يقع المسلمون اليوم في الفتنة حين يروا أمامهم الخطأ ولا يصوبونه ويقفون سلبيين في الوقت الذي يجب عليهم أن يقولوا الحق ولا يرضوا بغيره ولا يرضوا به غير الله ولا يجاملوا به أحدا من الخلق علي حساب دينهم بل يجب عليهم جميعا أن يرضوا ربنا تبارك وتعالي ولا يجب أن يقولوا ما يمليه عليهم هواهم أو جماعتهم أو مصالحهم الخاصة بل يجب أن يقول الجميع ما ينصرون به هذا الدين وهذا الوطن وهذا الشعب العبقري الذكي الأبي الذي يستحق منا جميعا التجرد لله ونحن في هذه المرحلة الحرجة والمهمة من تاريخنا. كثر الخبث وانتشر من ينصرون المنكر وينكرون المعروف.. الذين ينصرون المنكر بكل قوة.. لكن هيهات.. هيهات وأقول لهؤلاء: "وقل جاء الحق وزهق الباطل.. إن الباطل كان زهوقا". لا أستطيع أن اتحدث عن هذه الفتنة التي تمر بها بلدنا دونما أتحدث عن سفك الدماء. فلصالح من تسفك دماء المصريون علي أرض ميدان التحرير وشارع محمد محمود وشارع قصر العيني؟! ولذا احذر من يتلاعبون بالدماء ويستهينون بها واحذر من يمسكون بالمسدسات كاتمة الصوت ليطلقوا طلقاتهم علي الآمنين والمتظاهرين في ميدان التحرير. واحذر أفراد الأمن والمجلس العسكري والشباب المصري المسلم والنصراني فدم كل مصري له حرمة ولا نجامل بذلك مخلوقاً علي وجه الأرض بل هذا ديننا وهذا نبينا. ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. فقتل المؤمن عند الله أعظم من زوال الدنيا. بل وحرمة دم المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة ذاتها. والدماء لها حرمة وأيضا لدماء أهل الذمة حرمة وفي ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من أمن رجلا علي دمه فقتله فأنا برييء من القاتل ولو كان المقتول كافرا" والدماء في مصر لها حرمة ولا ينبغي أن نستهين بالدماء. ولهذا كله أقول: نريد أن تظهر الحقيقة كاملة واضحة وضوح الشمس وأن تعلن للشعب المصري العبقري وأن يقدم الخونة والمتورطون بعد الاعلان الصادق للشعب كله إلي محاكمة عادلة بالعدل والحق بلا مجاملة. وهنا أتساءل أين القتلة وأين اللصوص ولماذا لم يحاسب القتلة؟ ولماذا لم يحاسب اللصوص؟ ولماذا لم يحاسب المحرضون الخونة في وسائل الاعلام الخائنة التي تريد اسقاط مصر بالكلية.. مصر القامة والقيمة وأنا أري المحرضين اكثر من الفاعلين لأن الفاعلين كما رأيتم ربما يكون طفلاً 12 سنة وقبض 50 جنيهاً وخرج وهو لا يدرك فيحرق وهو لا يعرف. فهذا الصبي لا يعرف شيئاًَ ولا أنفي عنهم المسئولية وإنما لا يجب أن المحرضين والخونة الذين يحرضون علي الحرق والإساءة لمصر كلها وخرج من الكفرة في كل أنحاء العالم ليتحدثوا عن هذا الشعب العبقري الذي أشبهه بالنهر العذب النهر الجاري. فقلوب المصريين وقلوب شعب مصر تشبه النيل في سريانه ورخائه واستقراره ولكن إذا زمجر وفاض يدمر ويدمر فهو كالنهر في هدوئه حين سريانه وأيضا كالنهر حين يزمجر ويغضب ولا يتوهم أحد أن هذا الشعب سيترك مصر في أيدي الخونة. لن نترك مصر تسقط أبدا وكل مسلم حر وكل وطني صادق لن يسمح لهؤلاء أن يحرقوا مصر.. مصر الحضارة.. مصر أرض العلماء.. مصر أرض الأولياء.. مصر أرض الصادقين والشهداء.. مصر أرض الوفاء.. الصخرة التي تحطمت عليها أسنان رماح كل القوي الطاغية ومن لا يدرك ذلك فليقرأ التاريخ ليعلم قدر مصر وأهلها. لقد اتفق الجميع علي أن تسقط مصر حتي تسقط الأمة كلها فمصر رأس القاطرة والتي ان توقفت توقفت القاطرة كلها وهؤلاء يريدون لمصر أن تسقط حتي تسقط الأمة كلها. وذكرت قبل ذلك أن هناك مخططات لتقسيم مصر لأربع دول وخريطة مصر الجديدة مقدمة للكونجرس الأمريكي يريدونها دولة رئيسية في الشمال ودولة أعلاها في الشرق للسيناوية وفي الجنوب للنوبيين ودولة أعلاها للأقباط. وفي الأيام الأخيرة سمعنا بأخطر كلام وأخطر وثيقة أصدرها وتحدث عنها مركز الدراسات الاشتراكية بل مركز الشيوعيين في مصر والذي جاء علي لسان سامح نجيب: لابد من القضاء علي الدولة واسقاط الدولة لنقيم علي أنقاضها دولة أخري للشيوعيين. ولن تسقط مصر إلا بإصابة وطعن القلب الصلب وهذا لن يكون إلا باحداث انقلابات عسكرية داخلية علي أيدي صغار الضباط واحداث خلخلة في قلب المؤسسة العسكرية. هؤلاء يريدون أن يكسروا الجيش وللأسف الشديد حين تحدثت من قبل عن تلك المخططات اتهمني بعض اخواتنا أني أريد أن أحصل علي رتبة لواء في الجيش وفي ذلك أرد عليهم لا أريد لا رتبة لواء ولا حتي "أمباشة" أما الجيش فلا لأنه لو كسر الجيش واقسمت قبل ذلك علي عرفات وأعود فأقسم أن أخطر ما يخطط له الآن أن ينزل الجيش للأرض للوقوع في الفتنة ومواجهة مع الشعب. فهذه بداية محنة لا يعلم خطرها إلا الله. الكلام واضح والكثير منا تابع ذلك الفيديو الذي يمثل ربما باباً للوقيعة ولذا أطالب أن يقدم الخونة من المنفذين والمحرضين والممولين الذين يريدون أن يسقطوا مصر. وفي ذلك أخاطب المجلس العسكري والحكومة: "نريد الحقيقة". والناس في "حيص بيص".. الناس في حيرة ولن يطمئن الناس إلا باعلان الحقيقة واضحة صريحة وليقدم كل من اخطأ للمحاسبة والمحاكمة العادلة فما وصلت مصر إلي ما وصلت إليه الآن إلا بسبب التراخي في احقاق الحق. ولن تصلح أمتنا ولا بلدنا إلا إن فاءت إلي الله ولرسوله واقامت الحق والعدل علي الجميع بلا مجاملة ولا محسوبية وأقول ذلك للجميع. لا يجب أن نفصل بين الإسلاميين وصعودهم إذ يرقص الكثيرون من اخواننا رقصة الموت كلما أعلنت النتيجة لمرحلة من المراحل الانتخابية وتصاعد الإسلاميين بل تضيق صدورهم ويخرجون ما عندهم دون مواربة لدرجة أن قال أحدهم صراحة وهو جاهل: "اللي هيقرب من الثورة والثوار هنطلع دين أمه".. هذا هو الحدث!! ولهذا أخاطب الإسلاميين وأقول لهم: "يا أيها الإسلاميون اتحدوا ولا تنازعوا فتذهب ريحكم واعتصموا بحبل الله جميعا ولينوا لاخوانكم فإن رأيت أخاً في الحرية والعدالة أو في النور قدمه بكل حب فأنا لا يعنيني من يقول الحق بل المهم أن يقال الحق ولا يهم من يرفع الراية بل المهم أن ترفع الراية. والله أسعد ما رفعت راية الحق السنة والعقيدة الصافية الصحيحة بين أي مسلم أياً كان انتماؤه وأياً كانت جماعته طالما أنه يغرس صحيح الإسلام. وإذا كان البعض يقول إن شعب مصر لا يفلح معه إلا القوة لأنه شعب "متفرعن" ولا يصلح معه إلا "الفرعنة" وهنا أرد عليهم بأنه لن يصلح شعب مصر إلا الحق والعدل والشدة في موضع الشدة واللين في موضع اللين لكن اللين في موضع الشدة يعد افساداً. والشدة في موضع اللين تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح ونحن نقول بعلو الصوت: "لا لتحول بلدنا إلي فوضي فلن تصلح قوة للسيطرة عليه". فلا يصلح لهذا الأمر إلا اللين في قوة والجواد في غير اسراف رجل لا يصانع ولا يضارع ولا يصنع المطامع. ان أهل الدين أهل القصد أهل السلامة أهل الخير نحن ألين لهم من بعضهم لبعض وأهل البغي والظلم والتعدي أن تنصرهم وهم ظالمون. قال صلي الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" قالوا وكيف ننصره ظالماً. قال: أن تكفه عن ظلمه فذاك نصر ولابد أن نكف الظالمين عن ظلمهم. واطالب الآن بفترة هدنة بلا تظاهرات ولا احتجاجات حتي ننهي العملية الانتخابية وليتسلم السلطة رئيس منتخب وان أراد بعض اخواننا الاعتصام فليحدد مكانا وزمانا ويخرج من يريد ليعبر عن رأيه بأدب واحترام ويحرس هؤلاء الأمن والجيش ولينقلوا ما يريدون من آراء ومطالب لا تعد علي أحد ولا تعطيل لمصالح الناس ولا تعد علي المنشآت العامة والخاصة وأقول في ذلك ما أرضي به ربي عز وجل أما ان تتحول بلدنا إلي فوضي وأن تتحول النتيجة لقتل الأبرياء ويهرب الخونة. وهنا يجب أن أحذر من اعلام الفتنة الذي يريد احراق البلد في برامج "التوك شو" بل اعتبرها برامج "التوك توك شو" فالاقتصاد المصري خسر ما يزيد علي 8 مليارات في يومين والناس البسطاء في حاجة للجنيه الواحد بالحلال وربما لا يشعر أحد منا بذلك بل هناك من يريدون فقط لقمة عيش بالحلال وهم يريدون أيضا الحفاظ علي شريعة ربهم ويريدون العيش عيشة بسيطة.. فلما هذا الشحن المزلزل الذي يملأ القلوب بالخوف. انني اكرر إحذروا هذا الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب فلا تنقل خبرا إلا بعد أن تتثبت منه فما أكثر الادعاءات والاشاعات فالحق أبلج والباطل لجلج وكل صاحب بصيرة يري الحق بنوره ويعرف الباطل بظلامه. احذر من اعلام الفتنة وادعوكم إلا تهتموا في مواجهته وان تردوا عليه بالاتصال لأنه ليس لدينا ما نخجل منه. واعجب كل العجب من ارادة ما بين فرض ارادة ورفض ارادة اعجب من الليبراليين يفرضون ارادتهم ويرفضون ارادة الشعب فهم يلعنون الآن هذه اللعبة التي جاءت بهذه اللعنة من وجهة نظرهم. وختاماً أدعوكم إلي الحفاظ علي دينكم وهويتكم وانتمائكم لإسلامكم فانصروا دين الله وانصروا من ينصرون الله وادعموهم بكل ما أوتيتم من طاقة وقوة ولا تتركوا مصر تحترق وتسقط.. اخرجوا عن صمتكم وكونوا علي يقين مطلق من أنها لن تسقط بفضل الله. الشيخ : محمد حسان