القدس المحتلة: من المعلوم أن المقدسات الإسلامية تتعرض دوماً إلى انتهاكات متواصلة من قبل حكومة الاحتلال الصهيوني وهذا يشير إلى حجم المخاطر التي تشل العقل والمنطق نحو التفكير فيما يحدث بحق تلك المقدسات إلا أنها تتطلب وقفةً جادة وفاعلة متمثلة بردود فعل قوية تنهض في وجه العدو وتصده عن الاستمرار في مخططاته وتحقيق مآربه الدنيئة . وفي تقرير لوزارة الأوقاف والشئون الدينية أوضحت أن المساجد تنتهك وتدنس من قبل الاحتلال الصهيوني حتى وصل به الأمر أن يسعى جاهداً إلى تهويدها والاستيلاء عليها علاوة على ذلك شرع في هدم العديد منها وتحويل البعض الآخر من تلك المساجد إلى خمارات وملاهي ليلية وكنس تأوي جماعاتهم اليهودية المتطرفة ومستوطنيهم لأداء طقوسهم التلمودية الشعواء. طقوس تلمودية وقالت الأوقاف: "اليهود أشد الشعوب كراهية للإسلام والمسلمين ظانين أنهم مخلدين وفق شعائرهم التلمودية وطقوسهم التوراتية المحرفة التي يسيرون عليها ، فهم يعتقدون أن المسجد الأقصى المبارك يقع موقع هيكلهم المزعوم المراد إنشائه بعد أن يستولوا على الأقصى ويهدمونه لا قدر الله ، والأمر بات واضحاً وواقعا ملموساً حيث الاقتحامات الصهيونية المتكررة للأقصى والاعتداءات المتواصلة على المصلين تكشف حجم مخاطر وتداعيات الاحتلال". وأشارت إلى أن الاحتلال وحاخاماته المتصهينين حرفوا التوراة منذ عهد قديم وشككوا في القران الكريم ،وهذه دلالات واضحة تفيد بان المحتل ليس عدوا للوطن فقط وإنما هو عدو لله وللدين الحنيف، إضافةً إلى أن الاحتلال تعامل مع الكتب السماوية على أنها قوانين ومعادلات ونظريات يساوونها ويحرفونها كيفما شاءوا معاذ الله ، متناسين الله عز وجل الذي شرَّع الأحكام وخلق الإعجاز في كتبه السماوية جمعاء. هدم المساجد ونوهت الوزارة إلى أن سلطات الاحتلال الصهيونية هدمت منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 أكثر من 1200 مسجد وحولت الكثير مما تبقى من مساجد إلى خمارات وكنس كما أنشأت الفنادق والملاهي الليلية على المقابر الإسلامية بهدف تهويد المقدسات ودثر معالمها وطمس حضارتها التاريخية العريقة. وتابعت الأوقاف :"في الوقت الذي تشكي حكومة الاحتلال وتطرح ادعاءاتها الكاذبة للعالم اجمع بان مقدساتها تنتهك متجاهلة حقيقة الأمور التي تؤكد أن المقدسات العربية الإسلامية منها والمسيحية قد تعرضت منذ نكبة العام 1948 حتى الآن وعلى مدار 57 عامًا لأشد أنواع الانتهاكات والاعتداءات، ناهيك عن الاعتداءات شديدة الخطر التي ما زال يتعرض لها المسجد الأقصى". عذابات وويلات ولفتت إلى أن المقدسات الإسلامية ما زالت تتعرض إلى أشد ألوان العذابات والويلات والانتهاكات بشتى ألوانها وأشكالها بعد إعلان الاحتلال الحرب الطاحنة عليها قاصدة من خلال تلك الحرب العقائدية قلع الجذور التاريخية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وأضافت الأوقاف بأن المحنة والمؤامرة استمرت حيث صودرت الأوقاف الإسلامية تحت ستار قانون أملاك الغائبين، الذي زوَّره الاحتلال من اجل وضع مخططاته الخبيثة الرامية إلى تهميش الوجود الإسلامي، فاستولت على منازل المواطنين غير المتواجدين في منازلهم تحت ذريعة هذا القانون الفاشي إلى جانب تحويل تلك المنازل المقدسية ومقدرات المواطنين إلى بؤر استيطانية تحوي المستوطنين والمتطرفين. وندَّدت وزارة الأوقاف بإفساح المجال الصهيوني البغيض على مصرعيه حيث أباح لمؤسساتهم اليهودية وقطاعات الإنتاج الصهيونية بتصوير فيلم للعراة داخل المسجد الأحمر في صفد، علاوةً على أنها منحت الشرعية الكاملة لتحويل المساجد إلى حظائر للأبقار والأغنام كما هو حاصل الآن في مسجد عين الزيتون قضاء صفد ومسجد البصة قضاء عكا". مذكرة قضائية ووقفت الأوقاف من موقع مسئوليتها وحرصها وقلقها عما يجري بحق المقدسات من مهازل احتلالية بشعة، مجددةً مطالبتها بضرورة رفع مذكرة قضائية تحمل في جعبتها تحميل الاحتلال مسئولية ما يجري بحق تلك المقدسات وتسليط أصابع الاتهام نحوه ،خاصة وان هناك وثائق وبراهين مؤكدة تكشف زيف الاحتلال وتفضح جرائمه. وطالبت الوزارة بضرورة إنقاذ تلك المقدسات من براثن الاحتلال والتصدي لأي انتهاك لمقدساتنا أو أوقافنا، والعمل على تحرير هذه الأوقاف والمقدسات، وإعمار ما تبقى من المساجد والمقابر، مبينةً أن الاحتلال دمر خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة نحو 34 مسجدا تدميراً كلياً و167 هدم جزئي. واعتبرت الأوقاف أن هذه الانتهاكات الصهيونية المستمرة بحق تلك المقدسات تأتي ضمن خطى مبرمجة ومتسارعة تسابق الزمان والمكان بغرض إجلائها وإفراغها من المصلين بهدف هدم الشريعة الإسلامية ومحاربة الإسلام والمسلمين لان العقيدة الإسلامية والإيمان بالله هو الرادع الأساس للاحتلال وثنيه عن الظلم الجائر.