يهدف لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وينهي محنة شعبها ويستعيد لسوريا ولبنان أراضيهم المحتلة ويغلق ملف الصراع العربي الإسرائيلي• ورغم أن البعض يري أن سلام الشرق الأوسط ليس مستحيلاً أو بعيد المنال فإن الإرهاب الإسرائيلي والتطرف والتعنت وغطرسة القوة التي تمارسها إسرائيل مازال وسيظل عائقاً أمام تحقيق السلام العادل والشامل الذي نريده• والذي يحقق الأمن والاستقرار لجميع الشعوب• إن إسرائيل تتحدي المجتمع الدولي ومشاعر المسلمين والمسيحين في العالم بالحرب التي أعلنتها لتهويد القدس، ورغم أن تاريخ هذه الحرب بدأ منذ قيام الكيان الصهيوني بإعلان دولته علي أرض فلسطينالمحتلة فإن أساطيره المؤسسة علي الأحلام والأوهام مازالت قيد التنفيذ رغم أنها تعلم أنه لا يمكن تصفية شعب فلسطين ولا يمكن لأي مسلم القبول بممارسات إسرائيل تجاه القدس وأن هذا الفعل ستفوق أضراره أية حروب عالمية سابقة•• لأنها ستقلب الموازيين والمعايير وستكون خارج نطاق الحسابات والاحتمالات• إن الوضع العام في مدينة القدسالمحتلة بات في غاية الخطورة في ضوء المخططات الاستعمارية الإسرائيلية خاصة في الجزء الشرقي من القدس وفي البلدة القديمة ومحيط أسفل المسجد الأقصي المبارك والاعتداءات الإسرائيلية مازالت مستمرة وقد ترافق تدنيس المسجد الأقصي بقيام مجموعات متطرفة من المستوطنين المحتلين باقتحام المسجد الأقصي خلال الشهر الماضي أي شهر رمضان أمام بصر وسمع العالم كله وتعمدوا تدنيس باحاته وساحاته وقيام الصهاينة بالسيطرة علي أكثر من 06% من مساحة الحرم الإبراهيمي ومنع رفع الأذان أكثر من مرة ومنع المصلين من دخول الحرم الإبراهيمي أو المسجد الأقصي أو قبة الصخرة والحصار الإسرائيلي علي جميع النشاطات الثقافية في المدينة المقدسة وتواصل إغلاق المؤسسات الفلسطينية منذ عام 1002 وتقييد تصاريح البناء ما هو إلا أسباب منطقية أمام العرب والمسلمين لدفع الأذي والاستهانة بمقدساتهم• لقد تسبب شارون في انتفاضة الأقصي، واليوم يصعد نتيناهو الحرب في المسجد الأقصي ثالث الحرمين الشريفين وبات من الواضح أنهم يلعبون بالنار ويقامرون ليس بانتفاضة فلسطينية ثالثة ولكن بانتفاضة وثورة إسلامية شاملة• ولن يكون هناك مفاوضات ولن يكون هناك سلام أبدي مع الإسرائيليين الذين يعكفون علي تنفيذ مخطط مدروس تسمح بمقتضاه للمتطرفين اليهود بتنفيذ سلسلة من الامتحانات المبرمجة لباحة المسجد الأقصي أو جبل الهيكل بالمسمي الإسرائيلي وتأدية شعائر تلمودية، وذلك إرضاءً للمتطرفين اليهود من جهة واختبار رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي إزاء هذا التصعيد المقصود والمتعمد تمهيداً لتقسيم الحرم القدسي الشريف وتكرار سيناريو الحائط الإبراهيمي وحائط المبكي المزعوم• لقد أصبح من الواضح أن الذي يساعد الكيان الصهيوني علي هذه الممارسات أولها هو التشرذم العربي وثانيها الانقسام الفلسطيني وثالثها غياب الضغط الأمريكي الحقيقي للدرجة التي تجعلها قادرة ومستمرة في إملاء إرادتها علي الجميع والسعي الدءوب لفرض الأمر الواقع في القدس بهدف إخراجها من المفاوضات الثنائية وحرمان الدولة الفلسطينية في المستقبل من اتخاذ القدسالشرقية عاصمة لها• إن تهويد القدس عملية متجذرة في العقلية والوجدان الإسرائيلي ولم يكن إقدام المتطرف اليهودي علي حرق المسجد الأقصي قبل أربعين عاماً من قبيل الصدفة وما يتم من استفزازات واعتداءات علي الحرم منذ تقسيم القدس إلي شرقية وغربية ومحاولة ابتلاعها كلها وهدم الأقصي وبناء الهيكل وعمليات الإنفاق والشوارع تحت المدينة القديمة ليس إلا مخططاً مدروس، واليوم تتعرض القدس لأشرس هجمة علي حد قول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي وأن ممارسات إسرائيل تشكل تحدياً سافراً للعالم العربي والإسلامي وهذا الصمت العربي والإسلامي والدولي يشجع إسرائيل علي المضي قدماً في تنفيذ مخططها• لقد صرح المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة الروم الأرثوذكس بأن هناك مؤامرة كبري علي القدس ودعا العرب والمسلمين والمسيحيين إلي التحرك لإنقاذها قبل أن تضيع من بين أيديهم ويكمل الاحتلال الصهيوني مشروعة بالتطهير العرقي لسكانها الأصليين مسلمين ومسيحيين كما طالبهم جميعاً بفضح العنصرية الإسرائيلية• صحيح أن الرئيس مبارك تدخل لتهدئة الأوضاع في المدينة المقدسة المحتلة ولكن مازالت الغيوم تحيط بالمنطقة فالانفجار آتٍ لا محالة مادامت إسرائيل مستمرة باللعب بالنار علي برميل البارود•