أسماء المرشحين لرئاسة لبنان راكان المجالي أيام تفصل اللبنانيين عن مواجهة لحظة الحقيقة الصعبة والحاسمة وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، ومع اقتناع كافة الاطراف اللبنانية وخاصة تياري 14آذار و8 آذار ، بأن البديل هو الفراغ والتمزق وكل الاحتمالات السيئة لكن طرفي الصراع يلعبون لعبة عض الأصابع ، لعل طرف منهما يفوز بما يريد كاملاً.. واعتقد ان كل اللبنانيين مقتنعون بقرارة أنفسهم ان العماد ميشال عون هو الافضل ما دام الجميع يطرح شعار استقلال وحرية لبنان ، وعون هو أكثر من جسد ويجسد هذا الشعار عبر تضحيات وتجرد ونزاهة... الخ ، لكن السياسة في لبنان ليست مثاليات ، انما حسابات واقعية ومصالح وتحالفات في الداخل والخارج ، ولذلك فان فرصة عون ضئيلة لانه طرف..،، كما ان فرصة مرشحي 14 آذار بطرس حرب ونسيب لحود ضئيلة رغم ما يتمتعان به من خبرة وكفاءة ونزاهة أيضاً ولكن هما ايضاً طرف.. وعندما اقترح الرئيس بري مرشح توافق قصد ضمناً أن يكون مرشحاً من خارج تياري 14 و8 آذار ، وهو المرشح الذي وصفه البطريرك الماروني رجل مسؤولية يقف على مسافة واحدة من الجميع... والمؤكد ان تيار 14 آذار سيقع في خطأ قاتل لو هو استمر بالتهديد بانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد ، والأمر لا يقتصر هذه المرة على تعميق خلاف وانما تفجير الوضع ، ولذلك فان التوجه الغالب لبنانياً وعربياً ودولياً ما عدا امريكا يدفع باتجاه التوافق على رئيس مستقل ومقبول من الجميع... وقد بات واضحاً ان فرنسا تدفع باتجاه التوافق بشدة وتحركاتها المكثفة بما في ذلك لقاء ساركوزي مع بوش هي لتفادي جر لبنان الى الكارثة. في التفاصيل لا بد من الاشارة الى ان لقاءات واتصالات بري والحريري والبطريرك صفير قدأسفرت عن مداولات حول أسماء معينة لمرشحين مستقلين وتضم اللائحة الموسعة لأسماء مقترحة السادة: جويف طربيه رئيس الرابطة المارونية ، ودميانوس قطار وزير المالية السابق ، وشكيب قرطباي نقيب المحامين السابق والنائب فريد الخازن من كتلة العماد عون وسيمون كرم السفير السابق في واشنطن. لكن الثلاثي صفير بري الحريري الذي يعبرون عن اقتناع بحيادية هؤلاء الاشخاص ومزاياهم الفردية والذاتية لا يرون ان اي منهم قادر على تحمل المسؤولية الصعبة ، وكذلك فان القائمة السرية الأضيق تقتصر على شخصيتين بارزتين هما ميشال اده وروبير غانم ، ورغم ان روبير غانم مسمى على 14 آذار الا ان خروجه من 14 آذار جعل الحريري يتحفظ عليه ، بينما تحارب امريكا وصول ميشال اده لسدة الرئاسة في لبنان... وفي التفاصيل فان البطريرك صفير يرفض ان توكل له التسمية من بين الاثنين ويقترح ان يتم التوافق عليهما وان يطرحا على مجلس النواب لانتخاب واحد منهما... والسيناريو الايجابي المتفائل هو فيما لو حصرت الامور في هذا الخيار هو ان يغير الحريري موقفه من روبير غانم فتكون فرصته اكبر وتغير امريكا من موقفها من اده فتزداد فرصة وصوله.. لكن هذا لا يعني ان استحالة التوافق لا تظل واردة لا قدر الله.. عن صحيفة الدستور الاردنية 11/11/2007