالفعل فأنها ليست هي الحل الجذري لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف في المستقبل وإنما تطبيق مبدأ "وجادلهم بالتي هي أحسن" بمعني لابد من الاستفادة من هذا الوضع العام داخل بعض الدول الأوروبية لإلقاء المزيد من الضوء علي الدين الاسلامي وسماحته والمكانة الرفيعة للرسول الكريم محمد -صلي الله علية وسلم-. وهنا نكرر ما طالبنا به منذ أكثر من 6 شهور لإيجاد مشروع "إسلامي - عربي" لإقامة بوابة الكترونية ضخمة تتولي ترجمة العديد من أمهات الكتب الإسلامية الشهيرة والموثوق فيها والمتفق عليها إلي العديد من لغات العالم وسيكون هذا ابلغ رد عملي وايجابي لمن يريد ويبحث عن الحقيقة. نأمل أن يكون شرف إطلاق مثل هذا المشروع من نصيب الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعديد من المواقع الالكترونية العربية والإسلامية التي تسعي بصدق لتطبيق المبادئ المحبة والسماحة في الدين الاسلامي ورفع شعار التآخي في الله بين جميع البشر وذلك بدلا من أن نترك من يبحث عنا وعن إسلامنا ليعرف عنه المزيد ليقع صيدا سهلا لمقالة صهيونية أو مؤلف يهودي أو مستشرق متعصب. فمثلا لماذا لم نفكر في إرسال مجموعة من الكتب الإسلامية "باللغة الانجليزية أو الفرنسية" عن شخصية رسولنا الكريم لكافة الجرائد الأوروبية لنري موقفها ونضعها علي المحك أمام حرية الرأي والتعبير ونري ماذا سيكون رد فعلها بعد معرفة الحقيقة. في النهاية نؤكد أن فتح قنوات التحاور الإنساني والعقلاني مع الغير ربما يكون في أحيان كثيرة أفضل من بناء الجدران الفاصلة التي لن نجني من ورائها إلا إشعال وتنامي حالة الكراهية المكتومة في القلوب والمعرضة في أي وقت للانفجار.