خلال خمسة عقود من الزمان لم تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، على حد سواء، لكنها خصت الأولى بكثير من الهدم والتخريب والتدنيس بسبب الطابع الإسلامي لفلسطين، وكان من ضمنها المسجد الأقصى المبارك، والذي أحرق في 21 فبراير عام 1969. وقالت القدس برس في تقرير لها من فلسطينالمحتلة إن المقدسات الإسلامية والمسيحية حتى الآن "تتعرض إلى أشد ألوان الانتهاك بعد إعلان المؤسسة الإسرائيلية الحرب الطاحنة عليها، قاصدة من خلال هذه الحرب قلع الجذور التاريخية للشعب الفلسطيني في هذه البلاد"، بحسب ما تؤكده "مؤسسة الأقصى" لإعمار المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948. وتوضح هذه المؤسسة أنه على مدار 58 عاما من النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، في أعقاب حرب عام 1948، والتي شهدت أفظع الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وأرضه، وأرضا وتاريخا ومقدسات، دمرت سلطات الاحتلال وهدمت مئات القرى، كما هدم أكثر من 1200 مسجد في عام 1948، إضافة إلى مئات المقابر التي جرفت وردمت". ورأت أن ذلك يأتي "في ظل سياسة إسرائيلية ممنهجة استهدفت طمس الآثار الفلسطينية لأنها ترى فيها شاهد إثبات على هوية الأرض، وتاريخها وحضارتها، وسنت القوانين وحولت المساجد إلى كنس وبارات، في إطار حرب متواصلة لم تهدأ رحاها على مدار 58 عاما". وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب فعلته الأولى عام 1948 (عام النكبة) بأن "هدم ما يزيد عن 1200 مسجد وجرف مئات المقابر ووضع القوانين التي تحيل ملكية المقدسات الإسلامية إلى أيدٍ أخرى، وذلك بهدف إكمال مسلسل التنكيل بحق ما تبقى من مقدسات ومعالم إسلامية"، على حد قولها. ويُستدل من تقرير للمؤسسة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حولت ثمانية عشر مسجداً في فلسطين إلى معابد وكنس لليهود، في حين حول ستة عشر مسجداً إلى غير أهدافها الطبيعية كحظائر للأبقار وخمارات ومطاعم وملاه، إضافة إلى دوائر حكومية، في حين أقدم الاحتلال على هدم أو إغلاق واحد وأربعين مسجداً ومصلياً. وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن "المحنة التي تتعرض لها الأوقاف والمقدسات الإسلامية في فلسطين، استمرت حيث صودرت الأوقاف الإسلامية تحت ستار قانون أملاك الغائبين، فيما قامت ما يسمى مؤسسة "دائرة أراضي إسرائيل" بوضع المخططات الخبيثة الرامية إلى تهميش الوجود الإسلامي. وقالت إن "دائرة أراضي إسرائيل" قامت بتحويل مسجد قيساريا، ومسجد عسقلان، وعين حوض إلى خمارات، ووصل الحد بهذه المؤسسة أن تفتح المجال لتصوير فيلم للعراة داخل المسجد الأحمر في صفد، كما تعطي هذه المؤسسة الشرعية الكاملة لتحويل المساجد إلى حظائر للأبقار والأغنام، كما في مسجد عين الزيتون قضاء صفد ومسجد البصة - قضاء عكا". وذكرت المؤسسة إلى أن مسلسل الانتهاك تواصل وبإذن من مؤسسات رفيعة المستوى في سلطات الاحتلال، من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود، الذين يقومون بتحويل المساجد إلى كنس ومعابد لهم تحت أسماء ومسميات جديدة لا أصل لها، كما حدث في مسجد الست سكينة في مدينة طبريا، والذي حول إلى كنيس يهودي، وعشرات المساجد الأخرى التي تحولت إلى غير هدفها الطبيعي وباتت مقرا لارتكاب الموبقات، على حد قولها. من جهة أخرى؛ تؤكد المؤسسة أن ما تتعرض له مقبرة "مأمن الله" في القدسالمحتلة التي تضم رفات الآلاف من الصحابة والعلماء، وقادة الجيش الإسلامي الذي قاده القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي ، لتحرير القدس من الصليبيين، وعشرات الآلاف من السكان الذين قتلوا في المجازر التي ارتكبت على أيدي الصليبيين لدى احتلالهم المدينة المقدسة، "تجسد أبشع ما اقترفته أيدي المؤسسة الإسرائيلية بحق أحد أكبر المقابر الإسلامية التاريخية في فلسطين، وتجسد صورة الوضع لما واجهته المقدسات وما زالت". وأشارت إلى أنه "منذ وقعت القدسالمحتلة تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 واستكملت عام 1967، تعيش المدينة حالة عصيبة، فالاحتلال يعمل جاهداً على طمس كل أثر عربي وإسلامي". وتقع مقبرة "مأمن الله" والتي يسمها البعض "ماملا"، بمعنى "ماء من الله" أو "بركة من الله"، غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد مئات الأمتار من باب الخليل أحد أبواب سور البلدة القديمة في القدس. وهي من أكبر المقابر الإسلامية مساحة في بيت المقدس وتقدر مساحتها ب "200" دونم ، وتضم المقبرة رفات عدد من صحابة رسول الله والتابعين والصالحين وعشرات آلاف العلماء والفقهاء والأدباء والقضاة وعامة الناس. وأكدت مؤسسة الأقصى أن بناء المراحل الأولى من المشروع المسمى ب "مركز الكرامة الإنسانية - متحف التسامح في القدس"، أدت إلى نبش مئات القبور في مقبرة مأمن الله، واستخراج العظام والجماجم". مشيرة إلى أن "كل الأديان والشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان تجمع وتدعو إلى أهمية حفظ حرمة الأموات، وعدم التعرض لمدافنهم، وكذلك تجمع على قدسية المقابر.