يا بوش.. اللي اختشوا ماتوا!! د. محمود السقا مازال الحديث مستمراً حول تلك الجرأة للقاتل العالمي بوش الجزار الذي جاء بمنتهي الوقاحة ليمشي علي أرض ملطخة بالدماء إثر تخطيط شيطاني منه ومن جنوده، فلقد انقلبت المنطقة من منطقة هادئة مطمئنة إلي منطقة كثرت فيها "القبور" وجرت الدماء أنهاراً أنهاراً من آلاف البشر الذين تسبب ذلك الجزار العالمي وبقرارات مستمرة منه إلي تابعيه: اضرب.. اضرب، في القلب اضرب واضرب، ولا تأخذك بهم رحمة أو رأفة، فلقد نزعت الرحمة من قلبه المملوء غلاً وحدقاً علي "حضارة" بلادنا منذ فجر التاريخ، وفي مقدمتها "حضارة بلاد ما بين النهرين". كيف جرؤ المذكور علي أن يأتي لبلادنا ويمشي علي أرض خضبت بدماء الأبرياء، وهو القاتل "الذي يحوم حول جريمته" كما شرحنا وعبرنا عن ذلك في مقالنا السابق، تعبيراً اليوم عن "جرأة غير مسبوقة" من حاكم دولة لطخ تاريخه وشمس رئاسته تميل نحو أفق المغيب، إذ به وفي وقاحة وسفالة جاء إلي هذه البلاد، ولا يهمه تلك اللعنات التي انصبت عليه في كل خطوة خطاها علي بلاد "الكبرياء العربية" كيف وصيحات الغضب تملأ جميع بلادنا غاضبة لهذه الزيارة التي لا مبرر لها، والتي كان من واجب حكام العرب لو لديهم جرأة المواجهة أن يرفضوا لقاء "قاتل الأبرياء" من أبنائهم وأعز شبابهم وشيوخهم ونسائهم بل وأطفالهم، حيث إن رصاصات الغدر لم تفرق بين هؤلاء جميعاً، قتل جماعي أحمق.. وكانت تصله نتائج "المعارك الوهمية" فيرد: هل من مزيد؟ وقفت الدنيا كلها غاضبة في مواجهة سياسة "القاتل العالمي" ولعنته بكل اللغات وحاولت عن طريق كل صور التعبير عن الغضب أن توقف "حمامات الدم" وامتدت ألسنة لهيب الغضب في كل بلاد الدنيا، وامتدت حول البيت الأبيض، حيث يصدر الجبار المتكبر قراراته من بين جدرانه، والذي في ظله كما وصفناه من قبل: لقد أصبح البيت الأبيض هو "البيت الأسود" بما لطخته أيدي الجالس علي عرشه، الجالس علي "جماجم الموتي" والمستمع إلي حشرجة الموتي ولكنه كان في غيّه يواصل سوء صنيعه، كأكبر حكام التاريخ دماً ودماراً. وكانت التساؤلات المريرة المستمرة: لماذا نكبت البلاد بهذا "القاتل الجبان" المحترف صناعة قتل الشعوب، ولماذا أقام فترة حكمه علي هذا العداء، ولم ينظر إلي بلده ليقيم فيها حصناً للعدل أو رفاهية في الاقتصاد، أو نشر الحب والسلام حتي تكتب له من خلال فترات حكمه الحسنات.. "دون اللعنات". ونعود لحديث اليوم وفي غضب لهذه الزيارة، غضب سيطر علي مشاعرنا ولم تسكت حدته تلك المظاهرات حاملة "الشعارات السوداء" لهذا اليوم الأسود الذي جاء مع زيارة قاتل شبابنا وأطفالنا وشيوخنا، ونلح في معرفة كيف "ارتضي الرؤساء العرب« الترحيب بمقدمه واستقباله.. دون أن يعلنوا غضبهم لمجيئه في بلاد أقسمت أن يوم "الثأر" آت لا ريب فيه.. كيف ارتضي "حكام العرب" أن يمدوا أيديهم حتي بمجرد السلام علي يد مخضبة بدماء أبنائهم وشرف نسائهم وصيحات وأنين أطفالهم.. كيف ارتضوا هذا "اللقاء الملعون في الأرض والسماء" ولم يحققوا رغبة شعوبهم في رفض هذا اللقاء للأسباب التي طرحناها وأيضاً والمهم والأهم الآتي: لقد رأت الدنيا وتتبعوا زيارة "القاتل" لشعوبهم، في مقابل ترحيب إسرائيل له، حيث رأينا كيف كانت "القبلات اليهودية"، وكيف كانت الأحضان، وكيف كانت الزهور تفرش طريق الزائر حامي حمي الصهيونية العالمية وإسرائيل.. وقد توجب تلك الزيارة: بأن وضع صاحبها "ويعف القلم عن ذكر اسمه" وكيف وضع "الطاقية اليهودية" فوق رأسه، وكيف توجه ليذرف "دموع التماسيح" عند أعتاب "حائط المبكي". أليس في ذلك بيان لكل حكام العرب أنه مصبوغ حتي النخاع بحب لا حدود له لدولة إسرائيل وزعماء إسرائيل وأرض إسرائيل.. وفي المقابل وتحية للقاتل قدمت له إسرائيل وأولمرت هدية زيارته وهي الاعتداء الغاشم الذي قتل فيه جنود إسرائيل عشرات الآمنين المطمئنين من أبناء غزة.. وكنت هذه هي "التحية التي تليق بالضيف القادم عاشق دماء البشر". والسؤال الذي يدور الآن، لماذا هذا الصمت من قبل حكام العرب في مواجهة هذا الرئيس الذي تخطي بسياسته الحمقاء كل الخيوط والخطوط الحمراء.. التي فيها "لون الدم المسفوك"؟ ثم لا تظنوا أبداً أنه جاء بخير لكم، وإنما جاء ليزيد من اشتعال النار والتخطيط للاستيلاء علي "بترولكم وذهبكم والفضة" وليس هذا فحسب، إنما جاء لينهي مرحلة حكمه بجريمة أخري يخطط لها وكلكم يعرف ذلك، جاء ليضع يده في يد إسرائيل من أجل الاعتداء علي بلاد إسلامية حرة تحاول من جانب رئيسها الشاب واسمه في شهادة مولده "محمود نجادي" والذي دائماً ما يعلن من أن إسرائيل عبارة عن "كيان طفلي وآن له أن يمحي من علي خريطة بلادنا" ونحن نتفق ونعلن بأن "كل مصائب بلادنا، وكل الخصومات بين أمتنا العربية" آت لا ريب فيه من واقع "الوجود اللاتاريخي والمغتصب الصهيوني" للإسرائيليين.. والذي شعارهم الدائم القتل.. القتل تماماً كما يتفق مع سياسة زائرهم الدموي.. وترديداً لما أعلنه كبير لهم "مناحم بيجين" في كتابه المعنون "أنا أقتل إذن أنا موجود". ومازال التساؤل المطروح يحتاج إلي إجابة جادة.. "أليس لهذا القاتل شعور أي شعور بالندم لما اقترفت يمينه بالنسبة للمنطقة التي يزورها، وقد جاءها تحت حماية الطائرات وكل وسائل الدفاع عنه وحراسته، بدلاً من أن يقدم نفسه للشعوب تبارك خطوه وتحميه، ولكن أني له هذا.. والقتل أسلوب حياته، وكراهيته من يوم أن تبوأ عرش بلاده وهو أب عن جد يحمل حقداً أسود للذكريات التي أطلق عليها "ذكريات الحروب الصليبية".. والصليب وحامل دعوة الصليب منه براء.. وكيف هذا لنعلن للدنيا ولعله يسمع ما يقال عنه "اللي اختشوا ماتوا".. عن صحيفة الوفد المصرية 23/1/2008